عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني

 

بقية مناقب عثمان

 37 - قال ابن كثير في تاريخه 7: 212: قال ليث بن أبي سليم (ابن زنيم القرشي مولاهم): أول من خبص الخبيص عثمان خلط بين العسل والنقى ثم بعث به إلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم إلى منزل أم سلمة فلم يصادفه فلما جاء وضعوه بين يديه فقال: من بعث هذا ؟ قالوا: عثمان . قالت: فرفع يديه إلى السماء فقال: أللهم إن عثمان نترضاك فارض عنه . وذكره السيوطي في مسامرة الأوائل ص 87 نقلا عن البيهقي وابن عساكر من طريق ليث .

 قال الأميني: خبص ابن زنيم هذا الخبيص لعثمان بعد لأي من وفاة رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم وقد مات الرجل بعد المائة والأربعين من الهجرة، ولم يدرك النبي صلى الله وعليه وآله وسلم، ولم نعرف الذي أخذ الرواية منه ممن شهد قصعة الخبيص وحضر مشهد الدعاء كما لا يعرف أحد من بقية رجال الاسناد، فالرواية مرسلة من الطرفين .

 وأما ابن زنيم فقد جاء فيه عن عبد الله بن أحمد قال: ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا منه في ليث وابن إسحاق وهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم . وقال ابن أبي شيبة وأبو حاتم والجوزجاني: كان ضعيف الحديث.

 وضعفه ابن سعد وابن معين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع ما مضى في ج 7: 307 و ج 8: 33، 58 ط 2 .

 

/ صفحة 346 /

وابن عيينة . وقال أحمد وأبو حاتم أيضا وأبو زرعة: مضطرب الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث .

 وقال يحيى: عامة شيوخه لا يعرفون . وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم، تركه القطان وابن مهدي ابن معين وأحمد .

 وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم .

 وقال أبو عبد الله الحاكم: مجمع على سوء حفظه (1) ألا تعجب من حافظ كابن كثير يذكر رواية هذا شأنها وهذه عللها وذلك متنها المعلول ويرسلها إرسال المسلم في مقام الحجاج ويعدها من فضائل عثمان، ويأتي إلى حديث المؤاخاة الصحيح الثبت المتواتر الوارد من طرق مسندة معنعنة في الصحاح ويتخلص منه بقوله (2): أسانيدها كلها ضعيفة لا يقوم بشئ منها حجة .

 والله أعلم (3) ويروي في تاريخه 7: 357 نزول آية الولاية في علي عليه السلام فقال: هذا لا يصح بوجه من الوجوه لضعف أسانيده، ولم ينزل في علي شئ من القرآن بخصوصيته (4) حيا الله الأمانة، وقاتل الله الحب المعمي والمصم .

 ولو كان صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه لكل هدية ولو كانت لقمة خبيص ؟ للزمه أن لا ينزلهما في أغلب أوقاته لكثرة الهدايا إليه وكثرة مهديها، ولم تكن لعثمان ولخبيصه خاصة توجب أداء حقها دون المؤمنين عامة وهداياهم .

 38 - أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه 6: 321 من طريق عبد الله بن الحسن بن أحمد عن يزيد بن مروان الخلال عن إسحاق بن نجيح الملطي عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل نبي خليلا من أمته وإن خليلي عثمان بن عفان .

 قال الأميني: حسبك من عرفان رجال الاسناد كذابان: الخلال والملطي، أما الخلال فقال يحيى بن معين: الخلال كذاب . وقال الدارمي: وقد أدركته وهو

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) تهذيب التهذيب 8: 468 .

 (2) راجع تاريخ ابن كثير البداية والنهاية 7: 335 .

 (3) مر حديث المؤاخاة بطرقها المفصلة في ج 3: 112 - 125 ط 2 ومر الايعاز إليه في هذا الجزء صفحة 317 .

 (4) أسلفنا في ج 3: 156، 167 ط 2 تفصيل القول في نزول الآية في علي عليه السلام، وصحة روايته، وإطباق الفقهاء والمتكلمين والمحدثين والمفسرين على ذلك .

 

/ صفحة 347 /

ضعيف قريب مما قال يحيى: وقال أبو داود . ضعيف . وقال الدار قطني: ضعيف جدا (1) .

 هذا مجمل القول في الخلال وأما الملطي فقال أحمد: إسحاق من أكذب الناس وقال ابن معين: كذاب عدو الله رجل سوء خبيث .

 وقال ابن أبي شيبة عنه: كان ببغداد قوم يضعون الحديث منهم إسحاق بن نجيح .

 وقال ابن أبي مريم: إنه من المعروفين بالكذب ووضع الحديث .

 وقال عمرو بن علي: كذاب كان يضع الحديث وقال الجوزجاني: غير ثقة ولا من أوعية الأمانة .

 وقال ابن عدي: أحاديثه موضوعات وضعها هو وعامة ما أتى عن ابن جريح بكل منكر ووضعه عليه، وهو بين الأمر في الضعفاء وهو ممن يضع الحديث . وقال النسائي: كذاب . وقال ابن حبان: دجال من الدجاجلة يضع الحديث صراحا . وقال البرقاني: نسب إلى الكذب . وقال الجوزقاني كذاب وضاع لا يجوز قبول خبره ولا الاحتجاج بحديثه ويجب بيان أمره . وقال أبو سعيد: مشهور بوضع الحديث . وقال ابن طاهر . دجال كذاب . وقال ابن الجوزي: أجمعوا على أنه كان يضع الحديث (2) .

 ومن العجب سكوت الخطيب عن هذه الرواية وعما في إسنادها من العلل وقد ذكر هو كثير من آراء الحفاظ المذكورة في ترجمة إسحاق ولعله اكتفى بذكرها عن تفنيد الرواية صريحا، وكان مفتعلها لم يقف على المفتعلة الأخرى المرفوعة: لكل نبي خليل وخليلي سعد بن معاذ (3) ويضاد كلاهما ما جاء به البخاري في صحيحه 5: 243 من القول المعزو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر .

 وقد قدمنا الكلام حول ذلك في الأجزاء الماضية وأنه موضوع مختلق أيضا .

 39 - روى ابن أبي الدنيا بسنده عن فاطمة بنت عبد الملك قالت انتبه عمر " ابن عبد العزيز " ذات ليلة وهو يقول: لقد رأيت الليلة رؤيا عجيبة . فقلت: أخبرني بها فقال: حتى نصبح .

 فلما صلى بالمسلمين دخل فسألته فقال: رأيت كأني دفعت إلى أرض خضراء واسعة كأنها بساط أخضر وإذا فيها قصر كأنه الفضة فخرج منه خارج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ميزان الاعتدال 3: 318، لسان الميزان 6، 293 .

 (2) تاريخ الخطيب 6: 321 - 324، تهذيب التهذيب 1: 252 .

(3) كنز العمال 6: 183، منتخب الكنز هامش مسند أحمد 5: 231 .

 

/ صفحة 348 /

فنادى: أين محمد بن عبد الله ؟ أين رسول الله ؟ إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل ذلك القصر، ثم خرج آخر فنادى: أين أبو بكر الصديق ؟ فأقبل فدخل، ثم خرج آخر فنادى: أين عمر بن الخطاب ؟ فأقبل فدخل، ثم خرج آخر فنادى: أين عثمان بن عفان ؟ فأقبل فدخل، ثم خرج آخر فنادى: أين علي بن أبي طالب ؟ فأقبل فدخل، ثم خرج آخر فنادى: أين عمر بن عبد العزيز ؟ فقمت فدخلت فجلست إلى جانب أبي (1) عمر بن الخطاب وهو عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن يمينه وبينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقلت لأبي: من هذا ؟ قال: هذا عيسى بن مريم، ثم سمعت هاتفا يهتف بيني وبينه نور لا أراه، وهو يقول: يا عمر بن عبد العزيز ! تمسك بما أنت عليه وأثبت على ما أنت عليه، ثم كأنه أذن لي في الخروج فخرجت فالتفت فإذا عثمان ابن عفان وهو خارج من القصر وهو يقول: الحمد لله الذي نصرني ربي .

 وإذا علي في أثره وهو يقول: الحمد لله الذي غفر لي ربي .

 وذكره ابن كثير في تاريخه 9: 206 .

 قال الأميني: أنا لا أزال أرحب بقوم يحاولون إثبات الحقايق بالأطياف، و يجابهون ما ثبت في الخارج بالخيال، فتصور لهم ريشة الأوهام عثمان منزها عن كل وصمة عرفتها فيه الصحابة العدول من أمة محمد الناظرين إليه من كثب والمشاهدين أعماله الناقمين عليه بها، وقد أهدروا دمه من جرائها، وهم الذين يقتدى بهم وبأقوالهم وأفعالهم عند القوم ويحتذى مثالهم، وبأمثال هذه السفاسف يجرؤن البسطاء على التورط في المآثم بالنظر إلى هذا الانسان المغمور فيها في نظارة مكبرة تريه منزها عن دنس كل حوب، منصورا من الله بعد أن خذلته الصحابة جمعاء .

 ولهم هناك نظارة أخرى تصغر المنظور إليه من إمام المسلمين وسيد الخلفاء خير البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام إلى حد أثبتوا له ذنبا مغفورا له .

