عقائد الشيعة الإمامية /  العلامة الأميني

 

خطاب

 

خطاب تفضل به الفيلسوف الشهير الدكتور محمد غلاب مدرس الفلسفة في شعبة أصول الدين من الجامع الأزهر المصري بالقاهرة، وقد نشرته مجلة " البيان " العصماء النجفية في عددها 10 من سنتها الأولى ص 258 بعد كلمتها القيمة حول ذلك الخطاب، نتقدم بنشرهما مع تقدير للناشر وإكبار لمقام الكاتب وثناء على ما يعطيه من النصفة من نفسه في كل موضوع.

بريد البيان :

ننشر نص الرسالة التي بعث بها الدكتور محمد غلاب من مصر إلى سماحة العلامة الجليل الشيخ عبد الحسين الأميني حول كتابه - الغدير في الكتاب والسنة والأدب - وفيها أعرب عن حقايق ناصعة تبشر بفجر صادق يكفل لنا تقدير الآراء المذهبية الحقة، والاعتراف بالحقايق التأريخية التي قاومتها العاطفة ردحا من الزمن، وإليك نص الرسالة: تحيتي يقتادها تقديري، وسلامي يدفعه إجلالي لعلماء العراق عامة ولأهل النجف الأشرف خاصة، وفي طليعتهم المؤلفون الأماجد أمثالكم.

 وبعد: فقد تسلمت الجزئين: الأول والثاني من كتابكم النفيس [ الغدير ] الذي شابه الغدير حقا في صفائه ونفعه، والذي يلفي الباحث فيه أمنيته على نحو ما يجد المسافر الظامي في الغدير ما ينقع غلته، والذي عنيتم فيه بجانب هام من جوانب التراث الاسلامي، متوخين الحقايق، متتبعين الآثار الصادقة، متعقبين مواطن الشبه بالتصحيح والنقد.

 ونحن على يقين من أن الشباب العصري الاسلامي سيستفيد من هذه الثمار الشهية، لا سيما أن أكثر ما يكتب اليوم غث خفيف الوزن، تافه القيمة، وإن الحركتين العلمية والأدبية قد تحولتا إلى حركة تجارية بحتة.

 

/ صفحة ب /

ولقد جاءني كتاب حضرتكم في الوقت الملائم لأني عاكف على دارسة كثير من الجوانب الإسلامية وعلى التأليف فيها، ولذا يعنيني كثيرا أن تنكشف أمامي المبادئ الحقيقية، والآراء الصحيحة للشيعة الإمامية حتى لا نكبو - بإزاء هذه الفرقة الجليلة - في مثل ما كبا فيه... و...(1) وأمثالهما من المحدثين المتسرعين، ولقد تسلمت أيضا قبل الآن بضعة كتب من علماء العراق في مبادئ الشيعة الإمامية وآرائهم، ونسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه الرشاد، وأن يهدينا إلى سبل السداد، وأن ينفع بما ننتجه الناطقين بالضاد، وتفضلوا بقبول احترامي.

 الدكتور محمد غلاب

أستاذ الفلسفة بكلية أصول الدين

بالجامعة الأزهرية بالقاهرة

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) سمى رجلين من المحدثين المتسرعين لم نذكرهما لعدم علمنا برضاه.

 

/ صفحة ج /

مقال :

أتانا من الشخصية البارزة، بطل الجهاد السياسي، صاحب المعالي الدكتور عبد الرحمن الكيالي الحلبي، أحد رجالات الأسرة الكريمة " الرفاعية " بحلب الشهباء، العريقة بالمجد المؤثل، المطنبة في أرجاء العالم الاسلامي بشرف النسب والحسب والعلم والكرامة، والمقال يعرب عن تقدمه في حبك الكلام، و ترصيف القول، وسبك الغرر والدرر في بوتقة البيان، كما يعرفه بدقة النظر، ورصانة الفكر، والشعور الحي، والروح الشاعرة، حياه الله وبياه، واليك المقال: (1) صاحب الفضل والفضيلة العلامة الجليل الأستاذ الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني المحترم..

الحمد لله موحد القلوب، وباعث الهمم على جمع شمل المسلمين، والصلاة و السلام على رسوله هادي الأمم إلى يوم الدين، وعلى آله وأصحابه ومن والاهم من المؤمنين.

