موقع عقائد الشيعة الإمامية >> الصحيفة السجادية

 

 

 

 (21) وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ وأَهَمَّتْهُ الْخَطَايَا

اللَّهُمَّ يَا كَافِيَ الْفَرْدِ الضَّعِيفِ، ووَاقِيَ الْأَمْرِ الْمَخُوفِ، أَفْرَدَتْنِي الْخَطَايَا فَلَا صَاحِبَ مَعِي، وضَعُفْتُ عَنْ غَضَبِكَ فَلَا مُؤَيِّدَ لِي، وأَشْرَفْتُ عَلَى خَوْفِ لِقَائِكَ فَلَا مُسَكِّنَ لِرَوْعَتِي  ومَنْ يُؤْمِنُنِي مِنْكَ وأَنْتَ أَخَفْتَنِي، ومَنْ يُسَاعِدُنِي وأَنْتَ أَفْرَدْتَنِي، ومَنْ يُقَوِّينِي وأَنْتَ أَضْعَفْتَنِي  لَا يُجِيرُ، يَا إِلَهِي، إِلَّا رَبٌّ عَلَى مَرْبُوبٍ، ولَا يُؤْمِنُ إِلَّا غَالِبٌ عَلَى مَغْلُوبٍ، ولَا يُعِينُ إِلَّا طَالِبٌ عَلَى مَطْلُوبٍ. وبِيَدِكَ، يَا إِلَهِي، جَمِيعُ ذَلِكَ السَّبَبِ، وإِلَيْكَ الْمَفَرُّ والْمَهْرَبُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَجِرْ هَرَبِي، وأَنْجِحْ مَطْلَبِي.

اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ صَرَفْتَ عَنِّي وَجْهَكَ الْكَرِيمَ أَوْ مَنَعْتَنِي فَضْلَكَ الْجَسِيمَ أَوْ حَظَرْتَ عَلَيَّ رِزْقَكَ أَوْ قَطَعْتَ عَنِّي سَبَبَكَ لَمْ أَجِدِ السَّبِيلَ إِلَى شَيْ‏ءٍ مِنْ أَمَلِي غَيْرَكَ، ولَمْ أَقْدِرْ عَلَى مَا عِنْدَكَ بِمَعُونَةِ سِوَاكَ، فَإِنِّي عَبْدُكَ وفِي قَبْضَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ. لَا أَمْرَ لِي مَعَ أَمْرِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، ولَا قُوَّةَ لِي عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ سُلْطَانِكَ، ولَا أَسْتَطِيعُ مُجَاوَزَةَ قُدْرَتِكَ، ولَا أَسْتَمِيلُ هَوَاكَ، ولَا أَبْلُغُ رِضَاكَ، ولَا أَنَالُ مَا عِنْدَكَ إِلَّا بِطَاعَتِكَ وبِفَضْلِ رَحْمَتِكَ.

إِلَهِي أَصْبَحْتُ وأَمْسَيْتُ عَبْداً دَاخِراً لَكَ، لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً ولَا ضَرّاً إِلَّا بِكَ، أَشْهَدُ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِي، وأَعْتَرِفُ بِضَعْفِ قُوَّتِي وقِلَّةِ حِيلَتِي، فَأَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، وتَمِّمْ لِي مَا آتَيْتَنِي، فَإِنِّي عَبْدُكَ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ الضَّعِيفُ الضَّرِيرُ الْحَقِيرُ الْمَهِينُ الْفَقِيرُ الْخَائِفُ الْمُسْتَجِيرُ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، ولَا تَجْعَلْنِي نَاسِياً لِذِكْرِكَ فِيمَا أَوْلَيْتَنِي، ولَا غَافِلًا لِإِحْسَانِكَ فِيمَا أَبْلَيْتَنِي، ولَا آيِساً مِنْ إِجَابَتِكَ لِي وإِنْ أَبْطَأَتْ عَنِّي، فِي سَرَّاءَ كُنْتُ أَوْ ضَرَّاءَ، أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ، أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ بَلَاءٍ، أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعْمَاءَ، أَوْ جِدَةٍ أَوْ لَأْوَاءَ، أَوْ فَقْرٍ أَوْ غِنًى.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واجْعَلْ ثَنَائِي عَلَيْكَ، ومَدْحِي إِيَّاكَ، وحَمْدِي لَكَ فِي كُلِّ حَالَاتِي حَتَّى لَا أَفْرَحَ بِمَا آتَيْتَنِي مِنَ الدُّنْيَا، ولَا أَحْزَنَ عَلَى مَا مَنَعْتَنِي فِيهَا، وأَشْعِرْ قَلْبِي تَقْوَاكَ، واسْتَعْمِلْ بَدَنِي فِيمَا تَقْبَلُهُ مِنِّي، واشْغَلْ بِطَاعَتِكَ نَفْسِي عَنْ كُلِّ مَا يَرِدُ عَلَيَّ حَتَّى لَا أُحِبَّ شَيْئاً مِنْ سُخْطِكَ، ولَا أَسْخَطَ شَيْئاً مِنْ رِضَاكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وفَرِّغْ قَلْبِي لِمَحَبَّتِكَ، واشْغَلْهُ بِذِكْرِكَ، وانْعَشْهُ بِخَوْفِكَ وبِالْوَجَلِ مِنْكَ، وقَوِّهِ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ، وأَمِلْهُ إِلَى طَاعَتِكَ، وأَجْرِ بِهِ فِي أَحَبِّ السُّبُلِ إِلَيْكَ، وذَلِّلْهُ بِالرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَكَ أَيَّامَ حَيَاتِي كُلِّهَا. واجْعَلْ تَقْوَاكَ مِنَ الدُّنْيَا زَادِي، وإِلَى رَحْمَتِكَ رِحْلَتِي، وفِي مَرْضَاتِكَ مَدْخَلِي، واجْعَلْ فِي جَنَّتِكَ مَثْوَايَ، وهَبْ لِي قُوَّةً أَحْتَمِلُ بِهَا جَمِيعَ مَرْضَاتِكَ، واجْعَلْ فِرَارِي إِلَيْكَ، ورَغْبَتِي فِيمَا عِنْدَكَ، وأَلْبِسْ قَلْبِيَ الْوَحْشَةَ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ، وهَبْ لِيَ الْأُنْسَ بِكَ وبِأَوْلِيَائِكَ وأَهْلِ طَاعَتِكَ. ولَا تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ ولَا كَافِرٍ عَلَيَّ مِنَّةً، ولَا لَهُ عِنْدِي يَداً، ولَا بِي إِلَيْهِمْ حَاجَةً، بَلِ اجْعَلْ سُكُونَ قَلْبِي وأُنْسَ نَفْسِي واسْتِغْنَائِي وكِفَايَتِي بِكَ وبِخِيَارِ خَلْقِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً، واجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً، وامْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ، وبِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وتَرْضَى، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، وذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ.