 ألا من مسائل إياهم عن أنه متى صدر هذا الذنب عن إمام المسلمين ؟ أحين عده النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه كما في الذكر الحكيم ؟ أم حين طهره الجليل بقوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " أم حين قرن ولايته بولايته

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) عمر بن الخطاب جد عمر عبد العزيز من أمه أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب

/ صفحة 349 /

وولاية نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله سبحانه: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (1) ؟ أم حين أكمل بولايته الدين وأتم نعمته على المسلمين بقوله عز من قائل: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دنيا (2) ؟ .

 أم حين جعله صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالناس من أنفسهم كما هو أولى بهم من أنفسهم فرشحه للخلافة الكبرى في حديث الغدير المتواتر المقطوع بصدوره ؟ أم حين جعله عدل القرآن في حديث الثقلين الثابت المتواتر ؟ أم حين أنزله من نفسه بمنزلة هارون من موسى، وفصل بينه وبين نفسه بالنبوة فحسب فقال: إلا أنه لا نبي بعدي ؟ (3) أم أم إلى ألف أم .

 على أنه سلام الله عليه كان حلس بيته والناس متجمهرون على عثمان لا يشاركهم في شئ من أمره، ولعل في الفئة المهملجة من يعد ما كان ينوء به الامام عليه السلام من نهي عثمان عما نقم عليه به من هنات وعثرات وأمره إياه بالمعروف والعمل بالكتاب والسنة فلا يجد منه أذنا مصيخة حتى قال: ما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك، أذهبت شرفك وغلبت على أمرك (4) - ذنبا مغفورا له، ويعده تقوية لجانب الثائرين على الرجل، وما هو من ذلك بشئ، وإنما أراد عليه السلام كشف المثلات عنه بإقلاعه عما كان يرتكبه من الموبقات ولكن على حد قول الشاعر:

أمـــــرتكم أمــــري بمنعرج اللوا          فلم تستبين النصح إلا ضحى الغد

أو على حد قوله:

وكم سقت في آثاركم من نصيحة          وقــــد يستفيــــد الظنة المتنصح

فزه زه بهذه المعرفة وحيا الله العلم الناجع الذي يرى صاحبه الواجب ذنبا و المذنب منصورا . وأحسب أن الذي افتعل هذه الأكذوبة الخيالية رجل من بسطاء الأكراد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) راجع ما أسلفناه في الجزء الثالث ص 156 - 167 ط 2 .

 (2) راجع ما أسلفناه في الجزء الأول ص 231 - 239 ط 2 .

 (3) راجع ما مر في الجزء الثالث ص 199 - 202 ط 2 .

 (4) راجع ما مر في هذا الجزء ص 172 - 175 .

 

/ صفحة 350 /

أو الاعجام البعداء عن العربية وإلا فالعربي الصميم لا يقول: الحمد لله الذي نصرني ربي، والحمد لله الذي غفر لي ربي .

 ولعمر بن عبد العزيز منام أشنع من هذه المهزأة يحوي فصل الخصومات الواقعة بين الإمام أمير المؤمنين ومعاوية بن هند، أخرجه أبو بكر بن أبي الدنيا أيضا بالإسناد عن عمر بن عبد العزيز قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأبو بكر وعمر جالسان عنده فسلمت عليه وجلست، فبينما أنا جالس إذا أتي بعلي ومعاوية، فأدخلا بيتا وأجيف الباب وأنا أنظر، فما كان بأسرع من أن خرج علي وهو يقول: قضي لي ورب الكعبة ثم ما كان بأسرع من أن خرج معاوية وهو يقول: غفر لي ورب الكعبة (1) ويظهر من الجمع بين المنامين أن موقف أمير المؤمنين علي من عثمان كان كموقف معاوية من علي صلوات الله عليه، موقف الخروج على إمام الوقت، موقف البغي والجور، لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون، والله هو الحكم العدل يوم لا ينفع طيف ولا خيال .

 40 - أخرج البلاذري في الأنساب 5: 3 من طريق سعيد بن خالد عن صالح بن كيسان " أموي النزعة مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز " عن سعيد بن المسيب قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان فقال: هذا التقي المؤمن الشهيد شبيه إبراهيم .

 قال الأميني: كأن سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي أو سعيد ابن خالد الخزاعي المدني المجمع على ضعفه لم يجد في صحابة النبي الأقدس من يتحمل عبء هذا السرف من القول والغلو في الفضيلة فتركه مرسلا مقطوعة العرى بين سعيد بن المسيب المولود بعد سنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 لعل الباحث بعد قراءة ما سردناه من سيرة الممدوح وآراء الصحابة فيه وإصفاق الأمة على النقمة عليه بأفعاله وتروكه الشاذة عن التقوى لا يخفى عليه أن تشبيه الرجل بإبراهيم النبي عليه السلام جناية على المعصومين وسفه من القول وتره، نعوذ بالله من التقول بلا تعقل .

 ولو كان التشبيه بمن كان من الأنبياء مقتولا لأمكن أن يتصور له وجه شبيه ولو مع ألف فارق .

 غير أن نوبة الظلم عند وضع هذا الحديث كانت قد انتهت إلى خليل الله سلام الله عليه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) تاريخ ابن كثير 8: 130 .

 

/ صفحة 351 /

وإني أحسب أن مصحصح هذه المهزأة قرع سمعه حديث التشبيه الوارد في مولانا أمير المؤمنين المذكور في الجزء الثالث ص 355 - 360 ط وراقه من ذلك تشبيهه بخليل الرحمن فحابى الرجل بذلك وقد أعماه الحب عن عدم وجود وجه شبه ولو من جهة واحدة مع التمحل بين نبي معصوم خص بفضيلة الخلة من المولى سبحانه وبين من قتل دون هناته وسقطاته أنا لا أدري أن هتاف النبي صلى الله وعليه وآله وسلم هذا الذي سمعه سعيد بن المسيب المولود بعده هل سمعته عائشة ومع ذلك كانت تهتف بقولها: اقتلوا نعثلا قتله الله فإنه قد كفر .

 وبقولها لابن عباس: يا ابن عباس ! إن الله قد آتاك عقلا وفهما وبيانا فإياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية .

 وبقولها: وددت والله إنه في غرارة من غرائري هذه وإني طوقت حمله حتى ألقيه في البحر، وبقولها لمروان: وددت والله إنك وصاحبك هذا الذي يعنيك أمره في رجل كل واحد منكما رحا وإنكما في البحر .

 وبقولها للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبل عثمان قد أبلى سنته . وبقولها لما بلغها نعيه: أبعده الله ذلك بما قدمت يداه وما هو بظلام للعبيد . وبقولها: أبعده الله قتله ذنبه . وأقاده الله بعمله .

 يا معشر قريش ! لا يسومنكم قتل عثمان كما سام أحمر ثمود قومه (1) .

 وهل سمع حديث التشبيه في عثمان أولئك الصحابة الذين سمعت أقوالهم و أفعالهم حول الرجل ؟ أو أن الحديث كان باطلا فلم يسمعه أحد منهم ؟ الحكم في ذلك أنت أيها القارئ الكريم .

 وأخرج رواة السوء من طريق عائشة في التشبيه ما هو أعظم من هذا وأهتك لناموس الاسلام ونبيه الأقدس وإليك نصه: عن المسيب بن واضح السلمي الحمصي، عن خالد بن عمرو بن أبي الأخيل السلفي الحمصي، عن عمرو بن الأزهر العتكي البصري قاضي جرجان، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم كلثوم قال لأم أيمن خذي بنتي وزفيها إلى عثمان واخفقي بالدف .

 ففعلت فجاءها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ثالثة فقال: كيف وجدت بعلك ؟ قالت: خير رجل .

 قال: أما إنه أشبه الناس بجدك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) راجع ما مضى في هذا الجزء من حديث عائشة ص 77 - 86 .

 

/ صفحة 352 /

إبراهيم وأبيك محمد (1) . ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة عمرو بن الأزهر فقال: هذا موضوع .

 ونحن نقول: رجال الاسناد:

1 - المسيب بن واضح، قال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا فإذا قيل له لم يقبل وقال الدار قطني: ضعيف .

 وقال الساجي: تكلموا فيه في أحاديث كثيرة .

 وقال عبدان هو وعبد الوهاب بن الضحاك كلاهما سواء (2) وعبد الوهاب كما مر في الجزء الخامس ص 242 ط 2: كذاب يضع الحديث متروك كثير الخطأ والوهم وكان معروفا بالكذب في الرواية .

 2 - خالد بن عمرو، كذبه الفريابي، ووهاه ابن عدي وغيره، وقال الدار قطني: ضعيف . وقال ابن عدي: له أحاديث مناكير .

 وذكر الذهبي حديثا من طريقه فقال: باطل ومن بلايا الأخيل حديث كذب في مشيخة ابن شاذان (3) .

 3 - عمرو بن الأزهر العتكي، قال أبو سعيد الحداد: كان يكذب مجاوبة، وعن ابن معين إنه ليس بثقة ضعيف، وقال البخاري: يرمى بالكذب . وقال النسائي وغيره متروك، وقال أحمد: كان يضع الحديث . وقال عباس الدوري عن يحيى: كان كذابا ضعيفا . وقال الدولابي: متروك الحديث . وقال الجوزجاني: غير ثقة . ميزان الاعتدال 2: 281، لسان الميزان 4: 353 .

 وأعطف إلى هذه المكذوبة ما أخرجه ابن عدي من طريق زيد بن الحريش عن عمرو بن صالح قاضي رامهرمز عن العمري عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم .

 قال الذهبي: منكر جدا، وقال ابن عدي في ذكر عمرو بن صالح بعد هذا الحديث وله غير هذا مما لا يتابع عليه .