 وبعد: فإن تاريخ الاسلام هو تاريخ العرب، والعرب قصروا في دراسة تاريخهم دراسة علمية مجردة عن الغرض والهوى.

 والذين كتبوا التاريخ الاسلامي في عهود الأمويين والعباسيين لم يخل أكثرهم من شبهات الميل إلى العاطفة، والانحياز عن الحق، فلم يستطع المتأخرون النقادون استخراج الوقايع، والحقائق، والأحداث، وربطها ببعضها البعض بسياق العبر، و استجلاء الأسباب وإظهار النتائج، وهي من أهم مقاصد التاريخ.

 إن العالم الاسلامي الذي لا يزال في حاجة ماسة إلى مثل هذه الدراسات يهمه ولا شك أن يعلم تطور الحكم قبل الاسلام وبعده، وأسباب الأحداث التي رافقت قضية الخلافة والخلفاء وما جرى في أيامهم، ويهمه أن يعلم لماذا تعددت دول

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) هذا المقال من ملحقات الطبعة الثانية.

 

/ صفحة د /

الاسلام وتفرقت ؟ وماذا حدث في عصورها من حروب وأعمال ؟ وكيف زالت تلك الدول وحل محلها غيرها ؟ وماذا أدى كل منها من الخدمات إلى الحضارة الإسلامية وإلى الذين شادوا بنيانها ورفعوا منارها ؟ ويهمه أن يعلم ما هي عوامل السرعة في الفتوحات واتساعها وانتشار الاسلام بيد الأمم والشعوب على اختلاف مللهم و نحلهم ؟ ولماذا بدأ الاختلاف بعد وفاة الرسول الأعظم وأبعد بنو هاشم عن حقهم ؟ ويهمه أن يعلم ما هي بواعث الانحطاط والانحلال في المسلمين حتى أصبحوا على ما هم عليه ؟ وما هي الطرق المؤدية إلى وحدة كلمتهم ونهضتهم دينيا، وسياسيا، و اقتصاديا، وأدبيا، وعلميا ؟ وهل يمكن تدارك ما فات بالرجوع إلى ما كتبته التواريخ القديمة والاعتماد عليها ؟ أم يجب البحث والعمل والانصراف إلى التحرى والاستقراء بتجرد ونزاهة ؟ حتى يمكن الاستنباط والتحقق من العلل، واستخراج الأسباب، وبيان ما يجب أن يتهيأ له الجيل الجديد للأخذ بمقومات العلم والنهضة والتمسك بالمثل العليا التي تمثل لنا مبادئ الرسوم، وسيرته وتعاليمه، وتعاليم من ساروا سيرته.

 وعملوا بهديه، واستناروا بنوره، وكانوا مصابيح الشريعة، وسند الحق، وكعبة الحياة السعيدة، ومثالا للزهد والتقوى.

 إنني لأرى - وأنا الواثق بأن مثل هذه الدراسة وهذا النهج القويم هو خير ما يجب على رجال العلم والدين والاصلاح السعي لتحقيقه وإبرازه إلى حيز الوجود - إن في كتابكم " الغدير " الذي أخرجتموه إلى العالم الاسلامي ما يثبت لنا فائدة هذه الدراسة على هذا الطراز العلمي، وفيه ما يحقق لنا حقيقة تاريخية لم ينصف المؤرخون في روايتها بإجماع كما حدثت، بل تناولها بعضهم بالاثبات وبعضهم بالنفي، وهنالك من رواها بالزيادة أو النقصان، ومنهم من نقلها محرفة، ومنهم من ذكرها دون اهتمام، كأنها قضية لا يتوقف على صحتها والعمل بها سلامة البداية وخلود النهاية، فمر بها مرور الغافل، أو الجاهل، أو المغرض.