 

 

 

 

 

(22) وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ الشِّدَّةِ والْجَهْدِ وتَعَسُّرِ الْأُمُورِ

اللَّهُمَّ إِنَّكَ كَلَّفْتَنِي مِنْ نَفْسِي مَا أَنْتَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي، وقُدْرَتُكَ عَلَيْهِ وعَلَيَّ أَغْلَبُ مِنْ قُدْرَتِي، فَأَعْطِنِي مِنْ نَفْسِي مَا يُرْضِيكَ عَنِّي، وخُذْ لِنَفْسِكَ رِضَاهَا مِنْ نَفْسِي فِي عَافِيَةٍ.

اللَّهُمَّ لَا طَاقَةَ لِي بِالْجَهْدِ، ولَا صَبْرَ لِي عَلَى الْبَلَاءِ، ولَا قُوَّةَ لِي عَلَى الْفَقْرِ، فَلَا تَحْظُرْ عَلَيَّ رِزْقِي، ولَا تَكِلْنِي إِلَى خَلْقِكَ، بَلْ تَفَرَّدْ بِحَاجَتِي، وتَوَلَّ كِفَايَتِي. وانْظُرْ إِلَيَّ وانْظُرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي، فَإِنَّكَ إِنْ وَكَلْتَنِي إِلَى نَفْسِي عَجَزْتُ عَنْهَا ولَمْ أُقِمْ مَا فِيهِ مَصْلَحَتُهَا، وإِنْ وَكَلْتَنِي إِلَى خَلْقِكَ تَجَهَّمُونِي، وإِنْ أَلْجَأْتَنِي إِلَى قَرَابَتِي حَرَمُونِي، وإِنْ أَعْطَوْا أَعْطَوْا قَلِيلًا نَكِداً، ومَنُّوا عَلَيَّ طَوِيلًا، وذَمُّوا كَثِيراً. فَبِفَضْلِكَ، اللَّهُمَّ، فَأَغْنِنِي، وبِعَظَمَتِكَ فَانْعَشْنِي، وبِسَعَتِكَ، فَابْسُطْ يَدِي، وبِمَا عِنْدَكَ فَاكْفِنِي.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وخَلِّصْنِي مِنَ الْحَسَدِ، واحْصُرْنِي عَنِ الذُّنُوبِ، ووَرِّعْنِي عَنِ الْمَحَارِمِ، ولَا تُجَرِّئْنِي عَلَى الْمَعَاصِي، واجْعَلْ هَوَايَ عِنْدَكَ، ورِضَايَ فِيمَا يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكَ، وبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي وفِيمَا خَوَّلْتَنِي وفِيمَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، واجْعَلْنِي فِي كُلِّ حَالَاتِي مَحْفُوظاً مَكْلُوءاً مَسْتُوراً مَمْنُوعاً مُعَاذاً مُجَاراً.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واقْضِ عَنِّي كُلَّ مَا أَلْزَمْتَنِيهِ وفَرَضْتَهُ عَلَيَّ لَكَ فِي وَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ طَاعَتِكَ أَوْ لِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِكَ وإِنْ ضَعُفَ عَنْ ذَلِكَ بَدَنِي، ووَهَنَتْ عَنْهُ قُوَّتِي، ولَمْ تَنَلْهُ مَقْدُرَتِي، ولَمْ يَسَعْهُ مَالِي ولَا ذَاتُ يَدِي، ذَكَرْتُهُ أَوْ نَسِيتُهُ. هُوَ، يَا رَبِّ، مِمَّا قَدْ أَحْصَيْتَهُ عَلَيَّ وأَغْفَلْتُهُ أَنَا مِنْ نَفْسِي، فَأَدِّهِ عَنِّي مِنْ جَزِيلِ عَطِيَّتِكَ وكَثِيرِ مَا عِنْدَكَ، فَإِنَّكَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ، حَتَّى لَا يَبْقَى عَلَيَّ شَيْ‏ءٌ مِنْهُ تُرِيدُ أَنْ تُقَاصَّنِي بِهِ مِنْ حَسَنَاتِي، أَوْ تُضَاعِفَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِي يَوْمَ أَلْقَاكَ يَا رَبِّ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وارْزُقْنِي الرَّغْبَةَ فِي الْعَمَلِ لَكَ لِآخِرَتِي حَتَّى أَعْرِفَ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِي، وحَتَّى يَكُونَ الْغَالِبُ عَلَيَّ الزُّهْدَ فِي دُنْيَايَ، وحَتَّى أَعْمَلَ الْحَسَنَاتِ شَوْقاً، وآمَنَ مِنَ السَّيِّئَاتِ فَرَقاً وخَوْفاً، وهَبْ لِي نُوراً أَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ، وأَهْتَدِي بِهِ فِي الظُّلُمَاتِ، وأَسْتَضِي‏ءُ بِهِ مِنَ الشَّكِّ والشُّبُهَاتِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وارْزُقْنِي خَوْفَ غَمِّ الْوَعِيدِ، وشَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ حَتَّى أَجِدَ لَذَّةَ مَا أَدْعُوكَ لَهُ، وكَأْبَةَ مَا أَسْتَجِيرُ بِكَ مِنْهُ.

