عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني
القرن السابع -64- بهاء الدين الأربلي المتوفى: 692 / 3
وإلــــى أميـــر المؤمنين بعثتها * مثل السفاين غـمن في تيار (1) تحــكي السهام إذا قطعن مفازة * وكــــــأنها فـي دقــــــة الأوتــــار حمــــــال أثقــال ومسعف طالب * وملاذ ملهــــــوف ومــــوئل جار شـــرف أقر به الحسود وسودد * شــــــاد العــلاء ليعرب ونزار 5 وسماحــــــة كالماء طاب لوارد * ظــــــام إليــــــه وسطــوة كالنار ومآثــــــر شهــــد العدو بفضلها * والحــق أبلج والسيوف عواري ســـــل عنه بدرا إذ جلا هبواتها * بشــــــباة خــطي وحد غرار (2) حيــــــث الأسنــة كالنجوم منيرة * تـخــــــفى وتبدو في سماء غبار واســـأل بخيبر إن عرتك جهالة * بصحــــــايح الأخبار والآثار 10 واسأل جموع هوازن عن حيدر * وحــــــذار من أسد العرين حذار واسأل بخــــــم عــن علاه فإنها * تقــــــضي بمجــــد واعتلاء منار بــــــولائه يرجـــو النجاة مقصر * وتحــــــط عـــــنه عظايم الأوزار ويقول فيها : بــــــولائه يرجـــو النجاة مقصر * وتحــــــط عـــــنه عظايم الأوزار عرج على أرض الغري وقف به * والثـــم ثــــــراه وزره خير مزار واخلــع بمشهده الشريف معظما * تعـــظيم بيت الله ذي الأستار 15 وقل:السلام عليك يا خير الورى * وأبا الهــــــداة الســــــادة الأبرار يا آل طاهــــــا الأكــــــرمين ألية * بكــــــم وما دهــــــري يمين فجار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) غم الشئ : غطاه. التيار : موج البحر الهائج. (2) الهبوة : الغبرة ج : الهبوات. الشبات : من السيف قدر ما يقطع به، وحد كل شئ الغرار : حد السيف.
/ صفحة 445 / إني منحــــــتكم المــــــودة راجــيا * نـــــيل المنى في الخمسة الأشبار فعــــــليكم منــــــي الســـلام فأنتم * أقصى رجاي ومنتهى إيثاري (1) وله من قصيدة في كتابه " كشف الغمة " ص 197 قوله : وتعــــــرض إلــــــى ولاء أنـــــاس * حبــــــل معــــروفهم قوي مرير(2) خــــــيرة الله في الأنــــــام ومـــــن * وجــــــه مــــــواليهم بــــــهــي منير أمنــــاء الله الكــــــرام وأربــــــاب * المعالــــــي فــــــضلهم مــشــــــهور المفيدون حيــــــن يخفــــــق سـعي * والمجــــــيرون حــــــين عـز المجير كرموا مـــــولدا وطابــــــوا أصولا * فبطــــــون زكــــــية وظــــــهــــور 5 عــــــترة المصطـفى وحسبك فخرا * أيها الســــــائلي البــــــشير النــــذير بعلى شيــدت معالــــــم ديــــــن الله * والأرض بالعــــــنــــــاد تــــــمــــــور وبه أيــــــد الآلــــــه رســــــول الله * إذ ليــــــس فــــــي الأنــــــام نـــصير وبأولاده الهــــــداة إلــــــى الحـــق * أضـــــــاء المستــــــبهم الديجــــــور سل حنينا عــــــنه وبــــــدرا فــــما * يخــــــبر عـــما سألت إلا الخبير 10 إذ جــــــلا هبـوة الخطوب وللحرب * زنــــــاد يشــــــب منــــــها سعــــــير حــــــسدوه عــــــلى مآثر شــــــتى * وكــــــفاهــــــم حــــــقدا عليه الغدير أسد ماله إذا استــــــفحل الــــياس * سوى رنــــــة الســــــلام زئــــــيــــر ثابــــــت الجـأش لا يروعه الخطب * ولا يعـــــتــــــريه فيــــــه فــــــتـــور أعرب السيف منه إذ أعجم الرمح * لأن العــــــــــدى لديــــــه سطــــــور عزمات أمضى من القدر المحتوم * يجــــــري بحــــــكــمـه المـــقــــــدور ومــــــزايا مفــــــاخر عـطر الأفق * شــــــذاها يخــــــال فيــــــها عـبـيــــر * (الشاعر) * بهاء الدين أبو الحسن علي بن فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الأربلي نزيل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كشف الغمة ص 78 وقال : قصيدة طويلة أنشدتها بحضرته في مشهده المقدس صلوات الله عليه. (2) المرير من الحبال : ما اشتد فتله. ويقال، أمر مرير : أي محكم. ورجل مرير قوي ذو عزم.
