عقائد الشيعة الإمامية /
الشيخ
الطوسي
التوحيد
رسالة العقائد الجعفرية للشيخ الطوسي 460
(مسألة 1) معرفة الله واجبة على كل مكلف، بدليل انه منعم، فيجب معرفته.
(مسألة 2) الله تعالى موجود، بدليل انه صنع العالم، وأعطاه الوجود، وكل من كان كذلك
فهو موجود.
(مسألة 3) الله تعالى واجب الوجود لذاته، بمعنى انه لا يفتقر في وجوده إلى غيره،
ولا يجوز عليه العدم، بدليل انه لو كان ممكنا لا فتقر إلى صانع، كافتقار هذا
العالم، وذلك محال على المنعم المعبود.
(مسألة 4) الله تعالى قديم أزلي، بمعنى ان وجوده لم يسبقه العدم. باق ابدي، بمعنى ان وجوده لن يلحقه العدم.
(مسألة 5) الله تعالى قادر مختار، بمعنى انه ان شاء ان يفعل فعل، وان شاء ان يترك
ترك، بدليل انه صنع العالم في وقت دون آخر.
(مسألة 6) الله تعالى قادر على كل مقدور، وعالم بكل معلوم، بدليل ان نسبة جميع
المقدورات والمعلومات إلى ذاته المقدسة المنزهة على السوية، فاختصاص قدرته تعالى
وعلمه ببعض دون بعض ترجيح بلا مرجح، وهو محال.
(مسألة 7) الله تعالى عالم، بمعنى ان الأشياء منكشفة واضحة له، حاضرة عنده غير
غائبة عنه، بدليل انه تعالى فعل الافعال المحكمة المتقنة، وكل من فعل ذلك فهو عالم
بالضرورة.
(مسألة 8) الله تعالى يدرك لا بجارحة، بل بمعنى انه يعلم ما يدرك بالحواس، لأنه
منزه عن الجسم ولوازمه، بدليل قوله تعالى: (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو
اللطيف الخبير)، فمعنى قوله تعالى (انه هو السميع البصير) انه عالم بالمسموعات لا
بإذن، وبالمبصرات لا بعين.
(مسألة 9) الله تعالى حي، بمعنى انه يصح منه ان يقدر ويعلم، بدليل انه ثبتت له
القدرة والعلم، وكل من ثبتت له ذلك فهو حي بالضرورة.
(مسألة 10) الله تعالى متكلم لا بجارحة، بل بمعنى انه أوجد الكلام في جرم من
الاجرام، أو جسم من الأجسام، لايصال عظمته إلى الخلق، بدليل قوله تعالى (وكلم الله
موسى تكليما)، ولأنه قادر، فالكلام ممكن.
(مسألة 11) الله تعالى صادق، بمعنى انه لا يقول الا الحق الواقع، بدليل ان كل كذب
قبيح، والله تعالى منزه عن القبيح.
(مسألة 12) الله تعالى مريد، بمعنى انه رجح الفعل إذا علم المصلحة (يعنى انه غير
مضطر وان ارادته غير واقعة تحت إرادة أخرى، بل هي الإرادة العليا التي ان رأى صلاحا
فعل، وان رأى فسادا لم يفعل، باختيار منه تعالى) بدليل انه ترك ايجاد بعض الموجودات
في وقت دون وقت، مع علمه وقدرته - على كل حال - بالسوية. ولأنه نهى وهو يدل على
الكراهة.
(مسألة 13) انه تعالى واحد، بمعنى انه لا شريك له في الألوهية، بدليل قوله (قل هو
الله أحد (4))، ولأنه لو كان له شريك لوقع التمانع، ففسد النظام، كما قال: (لو كان
فيهما آلهة الا الله لفسدتا).
(مسألة 14) الله تعالى غير مركب من شيء، بدليل انه لو كان مركبا لكان مفتقرا إلى
الأجزاء، والمفتقر ممكن.
(مسألة 15) الله تعالى ليس بجسم، ولا عرض، ولا جوهر، بدليل انه لو كان أحد هذه
الأشياء لكان ممكنا مفتقرا إلى صانع، وهو محال.
(مسألة 16) الله تعالى ليس بمرئي بحاسة البصر في الدنيا والآخرة، بدليل انه تعالى
مجرد، ولان كل مرئي لابد ان يكون له الجسم والجهة، والله تعالى منزه عنهما ولأنه
تعالى قال: (لن تراني) وقال: (لا تدركه الابصار).
(مسألة 17) الله تعالى ليس محلا للحوادث، والا لكان حادثا، وحدوثه محال.
(مسألة 18) الله تعالى لا يتصف بالحلول، بدليل انه يلزم قيام الواجب بالممكن وذلك
محال.
(مسألة 19) الله تعالى لا يتحد بغيره، لان الاتحاد صيرورة الشئ واحدا من غير زيادة
ونقصان، وذلك محال، والله لا يتصف بالمحال.
(مسألة 20) الله تعالى منفي عنه المعاني والصفات الزائدة، بمعنى انه ليس عالما
بالعلم، ولا قادرا بالقدرة (بل علم كله، وقدرة كلها)، بدليل انه لو كان كذلك لزم
كونه محلا للحوادث لو كانت حادثة، وتعدد القدماء لو كانت قديمة، وهما محالان، وأيضا
لزم افتقار الواجب إلى صفاته المغايرة له، فيصير ممكنا، وهو ممتنع.
(مسألة 21) الله تعالى غني، بمعنى انه غير محتاج إلى ما عداه، والدليل عليه انه
واجب الوجود لذاته، فلا يكون مفتقرا.
(مسألة 22) الله تعالى ليس في جهة، ولا مكان، بدليل ان كل ما في الجهة والمكان
مفتقر إليهما، وأيضا قد ثبت انه تعالى ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، فلا يكون في
المكان والجهة.
(مسألة 23) الله تعالى ليس له ولد ولا صاحبة، بدليل انه قد ثبت عدم افتقاره إلى
غيره، ولان كل ما سواه تعالى ممكن، فكيف يصير الممكن واجبا بالذات، ولقوله تعالى:
(ليس كمثله شيء) و (مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب).
(مسألة 24) الله تعالى عدل حكيم، بمعنى انه لا يفعل قبيحا ولا يخل بالواجب بدليل ان
فعل القبيح قبيح، والاخلال بالواجب نقص عليه، فالله تعالى منزه عن كل قبيح واخلال
بالواجب.
(مسألة 25) الرضا بالقضاء والقدر واجب، وكل ما كان أو يكون فهو بالقضاء والقدر ولا
يلزم بهما الجبر والظلم، لان القدر والقضاء هاهنا بمعنى العلم والبيان، والمعنى انه
تعالى يعلم كل ما هو.
(مسألة 26) كل ما فعله الله تعالى فهو أصلح، والا لزم العبث، وليس تعالى بعابث،
لقوله: (أفحسبتم انما خلقناكم عبثا).
(مسألة 27) اللطف على الله واجب، لأنه خلق الخلق، وجعل فيهم الشهوة، فلو لم يفعل
اللطف لزم الاغراء، وذلك قبيح، (والله لا يفعل القبيح) فاللطف هو نصب الأدلة،
واكمال العقل، وارسال الرسل في زمانهم، وبعد انقطاعهم ابقاء الامام، لئلا ينقطع خيط
غرضه.