اللَّهُمَّ قَدْ تَعْلَمُ مَا يُصْلِحُنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وآخِرَتِي فَكُنْ بِحَوَائِجِي حَفِيّاً.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وارْزُقْنِي الْحَقَّ عِنْدَ تَقْصِيرِي فِي الشُّكْرِ لَكَ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فِي الْيُسْرِ والْعُسْرِ والصِّحَّةِ والسَّقَمِ، حَتَّى أَتَعَرَّفَ مِنْ نَفْسِي رَوْحَ الرِّضَا وطُمَأْنِينَةَ النَّفْسِ مِنِّي بِمَا يَجِبُ لَكَ فِيمَا يَحْدُثُ فِي حَالِ الْخَوْفِ والْأَمْنِ والرِّضَا والسُّخْطِ والضَّرِّ والنَّفْعِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وارْزُقْنِي سَلَامَةَ الصَّدْرِ مِنَ الْحَسَدِ حَتَّى لَا أَحْسُدَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ عَلَى شَيْ‏ءٍ مِنْ فَضْلِكَ، وحَتَّى لَا أَرَى نِعْمَةً مِنْ نِعَمِكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ تَقْوَى أَوْ سَعَةٍ أَوْ رَخَاءٍ إِلَّا رَجَوْتُ لِنَفْسِي أَفْضَلَ ذَلِكَ بِكَ ومِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وارْزُقْنِي التَّحَفُّظَ مِنَ الْخَطَايَا، والِاحْتِرَاسَ مِنَ الزَّلَلِ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ فِي حَالِ الرِّضَا والْغَضَبِ، حَتَّى أَكُونَ بِمَا يَرِدُ عَلَيَّ مِنْهُمَا بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ، عَامِلًا بِطَاعَتِكَ، مُؤْثِراً لِرِضَاكَ عَلَى مَا سِوَاهُمَا فِي الْأَوْلِيَاءِ والْأَعْدَاءِ، حَتَّى يَأْمَنَ عَدُوِّي مِنْ ظُلْمِي وجَوْرِي، ويَيْأَسَ وَلِيِّي مِنْ مَيْلِي وانْحِطَاطِ هَوَايَ  واجْعَلْنِي مِمَّنْ يَدْعُوكَ مُخْلِصاً فِي الرَّخَاءِ دُعَاءَ الْمُخْلِصِينَ الْمُضْطَرِّينَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

 

 

 

 

 

 

(23) وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا سَأَلَ اللَّهَ الْعَافِيَةَ وشُكْرَهَا

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَلْبِسْنِي عَافِيَتَكَ، وجَلِّلْنِي عَافِيَتَكَ، وحَصِّنِّي بِعَافِيَتِكَ، وأَكْرِمْنِي بِعَافِيَتِكَ، وأَغْنِنِي بِعَافِيَتِكَ، وتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَافِيَتِكَ، وهَبْ لِي عَافِيَتَكَ وأَفْرِشْنِي عَافِيَتَكَ، وأَصْلِحْ لِي عَافِيَتَكَ، ولَا تُفَرِّقْ بَيْنِي وبَيْنَ عَافِيَتِكَ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وعَافِنِي عَافِيَةً كَافِيَةً شَافِيَةً عَالِيَةً نَامِيَةً، عَافِيَةً تُوَلِّدُ فِي بَدَنِي الْعَافِيَةَ، عَافِيَةَ الدُّنْيَا والْآخِرَةِ. وامْنُنْ عَلَيَّ بِالصِّحَّةِ والْأَمْنِ والسَّلَامَةِ فِي دِينِي وبَدَنِي، والْبَصِيرَةِ فِي قَلْبِي، والنَّفَاذِ فِي أُمُورِي، والْخَشْيَةِ لَكَ، والْخَوْفِ مِنْكَ، والْقُوَّةِ عَلَى مَا أَمَرْتَنِي بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ، والِاجْتِنَابِ لِمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ.

اللَّهُمَّ وامْنُنْ عَلَيَّ بِالْحَجِّ والْعُمْرَةِ، وزِيَارَةِ قَبْرِ رَسُولِكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ ورَحْمَتُكَ وبَرَكَاتُكَ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ، وآلِ رَسُولِكَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي فِي عَامِي هَذَا وفِي كُلِّ عَامٍ، واجْعَلْ ذَلِكَ مَقْبُولًا مَشْكُوراً، مَذْكُوراً لَدَيْكَ، مَذْخُوراً عِنْدَكَ. وأَنْطِقْ بِحَمْدِكَ وشُكْرِكَ وذِكْرِكَ وحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ لِسَانِي، واشْرَحْ لِمَرَاشِدِ دِينِكَ قَلْبِي. وأَعِذْنِي وذُرِّيَّتِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ومِنْ شَرِّ السَّامَّةِ والْهَامَّةِ والْعَامَّةِ واللَّامَّةِ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطَانٍ عَنِيدٍ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ مُتْرَفٍ حَفِيدٍ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ ضَعِيفٍ وشَدِيدٍ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ شَرِيفٍ ووَضِيعٍ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ صَغِيرٍ وكَبِيرٍ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ قَرِيبٍ وبَعِيدٍ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لِرَسُولِكَ ولِأَهْلِ بَيْتِهِ حَرْباً مِنَ الْجِنِّ والْإِنْسِ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، ومَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وادْحَرْ عَنِّي مَكْرَهُ، وادْرَأْ عَنِّي شَرَّهُ، ورُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ. واجْعَلْ بَيْنَ يَدَيْهِ سُدّاً حَتَّى تُعْمِيَ عَنِّي بَصَرَهُ، وتُصِمَّ عَنْ ذِكْرِي سَمْعَهُ، وتُقْفِلَ دُونَ إِخْطَارِي قَلْبَهُ، وتُخْرِسَ عَنِّي لِسَانَهُ، وتَقْمَعَ رَأْسَهُ، وتُذِلَّ عِزَّهُ، وتَكْسُرَ جَبَرُوتَهُ، وتُذِلَّ رَقَبَتَهُ، وتَفْسَخَ كِبْرَهُ، وتُؤْمِنَنِي مِنْ جَمِيعِ ضَرِّهِ وشَرِّهِ وغَمْزِهِ وهَمْزِهِ ولَمْزِهِ وحَسَدِهِ وعَدَاوَتِهِ وحَبَائِلِهِ ومَصَايِدِهِ ورَجِلِهِ وخَيْلِهِ، إِنَّكَ عَزِيزٌ قَدِيرٌ.