/ صفحة 446 / بغداد ودفينها. فذ من أفذاذ الأمة، وأوحدي من نياقد علمائها، بعلمه الناجع وأدبه الناصع يتبلج القرن السابع، وهو في أعاظم العلماء قبله في أئمة الأدب، وإن كان به ينضد جمان الكتابة، وتنظم عقود القريض، وبعد ذلك كله هو أحد ساسة عصره الزاهي، ترنحت به أعطاف الوزارة وأضاء دستها، كما ابتسم به ثغر الفقه والحديث، وحميت به ثغور المذهب، وسفره القيم - كشف الغمة - خير كتاب أخرج للناس في تاريخ أئمة الدين، وسرد فضايلهم، والدفاع عنهم، والدعوة إليهم. وهو حجة قاطعة على علمه الغزير، وتضلعه في الحديث، وثباته في المذهب، ونبوغه في الأدب، وتبريزه في الشعر، حشره الله مع العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، قال الشيخ جمال الدين أحمد بن منبع الحلي مقرظا الكتاب: ألا قــــــل لجامــــع هذا الكتاب * يميـــــنا لقد نلت أقصى المراد وأظهرت من فضل آل الرسول * بتأليــــــفه ما يســوء الأعادي مشايخ روايته والرواة عنه : يروي بهاء الدين المترجم عن جمع من أعلام الفريقين منهم : 1 - سيدنا رضي الدين جمال الملة السيد علي بن طاوس المتوفى 664. 2 - سيدنا جلال الدين علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي أجاز له سنة 676 . 3 - الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان الشهير بابن الساعي البغدادي السلامي المتوفى 674. يروي عنه كتاب - معالم العترة النبوية العلية - تأليف الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي المتوفى 611 كما في كشف الغمة ص 135. 4 - الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658، قرأ عليه كتابيه : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب. والبيان في أخبار صاحب الزمان. وذلك باربل سنة 648، وله منه إجازة بخطه (1) وينقل عن كتابه " الكفاية " كثيرا في كشف الغمة. 5 - كمال الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن وضاح نزيل بغداد الفقيه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كشف الغمة ص 31، 324.
/ صفحة 447 / الحنبلي المتوفى 672، يروي عنه بالاجازة ومما يروي عنه كتاب - الذرية الطاهرة - تأليف أبي بشر محمد بن أحمد الأنصاري الدولابي المتوفى سنة 320، وكان مخطوطا بخط شيخه ابن وضاح المذكور، كشف الغمة 109. 6 - الشيخ رشيد الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي القاسم قرأ كتاب - المستغيثين - (1) " في كشف الظنون المستعين بالله " تأليف أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال الأنصاري القرطبي المتوفى 578، والشيخ رشيد الدين قرأ - المستغيثين - على محيي الدين أبي محمد يوسف بن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي وهو يرويه عن مؤلفه إجازة. قال المترجم في " كشف الغمة " ص 224 : كانت قراءتي عليه في شعبان من سنة ست وثمانين وستمائة بداري المطلة على دجلة ببغداد. وينقل كثيرا عن عدة من تآليف معاصره منها : تفسير الحافظ أبي محمد عبد الرزاق عز الدين الرسعني الحنبلي المتوفى 661، كانت بينه وبين المترجم صداقة وصلة، راجع الجزء الأول من كتابنا هذا ص 220. ومنها : مطالب السؤول تأليف أبي سالم كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي كما أسلفناه في ترجمته ص 415 من هذا الجزء. ومنها : تآليف شيخنا الأوحد قطب الدين الراوندي المترجم فيما مر ص 380، ويروي عنه جمع من أعلام الفريقين منهم : 1 - جمال الدين العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر كما في إجازة شيخنا الحر العاملي صاحب " الوسائل ". 2 - الشيخ رضي الدين علي بن المطهر كما في إجازة السيد محمد بن القاسم بن معية الحسيني للسيد شمس الدين. 3 - السيد شمس الدين محمد بن فضل العلوي الحسني. 4 - ولده الشيخ تاج الدين محمد بن علي. 5 - الشيخ تقي الدين بن إبراهيم بن محمد بن سالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) قال ابن خلكان في تاريخه 1 ص 190 : كتاب المستغيثين بالله تعالى عند المهمات والحاجات مجلد لطيف. فما ذكرناه في المتن عن كشف الظنون تصحيف.
