موقع عقائد الشيعة الإمامية >> العلامة الحلي

 

 

فضائل علي عليه السلام التي توجب إمامته

من فضائل علي عليه السلام الخارجية

 

- نسب أمير المؤمنين

نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 252 - 254

القسم الثالث في الفضائل الخارجية

وفيه مطالب: الأول: في نسبه:

لم يلحق أحد أمير المؤمنين عليه السلام في شرف النسب، كما قال (ع): " نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد "، قال الجاحظ: وهو من أعظم الناس عداوة لأمير المؤمنين (ع): صدق علي في قوله: (نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد)، كيف يقاس بقوم منهم رسول الله صلى الله عليه وآله؟ والأطيبان علي وفاطمة، والسبطان الحسن والحسين، والشهيدان حمزة، وذو الجناحين جعفر، وسيد الوادي عبد المطلب، وساقي الحجيج عباس، وحليم البطحاء أبو طالب؟، والنجدة والخيرة فيهم؟، والأنصار من نصرهم، والمهاجرون من هاجر إليهم ومعهم، والصديق من صدقهم، والفاروق من فرق الحق والباطل فيهم، والحواري حواريهم، وذو الشهادتين لأنه شهد لهم، ولا خير إلا فيهم، ولهم، ومنهم، وأبان رسول الله صلى الله عليه وآله أهل بيته بقوله: " إني تارك فيكم الخليفتين: كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى أهل الأرض، وعترتي وأهل بيتي، نبأني اللطيف الخبير: أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ". ولو كانوا كغيرهم لما قال عمر، لما طلب مصاهرة علي: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي. فأما علي فلو أوردنا لأيامه الشريفة، ومقاماته الكريمة، ومناقبه السنية، لأفنينا في ذلك الطوامير الطول، العرق صحيح، والمنشأ كريم، والشأن عظيم، والعمل جسيم، والعلم كثير، والبيان عجيب، واللسان خطيب، والصدر رحيب، وأخلاقه وفق أعراقه، وحديثه يشهد لقديمه.

- زوجة وأولاد أمير المؤمنين

نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 254 - 259

المطلب الثاني: في زوجته وأولاده.

كانت فاطمة سيدة نساء العالمين زوجته، قال ابن عباس: "لما زف النبي صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام، كان قدامها، وجبرائيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك من ورائها، يسبحون الله، ويقدسونه حتى طلع الفجر".

فانظر أيها العاقل: كيف يروي الجمهور هذه الروايات، ويظلمونها، ويأخذون حقها، ويكسرون ضلعها، ويجهضون ولدها من بطنها، فليحذر المقلد من اتباع هؤلاء، فإن أخذك منهم باطل قطعا.

وكان سبطاه الحسنان أشرف الناس بعده. روى أخطب خوارزم، بإسناده إلى ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". وعن البراء قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله والحسن على عاتقه، وهو يقول: "اللهم إني أحبه فأحبه". وقال أبو هريرة: رأيت النبي صلى الله عليه وآله يمص لعاب الحسن والحسين، كما يمص الرجل التمر. وعن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، ما هذا الذي أنت مشتمل عليه، فإذا هو حسن وحسين على ركبتيه، فقال: "هذان ابناي، وابنا بنتي، اللهم إنك تعلم: أني أحبهما فأحبهما، ثلاث مرات". وعن جابر، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله، والحسن والحسين على ظهره، وهو يقول: "نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما". وروى صاحب كتاب (الطلب وغاية السؤال) الحنبلي، بإسناده إلى ابن عباس، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله، وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين، وهو يقبل هذا تارة وهذا أخرى، إذ هبط جبرائيل، فقال: "يا محمد إن الله يقرؤك السلام، وهو يقول: لست أجمعهما لك، فأفد أحدهما بصاحبه، فنظر إلى ولده إبراهيم وبكى، ونظر إلى الحسين وبكى، ثم قال: إن إبراهيم أمه أمة، متى مات لم يحزن غيري، وأم الحسين فاطمة، وأبوه علي، ابن عمي، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، ومتى مات حزنت عليه ابنتي، وحزن ابن عمي، وحزنت أنا عليه، وأنا أؤثر حزني على حزنهما، يا جبرائيل، تقبض إبراهيم، فديته بإبراهيم" قال: فقبض بعد ثلاث، فكان النبي صلى الله عليه وآله إذا رأى الحسين مقبلا، قبله، وضمه إلى صدره، ورشف ثناياه، وقال: فديته بابني إبراهيم. وفي صحيح مسلم في تفسير قوله تعالى: "فما بكت عليهم السماء والأرض" قال: لما قتل الحسين بن علي بكت السماء وبكاؤها حمرتها وفي مسند أحمد بن حنبل: أن من دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة، أو قطرت قطرة، بوأه الله عز وجل الجنة". وفي تفسير الثعلبي، بإسناده قال: مطرنا دما أيام قتل الحسين عليه السلام. وكان مولانا زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام أعبد أهل زمانه، وأزهدهم، يحج ماشيا والمحامل تساق معه. وولده الباقر سلم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله، قال لجابر: "أنت تدرك ولدي محمد الباقر، إنه يبقر العلم بقرا، فإذا رأيته، فاقرأه عني السلام". و الصادق أعلم أهل زمانه، وأزهدهم، وكان يخبر بالغيب، ولا أخبر بشيء إلا وقع، فلهذا سموه الصادق. وكان الكاظم أزهد أهل زمانه وأعلمهم. وكذا ولده الرضا. والجواد. و الهادي و العسكري والمهدي. فهؤلاء الأئمة الاثني عشر لم يسبقهم سابق، ولم يلحقهم لاحق، اشتهر فضلهم وزهدهم بين المخالف والمؤالف، وأقروا لهم بالعلم، ولم يؤخذ عليهم في شيء البتة، كما أخذ على غيرهم، فلينظر العاقل بعين البصيرة: هل ينسب هؤلاء الزهاد، المعصومون، العلماء إلى من لا يتوقى المحارم، ولا يفعل الطاعات؟.

