عقائد الشيعة الإمامية / أبو صلاح الحلبي
ترجمة أبي صلاح الحلبي
اسمه:
في تحديد اسمه قولان:
أ - تقي: وهو الذي ذكره الشيخ في رجاله، في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام: 357، والعلامة في الخلاصة: 28، وفي إجازته لبني زهرة كما في البحار 107 / 70، وابن داود في رجاله: 58، والذهبي في تاريخه كما في أعلام النبلاء 4 / 77، وابن شهرآشوب في معالم العلماء: 29، وابن حجر في لسان الميزان 2 / 71، والتنكابني في قصص العلماء: 432، والشهيد الثاني في إجازته كما في تنقيح المقال 1 / 185 ومنتجب الدين كما في الفهرست: 30، والبحراني في لؤلؤة البحرين: 333، والسيد محمد العلوي في إجازته للسيد شمس الدين المعالي كما في البحار 107 / 160، وعبد العالي الكركي في إجازته للمولى حسين الأسترآبادي كما في البحار 108 / 52، والشيخ المجلسي في الوجيزة: 147، ووالد الشيخ المجلسي في إجازته لميرزا إبراهيم اليزدي كما في البحار 110 / 70، وفي مجموعة الجباعي كما في الأعيان 3 / 635، والمامقاني في تنقيح المقال 1 / 185، والشيخ عباس القمي في سفينة البحار 1 / 295 والكنى والألقاب 1 / 99، والحر العاملي في تفصيل وسائل الشيعة 20 / 148، والتستري في القاموس 5 / 415، والسيد الخوئي في معجم رجال الحديث 3 / 377، والشيخ أسد الله الدزفولي في مقباس الأنوار: 8، والسيد الأمين في الأعيان 3 / 634، والطباخ في أعلام النبلاء 4 / 77.
ب - تقي الدين: وهو الذي ذكره المولى الأفندي في الرياض 1 / 99 و 5 / 464، وتعليقة أمل الآمل: 107، والحر العاملي في أمل الآمل 2 / 46، والسيد الخوانساري في الروضات 2 / 111، والمحدث النوري في خاتمة المستدرك 3 / 480، والسيد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل: 114، والشيخ المجلسي في البحار 2 / 20، والشهيد في إجازته للشيخ شمس الدين كما في البحار 107 / 198، والشيخ أحمد بن نعمة الله بن خواتون في إجازته للمولى عبد الله بن حسين التستري كما في البحار 109 / 92، وعلي بن عبد العالي الكركي في إجازته للشيخ علي الميسي كما في البحار 108 / 46، والشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي كما في البحار 108 / 158. وورد في بعض الكتب لا تقي الدين نجم الدين، وهو اشتباه ظاهر.
نسبه:
أما أبوه ففي تحديد اسمه قولان أيضا:
أ - نجم: وهو الذي ذكره الشيخ في رجاله: 357، والعلامة في الخلاصة: 28 وفي إجازته لبني زهرة كما في البحار 107 / 70، والمولى الأفندي في الرياض 1 / 99 و 5 / 464، والحر العاملي في أمل الآمل 2 / 46، وتفصيل وسائل الشيعة 20 / 148، ومنتجب الدين في الفهرست: 30، والبحراني في اللؤلؤة: 333، والمجلسي في الوجيزة: 147، والشهيد في إجازته للشيخ شمس الدين كما في البحار 107 / 198، والكركي في إجازته للشيخ علي الميسي كما في البحار 108 / 46، والشهيد الثاني لوالد الشيخ البهائي كما في البحار 108 / 158، وابن شهرآشوب في المعالم: 29، والذهبي في تاريخه كما في أعلام النبلاء 4 / 77، والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب 1 / 99.
ب - نجم الدين: وهو المذكور في رجال الشيخ كما في النسخة التي اعتمد عليها المولى الأفندي في الرياض 1 / 99 والحر العاملي في أمل الآمل 2 / 46 والسيد الخوانساري في الروضات 2 / 313، وذكره ابن داود في رجاله: 58، والخوانساري في الروضات 2 / 113، والطهراني في الطبقات 39، والمحدث النوري في الخاتمة 3 / 480.
قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان 2 / 71: تقي بن عمر. قال السيد الأمين في الأعيان 3 / 636: والظاهر أن عمر في اسم أبيه تصحيف نجم، منه أو من الناسخين. وورد في بعض الكتب: تقي الدين بن نجم الدين عبيد الله، والظاهر أن لفظ ( بن ) قبل لفظ ( عبيد الله ) سقط من الناسخ. وأما جده ففي تحديد اسمه قولان أيضا:
أ - عبد الله: وهو الذي ذكره الذهبي في تاريخه كما في أعلام النبلاء 4 / 77، والمولى الأفندي في الرياض 5 / 464 ب - عبيد الله: وهو الذي ذكره المحدث النوري في الخاتمة 3 / 480، والسيد الخوانساري في الروضات 2 / 111، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان 2 / 71، والسيد الأمين في الأعيان 3 / 634، والمدرس في ريحانة الأدب 7 / 161، والمولى الأفندي في تعليقته على أمل الآمل: 107، والسيد محمد العلوي في إجازته للسيد شمس الدين محمد بن أحمد المعالي كما في البحار 107 / 160.
وأما جد أبيه: " فقد نص ابن حجر في لسان الميزان 2 / 71 والسيد الأمين في الأعيان 3 / 634 على أن اسمه: عبد الله. وأما جد جده: فقد نص ابن حجر في لسان الميزان 2 / 71 والسيد الأمين 3 / 634 على أن اسمه: محمد. قيل: ومن قال تقي بن نجم بن عبد الله فلعله قد نسبه إلى جده. وفيه نظر، لأن هذا القول يبتني على أن اسم جد صاحب الترجمة عبيد الله، وقد مر أن فيه قولين: عبيد الله، وعبد الله.