 41 - أخرج البلاذري في الأنساب 5: 7 عن الحسين بن علي بن الأسود عن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ميزان الاعتدال 2: 281، لسان الميزان 4: 353 .

(2) ميزان الاعتدال 3: 171 لسان الميزان 6: 41 .

(3) ميزان الاعتدال 1: 299، تهذيب التهذيب 3: 110 .

 

/ صفحة 353 /

عبد الرحمن قال: قمت في الحجر فقلت: لا يغلبني عليه أحد الليلة فجاء رجل من خلفي فغمزني فأبيت أن التفت، ثم غمزني فأبيت أن ألتفت، ثم غمزني الثالثة فالتفت فإذا عثمان فتأخرت عن الحجر فقرأ القرآن في ركعة ثم انصرف .

 وأخرجه أبو نعيم بالإسناد في حلية الأولياء 1: 56، 57 ولفظه: قال عبد الرحمن: لأغلبن الليلة على المقام، فلما صليت العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه قال: فبينا أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كتفي فإذا هو عثمان بن عفان .

 قال: فبدأ بأم القرآن فقرأ حتى ختم القرآن فركع وسجد، ثم أخذ نعليه فلا أدري أصلى قبل ذلك شيئا أم لا ؟ .

 قال الأميني: سل عن راوي هذه الفضيلة الحافظ ابن عدي أنه قال: الحسين بن علي كان يسرق الحديث، وأحاديثه لا يتابع عليها .

 وسل عنه الأزدي فإنه قال: إنه ضعيف جدا يتكلمون في حديثه .

 وسل عنه أحمد إمام الحنابلة فإنك تسمع منه ما سمعه أبو بكر المروزي لما سأله عنه من قوله: لا أعرفه (1) .

 ثم هلم معي نسائل عبد الرحمن التيمي هلا كان من واجبه أن يخبر ابن عمه طلحة بن عبيد الله التيمي بهذه السيرة الصالحة يوم ضيق على صاحبها الخناق، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، يوم هتك حرمته، وأباح دمه، وأورده المنية، ومنع جنازته عن أن تدفن في مقابر المسلمين ؟ .

 ولنا أن نسائل الممدوح " عثمان " ألم يكن في الحجر مكانا يسعه إلا موقف عبد الرحمن ؟ وهل كان له أن يغمز الرجل مرة بعد أخرى وهو في محراب الطاعة ؟ أو أن يزيحه عن مكانه والوقف لمن سبق ؟ وقد جاء في السنة الشريفة من طريق جابر مرفوعا: لا يقيمن أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم ليخالف إلى مقعده فيقعد فيه ولكن يقول: افسحوا " صحيح مسلم 7: 10 " .

 ومن طريق ابن عمر مرفوعا: لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا .

 وزاد في حديث ابن جريج قلت: في يوم الجمعة ؟ قال: في الجمعة وغيرها .

 صحيح مسلم 7: 10، مسند أحمد 2: 22، صحيح البخار ي 2: 94 .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) راجع تهذيب التهذيب 2: 243 .

 

/ صفحة 354 /

وفي لفظ لمسلم: لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه . وفي لفظ له أيضا: لا يقيمن أحدكم أخاه ثم يجلس في مجلسه .

 قال النووي في شرح مسلم هامش إرشاد الساري 8: 479: هذا النهي للتحريم فمن سبق إلى موضع مباح في المسجد وغيره يوم الجمعة أو غيره لصلاة أو غير ها فهو أحق به، ويحرم على غيره إقامته منه لهذا الحديث وقال القسطلاني في إرشاد الساري 2: 169: ظاهر النهي التحريم فلا يصرف عنه إلا بدليل، فلا يجوز أن يقيم أحدا من مكانه ويجلس فيه، لأن من سبق إلى مباح فهو أحق به، ولأحمد (1) حديث إن الذي يتخطى رقاب الناس أو يفرق بين اثنين بعد خروج الإمام كالجار قصبه (2) في النار، والتفرقة صادقة بأن يزحزح رجلين عن مكانهما ويجلس بينهما . وقال الشوكاني في نيل الأوطار 3: 306 .

 من سبق إلى موضع مباح سواء كان مسجدا أو غيره في يوم الجمعة أو غيرها لصلاة أو لغيرها من الطاعات فهو أحق به، و يحرم على غيره إقامته منه والقعود فيه .

 فإقامة عثمان عبد الرحمن من مكانه الذي كان هو أحق به وغمزه إياه مرة بعد أخرى محظور محرم شاذ عن السنة الثابتة .

 ثم هل تسع الليلة لقراءة القرآن ختمة واحدة ؟ ولعلها تسع بالتمحل من كون الليلة من ليالي الشتاء الطويلة، ومن قدوم عثمان الحجر بعد فريضة العشاء بلا فصل، وإنه كان طلق اللسان خفيفه، وإن كنا لا نعلم شيئا من ذلك.

 أليس عثمان هذا هو الذي صعد المنبر وأرتج عليه وقام مليا لا يتكلم فقال: إن أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالا وإني لم أزور له خطبة ولا أعددت له كلاما وسنعود فنقول ؟ (3) أي خطيب يعوزه الكلام ويفتقر إلى تزوير مقال وفي ذاكرته كلام الله المجيد ؟ وفيه بلغة وكفاية عن كل تلفيق وترميق وترميغ .

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) أخرجه أحمد في مسنده 3: 417 .

 (2) القصب بضم القاف: الظهر. المعي. ج: أقصاب .

 (3) راجع الجزء الثامن ص 163، 164 ط 2 .

 

/ صفحة 355 /

وهلا كان على الرجل أن يعمل بالقرآن الذي كان يختمه في صلاته ؟ ألم يك في قرآنه قوله تعالى: الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا " ؟ (1) أو لم يكن أبو ذر وعمار وابن مسعود والأمة الصالحة أمثالهم من المؤمنين ؟ وقد آذاهم بالنفي والضرب والتنكيل وبكل ما كان يمكنه .

 أما كان فيه قوله تعالى: " الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم " ؟ وقد آذى الرسول في كريمته أم كلثوم باقترافه ليلة وفاتها . وبإيواء من طرده ولعنه . وبإزراء صحابته الأكرمين وفي مقدمهم ابن عمه الطاهر . وبتبديل سنته والحياد عن محجته .

 أما كان فيه قوله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ؟ وقد خالف الله ورسوله ولم يطعهما ونبذ الكتاب والسنة وراء ظهره في غير موضع من الأموال والصدقات والزكاة والصلاة والصلاة والقطايع والأوقاف والحج والنكاح والحدود والديات (2) .

 أما كان فيه ذكر لحدود الله ؟ أو لم يكن فيه قوله سبحانه: " ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون " ؟ وقد تعدى الحدود، ونسي العهود، ونقض التوبة، وحنث الإل، وجاء بما لا يحمد عقباه، وأتى بنهابير أوردته القتل الذريع، وجرت عليه الويلات كما جرتها على الأمة حتى اليوم .

 أما كانت في قرآنه آية المباهلة أو آية التطهير ؟ والله يعد في الأولى عليا نفس النبي الأعظم، ويطهره من الرجس بالثانية كما طهر نبيه .

 وكان عثمان يرى مروان لعين رسول الله وطريده أفضل منه عليه السلام (3) .

 وليت الرجل ترك تلك التلاوة المتعبة والتزم بالعمل بالقرآن الكريم وأقام حدوده واقتصر من التلاوة على ما تيسر.

 42 - أخرج البلاذري في " الأنساب " 5: 7 عن خلف البزار عن عبد الوهاب ابن عطاء (4) الخفاف البصري عن سعيد بن أبي عروبة أبي النضر البصري عن ابن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) سورة الأحزاب: آية 58 .

 (2) فصلنا القول في ذلك كله في الجزء الثامن .

 (3) مضى حديثه في الجزء الثامن ص 297 ط 2 .

 (4) في النسخة: عبد الوهاب عن عطاء والصحيح ما ذكرناه .

 

/ صفحة 356 /

أخي (1) مطرف بن عبد الله بن الشخير عن مطرف البصري قال: لقيت عليا يوم الجمل فأسرع إلي بدابته فقلت: أنا أحق أن أسرع إليك فقال: أحسب عثمان منعك من إتياننا فأقبلت أعتذر إليه فقال: لئن أحببته لقد كان أبرنا وأوصلنا .

(رجال الاسناد) :

1 - خلف البزار، الثقة الأمين السكير . راجع من الجزء الخامس ص 295 ط 2 .

2 - عبد الوهاب بن عطاء: قال المروزي: قلت لأحمد: عبد الوهاب ثقة ؟ فقال: ما تقول: إنما الثقة يحيى القطان .

 وقال الساجي: صدوق ليس بالقوي عندهم وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم وهو يحتمل . وقال النسائي: ليس بالقوي . وقال أبو حاتم: ليس عندهم بقوي في الحديث . وقال ابن أبي شيبة: ليس بكذاب ولكن ليس هو ممن يتكل عليه . وقال الميموني عن أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث . وقال البزار: ليس بالقوي وقد احتمل أهل العلم حديثه (2) تهذيب التهذيب 6: 451 .

 3 - سعيد بن أبي عروبة . قال أبو حاتم: هو قبل أن يختلط ثقة . وقال دحيم: اختلط . وقال الأزدي: إختلط اختلاطا قبيحا . وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث ثم اختلط في آخر عمره . وقال ابن حبان: بقي في اختلاطه خمس سنين ولا يحتج إلا بما روى عنه القدماء مثل يزيد بن زريع وابن المبارك، وقال عبد الوهاب (الراوي عنه): خولط سعيد سنة 47 وعاش بعد ما خولط تسع سنين . وقال النسائي: من سمع منه بعد الاختلاط فليس بشئ .