 

 

 

 

 

 

(24) وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَبَوَيْهِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ

  اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ، وأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، واخْصُصْهُمْ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ ورَحْمَتِكَ وبَرَكَاتِكَ وسَلَامِكَ. واخْصُصِ اللَّهُمَّ وَالِدَيَّ بِالْكَرَامَةِ لَدَيْكَ، والصَّلَاةِ مِنْكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَلْهِمْنِي عِلْمَ مَا يَجِبُ لَهُمَا عَلَيَّ إِلْهَاماً، واجْمَعْ لِي عِلْمَ ذَلِكَ كُلِّهِ تَمَاماً، ثُمَّ اسْتَعْمِلْنِي بِمَا تُلْهِمُنِي مِنْهُ، ووَفِّقْنِي لِلنُّفُوذِ فِيمَا تُبَصِّرُنِي مِنْ عِلْمِهِ حَتَّى لَا يَفُوتَنِي اسْتِعْمَالُ شَيْ‏ءٍ عَلَّمْتَنِيهِ، ولَا تَثْقُلَ أَرْكَانِي عَنِ الْحَفُوفِ فِيمَا أَلْهَمْتَنِيهِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ كَمَا شَرَّفْتَنَا بِهِ، وصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، كَمَا أَوْجَبْتَ لَنَا الْحَقَّ عَلَى الْخَلْقِ بِسَبَبِهِ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ، وأَبَرُّهُمَا بِرَّ الْأُمِّ الرَّءُوفِ، واجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وبِرِّي بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ، وأَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ حَتَّى أُوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا، وأُقَدِّمَ عَلَى رِضَايَ رِضَاهُمَا وأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وإِنْ قَلَّ، وأَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا وإِنْ كَثُرَ. اللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وأَطِبْ لَهُمَا كَلَامِي، وأَلِنْ لَهُمَا عَرِيكَتِي، واعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وصَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وعَلَيْهِمَا شَفِيقاً. اللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي، وأَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي، واحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي. اللَّهُمَّ ومَا مَسَّهُمَا مِنِّي مِنْ أَذًى، أَوْ خَلَصَ إِلَيْهِمَا عَنِّي مِنْ مَكْرُوهٍ، أَوْ ضَاعَ قِبَلِي لَهُمَا مِنْ حَقٍّ فَاجْعَلْهُ حِطَّةً لِذُنُوبِهِمَا، وعُلُوّاً فِي دَرَجَاتِهِمَا، وزِيَادَةً فِي حَسَنَاتِهِمَا، يَا مُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ بِأَضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ. اللَّهُمَّ ومَا تَعَدَّيَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ قَوْلٍ، أَوْ أَسْرَفَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ فِعْلٍ، أَوْ ضَيَّعَاهُ لِي مِنْ حَقٍّ، أَوْ قَصَّرَا بِي عَنْهُ مِنْ وَاجِبٍ فَقَدْ وَهَبْتُهُ لَهُمَا، وجُدْتُ بِهِ عَلَيْهِمَا ورَغِبْتُ إِلَيْكَ فِي وَضْعِ تَبِعَتِهِ عَنْهُمَا، فَإِنِّي لَا أَتَّهِمُهُمَا عَلَى نَفْسِي، ولَا أَسْتَبْطِئُهُمَا فِي بِرِّي، ولَا أَكْرَهُ مَا تَوَلَّيَاهُ مِنْ أَمْرِي يَا رَبِّ. فَهُمَا أَوْجَبُ حَقّاً عَلَيَّ، وأَقْدَمُ إِحْسَاناً إِلَيَّ، وأَعْظَمُ مِنَّةً لَدَيَّ مِنْ أَنْ أُقَاصَّهُمَا بِعَدْلٍ، أَوْ أُجَازِيَهُمَا عَلَى مِثْلٍ، أَيْنَ إِذاً يَا إِلَهِي طُولُ شُغْلِهِمَا بِتَرْبِيَتِي وأَيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِمَا فِي حِرَاسَتِي وأَيْنَ إِقْتَارُهُمَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا لِلتَّوْسِعَةِ عَلَيَّ  هَيْهَاتَ مَا يَسْتَوْفِيَانِ مِنِّي حَقَّهُمَا، ولَا أُدْرِكُ مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَهُمَا، ولَا أَنَا بِقَاضٍ وَظِيفَةَ خِدْمَتِهِمَا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَعِنِّي يَا خَيْرَ مَنِ اسْتُعِينَ بِهِ، ووَفِّقْنِي يَا أَهْدَى مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ، ولَا تَجْعَلْنِي فِي أَهْلِ الْعُقُوقِ لِلْآبَاءِ والْأُمَّهَاتِ يَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وذُرِّيَّتِهِ، واخْصُصْ أَبَوَيَّ بِأَفْضَلِ مَا خَصَصْتَ بِهِ آبَاءَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وأُمَّهَاتِهِمْ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ لَا تُنْسِنِي ذِكْرَهُمَا فِي أَدْبَارِ صَلَوَاتِي، وفِي إِنًى مِنْ آنَاءِ لَيْلِي، وفِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ نَهَارِي.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واغْفِرْ لِي بِدُعَائِي لَهُمَا، واغْفِرْ لَهُمَا بِبِرِّهِمَا بِي مَغْفِرَةً حَتْماً، وارْضَ عَنْهُمَا بِشَفَاعَتِي لَهُمَا رِضًى عَزْماً، وبَلِّغْهُمَا بِالْكَرَامَةِ مَوَاطِنَ السَّلَامَةِ.

اللَّهُمَّ وإِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لَهُمَا فَشَفِّعْهُمَا فِيَّ، وإِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لِي فَشَفِّعْنِي فِيهِمَا حَتَّى نَجْتَمِعَ بِرَأْفَتِكَ فِي دَارِ كَرَامَتِكَ ومَحَلِّ مَغْفِرَتِكَ ورَحْمَتِكَ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ، والْمَنِّ الْقَدِيمِ، وأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

 

 

 

 

 

 

(25) وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِوُلْدِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ

اللَّهُمَّ ومُنَّ عَلَيَّ بِبَقَاءِ وُلْدِي وبِإِصْلَاحِهِمْ لِي وبِإِمْتَاعِي بِهِمْ. إِلَهِي امْدُدْ لِي فِي أَعْمَارِهِمْ، وزِدْ لِي فِي آجَالِهِمْ، ورَبِّ لِي صَغِيرَهُمْ، وقَوِّ لِي ضَعِيفَهُمْ، وأَصِحَّ لِي أَبْدَانَهُمْ وأَدْيَانَهُمْ وأَخْلَاقَهُمْ، وعَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وفِي جَوَارِحِهِمْ وفِي كُلِّ مَا عُنِيتُ بِهِ مِنْ أَمْرِهِمْ، وأَدْرِرْ لِي وعَلَى يَدِي أَرْزَاقَهُمْ. واجْعَلْهُمْ أَبْرَاراً أَتْقِيَاءَ بُصَرَاءَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ لَكَ، ولِأَوْلِيَائِكَ مُحِبِّينَ مُنَاصِحِينَ، ولِجَمِيعِ أَعْدَائِكَ مُعَانِدِينَ ومُبْغِضِينَ، آمِينَ.

