عقائد الشيعة الإمامية >> القاضي الكراجكي

 

 

(رسالة البيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان)

من كتاب كنز الفوائد لفقيه الأصحاب أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي المتوفى 449 هـ

 

 

 

في عدله سبحانه وتعالى:

وأن له صفات أفعال، لا يصح إضافتها إليه في الحقيقة إلا بعد فعله، وهي ما وصف به نفسه من أنه خالق، ورازق، ومعط، وراحم، ومالك، ومتكلم، ونحو ذلك

وأن له صفات مجازات وهي ما وصف به نفسه، من أنه يريد ويكره، ويرضى ويغضب

فإرادته لفعل هي الفعل المراد بعينه، وإرادته لفعل غيره هي الأمر بذلك الفعل، وليس تسميتها بالإرادة حقيقة، وإنما هو على مجاز اللغة، وغضبه هو وجود عقابه، ورضاه هو وجود ثوابه

وأنه لا يفتقر إلى مكان، ولا يدرك بشيء من الحواس

وأنه منزه من القبائح

لا يظلم الناس وإن كان قادرا على الظلم، لأنه عالم بقبحه، غني عن فعله

قوله صدق

ووعده حق

لا يكلف خلقه على ما لا يستطاع

ولا يحرمهم صلاحا لهم فيه الانتفاع

ولا يأمر بما لا يريد

ولا ينهى عما يريد

وأنه خلق الخلق لمصلحتهم

وكلفهم لأجل منازل منفعتهم

وأزاح في التكليف عللهم

وفعل أصلح الأشياء بهم

وأنه أقدرهم قبل التكليف

وأوجد لهم العقل والتمييز

وأن القدرة تصلح أن يفعل بها وضده بدلا منه

وأن الحق الذي تجب معرفته، يدرك بشيئين، وهما العقل والسمع

وأن التكليف العقلي لا ينفك عن التكليف السمعي

وأن الله تعالى قد أوجد ( للناس ) في كل زمان مسمعا ( لهم ) من أنبيائه وحججه بينه وبين الخلق، ينبههم على طريق الاستدلال في العقليات، ويفقههم على ما لا يعلمونه إلا به من السمعيات

وأن جميع حجج الله تعالى محيطون علما بجميع ما يفتقر إليهم فيه العباد

وإنهم معصومون من الخطأ والزلل عصمة اختيار

وأن الله فضلهم على خلقه، وجعلهم خلفاءه القائمين بحقه

وأنه أظهر على أيديهم المعجزات، تصديقا لهم فيما ادعوه من الأنباء والأخبار

وأنهم -مع ذلك- بأجمعهم عباد مخلوقون، بشر مكلفون يأكلون ويشربون، ويتناسلون، ويحيون بإحيائه، ويموتون بإماتته، تجوز عليهم الآلام المعترضات

فمنهم من قتل، ومنهم من مات

لا يقدرون على خلق، ولا رزق

ولا يعلمون الغيب إلا ما أعلمهم إله الخلق

وأن أقوالهم صدق، وجميع ما أتوا به حق

 

التوحيد |  العدل  |  في النبوة  |  الإمامة  |  التوبة  |  الحشر والنشر  |