 وقال ابن عدي: من سمع منه قبل الاختلاط فإن ذلك صحيح حجة ومن سمع منه بعد الاختلاط لا يعتمد عليه .

 وقال أبو بكر البزار: ابتدأ به الاختلاط سنة 133 (3) .

 فعلى الأخذ بقول أبي بكر البزار في ابتداء اختلاطه وقول ابن حبان من أنه مات سنة 155 تربو أعوام اختلاطه على اثنتين وعشرين سنة .

 هذا أكثر ما قيل في مدة اختلاطه وأقله خمس سنين وبينهما أقوال أخر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) هو عبد الله بن هاني بن عبد الله بن الشخير البصري .

 (2) احتمال الحديث إنما هو للاعتبار كما جاء مصرحا به في كثير من الضعفاء .

 (3) تهذيب التهذيب 4: 63 - 66 .

 

/ صفحة 357 /

هذه علل الرواية إسنادا، وأما هي من ناحية المتن فسل عنها مولانا أمير المؤمنين ورأيه المدعوم في عثمان وقد أسلفناه في هذا الجزء ص 69 - 77: أتراه صلوات الله عليه يرى الرجل أبرهم وأوصلهم ثم يرفع عقيرته على صهوة الخطابة بمثل قوله فيه: قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث فتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته (1) .

 وقوله فيه: إن بني أمية ليفوقونني تراث محمد صلى الله عليه وآله وسلم تفويقا (2) .

 وقوله في أقطاعه وأعطياته: ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القديم لا يبطله شئ، ولو وجدته قد تزوج به النساء، وفرق في البلدان لرددته إلى حاله .

 راجع ج 8: 287 ط 2 .

 أنى كانت صلات عثمان مشروعة مرضية عند أمير المؤمنين حتى يثني بها عليه ويراه أبرهم وأوصلهم، وقد أوقفناك في الجزء الثامن على شطر مهم من هباته ومدرها فاقرأ وتبصر .

 43 - أخرج ابن عساكر عن يزيد بن أبي حبيب كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 110، أنه قال: بلغني أن عامة الركب الذين ساروا إلى عثمان عامتهم جنوا .

 و في لفظ القرماني في أخبار الدول هامش الكامل لابن الأثير 1: 213: إن عامة من أشار إلى قتل عثمان جنوا .

 قال الأميني: أليست هذه المهزأة من فنون الجنون ؟ انظر إلى عقل من جاء بها أولا: (يزيد بن أبي حبيب) ثم أرجع البصر كرتين إلى عقل أولئك الحفاظ الذين عدوا مثل هذا التره التافه من فضائل عثمان وكراماته، وإني أحسب أن في قول ابن سعد في ترجمة يزيد بن أبي حبيب: " إنه كان حليما عاقلا " دفعا لما يدخل هاجسة القاري من روايته هذه، لكنه لا يثبت له العقل بعد ما حفظها له التاريخ، كيف يصدق ذو مسكة هذه السفسطة والركب السائرون إلى عثمان تعد بالآلاف من رجال الحواضر الإسلامية وهم معروفون مشهورون ولم يعرف أحد منهم بما قذفهم ابن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) راجع الجزء السابع ص 81 .

 (2) راجع الجزء الثامن ص 287 ط 2 .

 

/ صفحة 358 /

حبيب ؟ وما الذي أخفى ما عرف منهم الرجل على كل الصحابة والتابعين في الأوساط ولم يعلم به إلا هو فحسب ؟ على أنا نعرف جماهير من القوم لا نشك ولا يشك عاقل في ثبوت كمال العقل لهم إلى أن ماتوا أو قتلوا كسيدنا عمار بن باسر ومالك الأشتر، وكعب بن عبدة، وزيد بن صوحان، وصعصعة بن صوحان، وعمرو بن بديل الورقاء، ومحمد بن أبي بكر، وعمرو بن الحمق، إلى نظرائهم الكثيرين وجلهم من رجال الصحاح والمسانيد أخرج أئمة الحديث من طرقهم أحاديث جمة وصححوها، ولم يتوقف أحد منهم في شئ منها للجهل بصدورها قبل جنونهم أو بعده ولو أخذنا بلفظ القرماني فلا يشذ من الجنون جل الصحابة من المهاجرين والأنصار إن لم نقل كلهم لإطباقهم على قتل الرجل وفي مقدمهم طلحة والزبير وعمرو بن العاص والسيدة عائشة أم المؤمنين .

 ولعمر الحق أن المعتوه من شوه صحيفة التاريخ بهذه الخزايات غلوا منه في فضائل أناس من الشجرة المنعوتة في القرآن . والله هو الحكم العدل .

 44 - أخرج الواحدي في أسباب النزول ص 210 قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو بكر الأنباري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال: حدثنا عفان . قال: حدثنا وهيب .

 قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزلت: ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ (1) في هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سرا وجهرا ومولاه أبو الخوراء الذي كان ينهاه فنزلت . وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شئ (2) فالأبكم منهما الكل على مولاه هذا السيد أسد بن أبي العيص . ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم هو عثمان بن عفان رضي الله عنه . وبهذا الاسناد أخرجه البلاذري في الأنساب 5: 3 . وذكر ابن سعد في طبقاته 3: 41 مرسلا عن عكرمة عن ابن عباس نزول: هل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) سورة النحل: 75 وتمام الآية: ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستون الحمد لله بل لأكثرهم لا يعلمون .

 (2) وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم . تمام الآية . سورة النحل: 76 .

 

/ صفحة 359 /

يستوي هو ومن يأمر بالعدل . الآية . في عثمان . وكذلك المحب الطبري في الرياض النضرة 2: 103 .

 قال الأميني: لعل الباحث لا يطالبنا البحث عن إسناد هذه الأكذوبة التي حرفوا بها الكلم عن مواضعها ويراها شاهد صدق علي قول سعيد بن المسيب لبرد مولاه: يا برد ! إياك وأن تكذب علي كما يكذب عكرمة على ابن عباس (1) .

 ولك أن ترجع البصر كرتين، وتمعن النظر دواليك في صحيفة تاريخ عثمان، في أي يوميه تجد منه ما يعاضد هذه الأسطورة ؟ ومتى كان يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ؟ أما أيامه مع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فحسبك منها ما ذكرناه في الجزء الثامن ص 231، 280، وفي هذا الجزء ص 327 وأما أيام خلافته فحدث عنها ولا حرج و قد سجل التاريخ له فيها هنات لا تغفر وعثرات لا تقال .

 وقد وصف مولانا أمير المؤمنين عليه السلام تلكم الأيام في كتابه إلى أهل مصر بقوله: إلى القوم الذين غضبوا لله حين عصي في أرضه، وذهب بحقه، فذهب الجور سرادقه على البر والفاجر، والمقيم والظاعن، فلا معروف يستراح إليه، ولا منكر يتناهى عنه . راجع ص 74 من هذا الجزء .

 ووصفها أبو أيوب الأنصاري بقوله: عباد الله أليس إنما عهدكم بالجور والعدوان أمس ؟ وقد شمل العباد، وشاع في الاسلام، فذو حق محروم مشتوم عرضه، و مضروب ظهره، وملطوم وجهه، وموطوء بطنه، وملقى بالعراء .

 إلى آخر ما مر في هذا الجزء ص 125 .

 أكان من العدل وعلى الصراط المستقيم إيواءه طريد رسول الله ولعينه ؟ أم خضمه مع أبناء بيته مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع ؟ أم أياديه عند أهل العيث والفساد و أعطياته من مال المسلمين أبناء بيته الساقط من فاسق مستهتر إلى لعين طريد إلى شاب مترف إلى أغيلمة سفهاء، وتسليطهم على ناموس الاسلام ورقاب المسلمين بتوليهم الأمر في البلاد وبين يديه قوله صلى الله عليه وآله وسلم من تولى من أمر المسلمين شيئا فاستعمل عليهم رجلا وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله فقد خان الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) معارف ابن قتيبة ص 194 .

 

/ صفحة 360 /

ورسوله وجميع المؤمنين ؟ (1) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في صحيحة الحاكم من طريق ابن عباس: من استعمل رجلا من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين .

 وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في صحيحة أخرى من طريق أبي بكر: من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاماة فعليه لعنة الله: لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم . " إزالة الخفا 1: 16 ".

أكان من العدل وعلى الصراط المستقيم إزرائه صلحاء الأمة وعظماء الصحابة و إيذائهم بغير ما اكتسبوا وقد احتمل بهتانا وإثما مبينا، وهم بين مسيرها لك في تسييره، ومعذب في قعر السجون وظلم المطامير، ومشتوم مهان ينادى عليه بذل الاستخفاف، ومضروب قد دقت بالضرب أضلاعه، وآخرا عذر متنه وفتق بطنه، ومحروم عن مال الله لأمره بالمعروف وإنكاره المنكر ؟ أم سبه الصحابة - العدول - وتكفيره إياهم بكتابه وخطابه ؟ أم مجابهته صنو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونفسه بتلكم القوارص ؟ أم عده مروان الوزغ الطريد اللعين أفضل من سيد العترة ؟ أم رأيه فيه سلام الله عليه بأنه أولى الناس بالنفي من جوار النبي الأقدس ؟ أم إبعاده إياه، عن المدينة مرة بعد أخرى ؟ أم نقضه العهود و المواثيق المؤكدة ؟ أم نبذه كتاب الله وراء ظهره، وشذوذه عن السنة الشريفة في صلاته وصلاته وحجه وزكاته وإدخال آرائه الشاذة في جميع ذلك ؟ أم أم إلى ما شاء الله .