 وفي كل ما حدث بقي العالم الاسلامي بعيدا عن فهم الحقيقة حقيقة الحدث  التاريخي الذي لو عمل به صحابة العهد النبوي، ونفذ ما جاء في الوصية حسبما أراده الرسول الأمين، والمؤسس الأعظم ما وقع ما وقع، وأصاب المسلمين ما أصاب من بلاء

 

/ صفحة هـ /

الشقاق، وشقاء الاختلاف، ولبقيت وحدة المسلمين متماسكة الحلقات، سليمة من النوازع والرغبات، وسارت الخلافة تحفها مواكب النصر، وتظلها أعلام الهدى والرشاد في طريق القوة والاجماع، كما رسم خططها الرسول، فلا يتولاها إلا ذو استعداد، وكفاية، وعلم، وإرادة، وشجاعة، وقوة، وحزم، وثبات، إدراكه إدراك صحيح لسياسة الشريعة، وحكمته حكمة عادلة تجمع بين الدين والدنيا، وخلقه خلق النبوة، وسيرته سيرة المصلح، وهديه هدي القرآن، وحياته حياة الزاهد في حطام الدنيا وزينتها ولذاتها، وعمله عمل الحق والرحمة والمحبة، وسيفه سيف الحكيم الخبير بمواطن الداء، وحكمه حكم القاضي الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم، ويده يد الجبار على الظالم، ويد الرحيم مع الضعيف، وعلمه الذي يقيس القضايا بمقاييس العقل والحق والصالح العام، والتجرد عن كل ما يخالف أمر الله، يريد وجهه في كل عمل وقول.

 أما والواقع كان خلاف ما يجب أن يكون، وحدث ما ليس في الحسبان، وأضاع العرب الفرصة والزمان، وخسر المسلمون رجالاتهم وقوتهم وهم في أول نشأتهم في منابذات ومنازعات، ما أغناهم عنها ! ولولاها لدوخوا العالم، ودكوا العروش، ونشروا ألوية السلام في أقل من نصف قرن، ولبسطوا سلطانهم على العالم، وأسسوا هدى شريعتهم دون عناء.

 أما وقد انطوت أحداث التاريخ على ما لا يحمد وما يحمد خلال تلك القرون فليكن لنا منها عبرة وبعث ينشطنا إلى بسط الحقائق، وربط الوقائع، وبيان العلل والأسباب، وكشف النتائج معتمدين على منطق العلم والعقل والتجارب، ومنهج جمع الشمل، ولثم الجروح حتى لا تشوب مباحثنا شائبة الزيغ أو التقصير أو الاهمال، فنطهر سيرة ذلك الوصي الذي عاش لله ودينه، واستشهد في سبيل إعلاء كلمته والدفاع عن حقه، وناصر ابن عمه بروحه وجسمه وطاعته وولائه، وبذل جهده وإخلاصه ونفسه للذين تولوا أمور المسلمين على أن يكونوا لدين الله ناصرين، وبكتابه عاملين، ولرعيته راعين، ولتعاليمه حافظين، ولرسالته مؤيدين، ولهديه تابعين.

 كان في عبادته وأخلاقه وأعماله مثلا أعلى لما رسمه الاسلام لتابعيه، وكان

 

/ صفحة و /

سيد الفصاحة والبلاغة، وباب العلم والاجتهاد، وسيف النبي على الأعداء، وصاحب الإرادة التي لا تلين لمطمع أو غاية، والإمام الورع كرم الله وجهه وطهره وآله وعترته من الرجس وعصمهم عن الزيغ، وأوجب عباده محبتهم، ووهبهم جمال الخلق، وصفاء السريرة، وحسن الطوية، وعفة اليد واللسان، وحباهم بالصبر والثبات.

 أما والعالم الاسلامي اليوم لفي حاجة إلى إبراز ما منح الله تلك الشخصية الفذة من الصفات، والمزايا، والفضائل، والسياسة، والتدبير، لتكون رائد المؤمنين في حياتهم أينما كانوا وحيثما تولوا، يتبعونها بروحهم وأفكارهم، فينالهم الشفاء، وتنفحهم الهداية بنعمائها ونفحاتها العلوية، فتنقى أرواحهم وقلوبهم من أدران المدنية الكاذبة، وتصفى عقولهم من هواجس الشك ونزوات الالحاد، فإن كتاب " الغدير " وما فيه من سنة، و أدب، وعلم، وفن، وتاريخ، وأخلاق، وحقائق، وتتبعات، وأقوال، لجدير بالاطلاع عليه والاحاطة به، وخليق بكل مسلم اقتناؤه، فيعلم كيف قصر المؤرخون، وأين هي الحقيقة، وبذلك نتفادى نتائج التقصير والاهمال، وننال الأجر والثواب في إقرار الحقائق واتباع الأوامر، وجمع الكلمة، وتوحيد العقائد والمذاهب، وإجماع الرأي، لعلنا ننهض وينهض من آلمهم ما وصل إليه المسلمون، ويستيقظ الجميع وقد عاد إليهم رشدهم وعزهم وقوتهم وما ذلك على الله بعزيز.