لقبه وشهرته: يعرف صاحب الترجمة ب:
أ - التقي: وهو اسمه أيضا، وهذا اللقب من الألقاب المختصة بصاحب الترجمة أيضا، ذكر في كثير من المصادر.
ب - الحلبي: نسبة إلى مدينته حلب، ذكره كل من ترجم له. وإذا أطلق هذا اللقب عند الفقهاء فالمراد منه صاحب الترجمة. وما ذكر في إجازة الكركي للمولى حسين الأسترآبادي: تقي بن نجم الحلي. فهو غلط واضح، من سهو النساخ.
ج - الشامي: نسبة إلى الشام حيث مدينة حلب فيها، ذكره السيد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل: 114. ويكنى صاحب الترجمة بأبي الصلاح، كما ذكره كل من ترجم له. ووصفه الطباخ في أعلام النبلاء 4 / 77 بالرافضي، وقال الذهبي في تاريخه كما في أعلام النبلاء:... عالم لرافضة بالشام. والرفض صفة لشيعة آل محمد، لأنهم رفضوا الباطل واتبعوا الحق وأخذوا دينهم عن أئمتهم المعصومين أبناء الرسول عن جدهم رسول الله عن جبرئيل عن الله عز وجل.
مولده:
اتفقت المصادر على أن ولادته كانت في مدينة حلب. وأما سنة ولادته، فقد نص يحيى بن أبي طي الحلبي في تاريخه كما عنه في تاريخ الذهبي كما في أعلام النبلاء 4 / 77 وأعيان الشيعة 3 / 634 أن ولادته كانت سنة 374، وكذا ذكره ابن حجر في لسان الميزان 2 / 71، والسيد الأمين في الأعيان 3 / 634. وما في ريحانة الأدب من أنه توفي سنة 447 وكان عمره 100 سنة، وعليه تكون ولادته سنة 347. فهو سهو نشأ من تصحيف 374 ب 347. مدينة حلب: حلب على وزن طلب، بفتح الحاء المهملة واللام وفي آخرها الباء الموحدة: مدينة مشهورة في حدود الشام. طيبة الهواء، كثيرة الخيرات، صحيحة التربة، يزرع بأرضها القطن والسمسم والمشمش والتين و... تسقى بماء المطر. ومدينة حلب مسورة بحجر أسود والقلعة بجانب السور، لأن المدينة في وطأ من الأرض والقلعة على جبل مدور مهندم، لها خندق عظيم وصل حفره إلى الماء.
وفي سبب تسميتها بحلب قولان:
أ - أن هذا الموضع كان الخليل إبراهيم صلوات الله عليه يجلب نعمه به أيام الجمعات، وكان يتصدق بما تحلب على الناس، فكان الفقراء يقولون: حلب، حلب، ويسأل بعضهم بعضا، فعرف الموضع بذلك وبقي الاسم عليه، فسمي البلد بذلك.
ب - أن حلب وحمص وبردعة أخوة من عمليق، فبنى كل منهم مدينة سميت به. وفي مدينة حلب مقامان للخليل عليه السلام يزاران. وكانت مدينة حلب قديما محطا لرجال علماء الشيعة الإمامية، وأهلها من أسلم أهالي الشامات قلبا وأجودهم ذكاء وفضلا وفهما. راجع تفصيل ما ذكرناه في: الأنساب للسمعاني 4 / 189، سفينة البحار 1 / 296، روضات الجنات 2 / 114، تلخيص الآثار كما في روضات الجنات 2 / 114.
أسرته:
لم يذكر في المصادر المتوفرة لدينا من أسرته أحد، سوى ما ذكره الشهيد الأول في غاية المراد في شرح نكت الإرشاد: 16، في بحث المضايقة والمواسعة حيث قال: ومن الناصرين للمضايقة... والشيخ أبو الحسن بن علي بن منصور بن تقي الحلي عمل فيها مسألة طويلة متضمنة الرد على الشيخ أبي الحسن بن طاهر الصوري في التوسعة. فاستظهر بعض العلماء من هذا النص أن المراد من منصور هو ولد صاحب الترجمة ومن أبي الحسن هو حفيده. وذكروا اسم حفيده: أبو الحسن علي بن منصور الحلبي نقلا عن نسخة غاية المراد التي كانت عندهم، بخلاف النسخة المطبوعة على الحجر التي نقلنا عنها النص. قال المولى الأفندي في الرياض 4 / 268: الشيخ أبو الحسن علي بن منصور بن الشيخ أبي الصلاح تقي الدين بن نجم الدين بن عبد الله الحلبي، فاضل عالم فقيه جليل، وهو سبط أبي الصلاح الحلبي المشهور، وقد ذكره الشهيد في بحث قضاء الصلاة الفائتة من شرح الإرشاد ونسب إليه القول بالتضييق وقال: إنه عمل فيها مسألة طويلة تتضمن الرد على الشيخ أبي علي الحسن بن طاهر الصوري في التوسعة. ثم أقول: إن الشهيد في الشرح قد أورده هكذا: الشيخ أبو الحسن علي بن منصور بن تقي الحلبي، والظاهر أن مراده ما ذكرناه، انتهى كلام صاحب الرياض رضوان الله عليه. أقول: إذا لاحظنا كلام صاحب الرياض بدقة نصل إلى أنه اعتمد في هذه الترجمة بأكملها على نص كلام الشهيد الأول، ويفهم من آخر العبارة أنه تردد في أن الشيخ أبو الحسن علي بن منصور هو حفيد صاحب الترجمة، حيث قال: والظاهر أن مراده ما ذكرناه. وقال السيد الخوانساري في روضات الجنات 2 / 117: ثم أن من جملة علماء سلسلة صاحب الترجمة هو سبطه ونافلته الفاضل الفقيه الجليل أبو الحسن علي بن منصور بن أبي الصلاح المذكور، كما ذكره صاحب الرياض، قال: وقد ذكره الشهيد... وهو غير علي بن منصور بن محمد الحسيني الشيرازي الذي كان من علماء دولة شاه طهماسب الصفوي وله رسالة في الإمامة باسم السلطان المذكور، انتهى ما في الروضات. ونقل نص عبارة الروضات الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب 1 / 100، ونقل أيضا شبيه عبارة الروضات في الفوائد الرضوية: 57. وقال الطهراني في الذريعة 30 / 393: مسألة في المضايقة طويلة تتضمن القول بالتضييق للفائتة والرد على الشيخ... عملها الشيخ أبو الحسن علي بن منصور بن أبي الصلاح تقي الدين الحلبي، ذكره الشهيد في غاية المراد في شرح نكت الإرشاد كما حكاه عنه في الرياض. وقال في 21 / 134: رسالة في المضايقة للشيخ أبي الحسن علي بن منصور بن أبي الصلاح المعروف... كذا حكي عن شرح الإرشاد للشهيد. وهذه الأقوال والتعريفات كلها مبنية على نص عبارة الشهيد في غاية المراد، وعبارة الشهيد غير كافية في إثبات أن هذا الرجل هو حفيد صاحب الترجمة، والله العالم.