اللَّهُمَّ اشْدُدْ بِهِمْ عَضُدِي، وأَقِمْ بِهِمْ أَوَدِي، وكَثِّرْ بِهِمْ عَدَدِي، وزَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَرِي، وأَحْيِ بِهِمْ ذِكْرِي، واكْفِنِي بِهِمْ فِي غَيْبَتِي، وأَعِنِّي بِهِمْ عَلَى حَاجَتِي، واجْعَلْهُمْ لِي مُحِبِّينَ، وعَلَيَّ حَدِبِينَ مُقْبِلِينَ مُسْتَقِيمِينَ لِي، مُطِيعِينَ، غَيْرَ عَاصِينَ ولَا عَاقِّينَ ولَا مُخَالِفِينَ ولَا خَاطِئِينَ. وأَعِنِّي عَلَى تَرْبِيَتِهِمْ وتَأْدِيبِهِمْ، وبِرِّهِمْ، وهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ مَعَهُمْ أَوْلَاداً ذُكُوراً، واجْعَلْ ذَلِكَ خَيْراً لِي، واجْعَلْهُمْ لِي عَوْناً عَلَى مَا سَأَلْتُكَ. وأَعِذْنِي وذُرِّيَّتِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَإِنَّكَ خَلَقْتَنَا وأَمَرْتَنَا ونَهَيْتَنَا ورَغَّبْتَنَا فِي ثَوَابِ مَا أَمَرْتَنَا ورَهَّبْتَنَا عِقَابَهُ، وجَعَلْتَ لَنَا عَدُوّاً يَكِيدُنَا، سَلَّطْتَهُ مِنَّا عَلَى مَا لَمْ تُسَلِّطْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، أَسْكَنْتَهُ صُدُورَنَا، وأَجْرَيْتَهُ مَجَارِيَ دِمَائِنَا، لَا يَغْفُلُ إِنْ غَفَلْنَا، ولَا يَنْسَى إِنْ نَسِينَا، يُؤْمِنُنَا عِقَابَكَ، ويُخَوِّفُنَا بِغَيْرِكَ. إِنْ هَمَمْنَا بِفَاحِشَةٍ شَجَّعَنَا عَلَيْهَا، وإِنْ هَمَمْنَا بِعَمَلٍ صَالِحٍ ثَبَّطَنَا عَنْهُ، يَتَعَرَّضُ لَنَا بِالشَّهَوَاتِ، ويَنْصِبُ لَنَا بِالشُّبُهَاتِ، إِنْ وَعَدَنَا كَذَبَنَا، وإِنْ مَنَّانَا أَخْلَفَنَا، وإِلَّا تَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ يُضِلَّنَا، وإِلَّا تَقِنَا خَبَالَهُ يَسْتَزِلَّنَا.

اللَّهُمَّ فَاقْهَرْ سُلْطَانَهُ عَنَّا بِسُلْطَانِكَ حَتَّى تَحْبِسَهُ عَنَّا بِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ لَكَ فَنُصْبِحَ مِنْ كَيْدِهِ فِي الْمَعْصُومِينَ بِكَ.

اللَّهُمَّ أَعْطِنِي كُلَّ سُؤْلِي، واقْضِ لِي حَوَائِجِي، ولَا تَمْنَعْنِي الْإِجَابَةَ وقَدْ ضَمِنْتَهَا لِي، ولَا تَحْجُبْ دُعَائِي عَنْكَ وقَدْ أَمَرْتَنِي بِهِ، وامْنُنْ عَلَيَّ بِكُلِّ مَا يُصْلِحُنِي فِي دُنْيَايَ وآخِرَتِي مَا ذَكَرْتُ مِنْهُ ومَا نَسِيتُ، أَوْ أَظْهَرْتُ أَوْ أَخْفَيْتُ أَوْ أَعْلَنْتُ أَوْ أَسْرَرْتُ. واجْعَلْنِي فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ بِسُؤَالِي إِيَّاكَ، الْمُنْجِحِينَ بِالطَّلَبِ إِلَيْكَ غَيْرِ الْمَمْنُوعِينَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ. الْمُعَوَّدِينَ بِالتَّعَوُّذِ بِكَ، الرَّابِحِينَ فِي التِّجَارَةِ عَلَيْكَ، الْمُجَارِينَ بِعِزِّكَ، الْمُوَسَّعِ عَلَيْهِمُ الرِّزْقُ الْحَلَالُ مِنْ فَضْلِكَ، الْوَاسِعِ بِجُودِكَ وكَرَمِكَ، الْمُعَزِّينَ مِنَ الذُّلِّ بِكَ، والْمُجَارِينَ مِنَ الظُّلْمِ بِعَدْلِكَ، والْمُعَافَيْنَ مِنَ الْبَلَاءِ بِرَحْمَتِكَ، والْمُغْنَيْنَ مِنَ الْفَقْرِ بِغِنَاكَ، والْمَعْصُومِينَ مِنَ الذُّنُوبِ والزَّلَلِ والْخَطَاءِ بِتَقْوَاكَ، والْمُوَفَّقِينَ لِلْخَيْرِ والرُّشْدِ والصَّوَابِ بِطَاعَتِكَ، والْمُحَالِ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ الذُّنُوبِ بِقُدْرَتِكَ، التَّارِكِينَ لِكُلِّ مَعْصِيَتِكَ، السَّاكِنِينَ فِي جِوَارِكَ.