/ صفحة 448 / 6 - الشيخ محمود بن علي بن أبي القاسم. 7 - حفيده الشيخ شرف الدين أحمد بن الصدر تاج الدين محمد بن علي. 8 - حفيده الآخر الشيخ عيسى بن محمد بن علي أخو الشرف المذكور. 9 - الشيخ شرف الدين أحمد بن عثمان النصيبي الفقيه المدرس المالكي. 10 - مجد الدين أبو الفضل يحيى بن علي بن المظفر الطيبي الكاتب بواسط العراق قرأ على المترجم شطرا من كتابه " كشف الغمة " وأجاز له ولجمع من الأعلام المذكورين سنة 691. وممن قرأ عليه : 11 - عماد الدين عبد الله بن محمد بن مكي. 12 - الصدر الكبير عز الدين أبو علي الحسن بن أبي الهيجا الأربلي. 13 - تاج الدين أبو الفتح بن الحسين بن أبي بكر الأربلي. 14 - المولى أمين الدين عبد الرحمن بن علي بن أبي الحسن الجزري الموصلي 15 - الشيخ حسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عباس الموصلي. له ذكره الجميل في أمل الآمل. ورياض العلماء. ورياض الجنة في الروضة الرابعة. وروضات الجنات. والأعلام للزركلي. وتتميم الأمل لابن أبي شبانة. والكنى والألقاب. والطليعة في شعراء الشيعة. قال ابن الفوطي في " الحوادث الجامعة " ص 341 : وفي سنة 657 وصل بهاء الدين علي بن الفخر عيسى الأربلي إلى بغداد، ورتب كاتب الانشاء بالديوان وأقام بها إلى أن مات وقال في ص 480 : إنه توفي ببغداد سنة 693. وقال في ص 278 : إنه تولى تعمير مسجد معروف سنة 678. وذكر له ص 38 من قصيدته التي يرثي بها معلم الأمة شيخنا خواجه نصير الدين الطوسي والملك عز الدين عبد العزيز : ولما قـضى عبد العزيز بن جعفر * وأردفـــه رزء النــــــصير محـمد جـــزعت لفقدان الأخلاء وانبرت * شــؤوني كمرفض الجمان المبدد وجاشت إلي النفس حزنا ولوعة * فقـــلت : تعزي واصبري فكأن قدِ وقال في صحيفة 366 : وفي خامس عشرين جمادى الآخرة ركب علاء الدين صاحب
/ صفحة 449 / الديوان لصلاة الجمعة فلما وصل المسجد الذي عند عقد مشرعة الابريين، نهض عليه رجل وضربه بسكين عدة ضربات، فانهزم كل من كان بين يديه من السرهنكية وهرب الرجل أيضا فعرض له رجل حمال كان قاعدا بباب غلة ابن تومه وألقى عليه كساؤه ولحقه السرهنكية فضربوه بالدبابيس وقبضوه، وأما الصاحب فانه أدخل دار بهاء الدين - المترجم - ابن الفخر عيسى وكان يومئذ يسكن في الدار المعروفة بديوان الشرابي لما عرف بذلك خرج حافيا وتلقاه ودخل بين يديه وأحضر الطبيب فسبر الجرح ومصه فوجده سليما من السم. وذكر في ص 369 من إنشاءه كتاب صداق كتبه في تزويج الخواجة شرف الدين هارون بن شمس الدين الجويني بابنة أبي العباس أحمد بن الخليفة المستعصم في جمادى الآخرة سنة 670. وترجمه الكتبي في - فوات الوفيات - 2 ص 83 وقال : له شعر وترسل وكان رئيسا كتب لمتولي أربل من صلايا، ثم خدم ببغداد في ديوان الانشاء أيام علاء الدين صاحب الديوان، ثم إنه فتر سوقه في دولة اليهود، ثم تراجع بعدهم وسلم ولم ينكب إلى أن مات سنة 692، وكان صاحب تجمل وحشمة ومكارم أخلاق وفيه تشيع، وكان أبوه واليا باربل، ولبهاء الدين مصنفات أدبية مثل : المقالات الأربع. ورسالة الطيف : المشهورة وغير ذلك، وخلف لما مات تركة عظيمة ألفي ألف درهم تسلمها ابنه أبو الفتح ومحقها ومات صعلوكا ومن شعر بهاء الدين رحمه الله : أيا حاجري من غـــير جــــرم جنيته * ومن دأبــــــه ظـلمي وهجري فديته أجــــــرني رعـاك الله من نار جفوة * وحــــــر غـــرام في العباد اصطليته وكن مسعفي فيما ألاقي من الأسى * فهجــــــرك يأكــــــل المنــــايا نـويته أأظــــــمأ غرامــا في هواك ولوعة * ولــــي دمع عين كالسحاب بكيـته ؟ وحقــك لا أنسى العهود التي مضت * قــــــديما ولا أسلـــــو زمانا قضيـته ومن شعره أيضا : كيف خلاصي من هوى شادن * حكــمه الحسن على مهجتي ؟ بعــــاده نــــــاري التـــي تتقى * وقــــــربه لــــــو زارني جنتي