الثناء عليه:
أثنى على صاحب الترجمة كثير من العلماء، منهم: أستاذه الشيخ الطوسي: ثقة عين، قرأ علينا وعلى المرتضى وحاله شهير. ابن شهرآشوب: من تلامذة المرتضى قدس الله روحه. منتجب الدين: فقيه، عين، ثقة، قرأ على الأجل المرتضى علم الهدى نضر الله وجهه وعلى الشيخ الموفق أبي جعفر. العلامة الحلي: ثقة، عين، له تصانيف حسنة ذكرناها في الكتاب الكبير قرأ على الشيخ رحمه الله وعلى المرتضى قدس الله روحه. ابن داود: عظيم القدر، من علماء مشايخ الشيعة. يحيى بن أبي طي الحلبي: عين علماء الشام، والمشار إليه بالعلم والبيان، والجمع بين علوم الأديان وعلوم الأبدان،... وذكر عنه صلاح وزهد وتقشف زائد وقناعة، مع الحرمة العظيمة والجلالة، وأنه كان يرغب في حضور الجماعة، وكان لا يصلي في المسجد غير الفريضة ويتنفل في بيته، ولا يقبل ممن يقرأ عليه هدية، وكان من أذكياء الناس وأفقههم وأكثرهم تفننا ابن أبي دوح ( روح ): علامة في فقه أهل البيت. ابن حجر العسقلاني: من علماء الإمامية... وطلب وتمهر وصنف وأخذ عن أبي جعفر الطوسي وغيره ورحل إلى العراق فحمل عن الشريف المرتضى. ابن إدريس الحلي: من جملة أصحابنا الحلبيين من تلامذة المرتضى. وقال أيضا: الفقيه أبو الصلاح الحلبي تلميذ السيد المرتضى رحمه الله. وقال أيضا: في هذا الرجل المحاسن، صاحب تصانيف جيدة حسنة الألفاظ. الشهيد: الشيخ الإمام السعيد خليفة المرتضى رضي الله عنه في علومه. المحقق الحلي: هو من أعيان فقهائنا. وقال أيضا: وهو أحد الأعيان ولا بأس باتباع فتواه. المحقق الكركي: الشيخ الإمام السعيد الفقيه. الشهيد الثاني: الشيخ الفقيه السعيد خليفة المرتضى في البلاد الحلبية. الشيخ أحمد بن نعمة الله العاملي: الشيخ الإمام السعيد خليفة المرتضى في علومه. الشيخ عباس القمي: الشيخ الأقدم، الفاضل الفقيه المحدث، الثقة الجليل، من كبار علمائنا الإمامية. وقال أيضا: ثقة جليل، عظيم الشأن،... عالم فقيه محدث، من كبار الشيوخ وعلماء الشيعة. المحدث النوري: الجليل... الفقيه النبيه. السيد الخوانساري: الشيخ الفقيه النبيه، الوجيه السامي... الثقة العين، الفاضل الإمامي، كان من مشاهير فقهاء حلب، ومنعوتا بخليفة المرتضى في علومه. الحر العاملي: ثقة عالم فاضل فقيه محدث. الشيخ أسد الله الدزفولي: عمدة الفقهاء والمتكلمين، ونخبة الفضلاء والمعتمدين الشيخ... قدس الله سره وأنار في سماء الرضوان بدره، وهو من أساطين تلامذة المرتضى والشيخ والديلمي. الشيخ المجلسي: الشيخ الأجل. وقال: وشأن مؤلفه أعظم من أن يفتقر إلى البيان. التنكابني: أحد الفقهاء والمتكلمين، ومن تلامذة السيد المرتضى والشيخ. ميرزا محمد علي مدرس: الشيخ الأجل الأقدم، فقيه فاضل محدث، ثقة ومعتمد، من أعاظم مشايخ الإمامية، ومن أعيان وفقهاء ومتكلمي القرن الخامس المجري، وله مقام عالي في المراتب العلمية وأداء وظائفه الدينية، وكان يدرس ويقوم بالأمور الدينية في البلاد الحلبية نيابة عن السيد المرتضى. الذهبي: شيخ الشيعة وعالم الرافضة بالشام. القاضي عبد العزيز: الشيخ الفقيه السعيد خليفة المرتضى في البلاد الحلبية.