 أبارك عملكم، وأشكر هديتكم، وأرجو دوام سعيكم، ولسيدي الأستاذ الجليل أن يتقبل احترام أخيه وتمنياته بدوام صحته، وأن يتفضل بإعلامه عن وصول هذا المقال، وله من الله الجزاء الأوفر إنه على كل شيئ قدير، والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته بدءا وختاما.

المخلص الدكتور عبد الرحمن الكيالي

حلب في 18 محرم الحرام عام 1373

المصادف 26 أيلول عام 1953

 

/ صفحة ز /

 

كلمة

للبحاثة الكبير والكاتب القدير الأستاذ المحامي توفيق الفكيكي البغدادي حول كتاب [ الغدير ] نشرتها مجلة الغري الغراء النجفية في عددها 17 من سنتها الثامنة ص 415 ونحن نذكرها مشفوعة بالشكر والتقدير للكاتب والناشر.

 في أواخر الصيف المنصرم وردتني هدية ثمينة غالية من فضيلة العلامة الجليل والمحقق الفاضل الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي وهي الجزء الأول والثاني من كتابه النفيس القيم [ الغدير ] وكانت علة التأخير والتقصير عن إبداء رأيي في هذا الكتاب الفريد والاشادة بذكره في حينه هي استبداد المجلد في مطالعتهما واحتكاره والاستفادة من ثمراتهما الشهية، وبعد أن ارتوى المجلد عفى الله عنه من منهل الغدير العذب قدمه لي، ولكن شواغل الحياة ومتاعب المحامات كل ذلك من الدواعي والأسباب أرغمتني إرغاما على أن أسرف في التقصير عن إنصاف كتاب [ الغدير ] النادر الطريف، إلا أن طمعي الكثير بحلم فضيلة المؤلف حفظه الله خير ضمان لعفوه الكريم وقد قيل: - والعذر عند كرام الناس مقبول - وقبل أن أسجل كلمتي في تقدير قيمة الكتاب العلمية، أتقدم بجزيل الشكر لفضيلة البحاثة النحرير مولف الكتاب على هديته وتحفته العجيبة، وعندي أن إهداء تحف العقول النيرة، وغرر القرائح المشرقة، وعرائس الأفكار الزاهرة، هي أثمن وأغلى من زف العرائس الأبكار، بل وأفضل من تقديم الجواهر والأعلاق من كرائم الأحجاز.

 وبعد: فقد تصفحت الجزئين من كتاب " الغدير " ووقفت على ما دونه المؤلف ما من الموضوعات والمضامين، ثم فحصت ما جاء فيهما من البحوث الجليلة العلمية العميقة، والتدقيقات التاريخية المضنية، ومناقشة الأحاديث

 

/ صفحة ح /

الغامضة، والروايات الكثيرة المتضاربة المختلفة، والمساجلات الأدبية والشعرية، وأثرها في خدمة المبادئ العلوية الشريفة، وكذلك أمعنت النظر في ما نقله صاحب [ الغدير ] وأحاط به من الآراء العلمية السديدة في التفسير والتأويل لنصوص الذكر الحكيم، والحكمة المحمدية العالية، تلك الآراء والنظرات الصائبة التي كشف الغطاء وزاحت الستار عن كثير من الحقائق المطموسة، والأسرار المحجوبة في شأن يوم الغدير، وقد كان فضيلته في كل ذلك موفقا أعظم التوفيق في تنبيه الأفكار، وتنوير الأذهان، وإرشاد الحائرين إلى معرفة تلك الحقائق التأريخية، وإدراك كنه الحكمة التشريعية في قصة الغدير، وما يتصل بها من مقدمات خطيرة محزنة، ونتائج كبيرة مؤلمة، لا تزال مدعاة للتأمل العميق، والعبرة البالغة في التأريخ الاسلامي وسجيل القومية العربية.