/ صفحة 450 / ما اتسعت طرف الهوى فيه لي * إلا وضاقــــــت في الجفا حيلتي ليــــــت ليـــالي وصله عدن لي * يا حـــــسرتا أين الليالي التي ؟ وقال أيضا رحمه الله تعالى : وجهه والقوام والشعـر الأســ * ــود في بهجـة الجبيــــن النضير بدر تــــــم على قضيــــب عليه * ليل دجـــن من فوق صبح منير وقال أيضا : جنــــــه سابق الغــــــرام فجــــــنـا * وجفــــــا منــــــزلا وخـــلف مغنى ودعــــــاه الهــــــوى فلبـى سريعا * وكــــــذا شيــــــمة المحـب المعنى رام صبــــــرا فلم يطعــــــه غــرام * غــــــادر القــــــلب بالصبابة رهنا وجفـــــا لذة الكرى في رضا الحب * فــــــأرضي قلــــــبا وأسخــط جفنا أسهـــرت مقلــــــــتاه في طاعة الو * جد عــــــيونا عـلى المخضب وسنا كـــــل ظامي الوشاح ريان من ما * ء التصابي أضنــــــى المحب وعنى ما عــــــلى الدهـــــر لو أعاد زمانا * سلبــــــته أيـــــدي الحوادث منـّـا وعــــــلى من أحب لو شفع الحسن * الــــــذي قيــــــد العــيون بحسنى وبروحــــــي أفــــــدي رشيــق قوام * لاح بـــدرا وماس إذ ماس غصنا يتجــــــنى ظلــــــما فيحدث لي وجد * اً إذا صــــــد عــــــاتبا أو تجــــــنى ما ثــــــنانا عــــــنه العـــــذول وهل * ينــــــسى غــــرامي وقده يتثنى ؟ كيــــــف أسلــــو بدرا يشابهه البدر * سنا يسبــــــي الحــــليم وأسنى ؟ لي معنى فيه وفي صاحب الديــــــوا * ن إذ رمــت مدحــــــه ألــف معنى وقال أيضا رحمه الله تعالى : طاف بها والليل وحف الجناح (1) * بدر الدجـــى يحمل شمس الصباح وفــــــاز بالراحــــــة عـــشاقــــــه * لمــــــا بــــــدا فــي كفه كاس راح ظــــــبي مــــــن التـــــرك له قامة * يــــــزري تثــــــنيها بسمر الرماح عــــــارضه آس وفــــــي خـــــــده * ورد نضيــــــر والثــــــنايــــــا إقاح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الوحف : الشعر الكثير الأسود الحسن. والواحف من الأجنحة : الكثير الريش.
/ صفحة 451 / عاطيــــــته سهــــــباء مشمــولة * تجلي سنا الصبح إذا الصبح لاح فسكنــت ســــــورته وانـــثــــــنى * فظــــــل طوعي بعد طول الجماح فبــــــت لا أعـــرف طيــب الكرى * وبات لا ينــــــكر طيـــــب المزاح فهــل عــــــلى من بــــات صبا به * وإن نــــــضا ثـــوب وقار جناح ؟ وقال أيضا رحمه الله تعالى : غـــــزال النقا لـــــولا ثنــاياك واللما * لما بت صبـــــا مستهـــــاما متــــيما ولـــــولا معــان فيك أو جبن صبوتي * لما كنـــــت من بعـد الثمانين مغرما أيا جنـــــة الحسن الذي غادر الحشا * بفـــــرط التجــــافي والصدود جهنما جـــريت على رسم من الجور واضح * أما آن يـــــوما أن تــرق وترحما ؟ أمالك رقـــــي ! كيــــف حللت جفوتي * وعـــــدت لقتــــــلي بالبعاد متمما ؟ وحـــــرمت مـــن حلو الوصال محللا * وحـــــللت مــــن مر الجفاء محرما بحسن التـثــــــني رق لـي من صبابة * أسلـــت بها دمعي علي وجنتي دما ورفـــــقا بمـن غادرته غرض الردى * إذا زار عــــــن سخط بلادك مسلما كأنت بساجي الطرف أحوى مهفهف * يميس فينسيــــــك القضيــب المنعما يفـــــوق الظبا والغصن حسنا وقامة * وبـدر الدجى والبرق وجها ومبسما فناظـــــره فـــــي قصتــي ليس ناظرا * وحاجـــــبه في قـــــتلتي قــــد تحكما ومشــرف صدغ ظل في الحكم جائرا * وعـــــامل قد بـــــان أعــدى وأظلما وعارضـــــه لم يــرث لي من شكاية * فنـــــمت دمــــوعي حين لاح منمنما وترجمه صاحب " شذرات الذهب " ج 5 : 383 بعنوان بهاء الدين ابن الفخر عيسى الأربلي وعده من المتوفين في سنة 683 وأحسبه تصحيف 693. وجعلوه في فهرست الكتاب : عيسى بن الفخر الأربلي. زعما منهم بأن عيسى في كلام المصنف بدل من قوله بهاء الدين. وذكر له في الشذرات قوله : أي عـــــذر وقـــــد تــبدى العذار * إن ثـــــناني تجــــلد واصطبار ؟ فأقـــــلا إن شئـــــتما أو فـــزيدا * ليـس لي عن هوى الملاح قرار هل مجير من الغرام ؟ وهيـــــها * ت أسيـر الغـــــرام ليـــــس يجار