مقامه العلمي:
نستطيع أن نتوصل إلى مقدار ما من مقامه العلمي السامي عند ملاحظة مؤلفاته بدقة وإمعان نظر... ففي الكافي في الفقه نرى عمقه في المطالب الفقهية، وتفريعاته في المسائل الفقهية، وسلاسة عبارته، ووضع مقدمات لطيفة لكتابه الكافي تدل على قدرته العلمية العالية في شتى المجالات. وفي تقريب المعارف يلاحظ القارئ مدى سعته العلمية على المطالب الكلامية التي أوردها، بحيث يلقم المخالف حجرا لا يستطيع الوقوف أمامها، ففيه من المطالب المنطقية والفلسفية العميقة، وتطرق إلى مسائل بكر لم يسبقه فيها أحد. وعند ملاحظة قول أستاذه الشيخ الطوسي في حقه والتأمل فيه يندهش القارئ وتزداد عظمته وإكباره لهذا الرجل العظيم. قال الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام: قرأ علينا وعلى المرتضى وحاله شهير. فالشيخ الطوسي ذكر في رجاله من روى عن المعصومين سلام الله عليهم، وفي باب من لم يرو عنهم عليهم السلام تطرق إلى ذكر علماء الشيعة العظام ومشايخه الكرام. فذكره لتلميذه في كتابه وتوثيقه له وأن حاله شهير في غاية التعظيم والتبجيل له... وتدل هذه العبارة على مكانته العلمية ومقامه الرفيع وقربه من أستاذه الشيخ الطوسي. قال المولى الأفندي: ومع أنه تلميذ الشيخ، قد ذكره الشيخ في رجاله وقال: إنه قرأ علينا وعلى المرتضى ووثقه، وهذا يدل على عظم قدره. وقال السيد الخوانساري: ونعم ما قال. قال السيد محمد صادق بحر العلوم: من الغريب عدم ذكر الشيخ له في فهرسته مع أنه من المصنفين. فقيل: من الغريب ذكره في رجاله... لا عدم ذكره في الفهرست. والظاهر أن كتاب الرجال للشيخ الطوسي أكثر أهمية من فهرسته، لأنه في الفهرست يذكر أسامي المصنفين، وأبو الصلاح من المصنفين، فلما ذكره في رجاله ووثقه، وجعل له ترجمة في جملة المشايخ العظام فغريب أن لا يذكره في الفهرست. وكان أبو الصلاح الحلبي رضوان الله عليه: خليفة المرتضى في علومه على حد تعبير الشهيد في إجازته للشيخ شسس الدين، وخليفة المرتضى في البلاد الحلبية على حد تعبير الشهيد الثاني في إجازته لوالد الشيخ البهائي. وقال السيد الخوانساري: كان من مشاهير علماء حلب، ومنعوتا بخليفة المرتضى في علومه، لكونه منصوبا في البلاد الحلبية من قبل أستاذه السيد المرتضى... أو لنيابته عنه في التدريس... وناهيك له بذلك منزلة ومقاما. وذكره المحدث النوري أن أبا الصلاح معروف بخليفة شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي في البلاد الشامية. وذكر السيد الخوانساري أن ابن البراج خليفة شيخنا الطوسي في البلاد الشامية. وقال المدرس: والذي يظهر من بعض الكتب أنه كان نائبا عن الشيخ الطوسي أيضا في البلاد الحلبية، ولهذا وصف بخليفة الشيخ. وقال السيد الشبيري الزنجاني: هذا من متفردات الكتاب المذكور فيما أعلم، والظاهر أنه سهو، وصوابه خليفة السيد المرتضى، كما في غيره. وكان سلار الديلمي إذا استفتي من حلب يقول: عندكم التقي. وهذا يدل على مكانته العلمية، لأن هذا الفعل صادر من سلار وهو أحد علماء الشيعة من أساتذته. قال يحيى بن أبي طي الحلبي عنه: هو عين علماء الشام. والمشار إليه بالعلم والبيان، والجمع بين علوم الأديان وعلوم الأبدان. فيظهر من هذا النص أن المترجم كانت له يد طولى في علم الأبدان، حيث قرنه بعلم الأديان، هو في علم الأديان كما عرفت. وقال ابن أبي دوح ( روح ): وكان أبو الصلاح علامة في فقه أهل البيت. وقال يحيى بن أبي طي أيضا: وكان من أذكياء الناس وأفقههم وأكثرهم تفننا. ووصفه الذهبي: بشيخ الشيعة وعالم الرافضة. وقال ابن حجر في وصفه: من علماء الإمامية... وطلب وتمهر وصنف.
مشايخه وأساتذته:
لم تذكر المصادر المتوفرة لدينا من أساتذته ومن روى عنهم سوى أربع:
( 1 ) السيد المرتضى. نص على أنه أستاذه جل من جعل لأبي الصلاح ترجمة أو ذكره ضمنا. قال يحيى بن أبي طي الحلبي:... ودخل العراق ثلاث مرات فقرأ على الشريف المرتضى. وأما السيد المرتضى فهو كما قال النجاشي: علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. أبو القاسم المرتضى. حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلما شاعرا أديبا، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا. صنف كتبا، منها:... مات رضي الله عنه لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة ( 436 ) ست وثلاثين وأربع مائة، وصلى عليه ابنه في داره، ودفن فيها، وتوليت غسله ومعي الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن الجعفري وسلار بن عبد العزيز.
( 2 ) الشيخ الطوسي. نص عليه الشيخ الطوسي بنفسه حيث قال: قرأ علينا، وكذا ذكره كثير ممن ترجم أبا الصلاح الحلبي. وأما الشيخ الطوسي فهو كما قال النجاشي: محمد بن الحسن بن علي الطوسي، أبو جعفر، جليل في أصحابنا، ثقة، عين، من تلامذة شيخنا أبي عبد الله. له كتب، منها:.... وقال ابن داود: ولد في شهر رمضان سنة ( 385 ) خمس وثمانين وثلاث مائة، وقدم العراق سنة ( 408 ) ثمان وأربع مائة، وتوفي ليلة الاثنين ثاني عشر المحرم سنة ( 460 ) ستين وأربع مائة بالمشهد الشريف الغروي، ودفن بداره.
