موقع عقائد الشيعة الإمامية >> العلامة الحلي

 

في وجوب النص على الإمام

كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد - العلامة الحلي - ص 495-496

 

قال صاحب تجريد العقائد: "والعصمة تقتضي النص وسيرته عليه السلام".

أقول: ذهبت الإمامية خاصة إلى أن الإمام يجب أن يكون منصوصا عليه. وقالت العباسية: إن الطريق إلى تعيين الإمام النص أو الميراث. وقالت الزيدية: تعيين الإمام بالنص أو بالدعوة إلى نفسه. وقال باقي المسلمين: الطريق أنما هو النص أو اختيار أهل الحل والعقد.

والدليل على ما ذهبنا إليه وجهان: الأول: أنا قد بينا أنه يجب أن يكون الإمام معصوما والعصمة أمر خفي لا يعلمها إلا الله تعالى، فيجب أن يكون نصبه من قبله تعالى لأنه العالم بالشرط دون غيره.

الثاني: إن النبي صلى الله عليه وآله كان أشفق على الناس من الوالد على ولده حتى أنه عليه السلام أرشدهم إلى أشياء لا نسبة لها إلى الخليفة بعده كما أرشدهم في قضاء الحاجة إلى أمور كثيرة مندوبة وغيرها من الوقائع، وكان عليه السلام إذا سافر عن المدينة يوما أو يومين استخلف فيها من يقوم بأمر المسلمين، ومن هذه حاله كيف ينسب إليه إهمال أمته وعدم إرشادهم في أجل الأشياء وأسناها وأعظمها قدرا وأكثرها فائدة وأشدهم حاجة إليها، وهو المتولي لأمورهم بعده فوجب من سيرته عليه السلام نصب إمام بعده والنص عليه وتعريفهم إياه، وهذا برهان لمي.

 

 

العودة لصفحة العلامة الحلي