/ صفحة 452 / يا بـــــديع الجـــمال قد كثرت فيــ * ـــك اللـــــواحـــي وقــلت الأنصار وذكره سيدنا صاحب " رياض الجنة " وقال : إنه كان وزيرا لبعض الملوك وكان ذا ثروة وشوكة عظيمة فترك الوزارة واشتغل بالتأليف والتصنيف والعبادة والرياضة في آخر أمره، وقد نظم بسبب تركه المولى عبد الرحمن الجامي في بعض قصائده بقوله. ثم ذكر خمسة عشر بيتا باللغة الفارسية ضربنا عنها صفحا. والقصيدة على أنها خالية من اسم المترجم ومن الايعاز إليه بشئ يعرفه، تعرب عن أن الممدوح بها غادر بيئة وزارته إلى الحرم الأقدس وأقام هناك إلى أن مات. ومر عن ابن الفوطي : أن المترجم كان كاتبا إلى أن مات، وكون وفاته في بغداد ودفنه بداره المطلة على دجلة في قرب الجسر الحديث من المتسالم عليه ولم يختلف فيه اثنان، وكان قبره معروفا يزار إلى أن ملك تلك الدار في هذه الآونة الأخيرة من قطع سبيل الوصول إليه وإلى زيارته، والناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر. توجد جملة كبيرة من شعره في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم في كتابه " كشف الغمة " منها في ص 79 من قصيدة مدح بها أمير المؤمنين عليه السلام وأنشدها في حضرته قوله : سل عــــــن علي مقــامات عرفن به * شدت عــــــرى الدين في حل ومرتحل بــــــدرا واحــــــدا وسل عنه هوازن * في أوطاس واسئل به في وقعة الجمل واسئل به إذ أتـــــى الأحزاب يقدمهم * عـــــمرو وصفين سل إن كنت لم تسل مآثر صافحــــــت شهــب النجوم علا * مشيــــــدة قــــــد سمت قدرا على زحل وسنــــــة شرعـت سبل الهدى وندى * أقــــــام للطـــــالب الجدوى على السبل كــــــم من يـــد لك فينا يا أبا حسن ! * يــــــفوق نائـــلها صوب الحيا الهطل ؟ وكــــــم كشفـــت عن الاسلام فادحة * أبدت لتــــــفرس عــن أنيابها العضل ؟ وكــــــم نصـــرت رسول الله منصلتا * كالسيــــــف عــــري متناه من الخلل ؟ ورب يــــــوم كظـل الرمح ما سكنت * نـــفس الشجاع به من شدة الوهل (1) 10 ومأزق الحـرب ضنك لا مجال به * ومنهــــل المــوت لا يغــــني على النهل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الوهل والوهلة : الفزع والفزعة.
/ صفحة 453 / ورب يــــــوم كظـل الرمح ما سكـــــنت * نـــفس الشجاع به من شدة الوهل (1) والنقـــع قد ملأ الارجاء عثــــــيره (1) * فصار كالجــــــبل المــــوفي على الجبل جــــــلوته بشبا البــــيض القــــــواضب * والجـــرد السلاهب والعسالة الذبل (2) بــــــذلت نــفسك في نصر النبـــــي ولم * تبخــــــل وما كنــــــت فـي حال أخا بخل وقمــــــت منــــفردا كالرمـــــح منتصبا * لنــــــصره غــــــير هيـاب ولا وكل (3) تـــــردي الجـــيوش بعزم لو صدمت به * صم الصفا لهــوى من شامخ القلل 15 يا أشرف الناس من عرب ومن عجم ! * وأفــــــضل النـاس في قول وفي عمل ! يا مــــــن ! به عرف الناس الهدى وبه * ترجــــــى الســــلامة عند الحادث الجلل يا مــــــن ! أعــــــاد رسوم العدل جالية * وطــــــال مــــــا ستـــرتها وحشة العطل يا فــــــارس الخــيل ! والأبطال خاضعة * يا من ! له كــــــل خـلق الله كالخول (4) يا سيــــــد النـــاس ! يا من لا مثيل له ! * يا من ! مناقــبه تسري سرى المثل 20 خــــــذ من مــــــديحي مـا أسطيعه كرما * فإن عجــــــزت فـــــإن العجز من قبلي وســــــوف أهــــــدي لكــــم مدحا أحبره * إن كنــــــت ذا قــــــدرة أو مد في أجلي وله يمدح الإمام الصادق عليه السلام قوله : مناقب الصــــــادق مشهـــورة * ينقلها عن صــــــادق صـادق سمــــــا إلـى نيل العلى وادعا * وكــــــل عــن إدراكه اللاحق جــــــرى إلـــــى المجد كآبائه * كــما جرى في الحلبة السابق وفاق أهل الأرض في عصره * وهـــــو عــــــلى حالاته فايق سمــــــاؤه بالجــــــود هطـالة * وسيــــبه هامي الحيا دافق 5 وكــــــل ذي فضـــــل بأفضاله * وفــــــضله معــــــتـرف ناطق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النقع : الغبار. عثير : التراب والعجاج. (2) البيض : السيف. القواضب جمع قاضب يقال : سيف قاضب وقضاب وقضابة ومقضب شديد القطع. رجل قضابة : قطاع للأمور مقتدر عليها. الجرد : الترس : السلاهب جمع السلهب : الطويل. العسالة من الرمح : ما يهتز لينا. الذبل جمع الذابل : الدقيق : المهزول. توصف بها الرماح. (3) الوكل : الجبان. العاجز. (4) الخول : العبيد والإماء.