- محبة أمير المؤمنين

نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 259 - 261

المطلب الثالث: في محبته.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله، كما في مسند أحمد بن حنبل، وقد أخذ بيد الحسن والحسين: "من أحبني، وأحب هذين، وأحب أباهما، وأمهما، كان معي في درجتي يوم القيامة". وعن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "من أحب أن يتمسك بقصبة الياقوت التي خلقها الله، قال لها: كوني فكانت، فليتول علي ابن أبي طالب من بعدي". وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "لو اجتمع الناس على حب علي لم يخلق الله النار". وقال صلى الله عليه وآله: "حب علي حسنة، لا يضر معها سيئة، وبغض علي سيئة لا ينفع معها حسنة". وقال رجل لسلمان: ما أشد حبك لعلي؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني". ومن المناقب لخطيب خوارزم، عن ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "من أحب عليا قبل الله منه صلاته، وصيامه، وقيامه، واستجاب دعاءه، ألا ومن أحب عليا أعطاه بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة. ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب، والميزان، والصراط، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة، مع الأنبياء، ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله". والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى، وآيات القرآن دالة عليه، قال الله تعالى: "قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى". جعل مودة علي وآله أجرا لرسالة رسول الله صلى الله عليه وآله. وفي الجمع بين الصحاح الستة، عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة، ولما هو أهله، وأحبوني لحب الله تعالى، وأحبوا أهل بيتي لحبي". وفي مناقب الخوارزمي، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر، وقد حارب الله ورسوله". ومنه، عن معاوية بن وحيد، بخط القشيري، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي: "يا علي، لا يبالي من مات وهو يبغضك مات يهوديا أو نصرانيا". ومنه، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: "كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني، وعن أبي هريرة قال: أبصر النبي صلى الله عليه وآله عليا، وحسنا، وحسينا، وفاطمة، فقال: "أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم". ومنه، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: "أنت سيد في الدنيا والآخرة من أحبك فقد أحبني، ومن أحبني أحب الله عز وجل، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، ويل لمن أبغضك". إنه صاحب الحوض واللواء والصراط والإذن.

- أمير المؤمنين صاحب الحوض واللواء والصراط والإذن

نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 261 - 262

المطلب الرابع: في أنه صاحب الحوض، واللواء، والصراط، والإذن، روى الخوارزمي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إذا كان يوم القيامة أمر الله جبرائيل: أن يجلس على باب الجنة، فلا يدخلها إلا من معه براءة من علي عليه السلام". وعن جابر بن سمرة، قال: قيل: يا رسول الله، من صاحب لوائك في الآخرة؟ قال: "صاحب لوائي في الآخرة، صاحب لوائي في الدنيا علي بن أبي طالب". وعن عبد الله بن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إذا كان يوم القيامة، ونصب الصراط على شفير جهنم، لم يجز عليه إلا من معه كتاب بولاية علي بن أبي طالب". والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى. فلينظر العاقل.

إذا كانت مثل هذه وأضعافها أضعافا مضاعفة، يرويها السنة في صحاح الأخبار عندهم، والآيات أيضا موافقة لها، ثم يتركونها، هل يجوز له تقليدهم؟ ومع ذلك لم ينقلوا عن أئمة الشيعة منقصة، ولا رذيلة، ولا معصية البتة.