 هلا عرفت الصحابة عدل هذا الانسان وكونه على الصراط المستقيم يوم حسبوه جائرا في الحكم، حائدا عن العدل، متنكبا عن الصراط، باغيا ساعيا في الأرض فسادا ولم يبرحوا ناقمين مؤلبين عليه إلبا واحدا حتى تمخضت عليه البلاد، وأسعرت وراءه نارا، ولم تنطفئ إلا باختلاسه وإخماد أنفاسه ؟ أو أنهم عرفوا ذلك غير أن الضغائن حدتهم إلى ما ارتكبوا منه ؟ فأين إذن عدالة الصحابة ؟ .

 وإن كان الرجل آمرا بالعدل وهو على صراط مستقيم فعهده على نفسه سنة 35 بأن يعمل بالكتاب والسنة لماذا ؟ وتوبته مرة بعد أخرى على صهوات المنابر عماذا ؟ والتزامه بالإقلاع عما هو عليه وتغيير خطته لماذا ؟ وما تلكم الأقوال من الصحابة الواقفين عليه وعلى أعماله من كثب ؟ مثل قول علي أمير المؤمنين له: ما رضيت من

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) مجمع الزوائد 5: 211 .

 

/ صفحة 361 /

مروان ولا رضي منك إلا بتحرفك عن دينك وعقلك مثل جمل الظعينة يقاد حيث يسار به .

 وقوله: أذهبت شرفك وغلبت على أمرك .

 وقول عمار: امضوا معي عباد الله إلى قوم يطلبون فيما يزعمون بدم الظالم لنفسه، الحاكم على عباد الله بغير ما في كتاب الله .

 وقول عمرو بن العاص لعثمان: ركبت بهذه الأمة نهابير من الأمور فركبوها منك وملت بهم فمالوا بك، اعدل أو اعتزل .

 وقول سعد بن أبي وقاص: لكن عثمان غير وتغير، وأحسن وأساء .

 وقول مالك الأشتر: الخليفة المبتلى الخاطئ الحائد عن سنة نبيه، النابذ لحكم القرآن وراء ظهره .

 وقول صعصعة بن صوحان له: ملت فمالت أمتك، اعتدل يا أمير المؤمنين ! تعتدل أمتك .

 وقول هاشم المرقال: إنما قتله أصحاب محمد وقراء الناس حين أحدث أحداثا وخالف حكم الكتاب .

 وقول عبد الرحمن العنزي: هو أول من فتح أبواب الظلم، وارتج أبواب الحق .

 وقول أصحاب حجر بن عدي: هو أول من جار في الحكم، وعمل بغير الحق .

 وقول الصحابة له: بلونا منك من الجور في الحكم، والأثرة في القسم، والعقوبة للأمر بالتبسط من الناس .

 وقول نائلة بنت الفرافصة زوجته له: إتق الله وحده لا شريك له، واتبع سنة صاحبيك من قبلك .

 إلى كلمات كثيرة لأمة كبيرة من الصحابة مرت في هذا الجزء، فنزول الآية الكريمة في عثمان لا تساعده تلكم الأقوال، وتضاده سيرته المعروفة، هكذا يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به .

 45 - أخرج ابن عساكر كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 110 عن ابن عباس أنه قال: لو لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء .

 وذكره القرماني في أخبار الدول هامش الكامل 1: 214 .

 قال الأميني: للباحث أن يسائل راوي هذه المزعمة المرسلة المعزوة إلى حبر

/ صفحة 362 /

الأمة عن أن الطلب بدم عثمان هل كان أمرا مشروعا يرتضيه الله ورسوله ؟ أو كان غير ذلك ؟ فإن كان الأول ؟ فلماذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعهد إلى علي أمير المؤمنين أن يقاتل الناكثين والقاسطين الطالبين بدم عثمان ؟ ويحث عيون أصحابه على مناصرته عليه السلام متى واثبه القوم ؟ ويحذر مناوئيه في المقامين وينهاهم عن قتاله عليه السلام، ويصفهم بالظلم إن فعلوا ؟ راجع الجزء الثالث ص 188 - 195 ط 2 .

 ولماذا كان مولانا أمير المؤمنين يناضلهم، فضلا عن اشتراكه معهم في الطلب ؟ ولا يسلم إليهم قتلة عثمان وآواهم ؟ وهو الذي يدور الحق معه حيثما دار، وهو مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا على النبي الحوض (1) .

 وكيف كانت الصحابة العدول يقاتلون معه عليه السلام الثائرين بدم عثمان ؟ وفي يوم الجمل تحت رايته عيون الصحابة ووجهاء الأمة، وفي صفين شهد معه الإمامان السبطان الحسنان وممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة مائتان وخمسون كما في مستدرك الحاكم 3: 104 ويقال: ثمانمائة نفس فقتل منهم ثلاثمائة وستون نفسا (3) وكان معه ثمانون بدريا على رواية ابن ديزيل والحاكم (3) وجاء في خطبة سعيد بن قيس: سبعون بدريا (4) وفي كلام لمالك الأشتر: قريب من مائة بدري (5) ومن أولئك الصحابة وفي مقدمهم البدريون:

1 - أسيد بن ثعلبة الأنصاري . بدري .

 2 - ثابت بن عبيد الأنصاري . بدري قتل بصفين .

 3 - ثعلبة بن قيظي بن صخر الأنصاري . بدري .

 4 - جبر بن أنس بن أبي زريق . بدري .

 5 - جبلة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي . بدري .

 6 - الحارث بن حاطب بن عمرو الأنصاري الأوسي . بدري .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) راجع ما ذكرناه في الجزء الثالث ص 176 - 180 ط 2 .

 (2) الاستيعاب في ترجمة عمار، الإصابة 2: 389 .

 (3) مستدرك الحاكم 3 ص 104، تاريخ ابن كثير 7: 254 .

 (4) كتاب صفين لابن مزاحم ص 266، شرح ابن أبي الحديد 1: 483 .

 (5) كتاب صفين لابن مزاحم ص 268، شرح ابن أبي الحديد 1: 484 .

 

/ صفحة 363 /

7 - الحارث بن النعمان بن أمية الأنصاري الأوسي . بدري .

 8 - حصين بن الحارث بن المطلب القرشي . بدري .

 9 - خالد بن زيد بن كليب أبو أيوب الأنصاري . بدري .

 10 - خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الأنصاري الأوسي . بدري قتل بصفين .

 11 - خليفة - ويقال: عليفة - بن عدي بن عمرو البياضي . بدري .

 12 - خويلد بن عمرو الأنصاري السلمي . بدري .

 13 - ربعي بن عمرو الأنصاري . بدري .

 14 - رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري الخزرجي . بدري .

 15 - زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي البلوي . بدري .

 16 - جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري السلمي . بدري .

 17 - خباب بن الأرت أبو عبد الله التميمي . بدري .

 18 - سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري الأوسي . بدري .

 19 - سماك بن - أوس بن - خرشة الأنصاري الخزرجي . بدري .

 20 - صالح الأنصاري . بدري .

 21 - عبد الله بن عتيك الأنصاري . بدري .

 22 - عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود الأنصاري . بدري .

 23 - عمار بن ياسر المطيب الطيب الشهيد بصفين . بدري .

 24 - عمرو بن أنس الأنصاري الخزرجي . بدري .

 25 - عمرو بن الحمق الخزاعي الكعبي . بدري .

 26 - قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي . بدري .

 27 - كعب بن عامر السعدي . بدري .

 28 - مسعود بن أوس بن أصرم الأنصاري . بدري .

 29 - أبو الهيثم مالك بن التيهان البلوي المستشهد بصفين . بدري .

 30 - أبو حبة عمرو بن غزية . بدري .

 31 - أبو عمرة بشر بن عمرو بن محصن الأنصاري المستشهد بصفين . بدري

/ صفحة 364 /

32 - أبو فضالة الأنصاري استشهد بصفين . بدري .

 33 - أبو محمد الأنصاري . بدري .

 34 - أ بو بردة هاني بن نيار - ويقال: نمر - بدري .

 35 - أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد الأنصاري السلمي . بدري .

 36 - أسود بن عيسى بن أسماء التميمي .

 37 - أشعث بن قيس الكندي كان أميرا على الميمنة يوم صفين .

 38 - أنس بن مدرك أبو سفيان الخثعمي .

 39 - الأحنف بن قيس أبو بحر التميمي السعدي .

 40 - أعين بن ضبيعة الحنظلي . أحد الأمراء بصفين .

 41 - بريد الأسلمي . قتل بصفين وفيه يقول أمير المؤمنين:

جــــزى الله خــــيرا عصبة أسلمية          حسان الوجوه صرعوا حول هاشم

بــــريد وعــبـــــد الله منــهم ومنقذ          وعــــروة ابنا مــــــالك في الأكارم

 42 - البراء بن عازب الأنصاري الخزرجي .

 43 - بشر - بشير - بن أبي زيد الأنصاري .

 44 - بشير بن أبي مسعود الأنصاري .

 45 - ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري .

 46 - جارية بن زيد المستشهد بصفين .