/ صفحة 454 / له مكـــــــان في العــــلى شامخ * وطــــــــود مجــــد صاعد شاهق مــــن دوحة العــــز التي فرعها * سام على أوج السها سامق(1) نايله صـــــــوب حـــــــيا مسبـــل * وبشـــــــره في صوبه بارق 10 صـــــــواب رأي إن عـــدا جاهل * وصوب غــــــيث إن عرا طارق كأنـــــــما طلعـــــــته مـــــــا بــدا * لناظريـــــــه القـــــــمر الشارق لــــــه مــــــن الافضال حاد على * البـــــــذل ومـــــن أخلاقه سائق يـــــــروقه بـــــــذل الندى واللها * وهـــــــو لهـــــــم أجـمعهم رايق خـــــــلائق طابـــــت وطالت علا * أبـــــــدع في إيجادها الخالق 15 شـــــــاد المعــالي وسعى للعلى * فهـــــــي لـــــــه وهو لها عاشق إن أعـــــــضل الأمـر فلا يهتدى * إليـــــــه فـــــــهو الفـاتق الراتق يشوقـــــــه المجــد ولا غرو أن * يشوقـــــــه وهـــــــو لــــه شايق مـــــــولاي إنـــــي فيكم مخلص * إن شــــاب بالحب لكم ماذق (2) لكـــــــم مـــــــوال وإلــــى بابكم * أنضى (3) المطايا وبكم واثق20 أرجـــــــو بكــــم نيل الأماني إذا * نجـــــــا مطيـــــــع وهــوى مارق وله يمدح الإمام الكاظم موسى بن جعفر صلوات الله عليهما قوله : مدايحـــــــي وقـــــف على الكاظم * فـــــــما عـــــلى العاذل واللائم ؟ وكيـــــــف لا أمــــــدح مولى غدا * في عـــــــصره خيـــــر بني آدم ؟ ومـــــــن كمـــــــوسى أو كــآبائه * أو كعـــــــلي وإلـــــــى القـــائم ؟ إمـــــــام حـــــــق يقــتـضي عدله * لـــــــو سلـم الحكم إلى الحاكم 5 إفاضـــــــة العـــــــدل وبذل الندى * والكـــــــف عـــــن عادية الظالم يبـــــــسم للســـــــائل مستبـــشرا * أفـــــــديه مــــــن مستبشر باسم ليث وغى في الحرب دامي الشبا * وغيـــــــث جـــود كالحيا الساجم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) فاعل من سمق سمقا وسموقا : علا وطال فهو سامق وسمق. (2) ماذق فلانا في الود : لم يخلص له الود. (3) أنضى انضاء البعير : هزله.
/ صفحة 455 / مآثر تعجـــــز عـــــن وصفـــــهــا * بــلاغـــــة الناثـــــر والنـــــاظــــم فـــــي العلم بحـــــر ذاخـــــر مـده * وفــــي الوغى أمضى من الصارم يعـــــفو عن الجاني ويولى الندى * ويحـــــمل الغــــرم عن الغارم 10 القـــــائم الصـــــائم أكـــــرم بـــه * مـــــن قائـــــم مجتـــــهد صـــــائــم من معــــشر سنوا الندى والقرى * وشـــــرفوا فـــــي الـــــزمن القادم وأحـــــرزوا خصل العلى فاغتدوا * أشـــــرف خـــــلق الله فــــي العالم يـــــروي المعـــــالي عـــالم منهم * مصـــــدق فـــــي النقـــل عن عالم قـــــد إستـووا في شرف المرتقى * كـــــما تـــــساوت حلقة الخاتم 15 مـــــن ذا يجـاريهم إذا ما اعتزوا * إلـــــى عـــــلي وإلـــــى فـــــاطـم ؟ ومـــــن ينـــــاويهم إذا عــــــددوا * خـــــير بــــني الطهر أبي القاسم ؟ صـــــلى عـــــليه الله مــن مرسل * لـــــما أتـــــى مـــــن قبـــــله خاتم يا آل طـــــه ! أنا عـــــبد لـــــكـــم * بـــــاق عـــــلى حبـــــكم الـــــلازم أرجـــــو بكـــــم نــيل الأماني غدا * إذا استـــــبانت حـــسرة النادم 20 معـــــتصم مــــــنكـــــم بـــــود إذا * ما ظـــــل شـــــانيكم بلا عــــاصــم وله قوله وهو خاتمة كتابه " كشف الغمة " ص 350 : أيهـــــا الســـــادة الأئـــــمة أنــــتم * خـــــيرة الله أولا وأخـــــيــــــــرا قـــــد سمـوتم إلى العلى فافترعتم * بمزاياكـــــم المحـــــل الخـــطيرا أنـــــزل الله فيـــــكم هــل أتى نصا * جـــــليا فـــــي فــضلكم مسطورا من يجـــــاريكم ؟ وقـــــد طهر الله * تعـــــالى أخـــــلاقكم تـــــطهـــيرا لكـــــم ســـــؤدد يقـــــرره القـرآن * لمـــــن أســـــمع التـــــقــريرا 5 إن جرى البرق في مداكم كبا من * دون غـــــاياتكم كـــــليلا حــسيرا وإذا أزمـــــة عـــــرت واستمرت * فتـــــرى للعـــــصاة فيــها صريرا بسطـــــوا للنـــــدى أكــــفا سباطا * ووجــــوها تحكي الصباح المنيرا وأفـــــاضوا عــــلى البرايا عطايا * خلـــــفت فيــهم السحاب المطيرا فتـــــراهم عـــــند الأعـــادي ليوثا * وتراهم عـــــند العـــــفاة بحــورا
/ صفحة 456 / يمنحون الـــولي جــــــنة عــــــدن * والعــــــدو الشقــي يصلى سعيرا يطعمون الطعام في العسر واليسر * يتــــــيمــــــا وبائــــــسا وأسـيرا لا يــــــريدون بالعــــــطاء جـــزاء * محــــــبطا أجــر برهم أو شكورا فكــــــفاهم يوما عبوسا وأعطاهم * الله على البر نضرة وسرورا 15 وجــــــزاهم بصبـــرهم وهو أولى * من جــــــزى الخـير جنة وحريرا وإذا مــــــا ابتـــــدوا لفصل خطاب * شرفــــــوا منـــبرا وزانوا سريرا بخــــــلوا الغــــــيث نائــلا وعطاء * واستخــــــفوا يلمــــــلما وثبـــيرا يخـــلفون الشموس نورا وإشراقا * وفي اللــــــيل يخــــجلون البدورا أنــــــا عــــــبد لكــــــم أدين بحـبي * لكــــــم الله ذا الجلال الكبير ا 20 عالــــــم إننــي أصبــــــت وإن الله * يــــــؤلي لطــــــفا وطــــرفا قريرا مال قلبــي إليكم في الصبى الغض * وأحبــــــبتكم وكنــــــت صغــــيرا وتوليــــــتكم ومـــــا كان في أهلي * ولي مثــــــلي فجــــــئت شهـــيرا أظهــــــر الله نـوركم فأضاء الأفق * لمــــــا بــــــدا وكنــــــت بصـــيرا فهــــــداني إليــــــكم الله لطــــفا بي * ومــــــا زال لـي وليا نصيرا 25 كــم أياد أولى ؟ وكم نعمة أسدى ؟ * فــــــلي أن أكـــون عبدا شكورا أمطرتــــــني منــــــه سحـــائب جود * عــــــاد حالي بهن غضا نضيرا وحــــــماني مــــــن حــادثات عظام * عــــــدت فيـــــها مؤيدا منصورا لو قطعــــــت الزمان في شكر أدنى * ما حبــــــاني بــــــه لكنت جديرا فــــــله الحــــــمد دائــــــما مستمرا * وله الشــــــكر أولا وأخــــــيــرا وقفنا على قصائد غديرية في المجاميع المخطوطة ومعاجم الأدب تعزى إلى أناس نحسبهم من رجال القرن السادس والسابع، غير أنا لم نعثر على تراجم ناظمي عقودها ولم نجد لهم ذكرا في التآليف والكتب فضربنا عنها صفحا. إنتهى الجزء الخامس من كتاب الغدير ويليه السادس إن شاء الله وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
/ صفحة 457 /
تقاريظ منضدة لجمع من شعراء الغدير في القرن الحاضر تأتي تراجمهم 1 للعلامة الجليل الشيخ محمد السماوي صاحب التآليف الممتعة : إن الأميــــــني وافــــى * بــــــروضة وغــــدير أدار كــــــــــــأس ولاء * فــــــديته مـــــن مدير في مــــرتقى خم لا في * خــــــورنق وســـــدير وراح يصــــــدح فيــها * بنغــــــمــــــة وهـــدير بالنص من روح وحي * من القــــــديم القـــدير وقــــــول خــــــير نـبي * أو نظــــــم حــبر جدير حتــــــى تــــولى فأرخ * : إبهـــــاج حق الغدير 1365 2 ولشيخنا السماوي مقال حول الكتاب ننشره في مستقبل الأجزاء مشفوعا بالشكر. للخطيب المفوه الشيخ محمد علي اليعقوبي النجفي صاحب " البابليات " : لأحــــــمد يـــوم خم في علي * نصوص جأن بالذكر المبين أتى الروح الأمين بها متونا * فأوضح شرحها قلم الأميني