اللَّهُمَّ أَعْطِنَا جَمِيعَ ذَلِكَ بِتَوْفِيقِكَ ورَحْمَتِكَ، وأَعِذْنَا مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ، وأَعْطِ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ والْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ مِثْلَ الَّذِي سَأَلْتُكَ لِنَفْسِي ولِوُلْدِي فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا وآجِلِ الْآخِرَةِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ سَمِيعٌ عَلِيمٌ عَفُوٌّ غَفُورٌ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. وآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

 

 

 

 

 

(26) وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِجِيرَانِهِ وأَوْلِيَائِهِ إِذَا ذَكَرَهُمْ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وتَوَلَّنِي فِي جِيرَانِي ومَوَالِيَّ الْعَارِفِينَ بِحَقِّنَا، والْمُنَابِذِينَ لِأَعْدَائِنَا بِأَفْضَلِ وَلَايَتِكَ. ووَفِّقْهُمْ لِإِقَامَةِ سُنَّتِكَ، والْأَخْذِ بِمَحَاسِنِ أَدَبِكَ فِي إِرْفَاقِ ضَعِيفِهِمْ، وسَدِّ خَلَّتِهِمْ، وعِيَادَةِ مَرِيضِهِمْ، وهِدَايَةِ مُسْتَرْشِدِهِمْ، ومُنَاصَحَةِ مُسْتَشِيرِهِمْ، وتَعَهُّدِ قَادِمِهِمْ، وكِتْمَانِ أَسْرَارِهِمْ، وسَتْرِ عَوْرَاتِهِمْ، ونُصْرَةِ مَظْلُومِهِمْ، وحُسْنِ مُوَاسَاتِهِمْ بِالْمَاعُونِ، والْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِالْجِدَةِ والْإِفْضَالِ، وإِعْطَاءِ مَا يَجِبُ لَهُمْ قَبْلَ السُّؤَالِ  واجْعَلْنِي اللَّهُمَّ أَجْزِي بِالْإِحْسَانِ مُسِيئَهُمْ، وأُعْرِضُ بِالتَّجَاوُزِ عَنْ ظَالِمِهِمْ، وأَسْتَعْمِلُ حُسْنَ الظَّنِّ فِي كَافَّتِهِمْ، وأَتَوَلَّى بِالْبِرِّ عَامَّتَهُمْ، وأَغُضُّ بَصَرِي عَنْهُمْ عِفَّةً، وأُلِينُ جَانِبِي لَهُمْ تَوَاضُعاً، وأَرِقُّ عَلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ مِنْهُمْ رَحْمَةً، وأُسِرُّ لَهُمْ بِالْغَيْبِ مَوَدَّةً، وأُحِبُّ بَقَاءَ النِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ نُصْحاً، وأُوجِبُ لَهُمْ مَا أُوجِبُ لِحَامَّتِي، وأَرْعَى لَهُمْ مَا أَرْعَى لِخَاصَّتِي.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وارْزُقْنِي مِثْلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ، واجْعَلْ لِي أَوْفَى الْحُظُوظِ فِيمَا عِنْدَهُمْ، وزِدْهُمْ بَصِيرَةً فِي حَقِّي، ومَعْرِفَةً بِفَضْلِي حَتَّى يَسْعَدُوا بِي وأَسْعَدَ بِهِمْ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.

 

 

 

 

 

 

(27) وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَهْلِ الثُّغُورِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ، وأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ، وأَسْبِغْ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، واشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، واحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، ودَبِّرْ أَمْرَهُمْ، ووَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مُؤَنِهِمْ، واعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وأَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ، والْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وعَرِّفْهُمْ مَا يَجْهَلُونَ، وعَلِّمْهُمْ مَا لَا يَعْلَمُونَ، وبَصِّرْهُمْ مَا لَا يُبْصِرُونَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقَائِهِمُ الْعَدُوَّ ذِكْرَ دُنْيَاهُمُ الْخَدَّاعَةِ الْغَرُورِ، وامْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَرَاتِ الْمَالِ الْفَتُونِ، واجْعَلِ الْجَنَّةَ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، ولَوِّحْ مِنْهَا لِأَبْصَارِهِمْ مَا أَعْدَدْتَ فِيهَا مِنْ مَسَاكِنِ الْخُلْدِ ومَنَازِلِ الْكَرَامَةِ والْحُورِ الْحِسَانِ والْأَنْهَارِ الْمُطَّرِدَةِ بِأَنْوَاعِ الْأَشْرِبَةِ والْأَشْجَارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ حَتَّى لَا يَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالْإِدْبَارِ، ولَا يُحَدِّثَ نَفْسَهُ عَنْ قِرْنِهِ بِفِرَارٍ.

اللَّهُمَّ افْلُلْ بِذَلِكَ عَدُوَّهُمْ، واقْلِمْ عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ، وفَرِّقْ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ، واخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ، وبَاعِدْ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ، وحَيِّرْهُمْ فِي سُبُلِهِمْ، وضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ، واقْطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ، وانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ، وامْلَأْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ، واقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنِ الْبَسْطِ، واخْزِمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ، وشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ونَكِّلْ بِهِمْ مَنْ وَرَاءَهُمْ، واقْطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَاعَ مَنْ بَعْدَهُمْ.

اللَّهُمَّ عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ، ويَبِّسْ أَصْلَابَ رِجَالِهِمْ، واقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ وأَنْعَامِهِمْ، لَا تَأْذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْرٍ، ولَا لِأَرْضِهِمْ فِي نَبَاتٍ.

اللَّهُمَّ وقَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، وحَصِّنْ بِهِ دِيَارَهُمْ، وثَمِّرْ بِهِ أَمْوَالَهُمْ، وفَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ، وعَنْ مُنَابَذَتِهِمْ لِلْخَلْوَةِ بِكَ حَتَّى لَا يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الْأَرْضِ غَيْرُكَ، ولَا تُعَفَّرَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ.

اللَّهُمَّ اغْزُ بِكُلِّ نَاحِيَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ بِإِزَائِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وأَمْدِدْهُمْ بِمَلَائِكَةٍ مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ حَتَّى يَكْشِفُوهُمْ إِلَى مُنْقَطَعِ التُّرَابِ قَتْلًا فِي أَرْضِكَ وأَسْراً، أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ.

اللَّهُمَّ واعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلَادِ مِنَ الْهِنْدِ والرُّومِ والتُّرْكِ والْخَزَرِ والْحَبَشِ والنُّوبَةِ والزَّنْجِ والسَّقَالِبَةِ والدَّيَالِمَةِ وسَائِرِ أُمَمِ الشِّرْكِ، الَّذِينَ تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ وصِفَاتُهُمْ، وقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ.

اللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالْمُشْرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ، وخُذْهُمْ بِالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ، وثَبِّطْهُمْ بِالْفُرْقَةِ عَنِ الِاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ.

اللَّهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْأَمَنَةِ، وأَبْدَانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ، وأَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الِاحْتِيَالِ، وأَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةِ الرِّجَالِ، وجَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ الْأَبْطَالِ، وابْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً مِنْ مَلَائِكَتِكَ بِبَأْسٍ مِنْ بَأْسِكَ كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ، تَقْطَعُ بِهِ دَابِرَهُمْ وتَحْصُدُ بِهِ شَوْكَتَهُمْ، وتُفَرِّقُ بِهِ عَدَدَهُمْ.

اللَّهُمَّ وامْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ، وأَطْعِمَتَهُمْ بِالْأَدْوَاءِ، وارْمِ بِلَادَهُمْ بِالْخُسُوفِ، وأَلِحَّ عَلَيْهَا بِالْقُذُوفِ، وافْرَعْهَا بِالْمُحُولِ، واجْعَلْ مِيَرَهُمْ فِي أَحَصِّ أَرْضِكَ وأَبْعَدِهَا عَنْهُمْ، وامْنَعْ حُصُونَهَا مِنْهُمْ، أَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقِيمِ والسُّقْمِ الْأَلِيمِ.

اللَّهُمَّ وأَيُّمَا غَازٍ غَزَاهُمْ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِكَ، أَوْ مُجَاهِدٍ جَاهَدَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِ سُنَّتِكَ لِيَكُونَ دِينُكَ الْأَعْلَى وحِزْبُكَ الْأَقْوَى وحَظُّكَ الْأَوْفَى فَلَقِّهِ الْيُسْرَ، وهَيِّئْ لَهُ الْأَمْرَ، وتَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ، وتَخَيَّرْ لَهُ الْأَصْحَابَ، واسْتَقْوِ لَهُ، الظَّهْرَ، وأَسْبِغْ عَلَيْهِ فِي النَّفَقَةِ، ومَتِّعْهُ بِالنَّشَاطِ، وأَطْفِ عَنْهُ حَرَارَةَ الشَّوْقِ، وأَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ، وأَنْسِهِ ذِكْرَ الْأَهْلِ والْوَلَدِ. وأْثُرْ لَهُ حُسْنَ النِّيَّةِ، وتَوَلَّهُ بِالْعَافِيَةِ، وأَصْحِبْهُ السَّلَامَةَ، وأَعْفِهِ مِنَ الْجُبْنِ، وأَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ، وارْزُقْهُ الشِّدَّةَ، وأَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ، وعَلِّمْهُ السِّيَرَ والسُّنَنَ، وسَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ، واعْزِلْ عَنْهُ الرِّيَاءَ، وخَلِّصْهُ مِنَ السُّمْعَةِ، واجْعَلْ فِكْرَهُ وذِكْرَهُ وظَعْنَهُ وإِقَامَتَهُ، فِيكَ ولَكَ. فَإِذَا صَافَّ عَدُوَّكَ وعَدُوَّهُ فَقَلِّلْهُمْ فِي عَيْنِهِ، وصَغِّرْ شَأْنَهُمْ فِي قَلْبِهِ، وأَدِلْ لَهُ مِنْهُمْ، ولَا تُدِلْهُمْ مِنْهُ، فَإِنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ، وقَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ فَبَعْدَ أَنْ يَجْتَاحَ عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ، وبَعْدَ أَنْ يَجْهَدَ بِهِمُ الْأَسْرُ، وبَعْدَ أَنْ تَأْمَنَ أَطْرَافُ الْمُسْلِمِينَ، وبَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ عَدُوُّكَ مُدْبِرِينَ.

اللَّهُمَّ وأَيُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ، أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيهِ فِي غَيْبَتِهِ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَةٍ مِنْ مَالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَادٍ، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَادٍ، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً، أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَائِهِ حُرْمَةً، فَآجِرْ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْنٍ ومِثْلًا بِمِثْلٍ، وعَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ مَا قَدَّمَ وسُرُورَ مَا أَتَى بِهِ، إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ بِهِ الْوَقْتُ إِلَى مَا أَجْرَيْتَ لَهُ مِنْ فَضْلِكَ، وأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرَامَتِكَ.

اللَّهُمَّ وأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَهَمَّهُ أَمْرُ الْإِسْلَامِ، وأَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ أَهْلِ الشِّرْكِ عَلَيْهِمْ فَنَوَى غَزْواً، أَوْ هَمَّ بِجِهَادٍ فَقَعَدَ بِهِ ضَعْفٌ، أَوْ أَبْطَأَتْ بِهِ فَاقَةٌ، أَوْ أَخَّرَهُ عَنْهُ حَادِثٌ، أَوْ عَرَضَ لَهُ دُونَ إِرَادَتِهِ مَانِعٌ فَاكْتُبِ اسْمَهُ فِي الْعَابِدِينَ، وأَوْجِبْ لَهُ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ، واجْعَلْهُ فِي نِظَامِ الشُّهَدَاءِ والصَّالِحِينَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ وآلِ مُحَمَّدٍ، صَلَاةً عَالِيَةً عَلَى الصَّلَوَاتِ، مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ، صَلَاةً لَا يَنْتَهِي أَمَدُهَا، ولَا يَنْقَطِعُ عَدَدُهَا كَأَتَمِّ مَا مَضَى مِنْ صَلَوَاتِكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ، إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْفَعَّالُ لِمَا تُرِيدُ.