47 - جارية بن قدامة بن مالك التميمي السعدي .

 48 - جبلة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري .

 49 - جبير بن الحباب بن المنذر الأنصاري .

 50 - جندب بن زهير الأزدي الغامدي كان من أمراء الجيش بصفين .

 51 - جندب بن كعب العبدي أبو عبد الله الأزدي الغامدي .

 52 - الحارث بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي .

 53 - حازم بن أبي حازم الأحمسي المستشهد بصفين .

 54 - الحبشي بن جنادة نصر السلولي .

 

/ صفحة 365 /

55 - الحجاج بن عمرو بن عزية الأنصاري .

 56 - حجر بن عدي الكندي المعروف بحجر الخير، كان من الأمراء يوم صفين.

57 - حجر بن يزيد بن مسلمة الكندي .

 58 - حنظلة بن النعمان الأنصاري .

 59 - حيان بن أبجر الكناني .

 60 - خالد بن أبي خالد الأنصاري .

 61 - خالد بن أبي دجانة الأنصاري .

 62 - خالد بن المعمر بن سليمان السدوسي كان من أمراء علي يوم صفين .

 63 - خالد بن الوليد الأنصاري، كان ممن أبلى بصفين .

 64 - خرشة بن مالك بن جرير الأودي .

 65 - رافع بن خديج بن رافع الأنصاري الخزرجي الحارثي .

 66 - ربيعة بن قيس العدواني .

 67 - ربيعة بن مالك بن وهيل النخعي .

 68 - زبيد بن عبد الخولاني شهد صفين مع معاوية وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحول إلى عسكر علي عليه السلام أخذا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: عمار تقتله الفئة الباغية .

 69 - زيد بن أرقم بن زيد بن قيس الكعبي الخزرجي .

 70 - زيد بن جارية الأنصاري .

 71 - زيد بن حيلة - بالمهملة والياء ويقال: بالمعجمة والموحدة - .

 72 - زياد بن حنظلة التميمي .

 73 - سعد بن الحارث بن الصمة الأنصاري استشهد يوم صفين .

 74 - سعد بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي .

 75 - سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد .

 76 - سليمان بن صرد بن أبي الجون أبو المطرف الخزاعي، كان أميرا على رجالة الميمنة يوم صفين .

 77 - سهيل بن عمرو الأنصاري، قتل بصفين مع علي عليه السلام .

 

/ صفحة 366 /

78 - شبث بن ربعي التميمي اليربوعي أبو عبد القدوس .

 79 - شبيب بن عبد الله بن شكل المذحجي .

 80 - شريح بن هاني بن يزيد بن نهيك أبو المقدام الحارثي .

 81 - شيبان بن محرث .

 82 - صدى بن عجلان بن الحارث أبو أمامة الباهلي .

 83 - صعصعة بن صوحان العبدي .

 84 - صفر بن عمرو بن محصن . وقتل بصفين .

 85 - صيفي بن ربعي بن أوس .

 86 - عائذ بن سعيد بن زيد بن جندب المحاربي الجسري . المستشهد بصفين .

 87 - عائذ بن عمرو الأنصاري .

 88 - عامر بن واثلة بن عبد الله أبو الطفيل الليثي .

 89 - عبد الله الأسلمي ممن استشهد بصفين وأثنى عليه مولانا أمير المؤمنين كما مر ص 364 .

 90 - عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي . قتل بصفين .

 91 - عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم . كان على الميسرة يوم صفين .

 92 - عبد الله بن خراش أبو يعلى الأنصاري .

 93 - عبد الله بن خليفة البولاني الطائي .

 94 - عبد الله بن ذباب بن الحارث المذحجي .

 95 - عبد الله بن الطفيل بن ثور بن معاوية البكائي .

 96 - عبد الله بن كعب المرادي، قتل يوم صفين وكان من أعيان أصحاب أمير المؤمنين .

 97 - عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري الأوسي .

 98 - عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء الخزاعي، من شهداء يوم صفين .

 99 - عبد الرحمن بن حسل الجمحي . قتل بصفين .

 100 - عبيد بن خالد السلمي .

 

/ صفحة 367 /

101 - عبيد الله بن سهيل الأنصاري .

 102 - عبيد بن عازب أخو البراء بن عازب .

 103 - عبيد بن عمرو السلماني أبو عمرو صاحب ابن مسعود .

 104 - عبد خير بن يزيد بن محمد الهمداني . من كبار أصحاب الإمام عليه السلام .

 105 - عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي .

 106 - عروة بن زيد الخيل الطائي .

 107 - عروة بن مالك الأسلمي قتل بصفين وأثنى عليه الإمام عليه السلام كما مر ص 364 .

 108 - عقبة بن عامر السلمي .

 109 - العلاء بن عمرو الأنصاري .

 110 - عليم بن سلمة الفهمي .

 111 - عمرو بن بلال كان من المهاجرين .

 112 - عمير بن حارثة الليثي .

 113 - عمير بن قرة السلمي .

 114 - عمار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران .

 115 - عوف بن عبد الله بن الأحمر الأزدي .

 116 - الفاكه بن سعد بن جبير الأنصاري الأوسي الخطمي . قتل بصفين .

 117 - قيس بن أبي قيس الأنصاري .

 118 - قيس بن المكشوح أبو شداد المرادي . من شهداء صفين .

 119 - قرظة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو الأنصاري الخزرجي .

 120 - كرامة بن ثابت الأنصاري .

 121 - كعب بن عمر أبو زعنة .

 122 - كميل بن زياد النخعي، يقال: أدرك من الحياة النبوية ثماني عشرة سنة وكان شريفا مطاعا ثقة . الإصابة 3: 318 .

 123 - مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي الأشتر .

 124 - مالك بن عامر بن هاني بن خفاف الأشعري .

 

/ صفحة 368 /

125 - محمد بن بديل بن ورقاء الخزاعي، من شهداء صفين .

 126 - محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي يقال: قتل بصفين .

 127 - مخنف بن سليم بن الحرث بن عوف بن ثعلبة الأزدي الغامدي، كان على راية الأزد بصفين .

 128 - معقل بن قيس الرياحي التميمي اليربوعي .

 129 - المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب الهاشمي .

 130 - منقذ بن مالك الأسلمي أخو عروة بن مالك ممن استشهد بصفين كما مر في شعر مولانا أمير المؤمنين ص 364 .

 131 - المهاجر بن خالد بن المخزومي . استشهد بصفين .

 132 - نضلة بن عبيد الأسلمي أبو بريزة .

 133 - النعمان بن عجلان بن النعمان الأنصاري الزرقي .

 134 - هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال .

 كان صاحب الراية واستشهد بصفين 135 - هبيرة بن النعمان بن قيس بن مالك بن معاوية الجعفي . كان من أمراء علي عليه السلام .

 136 - وداعة بن أبي زيد الأنصاري .

 137 - يزيد بن الحويرث الأنصاري 138 - يزيد بن طعمة بن جارية بن لوذان الأنصاري الخطمي .

 139 - يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحرث التميمي الحنظلي . يقال: إنه قتل بصفين .

 140 - يعلى بن عمير بن يعمر بن حارثة بن العبيد النهدي .

 141 - أبو شمر بن أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح الحميري ثم الأبرهي قتل مع علي عليه السلام بصفين .

 142 - أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن .

 143 - أبو جحيفة السوائي .

 144 - أبو عثمان الأنصاري .

 145 - أبو الورد بن قيس بن فهر الأنصاري .

 

/ صفحة 369 /

والإمام أمير المؤمنين قد أتم الحجة يوم الجمل على طلحة بما أسلفناه في الجزء الأول ص 186، 187 ط 2، وعلى الزبير بما مر في ج 3 ص 191 ط 2 وما قاتلهما إلا بعد إقامة الحجة عليهما، ودحض أعذارهما المفتعلة، فما وجدهما مخبتين إلى الحق مصيخين إلى ما اعترفا به من قول رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم وكان موقفهما موقف المستهزء اللاعب بالدين الحنيف، جاء رجل إلى طلحة والزبير وهما في المسجد بالبصرة فقال: نشدتكما بالله في مسيركما أعهد إليكما فيه رسول الله شيئا ؟ فقام طلحة ولم يجبه، فناشد الزبير فقال: لا، ولكن بلغنا أن عندكم دراهم فجئنا نشارككم فيها (1) .

 ولما بايع أهل البصرة الزبير وطلحة قال الزبير: ألا ألف فارس أسير بهم إلى علي فإما بيته وإما صبحته لعلي أقتله قبل أن يصل إلينا ؟ فلم يجبه أحد . فقال: إن هذه لهي الفتنة التي كنا نحدث عنها .

 فقال له مولاه: أتسميها فتنة وتقاتل فيها ؟ قال: ويحك إنا نبصر ولا نبصر، ما كان أمر قط إلا علمت موضع قدمي فيه غير هذا الأمر فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر (2) .

وقد تحقق يوم ذاك ما كان يحذر منه عمر بن الخطاب وصدق الخبر الخبر، قال عبد الله بن عمر: جاء الزبير إلى عمر فقال لعمر: إئذن لي أخرج فأقاتل في سبيل الله .

 قال: حسبك قد قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق الزبير وهو يتذمر فقال عمر: من يعذرني من أصحاب محمد صلى الله وعليه وسلم ؟ لولا أني أمسك بفم هذا الشغب لأهلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم (3) أللهم ما كان ذنب حكيم بن جبلة وسبعين أبرياء آخرين من عبد القيس قتلهم طلحة والزبير قبل وقوع الواقعة بعد ما نادى مناديهما بالبصرة: ألا من كان فيهم من قبائلكم أحد ممن غزا المدينة فليأت بهم فجئ بهم كما يجاء بالكلاب فقتلوا .