( 3 ) سلار الديلمي: قال الطريحي:..، وأبو الصلاح الحلبي قرأ عليه ( أي: على سلار )، وكان إذا استفتي من حلب يقول: عندكم التقي. وفي تتلمذه على سلار محل نظر وتأمل، لعدم ذكره في جملة تلاميذه في المصادر المعتبرة. وسلار هو ابن عبد العزيز الديلمي، أبو يعلى، فقيه جليل عظيم مصنف، من تلامذة المفيد والسيد المرتضى. من تصانيفه:.... وعبر عنه العلامة الحلي بشيخنا المقدم في الفقه والأدب وغيرهما، كان، ثقة وجها.... أبو الحسن محمد بن محمد. قال المترجم في كتابه تقريب المعارف في معجزات أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام: ومن ذلك... حدثني الشيخ أبو الحسن محمد بن محمد قال حدثنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد المفيد.... وأما أبو الحسن محمد بن محمد فقال الشيخ الأستادي: أظن أن أبا الحسن محمد بن محمد، هو البصروي، وكان فقيها فاضلا شاعرا فصيحا، قرأ على المرتضى وغيره، ويروي عنه جبرئيل بن إسماعيل القمي والد شاذان بن جبرئيل. وله كتاب:... توفي ببغداد 443.
تلامذته والراوون عنه:
حضر درس صاحب الترجمة وروى عنه جمع غفير من العلماء، منهم:
( 1 ) أبو القاسم سعد الدين عز المؤمنين الشيخ عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البراج، المتوفى سنة 481. كان قاضيا بطرابلس، وله مصنفات في الأصول والفروع. يروي عن السيد المرتضى والشيخ الكراجكي والشيخ الطوسي وأبي الصلاح الحلبي وغيرهم.
( 2 ) الشيخ عز الدين عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي القاضي. كان فاضلا محققا فقيها عابدا. يروي عن السيد المرتضى والكراجكي والشيخ الطوسي وابن البراج وأبي الصلاح. تنتهي جل طرق الأصحاب إلى أبي الصلاح إليه عن أبي الصلاح.
( 3 ) الداعي بن زيد بن علي بن الحسين الأفطسي الحسيني الآوي. يروي عن الشريف المرتضى والشيخ الطوسي وسلار وابن البراج والتقي الحلبي.
( 4 ) الشيخ أبو محمد ريحان بن عبد الله الحبشي المصري. كان عالما فقيها محدثا زاهدا. وكان يقول: ما حفظت شيئا فنسيته، يصوم جميع الأيام المسنونة، ولا يأكل إلا من طعام يعلم أصله، وكان ابن رزيك يعظمه ويحترمه. يروي عن عبد العزيز بن أبي كامل والكراجكي وأب الصلاح. قال السيد الشبيري الزنجاني: لا ريب في أن ريحان الحبشي المتوفى حدود 560 ليس ممن يروي بلا واسطة عن أبي الصلاح المتوفى 447 والكراجكي المتوفى 449. فإن صح ما في الآمل فلا بد من الالتزام بتعدد أبي محمد ريحان الحبشي. واحتمل السيد الشبيري حفظه الله أن تلميذ أبي الصلاح الحلبي هو جد أبو محمد ريحان المتوفى حدود سنة 560، وقد شاع تسمية الابن باسم جده.
( 5 ) الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين المفيد النيسابوري الخزاعي الرازي. شيخ الأصحاب في الري، حافظ واعظ جليل القدر، سافر في البلاد شرقا وغربا، أخذ الحديث عن المؤالف والمخالف. وكان من أعلم الناس بالحديث وأبصرهم به وبرجاله. ويقال: كان في مجلسه أكثر من ثلاثة آلاف محبرة. قال الشيخ منتجب الدين:... وله تصانيف، منها الكافي، أخبرنا به غير واحد من الثقات عن الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري الخزاعي عنه. توفي سنة 445.
( 6 ) الشيخ التواب ( التراب ) ( البواب ) ( النواب ) بن الحسن ( الحسين ) بن أبي ربيعة الخشاب البصري. فقيه مقري صالح. قرأ على الشيخ التقي الحلبي وعلى الشيخ أبي علي رحمهم الله.
( 7 ) الشهيد المصلوب في سبيل الله أبو الحسن ثابت بن أسلم ( أحمد ) بن عبد الوهاب الحلبي. من كبار النحاة، أحد علماء الشيعة. وكان من كبار تلامذة أبي الصلاح، تصدر للإفادة بعده، وتولى خزانة الكتب بحلب، وصنف كتابا في كشف عوار الإسماعيلية وتزييف معتقداتهم، فقال من بحلب من الإسماعيلية: إن هذا يفسد الدعوة، فحمل إلى صاحب مصر، وأمر بصلبه فصلب، وأحرقت خزانة الكتب التي بحلب، وكان فيها عشرة آلاف مجلدة من وقف سيف الدولة بن حمدان. وكان صلبه في حدود سنة 460.
( 8 ) محمد بن علي الكراجكي، صاحب كتاب كنز الفوائد، المتوفى سنة 449 في ثاني ربيع الآخر. ذكر ابن أبي طي أنه أخذ عن أبي الصلاح.
علماء حلب:
كثير من علمائنا نسبوا إلى حلب، إما لولادتهم فيها وسكنهم أو لأمور أخرى، منهم:
( 1 ) أبو شعبة الحلبي. آل أبي شعبة أسرة معروفة بالكوفة، وكانوا يتجرون إلى حلب، لذا غلبت عليهم النسبة إلى حلب. وأبو شعبة ثقة روى عن الحسن والحسين عليهما السلام.
( 2 ) علي بن أبي شعبة الحلبي. أحد الرواة، وثقه النجاشي.
( 3 ) عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الحلبي. مولى بن تيم اللات بن. ثعلبة أبو علي، وكان كبير آل أبي شعبة في زمانه والثقة الذي لا يطعن عليه، وصنف الكتاب المنسوب إليه، وعرضه على أبي عبد الله عليه السلام وصححه وقال عند قراءته: " أترى لهؤلاء مثل هذا ؟ ".
( 4 ) محمد بن علي بن أبي شعبة الحلبي، أبو جعفر، وجه أصحابنا وفقيههم، والثقة الذي لا يطعن عليه.
( 5 ) عمران بن علي بن أبي شعبة الحلبي. قال عنه النجاشي: الثقة الذي لا يطعن عليه.
( 6 ) عبد الأعلى بن علي بن أبي شعبة الحلبي. قال عنه النجاشي: الثقة الذي لا يطعن عليه.
( 7 ) أحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي. ثقة، روى عن أبي الحسن الرضا عليهم السلام. وغيرهم من آل أبي شعبة الذين قال عنهم النجاشي: وكانوا جميعهم ثقات مرجوعا إلى ما يقولون.
( 8 ) الشهيد أبو الحسن ثابت بن أسلم ( أحمد ) بن عبد الوهاب الحلبي. وقد مر ذكره في فصل: تلامذته.
( 9 ) كردي بن عكبر بن كردي الفارسي. نزيل حلب، فقيه ثقة صالح، قرأ على شيخنا الموفق أيي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، وبينهما مكاتبات وسؤالات وجوابات، قاله منتجب الدين.
( 10 ) الحسن بن الحسين بن الحاجب الحلبي. الشيخ العفيف الزاهد، الفاضل الجليل، روى عنه أبو المكارم حمزة بن زهرة، قاله الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين.
( 11 ) الشيخ الجليل الحسن بن حمزة الحلبي. كان عالما فاضلا فقيها جليل القدر قاله الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين.
( 12 ) محمد بن علي بن الحسن الحلبي. كان فاضلا ماهرا، من مشايخ ابن شهرآشوب، قاله الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين.
( 13 ) محمد بن علي بن المحسن الحلبي. فقيه صالح، أدرك الشيخ أبا جعفر الطوسي وروى عنه وعن ابن البراج، وقرأ على السيد الإمام أبو الرضا والشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسن الراونديان، قاله منتجب الدين.
( 14 ) حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي. فاضل عالم ثقة جليل القدر، صاحب كتاب غنية النزوع، قاله ابن شهرآشوب في المعالم والحر في تذكره المتبحرين. وكثير من بني زهرة علماء أتقياء، وإجازة العلامة الحلي لبني زهرة المعروفة، فيها دلالة واضحة على عظم هذا البيت، والمجازون هم:
أ - علاء الدين أبو الحسن علي بن زهرة.
ب - ابن علاء الدين شرف الدين أبو عبد الله الحسين.
ج - ابن علاء الدين بدر الدين أبو عبد الله محمد.
د - ابن بدر الدين أمين الدين أبو طالب أحمد. د - ابن بدر الدين عز الدين أبو محمد الحسن.
( 15 ) الشيخ أبو صالح الحلبي. قال الشهيد في غاية المراد: اختلف الأصحاب في وجوب التسليم المخرج من الصلاة، فقال صاحب الفاخر وابن أبي عقيل والشيخ في المبسوط وسلار والحلبيون كأبي الصلاح وابن زهرة وأبي صالح وأبي سعيد والمصنف في المنتهى، يجب.... وقال المولى الأفندي: الشيخ أبو صالح الحلبي، كان من الفقهاء وأصحاب الفتاوى في عصره، ولم أعلم عصره على التعيين، ولكن أورده الشهيد في شرح الإرشاد... وتوهم كونه تصحيف أبي الصلاح غلط، لأنه قدس سره قال فيه: والحلبيون كأبي الصلاح وابن زهرة وأبو صالح وابني سعيد. نعم لا يبعد عدم كونه غير داخل في جملة الحلبيين، كما أن ابني سعيد كذلك، فتأمل. وقال السيد الخوانساري بعد التعرض لما نقله في الرياض: وظني - لو أمنت الاشتباه الشائع في أمثال ذلك بين الأعاظم فضلا عن غيرهم - أن الكتاب المذكور لأبي الصلاح المترجم، نظرا إلى قرب تصحيف أبي الصلاح بأبي صالح أو بالعكس، وبعد كونهما لمتعدد من فقهاء بلد واحد.
مؤلفاته:
لأبي الصلاح مصنفات في الأصول والفروع مشهورة بين أئمة القوم، أشار إليها الشيخ الطوسي بقوله عن المصنف: له كتب. وكتبه رضوان الله عليه، بعضها ثابتة نسبتها إليه، وأخرى غير ثابتة: فمن الكتب الثابتة نسبتها له:
( 1 ) البداية في الفقه. نسبه إليه ابن شهرآشوب في المعالم: 29، والتستري في المقابس: 8، والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب 1 / 100، والسيد الأمين في الأعيان 3 / 635، والشيخ الطهراني في الطبقات: 39 والذريعة 3 / 57.
( 2 ) البرهان على ثبوت الإيمان. في الكلام، مرتب على فصول، أولها في التوحيد وآخرها في المعاد، ويقرب من ست مائة بيت. وأدرجه بتمامه الديلمي في كتابه أعلام الدين. أنظر: أعلام الدين طبع مؤسسة آل البيت عليهم السلام، الكنى والألقاب 1 / 100، الذريعة 26 / 96 - 97.
( 3 ) تدبير الصحة. صنفه لصاحب نصر بن صالح الذي ولي الحكومة سنة 426 وقتل في سنة 429. نسبه إليه الذهبي في تاريخه كما عنه في الأعيان 3 / 635 وأعلام النبلاء 4 / 78 ولاحظ أيضا ما نقله في أعلام النبلاء 1 / 426 عن تاريخ الذهبي حول نصر بن صالح.
( 4 ) تقريب المعارف، يأتي التفصيل عنه.
( 5 ) التلخيص في الفروع. ذكره المصنف في كتابه تقريب المعارف والبرهان والكافي. راجع: ص 121 و 459 و 461 من هذا الكتاب، والبرهان: 54، والكافي في الفقه: 466 و 510.
( 6 ) التهذيب. نسبه إليه الذهبي في تاريخه. أنظر: تاريخ الذهبي كما عنه في أعيان الشيعة 3 / 635 وأعلام النبلاء 4 / 78.
( 7 ) دفع شبه الملاحدة. نسبه إليه في تاريخ الذهبي كما عنه في الأعيان 3 / 635، وفي أعلام النبلاء 4 / 78 عن تاريخ الذهبي: شبه الملاحدة.
( 8 ) الشافية. ويعبر عنها بالمسألة الشافية والرسالة الشافية. ذكره المصنف في كتابه الكافي: 510، وتقريب المعارف، راجع ص 181 و 445 من هذا الكتاب. ونسبه للمصنف أيضا السيد الأمين في الأعيان 3 / 635، والتستري في المقابس: 8.
( 9 ) شرح الذخيرة. والذخيرة لأستاذه السيد المرتضى في الكلام. نسبه إليه ابن شهرآشوب في المعالم: 29، والتستري في المقابس: 8، والمحدث النوري في الخاتمة: 480، والسيد الأمين في الأعيان 3 / 635، والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب 1 / 100، والطهراني في الطبقات: 39 والذريعة 13 / 277.
( 10 ) العمدة في الفقه. ويعبر عنه أيضا: العمدة في الفروع، ذكره المصنف في كتابه تقريب المعارف: - راجع ص 121 و 445 و 461 من هذا الكتاب - والكافي: 510 والبرهان: 54. ونسبه إليه الذهبي في تاريخه كما عنه في أعيان الشيعة 3 / 635 وأعلام النبلاء 4 / 78، ونسبه إليه التستري أيضا في المقابس: 8.
( 11 ) الكافية. ويعبر عنها بالمسألة الكافية والرسالة الكافية. ذكره المصنف في كتاب الكافي: 510، وتقريب المعارف، راجع ص 181 و 445 من هذا الكتاب. ونسبه إليه التستري في المقابس: 8، والسيد الأمين في الأعيان 3 / 635.
( 12 ) الكافي. ذكره المصنف في البرهان: 54 وعبر عنه بالكافي في التكليف، وبقية العلماء عبروا عنه بالكافي أو الكافي في الفقه أو الكافي في أصول الدين وفروعه. ونسبه إليه ابن شهرآشوب في المعالم: 29، وابن إدريس في السرائر: 267، ومنتجب الدين في الفهرست: 10، والذهبي قي تاريخه كما عنه في أعلام النبلاء 4 / 78، والتستري في المقابس: 8، والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب 1 / 100، والسيد الخوانساري في الروضات 2 / 113، والمحدث النوري في الخاتمة: 480، والسيد الأمين في الأعيان 3 / 635، والطهراني في الذريعة 17 / 247، وراجع القاموس 2 / 415، وكشف الحجب: 420، وقصص العلماء: 432. وكتاب الكافي فيه بيان التكليف السمعي الشرعي، وهو على ثلاثة أضرب: عبادات، ومحرمات، وأحكام. والعبادات على ضربين: فرض، ومسنون. وكتاب الكافي يشتمل على بيان أصول الدين وفروعه. قال السيد الخوانساري: وقد رأيت كتاب الكافي في الفقه على ترتيب أبوابه، وهو كتاب حسن معروف بين أصحابنا معول عليه عندهم، يقرب من ( 120 ) ألف بيت، الروضات 2 / 113. وقال ابن إدريس: وهو كتاب حسن فيه تحقيق مواضع، السرائر: 267. وقال منتجب الدين: أخبرنا به غير واحد من الثقات عن الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري الخزاعي عنه، فهرست منتجب الدين: باب التاء. وقال التستري في القاموس 2 / 415: ويتبعه في كافيه غالبا أبو المجد الحلبي في كتابه إشارة السبق، وابن زهرة الحلبي في كتابه الغنية. وقال الشيخ الأستادي في مقدمة التقريب صفحة 22: وفي بعض المواضع تتحد عبارة صفحة أو أقل منها أو أكثر من السرائر مع عبائر الكافي، فراجع. وطبع الكافي هذا في قم.
( 13 ) المرشد في طريق التعبد. نسبه إليه الذهبي في تاريخه كما عنه في أعلام النبلاء 4 / 78 وأعيان الشيعة 3 / 635.
ومن الكتب غير الثابتة النسبة إليه:
( 1 ) إشارة السبق. نسبه بعض إلى أبي الصلاح، واعتمد فيه على نسبة الشهيد الأول هذا الكتاب إلى الحلبي، ولفظ الحلبي المطلق يتبادر إلى أبي الصلاح. وهو ليس لأبي الصلاح قطعا، بل هو للشيخ علاء الدين أبي الحسن علي بن أبي الفضل الحسن بن أبي مجد الحلبي. راجع: الروضات 2 / 113، الذريعة 2 / 99.
( 2 ) الدر الثمين. وهو منتخب مشارق أنوار اليقين للحافظ البرسي. مؤلفه: تقي الدين عبد الله الحلبي ( الحلي ). وقد اشتبه بعض في نسبة هذا الكتاب إلى المترجم، وهو ليس له قطعا، بل لسميه. راجع: روضات الجنات 2 / 117، الذريعة 22 / 435.
( 3 ) اللوامع في الفقه. نسبه الخياباني إلى أبي الصلاح الحلبي في ريحانة الأدب 7 / 161. ولم يذكره أحد غيره، فهو محل تأمل.
( 4 ) مختصر الفرائض. نسبه إليه السيد ابن طاووس ونقل عنه. والظاهر أنه نفسه الكافي في الفقه، لتفرد ابن طاووس في نسبة هذا الكتاب لأبي الصلاح، ولأن المطلب الذي نقله ابن طاووس عن مختصر الفرائض موجود في الكافي. راجع: فتح الأبواب: 248، الكافي في الفقه: 162، رياض العلماء 1 / 100، تعليقة أمل الآمل: 107.
( 5 ) المعراج. نسبه إليه السيد الخوانساري في الروضات 3 / 113، والطهراني في الذريعة 21 / 224 اعتمادا على ما استظهره السيد الخوانساري في. وفي هذا الكتاب ومؤلفه بحث مفضل مضى في آخر فصل علماء حلب، في ترجمة أبي صالح الحلبي، فراجع. قال أبو الصلاح الحلبي في كتابه الكافي في الفقه: 511: إن يفسح الله تعالى في العمر نجرد أعيان مسائل الخلاف، ونذكر طريق العلم بصحة كل مسألة على أصول الإمامية، وعلى وجه يتمكن معه الناظر من محاجة الخصوم، من غير افتقار به إلى تصحيح الأصول التي نذهب إليها. وفي فهرست مؤلفات الكراجكي كما في الخاتمة صفحة 498: كتاب غاية الإنصاف في مسائل الخلاف، يتضمن النقض على أبي الصلاح الحلبي رحمه الله في مسائل خالف بينه وبين المرتضى، نصر فيها رأي المرتضى. ويحتمل كون هذه المسائل في رسالة له.
طرق علمائنا إلى كتب أبي الصلاح:
نقتصر على أهمها:
( 1 ) قال منتجب الدين في الفهرست باب التاء عن كتاب الكافي في الفقه: أخبرنا به غير واحد من الثقات عن الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري الخزاعي، عنه.
( 2 ) قال الشهيد في إجازته للشيخ شمس الدين أبي جعفر محمد بن تاج الدين عبد العلي، كما في البحار 107 / 198: وأما مصنفات الشيخ... أبي الصلاح... فعن الشيخ سديد الدين أبي الفضل شاذان - بواسطة يحيي الدين بن زهرة والسيد فخار بحق رواية شاذان - عن الشيخ أبي محمد عبد الله بن عمر الطرابلسي، عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي، عن الشيخ أبي الصلاح.
( 3 ) قال الشيخ علي بن عبد العالي الكركي في إجازته إلى الشيخ علي بن عبد العالي الميسي ولولده إبراهيم، كما في البحار 107 / 46: ومنه مصنفات الشيخ... تقي الدين أبي الصلاح... عن زين الدين علي بن هلال الجزائري، عن أبي العباس أحمد بن فهد الحلي، عن زين الدين علي بن الخازن، عن الشيخ الشهيد، عن الحسن بن نما، عن نجيب الدين يحيى بن سعيد، عن السيد يحيي الدين محمد بن زهرة الحسيني الحلبي، عن الشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي، عن الشيخ أبي محمد عبد الله بن عمر الطرابلسي، عن القاضي عبد العزيز ابن أبي كامل الطرابلسي، عن الشيخ أبي الصلاح رحمه الله ورضي عنه. وراجع إجازات كثيرة وردت في البحار 107 / 68 - 70 و 152 - 160، 108 / 49 - 52 و 146 - 159، 109 / 88 - 92، 110 / 67 - 70، وراجع لؤلؤة البحرين: 133، وغير هذين الكتابين كثير.
وفاته:
في مكان وفاته قولان:
أ - حلب، نص عليه ابن حجر في لسان الميزان 2 / 71، والسيد الأمين في الأعيان 3 / 634.
ب - الرملة، نص عليه ابن أبي دوح ( روح ) كما في تاريخ الذهبي كما في أعلام النبلاء 4 / 77، والأعيان 4 / 634، وكذا نقله في الرياض 1 / 100 وفي التعليقة على أمل الآمل: 107 عن بعض الأفاضل. والرملة: مدينة بفلسطين، وكانت قصبتها، وكانت رباطا للمسلمين، وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر أو ثمانية عشر ميلا، وهي كورة منها، قاله في مراصد الاطلاع.
وفي زمان وفاته قولان أيضا:
أ - سنة 447 ه، نص عليه ابن حجر في لسان الميزان 2 / 71 والسيد الأمين في أعيان الشيعة 3 / 634، والطباخ في أعلام النبلاء 4 / 77، والمدرس في ريحانة الأدب 7 / 161.
ب - سنة 446، نقله المولى الأفندي في رياض العلماء 1 / 100 وفي التعليقة على أمل الآمل: 107 عن بعض الأفاضل. وذكر ابن أبي دوح ( روح ) والمولى الأفندي أن وفاته كانت بعد عوده من الحج في شهر محرم الحرام. فبعد أن قضى مناسك حجه وجدد الميثاق وعزم على المرجوع إلى بلده التحق بالله سبحانه وتعالى في شهر الحزن والأسى.. شهر المحرم.. ذكرى واقعة الطف.. ففجعت الشيعة بارتحاله.. ونصبت في تلك السنة مأتمين وتعزت بعزاءين: لذكرى واقعة الطف.. ولفقد أحد زعمائها ناصري مذهب أهل البيت عليهم السلام: التقي. فسلام عليه يوم ولد... ويوم مات... ويوم يبعث حيا.