 

 

 

 

 

 

(28) وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُتَفَزِّعاً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ

اللَّهُمَّ إِنِّي أَخْلَصْتُ بِانْقِطَاعِي إِلَيْكَ  وأَقْبَلْتُ بِكُلِّي عَلَيْكَ  وصَرَفْتُ وَجْهِي عَمَّنْ يَحْتَاجُ إِلَى رِفْدِكَ  وقَلَبْتُ مَسْأَلَتِي عَمَّنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ فَضْلِكَ  ورَأَيْتُ أَنَّ طَلَبَ الْمُحْتَاجِ إِلَى الْمُحْتَاجِ سَفَهٌ مِنْ رَأْيِهِ وضَلَّةٌ مِنْ عَقْلِهِ. فَكَمْ قَدْ رَأَيْتُ يَا إِلَهِي مِنْ أُنَاسٍ طَلَبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِكَ فَذَلُّوا، ورَامُوا الثَّرْوَةَ مِنْ سِوَاكَ فَافْتَقَرُوا، وحَاوَلُوا الِارْتِفَاعَ فَاتَّضَعُوا،  فَصَحَّ بِمُعَايَنَةِ أَمْثَالِهِمْ حَازِمٌ وَفَّقَهُ اعْتِبَارُهُ، وأَرْشَدَهُ إِلَى طَرِيقِ صَوَابِهِ اخْتِيَارُهُ. فَأَنْتَ يَا مَوْلَايَ دُونَ كُلِّ مَسْئُولٍ مَوْضِعُ مَسْأَلَتِي، ودُونَ كُلِّ مَطْلُوبٍ إِلَيْهِ وَلِيُّ حَاجَتِي  أَنْتَ الْمَخْصُوصُ قَبْلَ كُلِّ مَدْعُوٍّ بِدَعْوَتِي، لَا يَشْرَكُكَ أَحَدٌ فِي رَجَائِي، ولَا يَتَّفِقُ أَحَدٌ مَعَكَ فِي دُعَائِي، ولَا يَنْظِمُهُ وإِيَّاكَ نِدَائِي  لَكَ يَا إِلَهِي وَحْدَانِيَّةُ الْعَدَدِ، ومَلَكَةُ الْقُدْرَةِ الصَّمَدِ، وفَضِيلَةُ الْحَوْلِ والْقُوَّةِ، ودَرَجَةُ الْعُلُوِّ والرِّفْعَةِ. ومَنْ سِوَاكَ مَرْحُومٌ فِي عُمُرِهِ، مَغْلُوبٌ عَلَى أَمْرِهِ، مَقْهُورٌ عَلَى شَأْنِهِ، مُخْتَلِفُ الْحَالَاتِ، مُتَنَقِّلٌ فِي الصِّفَاتِ  فَتَعَالَيْتَ عَنِ الْأَشْبَاهِ والْأَضْدَادِ، وتَكَبَّرْتَ عَنِ الْأَمْثَالِ والْأَنْدَادِ، فَسُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.

 

 

 

 

 

 

(29) وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا قُتِّرَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ

اللَّهُمَّ إِنَّكَ ابْتَلَيْتَنَا فِي أَرْزَاقِنَا بِسُوءِ الظَّنِّ، وفِي آجَالِنَا بِطُولِ الْأَمَلِ حَتَّى الْتَمَسْنَا أَرْزَاقَكَ مِنْ عِنْدِ الْمَرْزُوقِينَ، وطَمِعْنَا بِآمَالِنَا فِي أَعْمَارِ الْمُعَمَّرِينَ. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وهَبْ لَنَا يَقِيناً صَادِقاً تَكْفِينَا بِهِ مِنْ مَئُونَةِ الطَّلَبِ، وأَلْهِمْنَا ثِقَةً خَالِصَةً تُعْفِينَا بِهَا مِنْ شِدَّةِ النَّصَبِ  واجْعَلْ مَا صَرَّحْتَ بِهِ مِنْ عِدَتِكَ فِي وَحْيِكَ، وأَتْبَعْتَهُ مِنْ قَسَمِكَ فِي كِتَابِكَ، قَاطِعاً لِاهْتِمَامِنَا بِالرِّزْقِ الَّذِي تَكَفَّلْتَ بِهِ، وحَسْماً لِلِاشْتِغَالِ بِمَا ضَمِنْتَ الْكِفَايَةَ لَهُ  فَقُلْتَ وقَوْلُكَ الْحَقُّ الْأَصْدَقُ، وأَقْسَمْتَ وقَسَمُكَ الْأَبَرُّ الْأَوْفَى وفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ومَا تُوعَدُونَ. ثُمَّ قُلْتَ فَوَ رَبِّ السَّمَاءِ والْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ.

 

 

 

 

 

 

(30) وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْمَعُونَةِ عَلَى قَضَاءِ الدَّيْنِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وهَبْ لِيَ الْعَافِيَةَ مِنْ دَيْنٍ تُخْلِقُ بِهِ وَجْهِي، ويَحَارُ فِيهِ ذِهْنِي، ويَتَشَعَّبُ لَهُ فِكْرِي، ويَطُولُ بِمُمَارَسَتِهِ شُغْلِي ، وأَعُوذُ بِكَ يَا رَبِّ مِنْ هَمِّ الدَّيْنِ وفِكْرِهِ، وشُغْلِ الدَّيْنِ وسَهَرِهِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَعِذْنِي مِنْهُ، وأَسْتَجِيرُ بِكَ، يَا رَبِّ، مِنْ ذِلَّتِهِ فِي الْحَيَاةِ، ومِنْ تَبِعَتِهِ بَعْدَ الْوَفَاةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَجِرْني مِنْهُ بِوُسْعٍ فَاضِلٍ أَوْ كَفَافٍ وَاصِلٍ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واحْجُبْنِي عَنِ السَّرَفِ والِازْدِيَادِ، وقَوِّمْنِي بِالْبَذْلِ والِاقْتِصَادِ، وعَلِّمْنِي حُسْنَ التَّقْدِيرِ، واقْبِضْنِي بِلُطْفِكَ عَنِ التَّبْذِيرِ، وأَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ الْحَلَالِ أَرْزَاقِي، ووَجِّهْ فِي أَبْوَابِ الْبِرِّ إِنْفَاقِي، وازْوِ عَنِّي مِنَ الْمَالِ مَا يُحْدِثُ لِي مَخِيلَةً أَوْ تَأَدِّياً إِلَى بَغْيٍ أَوْ مَا أَتَعَقَّبُ مِنْهُ طُغْيَاناً.

اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيَّ صُحْبَةَ الْفُقَرَاءِ، وأَعِنِّي عَلَى صُحْبَتِهِمْ بِحُسْنِ الصَّبْرِ  ومَا زَوَيْتَ عَنِّي مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ فَاذْخَرْهُ لِي فِي خَزَائِنِكَ الْبَاقِيَةِ  واجْعَلْ مَا خَوَّلْتَنِي مِنْ حُطَامِهَا، وعَجَّلْتَ لِي مِنْ مَتَاعِهَا بُلْغَةً إِلَى جِوَارِكَ ووُصْلَةً إِلَى قُرْبِكَ وذَرِيعَةً إِلَى جَنَّتِكَ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ، وأَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِيمُ.