عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني

 

شعراء الغدير في القرن الخامس

 

-35-

أبو النجيب الطاهر

المتوفى 401

 

عــــيد فـي يوم (الغدير) المسلم * وأنكـــــر العـــــيد عليه المجرم

يا جـاحدي الموضع واليوم وما * فـــــاه بـــــه المخـــــتار تبا لكم

فأنـــــزل الله تعـــــالـــى جـــــده *: اليـــــوم أكـــــملت لكـــم دينكم

واليــــوم أتمــمت عليكم نعمتي * وإن من نصب الإمام النعم (1)

* (الشاعر) * :

أبو النجيب شداد بن إبراهيم بن حسن الملقب بالطاهر الجزري، من شعراء أهل البيت عليهم السلام نظم في فنون الشعر، وغرد على أفانينه، بنظم رقيق الحاشية، متسق الألفاظ، جزل المعاني، له ديوان شعر عده ابن شهر آشوب في (معالم العلماء) عداد المجاهرين من شعراء أهل البيت عليهم السلام، وفي (معجم الأدباء) ج 4 ص 261: شاعر من شعراء عضد الدولة ابن بويه ومدح المهلبي، كان دقيق الشعر، لطيف الأسلوب مات سنة 401 ومن شعره:

إذ المرء لم يرض ما أمكنه * ولــــم يأت من أمره أحسنه

فدعه فقـــــد ســـــاء تـدبيره * سيضحــك يوما ويبكي سنه

ومنه:

أيا جـــــيل التصـــــوف شر جيل * لقـــــد جئـــــتم بأمـــــر مستحيل

أفـــــي القـــــرآن قـال لكم إلهي * كلوا مثل البهائم وارقصوا لي؟!

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) مناقب ابن شهر آشوب ج 1 ص 528 

 

/ صفحة 178 /

وقال:

قلت للقلب: ما دهاك ؟ أبن لي * قــــال لي: بايع الفراني فراني

ناظراه فيما جـــــنت ناظــــــراه * أودعانـــــي أمت بما أودعاني

وقال:

بـــــلاد الله واسعة فضاهــــــا * ورزق الله فــــي الدنيا فسيح

فقـــــل للقاعدين على هوان: * إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا

وقال:

أفســـــدتم نظـــــري علي فما أرى * مـــــذ غــــبتم حسنا إلى أن تقدموا

فدعوا غرامي ليس يمكن أن ترى * عين الرضى والسخط أحسن منكم

وقال في ج 3 ص 194: حدث أبو النجيب قال: كنت كثير الملازمة للوزير: أبي محمد المهلبي [ المتوفى 352 ] فاتفق أن غسلت ثيابي وأنفذ إلي من يدعوني فاعتذرت بعذر فلم يقبله وألح في استدعائه فكتبت إليه:

عبـــــدك تحـت الحبل عريان * كـــــأنه لا كـــــان شيطان

يغـــــسل أثـــــوابا كـأن البلا * فيـــــها خليط وهي أوطان

أرق مــــن ديني إن كان لي * ديـــــن كمــــا للناس أديان

كأنـــــها حـــالي من قبل أن * يصبــــح عندي لك إحسان

يقــول من يبصرني معرضا * فيـــــها ولــــلأقوال برهان

: هذا الذي قد نسجت فوقه * عـــناكب الحـــيطان إنسان

فأنفذ لي جبة وعمامة وسراويل وكيسا فيه خمسمائة درهم. وترجمه الكتبي في [ فوات الوفيات ] ص 167 وقال: شاعر مدح المهلبي وزير معز الدولة ومدح عضد الدولة وكانت وفاته في حدود الأربعمائة. وذكر أبياتا من شعره.

 ونقل في ص 132 في ترجمة الوزير المهلبي ما حكيناه عن (معجم الأدباء) من حديث غسل الثياب.

 وتوجد ترجمته في (دائرة المعارف) للبستاني ج 2 ص 360.

 وقد أصفقت المصادر الثلاثة الأخيرة على أن أبا النجيب كنية شداد بن إبراهيم المترجم الملقب بالطاهر فهو رجل واحد لا كما حسبه سيدنا الأمين في [ أعيان الشيعة ]

 

/ صفحة 179 /

من التعدد فذكر في ج 1 ص 389 المترجم باسمه شداد وقال: إنه توفي في حدود 400. وذكر في ج 1 ص 411 أبا النجيب الطاهر الجزري وعده ممن لم يحدد عصره من الشعراء.

 وذكر صاحب [ دمية القصر ] للمترجم في ص 50 قوله:

انظر إلى حظ ابن شبل في الهوى * إذ لا يـــــزال لكـــــل قـلب شايقا

شغل النساء عن الرجال وطالما * شغل الرجال عن النساء مراهقا

عـــــشقوه أمرد والتحى فعشقته * الله أكـــــبر ليس يعـــــدم عـاشقا

وذكره الثعالبي في تتميم يتيمته ج 1 ص 46 وذكر له من قصيدة في سيف الدولة علي بن عبد الله المتوفى 356:

وحـــــاجة قيـــل لي: نبه لها عمرا * ونم. فقـــــلت: عــــلي قد تنبه لي

حسبي عليان إن ناب الزمان وإن * جــاء المعاد بما في القول والعمل

فلــــي عـــــلي بـن عبد الله منتجع * ولي عـــــلي أميــر المؤمنين ولي

وله:

أليس ترى الجو مستعبرا * يضـاحكه برقه الخلب ؟ !

وقـــد لاح من قزح قوسه * بعـــيدا وتحــــــسبه يقرب

كطاقي عــقيــق وفيروزج * وبينهما آخر مـــذهـــــــب

م - وذكر ابن خلكان شطرا من شعره في تاريخه 2: 236 نقلا عن (دمية القصر) وأثنى عليه ].