 لم يكن العلامة مؤلف كتاب (الغدير) أول من كتب وألف في " الغدير " فقد سبقه إلى ذلك كثير من العلماء الأعلام، وجملة كبيرة من كبار الأدباء وحملة الأقلام إلا أنهم مع الاعتراف بغزارة فضلهم، وعلو كعبهم في الأدب والعلم، فلم يتمكنوا من إزاحة العلة، وشفاء الغلة، ولم يتوصلوا إلى ما وصل إليه العلامة الأميني من تحقيق وتدقيق وتمحيص، بنتيجة جلده الجبار في البحث والاستقصاء وصبره العتيد على التعمق في الاستقراء والاستنتاج، ومن ثم بلوغه إلى إصابة الهدف وتقرير الحقيقة، وإبرازها سافرة ناصعة، مما دل على شدة مراسيه، وعنته في جميع الأدلة التاريخية القوية، وإقامة البراهين العلمية الساطعة، وسوق الحجج العقلية والنقلية والأدبية لإثبات دعم موضوعه الخطير في الغدير، وهو ذلك قد أبطل المثل الساير - ما ترك الأوائل للأواخر من شيئ وأراد أن يثبت للقراء بأن الأواخر قد أتوا بما لا تسطعه الأوائل من ابتكار ومعجزات في العلوم والفنون.

 لا أغالي في القول إذا قلت: إن كتاب [ الغدير ] ما هو إلا موسوعة نادرة في العلم والفن والتاريخ والتراجم، وروضة بهيجة أنيقة ساحرة بالطرف الأدبية الزاهرة، وهو فوق ذلك فإنه دائرة معارف جليلة مهمة، حافلة بكثير من الآراء الدينية السديدة، التي تطمئن إليها النفوس الزائغة الحائرة الغارقة في حنادس الجهالة،

 

/ صفحة ط /

وغياهب الشك، ودياجير الضلالة، والحق فإن هذا الأثر النفيس الخالد مما يعجز عن تحقيقه وتخليده أكبر الجمعيات العلمية في عصرنا الحاضر، وعليه فإن هذا المجهود الجبار أعظم مفخرة خالدة للعلامة البحاثة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي في ميدان العلم والفن، وهو أكبر خدمة أسداها فضيلته للمكتبة العربية وهي تستحق الاعجاب والتقدير.

 والذي نؤاخذ به حضرة المؤلف هو عدم قيامه بإكمال هذه المنة من وضع الفهارس بأسماء الرجال والشعراء والأماكن ولكن هذا لا ينقص من قيمة الكتاب التاريخية والعلمية والأدبية، وأعتقد أن أزمة الورق هي السبب الأول لهذا النقص في الكتاب.

 أما فضيلة المؤلف فقد أهدى هذه الخدمة المشكورة إلى صاحب الولاية الكبرى، سيد الأمة، وأبي الأئمة، مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه إذ لم يجد أحدا أولى بإهداء كتابه إليه من صاحب الولاية الكبرى.

 أيها الشيخ الفاضل إن بضاعتك المزجاة وهي صحائف ولائك الخالص لأمير المؤمنين عليه السلام لأعظم صفقة رابحة في تجارتك التي لن تبور، وإني أبشرك بصك الفوز الأكبر من الفزع الأكبر فلا يمسك وأهلك الضر إن شاء الله تعالى.

 بغداد

توفيق الفكيكي المحامي

شكر وتقدير :

أقدم جزيل شكري إلى الأعلام الأفذاذ والأساتذة الأماجد من الذين كتبوا كلمة حول كتابنا [ الغدير ] إشادة بذكر الحق، وإعلاءا لكلمة الولاء وتوحيد الكلمة، وسعيا وراء صالح الأمة.

 وأردفه بالتقدير لرجالات الصحف والمجلات ناشري تلكم الكلم القيمة في الأقطار الإسلامية من مصر وسوريا والهند والعراق.

 الأميني