 قال: حكيم بن جبلة لقد أصبحتم وإن دماءكم لنا لحلال بمن قتلتم من إخواننا، أما تخافون الله عز وجل ؟ بما تستحلون سفك الدماء ؟ قال ابن الزبير: بدم عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: فالذين قتلتموهم قتلوا عثمان ؟ أما تخافون مقت الله ؟ فقال له عبد الله بن الزبير:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) تاريخ الطبري 5: 183 .

 (2) تاريخ الطبري 5: 183 .

 (3) تاريخ بغداد 7: 453 .

 

/ صفحة 370 /

لا نرزقكم من هذا الطعام ولا نخلي سبيل عثمان بن حنيف حتى يخلع عليا فقتل حكيم بن جبلة وسبعون رجلا من عبد القيس (1) .

فعلى الرجلين وأمهما دم ستة آلاف أو يزيدون قتلى تلك الحرب الدامية، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها .

 ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا . ولنعم ما قال فتى بني سعد يوم ذاك:

صنتـــــم حــــلائلكم وقدتم أمكم          هـــــذا لعـــــمرك قلة الانصاف

أمـــــرت بجــر ذيولها في بيتها          فهـــــوت تشــق البيد بالايجاف

غـــــرضا يقاتل دونــها أبناؤها          بالنـــــبل والخــــطي والأسياف

هتكـت بطلحة والزبير ستورها          هذا المخبر عنهم والكافي (2)

ولم يكن حول الجمل إلا حثالة من ذنابا الناس أهل الشره والتره - من ضبة والأزد - الذين كانوا يلتقطون بعر الجمل ويفتونها ويشمونها ويقولون: بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك .

 يأتي حديثه في مستقبل الأجزاء إنشاء الله .

 كما لم يكن في جيش معاوية إلا ساقة الناس ورعائهم الذين وصفهم مولانا أمير المؤمنين بقوله يوم ذاك: انفروا إلى بقية الأحزاب، انفروا بنا إلى ما قال الله ورسوله إنا نقول: صدق الله ورسوله .

 و يقولون: كذب الله ورسوله (3): وقال سيدنا قيس بن سعد في كلام له: هل ترى مع معاوية إلا طليقا أعرابيا أو يمانيا مستدرجا ؟ (4) .

 وفي كلام لسيدنا عمار بن ياسر: إن مراكزنا على مراكز رايات رسول الله يوم بدر ويوم أحد ويوم حنين، وإن هؤلاء مراكز رايات المشركين من الأحزاب (5) وفي مقال لسيدنا مالك الأشتر: أكثر ما معكم رايات قد كانت مع رسول الله، و مع معاوية رايات قد كانت مع المشركين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما يشك في قتال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) تاريخ الطبري 5: 180، 182، 183 .

 (2) تاريخ الطبري 5: 176: (3) أخرجه البزار بإسنادين كما في مجمع الزوايد للحافظ الهيثمي 7: 239 .

 (4) استدرجه: خدعه وأدناه .

 (5) كتاب صفين لابن مزاحم ص 363، شرح ابن أبي الحديد 1: 506 .

 

/ صفحة 371 /

هؤلاء إلا ميت القلب (1) .

ولم تكن الغايات في حرب معاوية تخفى على أي أحد حتى على النساء في خدورهن فهي كما قالت أم الخير بنت الحريش: إنها إحن بدرية، وأحقاد جاهلية، و ضغائن أحدية، وثب بها معاوية حين الغفلة ليدرك ثارات بني عبد شمس، قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون (2) .

 وكيف يكون هذا الطلب مشروعا والذين وتروا عثمان هم الصحابة العدول كلهم حتى أن طلحة كان أشد الناس عليه، وحسب مروان أنه أخذ منه ثاره برمية منه جرعته المنية .

 وقد تثبط معاوية عن نصرته حتى قتلوه ؟ .

 وإن كانت النهضة بثارات عثمان غير مشروعة يمقتها الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم - كما هو المتسالم عليه عند وجوه السلف - فكيف يدرأ بها العذاب عمن قام بها ؟ ولو صدقت الأحلام لوجب أن يكون أصحاب الجمل مكلوئين عن كل سوء لكن عوضا عن ذلك وافاهم العذاب من شتى النواحي وقتلوا تقتيلا، وقطع الله أيدي الذين أخذوا بزمام الجمل حتى وردوا الهلكة صاغرين .

 وأما معاوية فسل عنه ليلة الهرير ويومه فقد قتل فيهما سبعون ألف قتيل 45 ألفا من أهل الشام و 25 ألفا من أهل العراق (3) وهل استمر على الطلب بالثار لما تمهد له عرش الملك ؟ أو أنه اقتنع بالحصول على سلطة غاشمة وملك عضوض ؟ .

 نعم: حصر هو تعقيبه بالأبرياء شيعة أمير المؤمنين عليه السلام فقتلهم أينما ثقفهم تحت كل حجر وشجر، وأما ثار عثمان فلم ينبس عنه بعد ببنت شفة فضلا عن أن يثأر له ولم يرم بالحجارة، فدونك تاريخ معاوية، فاقرأ واحكم .

 46 - أخرج الخطيب في تاريخه 12: 364 من طريق أحمد بن محمد بن المغلس الحماني عن أبي سهل الفضل بن أبي طالب عن عبد الكريم بن روح البزاز عن أبيه روح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) كتاب صفين لابن مزاحم ص 268، شرح ابن أبي الحديد 1: 484 .

 (2) بلاغات النساء ص 36، العقد الفريد 1: 132، نهاية الأرب 7: 241، صبح الأعشى 1: 248 .

 (3) كتاب صفين لابن مزاحم ص 543، تاريخ ابن كثير 7: 274، 312، فتح الباري 13: 73 .

 

/ صفحة 372 /

ابن عنبسة بن سعيد بن أبي عياش الأموي مولاهم البصري عن أبيه عنبسة (1) عن جدته " لأبيه " أم عياش وكانت أمة لرقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء قال الأميني: لا تعجب من إخراج الخطيب هذا الحديث المرمع وسكوته عن علله فإنه أسير صبابته إلى هوى آل أمية، وقد أعمته عن آراء رجال الجرح والتعديل في أحمد بن محمد، وأنسته ما ذكره هو في ترجمة الرجل، قال ابن عدي: ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه .

 وقال ابن قانع: ليس بثقة .

 وقال ابن أبي الفوارس، كان يضع الحديث وقال ابن حبان: راودني أصحابنا على أن أذهب إليه فأسمع منه، فأخذت جزءا لأنتخب فيه فرأيته حدث عن يحيى .. إلخ .

 وعن هناد . إلخ فعلمت أنه يضع الحديث .

وقال الدار قطني: كان يضع الحديث .

 وقال الحاكم: روى عن القعنبي ومسدد وابن أبي أويس وبشر بن الوليد أحاديث وضعها .

 وقد وضع أيضا المتون مع كذبه في لقى هؤلاء .

 وقال الخطيب نفسه: حدث عن أبي نعيم وغيره بأحاديث أكثرها باطلة هو وضعها .

 وحكى عن بشر بن الحارث ويحيى بن معين وعلي بن معين وعلي ابن المديني أخبارا جمعها بعد أن وضعها في مناقب أبي حنيفة .

 وقال الدار قطني أيضا: مناقب أبي حنيفة موضوعة كلها وضعها أحمد بن المغلس الحماني قرأته غير مرة .

 إلى كلمات آخرين (2) .

 وفي الاسناد: عبد الكريم بن روح أبو سعيد البصري، قال أبو حاتم: مجهول .

 وقال عمرو بن رافع: دخلت عليه ولم أسمع منه ويقال: إنه متروك الحديث .

 وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف .

 وضعفه ابن أبي عاصم والدار قطني (3) أضف إليه في الجهالة أباه وجده وجدته، راجع ميزان الاعتدال للذهبي والخلاصة لابن الجزري .

 أخرجه ابن عدي من طريق عمير بن عمران الحنفي وعده من بواطيله وأقره الذهبي وابن حجر، وقال ابن عدي: والضعف على روايته بين، وقال العقيلي: في حديثه وهم غلط . " لسان الميزان 4: 380 " .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) في النسخة: عن أبيه عن عنبسة . والصحيح ما ذكرناه .

 (2) راجع المصادر المذكورة في الجزء الخامس ص 216 ط 2 .

 (3) تهذيب التهذيب 6: 372 .