3 للخطيب الشاعر الشيخ حسن السبتي النجفي صاحب " الكلم الطيب " : أبــــــدى الأميـــــني لنا كتابا * سفرا فما الانجيل والزبور ؟ آيــــــات فضل فيـه محكمات * فــــــي حيدر عنوانها الغدير أتــــــى بهــــــن للنــبي نص * جــــــبريل فـــي تبليغه بشير فضيلــــــة مــــن فضله براه * وفــــــضله كعــــــلمه غزير لنــــــا أفــــاض منهلا نميرا * عــــــذبا رويــــا ما له نظير أودع فــــــي أوراقـه علوما * باهــــــرة منـــــها يشع نور
/ صفحة 458 /
4 للشاعر المفلق الحاج محمد الشيخ بندر - عفك - : أعــــــبد الحـــسين بلغت المنى * بتأليــــــف هـــذا الغدير الأغر جمعــــــت فأوعـــيت مستقصيا * فضمنــــــته غــــــاليات الـدرر وأثبــــــت بيــــــعة يــوم الغدير * لــــــزوج البـــتول أبي المنتظر بنــــــص النــــــبي بـآي الكتاب * بأجــــــلى بــــــيان وأهـدى أثر فجــاء كشمس الضحى مشرقا * وهل تنكر الشمس بين البشر؟ فما عــــــذر جاحـد نص الغدير * وقـــــد أيد النص أهل السير ؟ لئــــــن خالفونا وهم يعلمون ؟ * فقــــــد خالفـــــوا الله فيما أمر
6 لشاعر أهل البيت المكثر الشيخ محمد رضا الخالصي الكاظمي : (1) أيهــــــا المـرتقى سنام الفخار ! * أنــــــت مــــــولاي آيــــة الجبار أغــــــديرا أريــــتنا ؟ أم محيطا * ليــــــس فــيه لساير من فرار ؟ أم رياضـــا تزهو بزهر نضير ؟ * أم ســماء تشع فيها الدراري ؟ أم جــــــنانا أشجــــارها مثقلات * بثمار مــــــن أطيــــب الأثمار ؟ أنت في الكون قد نشرت علوما * كن قبــــــل (الغــدير) تحت ستار أنــــــت مهــــــدت للأنام سبــيلا * مهيــــــعا يستــــــنــيـــر بالأنوار أنــــــت ألبستــــــنا ملابس عــز * ووقــــــار وســــــؤدد وافتــــخار أنــــــت أودعــت في غديرك درا * حسنــــــه يــــزدري لئالي البحار أنــــــت أحرى بأن تنادي بصوت * تســــــمع العـالمين في الأمصار [ تــــــلك آثــــــارنا تــــــدل علينا * فانظــــــروا بعـــدنا إلى الآثار ] دم لــــــك الخــــــير بالغـدير مهنا * وسيجــــــزيك حــــــيدر الــكرار وله من كتاب نفضل به علينا : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) توفي طاب ثراه يوم الجمعة 29 شوال سنة 1370 وحملت جنازته إلى النجف الأشرف بوصية منه ودفن في وادي السلام جزاه الله عن أهل البيت خيرا.
/ صفحة 459 / يوم الــــــغدير لــم يزل * إلى المعــــــاد عـــــيده فــــــي كــل عام واجب * عــــــلى الورى تجديده قــــــل للذي يجـــــــحده * : قـــــد ظهرت شهوده أظهــــــرنا من قـد غدا * يهــــدي الورى وجوده ذاك " الأميني " الذي * ليــــــس يــــــرى نديده عبد الحسين ذو التقى * من أشــــــرقت سعـوده مــــــن منهـــل أرخـته * : [ ســـاغ لنا وروده ] وله من كتاب آخر كتبه إلينا : قل للأميني حلـــيف التــــــقى * : بلغــــــك الله أمانــــــيكــــــا غديرك الطـــافح سلسالــــــه * بــــــرد أكبــــــاد محبــــــيكـــا ما نظرت عينـي إلى ما حوى * إلا وأكبــــــرت أياديــــــكــــــا لو أنصــــــف السابر أغواره * لحار فــــــي وصـــف معاليكا أوضحت للناس طريق الهدى * إذ فـــــاضت الحكمة من فيكا دمـــــت مدى الأيام في غبطة * وأرغــــــم الله أعـــــاديكـــــا ويقول فيها بعد عشرة أبيات : ويا غــــديرا ساغ سلساله * أخجلــــــت البحــــر لئاليكا دمت مدى الدهر لنا موردا * حــــــيا إله الخـلق منشيكا
تلقينا منه رحمه الله تعالى عدة قصايد حول كتابنا تعرب عن ولائه الخالص للعترة الطاهرة صلوات الله عليهم جزاه الله عن ولائه وعنا خيراً.
لفت نظر كل فصلٍ وكلمة وجملة توجد في المتن أو التعليق مرموزة بـ (م) في هذا الجزء وبقية أجزاء الكتاب فهي من ملحقات الطبعة الثانية وزياداتها، تُبدأ بـ(م) وتنتهي بقُويسة تتلوها.
|