موقع عقائد الشيعة الإمامية >> العلامة الحلي

 

 

مسائل في المعاد

 

- الحشر في المعاد هو لهذا البدن المشهود

- إثبات الحشر في المعاد هو لهذا البدن المشهود من أركان الدين وجاحده كافر بالإجماع

- من لا يثبت المعاد البدني ولا الثواب والعقاب وأحوال الآخرة فإنه كافر إجماعا

نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 376 - 377

إن الحشر في المعاد هو لهذا البدن المشهود هذا أصل عظيم، وإثباته من أركان الدين، وجاحده كافر بالإجماع، ومن لا يثبت المعاد البدني، ولا الثواب، والعقاب، وأحوال الآخرة فإنه كافر إجماعا.

ولا خلاف بين أهل الملل في إمكانه، لأن الله تعالى قادر على كل مقدور، ولا شك في أن إيجاد الجسم بعد عدمه ممكن، وقد نص الله تعالى عليه في قوله: "أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم؟ بلى وهو الخلاق العليم"، وقال تعالى: "من يحيي العظام وهي رميم، قل: يحييها الذي أنشأها أول مرة، وهو بكل خلق عليم".

والقرآن مملوء من ذكر المعاد، وإن اختلفوا في كيفية الإعادة والاعدام، وتفاصيل ذلك ذكرناها في كتبنا الكلامية، لكن البحث ها هنا عن شيء واحد، وهو أن القول بإثبات المعاد البدني، الذي هو أصل الدين وركنه، إنما يتم على مذهب الإمامية.

أما على مذهب أهل السنة، فلا، لأن الطريق إلى إثباته ليس إلا السمع، فإن العقل إنما يدل على إمكانه، لا على وقوعه، وقد بينا أن العلم بصحة السمع وصدقه إنما يتم على قواعد الإمامية، القائلين بامتناع وقوع القبيح من الله تعالى، لأنه إذا جاز أن يخبرنا بالكذب، أو يخبر بما لا يريده، ولا يقصده، فحينئذ يمتنع الاستدلال بأخباره تعالى على إثبات المعاد البدني، والشك في ذلك كفر فلا يمكنهم حينئذ الجزم بالإسلام البتة. نعوذ بالله من هذه المقالات التي توجب الشك في الإسلام !.

 

- عند الإمامية استحقاق الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية

نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 377 - 378

ومنعت الأشاعرة من استحقاق الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية، وخالفوا في ذلك نص القرآن، وهو قوله تعالى: "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"، وقال تعالى: "اليوم تجزى كل نفس بما كسبت" ، "اليوم تجزون ما كنتم تعملون" ، "هل جزاء الاحسان إلا الاحسان"، والقرآن مملوء من ذلك.

وخالفوا أيضا المعقول، وهو قبح التكليف المشتمل على المشقة من غير عوض، لأن الله تعالى غني عن ذلك، ولولا العقاب لزم الاغراء بالقبيح، لأن لنا ميلا إليه، فلولا الزجر بالعقاب لزم الاغراء به، والاغراء بالقبيح قبيح. ولأنه لطف، إذ مع العلم يرتدع المكلف من فعل المعصية، وقد ثبت وجوب اللطف.

فلينظر العاقل، وينصف من نفسه، ويعتبر هذه المقالات التي هي أصول الدين، وعليها تبتنى القواعد الإسلامية، هل يجوز المصير إليها؟.

وهل يرضى العاقل لقاء الله سبحانه باعتقاد أنه ظالم، خالق للشر، مكلف بما لا يطاق، قاهر للعبد، مكذب لما ورد في القرآن العزيز، من قوله تعالى: "لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها" ، "وما ربك بظلام للعبيد"، إلى غير ذلك من الآيات؟.

وما وجه اعتذاره عند رسول الله صلى الله عليه وآله، وغيره من الأنبياء المتقدمين، في اعتقاده أنهم غير معصومين ؟، وأنه يجوز عليهم الخطأ والغلط، والسهو، والمعصية؟. وأن النبي صلى الله عليه وآله وقع منه في صلاته، حيث قال: تلك الغرانيق العلا، منها الشفاعة ترتجى؟! وأنه بال قائما!! وأنه قال: إن إبراهيم كذب ثلاث مرات، فإن ارتضى لنفسه ذلك، كفاه خزيا وعارا، والحمد لله أولا، وآخرا، وظاهرا، وباطنا.