 

/ صفحة 373 /

نعم: أنا لا أشك في أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو لهج به إنما هو عن وحي منزل من السماء فإنه لا ينطق على الهوى إن هو إلا وحي يوحى، غير أن المصلحة في الإيحاء تخلف باختلاف الموارد، فليس كل صلة منه صلى الله عليه وآله وسلم أو بر تدل على فضيلة في المبرور فإنها قد تكون لإتمام الحجة عليه، كما أنها في المقام لإيقاف الملأ الديني على أن العداء المحتدم في صدور العبشميين على بني هاشم لا يزيحه أي عطف وصلة فإنه لا بر أوصل من المصاهرة ولا سيما ببضعة النبوة، لكن: هل قدر ذلك زوج أم كلثوم ؟ أو إنه اقترف ليلة وفاتها (1) ولم يكترث للانقطاع عن شرف النبوة، حتى أهانه رسول العظمة بملأ من الأشهاد، وحرم عليه الدخول في قبرها وهو في الظاهر أولى الناس بها بعد أبيها ؟ ولعل كل صهر أو مواصلة وقع بين بني هاشم والأمويين كان من هذا الباب، حاول الهاشميون وفي مقدمهم مشرفهم صلى الله عليه وآله وسلم تخفيض نائرة الإحن وتصفية القلوب من الضغائن، لكن هل حصلوا على الغاية المتوخاة ؟ أو انكفؤا على حد قول القائل:

لقد نفخت في جذى مشبوبة          وقد ضربت في حديد بارد ؟

ولولا هذه المصاهرة وأمثالها لطالت الألسنة على الهاشميين لسبق، المهاجرة والقطيعة بين الفريقين، وحملوا كل ما وقع بينهما على تلكم السوابق، لكن الفئة الصالحة رواد إصلاح درأوا عن أنفسهم هاتيك الشبه بضرائب هذه المواصلات، وعرفوا الناس إن العقارب لسب من ذاتها، فلا يجدي معها أي لين وزلفة .

 ولعلك هاهنا تجد الميزة بين الصهرين مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وصاحب سيدتنا أم كلثوم، وتعليم سيرة الإمام مع الصديقة الطاهرة حتى قضت نحبها وهي عنه راضية، كما أنه فارقها وهو عنها راض، وغادر رسول الله صلى الله عليه وآله الدنيا وسلم وهو راض عنهما .

 وانظر إلى آخر يوميهما هذا يقترف ليلة وفاة أم كلثوم ما لا يرضي الله ورسوله ولا يهمه فراقها ولا يشغله الهم بالمصيبة وانقطاع صهره من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن المقارفة، وذلك يندب الصديقة الطاهرة ويطيل بكاءه عليها وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله ! عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك، قل يا رسول الله ! عن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) مر حديثه في الجزء الثامن ص 213 - 234 ط 2

/ صفحة 374 /

صفيتك صبري، ورق عنها تجلدي، إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فقد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم، وستنبئك إبنتك بتضافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال، واستخبرها الحال هذا، ولم يطل العهد، ولم يخلق منك الذكر، والسلام عليكما، سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملامة وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.

 ثم تمثل عند قبرها فقال:

لكـــــل اجتمــاع من خليلين فرقة          وكـــــل الذي دون الممات قليــــل

وإن افتقادي واحدا بعد واحد (1)          دليــــل على أن لا يدوم خليل (2)

47 - أخرج الأزدي عن عبد الواحد بن عثمان بن دينار الموصلي عن المعافي بن عمران الثوري عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعثمان: أنت من أصهاري وأنصاري، وعهد عهده إلي ربي إنك معي في الجنة قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الواحد 2: 158: خبر باطل ذكره الأزدي .

 48 - أخرج الطبراني قال: حدثنا بكر بن سهل قال: ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الخراساني عن عبد الله بن يحيى الاسكندراني ثنا ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: لما طعن عمر وأمر بالشورى دخلت عليه حفصة ابنته فقالت: يا أبت ! إن الناس يقولون: إن هؤلاء القوم الذين جعلتهم في الشورى ليسوا برضي . فقال: أسندوني . فأسندوه فقال: عسى أن تقولوا في عثمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يموت عثمان يصلي عليه ملائكة السماء . قلت: لعثمان خاصة أو للناس عامة ؟ قال: بل لعثمان خاصة .

 الحديث بطوله لكل واحد من الستة أصحاب الشورى منقبة (3) .

 قال الذهبي في الميزان: حديث موضوع . وقال ابن حجر في اللسان: الوضع عليه ظاهر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفي لفظ: وإن افتقادي فاطما بعد أحمد .

 (2) راجع أعلام النساء 3: 1222 .

 (3) لسان الميزان 5، 226 .

 

/ صفحة 375 /

قال الأميني: بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي، كما ذكره الذهبي، و في لسان الميزان: ومن وضعه قوله: بكرت يوم الجمعة فقرأت إلى العصر ثمان ختمات .

 ثم قال: فاسمع إلى هذا وتعجب .

 وقال مسلمة بن قاسم: تكلم الناس فيه ووضعوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير (1) وفي الاسناد محمد بن عبد الله مجهول لا يعرف .

 49 - أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه 11: 169 من طريق عيسى بن محمد بن منصور الاسكافي عن شعيب بن حرب المدائني عن محمد الهمداني قال حدثنا شيخ في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - عن النعمان بن بشير قال: كنا عند علي بن أبي طالب فذكروا عثمان فقال على: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون .

 هم عثمان وأصحاب عثمان، وأنا من أصحاب عثمان .

 قال الأميني: لنا أن نسائل الخطيب عن عيسى بن محمد بن منصور الاسكافي من هو ؟ وما محله من الإعراب ؟ وهو الذي ترجمه هو ولا يعرف منه إلا إسمه، ونسائله عن محمد الهمداني وعن شيخه الذي لم يسمه هو ولا غيره كأنه لم يكن ولم يولد، وعن النعمان بن بشير، من هو ؟ وما خطره ؟ وما قيمة روايته ؟ وهو الخارج على إمامه يوم صفين ومحاربه في صف الطغام الطغاة، وهو الذي عرفه قيس بن سعد الأنصاري يوم ذاك بقوله له: وأنت والله الغاش الضال المضل، وهو القائل لقيس: لو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا لكانت واحدة بواحدة، لكنكم خذلتم حقا ونصرتم باطلا .

 وهلا علي هذا هو الذي سأله عثمان أيام حوصر أن يخرج إلى ينبع حتى لا يغتم به ولا يغتم به علي ؟ وهلا هو ذلك القائل: والله الذي لا إله إلا هو ما قتلته، ولا مالأت على قتله ولا ساءني ؟ والقائل: ما أحببت قتله ولا كرهته، ولا أمرت به ولا نهيت عنه، ولا سرني ولا ساءني ؟ .

 والقائل لأصحابه يوم صفين: انفروا إلى من يقاتل على دم حمال الخطايا، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه ليحمل خطاياهم إلى يوم القيامة لا ينقص أوزارهم شيئا ؟ .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ميزان الاعتدال 3، 84، لسان الميزان 2، 52، و ج 5: 226

/ صفحة 376 /

وهلا هو الكاتب إلى أهل مصر بقوله: إلى القوم الذين غضبوا لله حين عصي في أرضه، وذهب بحقه، فضرب الجور سرادقه على البر والفاجر .. الخ ؟ .

 وهلا هو ذلك الذي لم يشهد لعثمان أنه قتل مظلوما ؟ كما مر حديثه (1) .

 وهلا هو ذلك الخطيب القائل في خطبته الشقشقية: إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه ؟ إلى آخر ما مر ج 7: 81 .

 وما شأن أصحاب عثمان وفيهم مثل علي - أخذا بهذه الرواية - لا يوجد له منهم ناصر ؟ ولا يسمع من أحدهم فأمره ركز ؟ ولا ينبس أي منهم في الدفاع عنه ببنت شفة ؟ والرجل قتل بين ظهرانيهم جهرا، وألقيت جثته في المزبلة ثلاثة أيام تجري عليه العواصف، ثم دفن بأثوابه في مقابر اليهود، ينادى عليه بذل الاستخفاف، وقد أخذت الحجارة مجهزيه، وطموا جثمانه خائفين مترقبين، فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم، والله يعلم أنهم لكاذبون .

 50 - إن عثمان بن عفان رأى درع علي رضي الله عنه يباع بأربع مائة درهم ليلة عرسه على فاطمة رضي الله عنها فقال عثمان: هذا درع علي فارس الاسلام لا يباع أبدا فدفع لغلام علي أربعمائة درهم وأقسم أن لا يخبره بذلك ورد الدرع معه، فلما أصبح عثمان وجد في داره أربعمائة كيس في كل كيس أربعمائة درهم مكتوب على كل درهم: هذا درهم ضرب الرحمن لعثمان بن عفان .

 فأخبر جبريل النبي صلى الله وعليه وسلم بذلك فقال: هنيئا لك يا عثمان ! .

 قال الأميني: ذكر الحلبي في سيرته 2: 228 عن فتاوى جلال الدين السيوطي أنه سئل عن صحة هذه الرواية فأجاب بأنها لم تصح .

 فقال أي وهي تصدق بأن ذلك لم يرد فهو من الكذب الموضوع . ه‍ .

 ومر في الجزء الخامس في سلسلة الموضوعات ص 322 ط 2 قول ابن درويش الحوت: إنه كذب شنيع .

(ختام المناقب) :

قال الجرداني في مصباح الظلام 2: 29: فائدة: من كتب هذه الأسماء وغسل بها وجهه فإنه لا يعمى: ومن كتبها وشربها على الريق لا ينسى، ومن كتبها وشربها لا يعجز عن النساء وهم عثمان بن عفان .

 معاذ بن جبل . عبد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) تجد هذه الأحاديث في خذا الجزء 69 - 77 .

 

/ صفحة 377 /

الرحمن بن عوف . زيد بن ثابت . أبي بن كعب . طلحة بن عبد الرحمن . تميم الداري رضي الله عنهم . قال الأميني: فليمتحن من لا يخاف عن العمى والنسيان والعنن .

 أضف إلى هذه الأساطير أو المخازي ما مر في الجزء الخامس من المناقب الموضوعة لعثمان خاصة ص 313، 324، 329 ط 2 .