- المسائل العكبرية - الشيخ المفيد ص 25 : - |
أجوبة المسائل الحاجبية ( 1 ) للشيخ
المفيد رض الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى يؤيد بالتوفيق من يتمم ( 2 ) هداه ويخذل
من عدل عن سبيله واتبع هوا . ، وصلى الله على نبيه الذى استخلفه ( 3 ) واجتباه
، واصطفاه من كافة بريته و ارتضاه ، وعلى البررة من أهل بيته المقتدين به في
طاعته لربه وتقواه ، وسلم كثيرا .
وبعد فقد وقفت - أطال الله بقاء الحاجب في عز طاعته وأدام
توفيقه وحرسه بعصمته - على المسائل التى أنفذها إلى وسأل الاجابة عنها بما يزيل
الشبهات
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) - رض : هذه المسائل سألها الحاجب عن الشيخ أبى عبد الله المفيد
محمد بن النعمان الحارثى البغدادي قدس الله سره . مر : جواب المسائل الواردة من
الحاجب ابى الليث بن سراج ( رض ) تعرف ب " المسائل العكبرية " املاء الشيخ
المفيد أبى عبد الله معمد بن النعمان قدس الله روحه ونضر وجهه وألحقه بمواليه
الطاهرين عليهم السلام .
اقول : المسائل الحاجبيتة هي إحدى وخمسون مسألة كلامية عن آيات متشابهة
وأحاديت مشكلة ، سأل العاجب أبو الليث بن سراج ثرحها وبيانها تبت إليه .
( 2 ) - مر : يتم .
( 3 ) - رض ، مر : استخلصه .
|
|
|
المعترضة في معانيها . وتأملت ما تضمنه ( 1 ) وليس منها سؤال
الا وقد سلف لى فيه أجوبة ( 2 ) ، وثبت في معناه عنى كلام يزول به عن ( 3 )
فهمه الارتياب ، والامر في جيع ذلك بمن الله ( 4 ) قريب ، وأنا بمشيئه الله
وعونه أثبت له - أيده
الله ( 6 ) - الأجوبة كما سأل ، وأعتمد الإيجاز ( 7 ) فيها
والاختصار ، إذ كان استقصاء القول في زلك مما ينتشر ( 8 ) به الخطاب ، ويتسع به
الكلام ، ويطول به الكتاب ، والله ( 9 ) الموفق للصواب .
المسألة الأولى عن قول الله تعالى ( 10 ) :
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا " ( 11 ) .
قال السائل : وإذا كانت أشباحهم قديمة وهم في
الأصل طاهرون فأى رجس أذهب عنهم ؟ قال : وأخرى ( 12 ) انه لا يذهب بالشئ إلا
بعد كونه . قال : نحن مجمعون على أنهم ( 13 ) لم يزالوا طاهرين قديمي الأصباح
قبل آدم عليه السلام .
الجواب عما تضمنه هذه الأسئلة ( 14 ) " ، أن
الخبر عن إرادة الله تعالى إذهاب الرجس عن أهل البيت عليهم السلام والتطهير (
لهم ) ( 15 ) لا يفيد إرادة عزيمة أو ضميرا
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) - وفى ، مل : تضمنه . ( 2 ) - مر : جواب . ( 3 ) - رض 2 : عمن .( 4 ) -
رض . مل : بمنة ا لله . مر : لله تعالى وأنا .
( 5 ) - رض ، مل ، مر : بمشية . ( 6 ) - ليس في مر . ( 7 ) - مر :
الأخبار .( 8 ) - مل ، مر : ينشر . ( 9 ) - مر : + تعالى .
( 10 ) - رضي ، مل : عن قوله تعالى . مر : ما قوله - أدام الله توفيقه
- في قول الله سبحانه .( 11 ) - سرة الأحزا ب ( 33 ) : 33 .
( 12 ) - رض : قال والسائل : وأخرى . مر : وقال : وشئ آخر .( 13 ) - حش
. مل : ونحن مجمعون أنهم . ورض : + عليهم السلام .
( 14 ) - رض : تضمنته هذه المسألة . ( 15 ) أثبتناه عن سائر النسخ . (
* )
|
|
|
أو قصدا ، على ما يظنه جماعة ضلوا عن السبيل في معنى إرادة
الله عز اسمه ، وإنما يفيد ايقاع الفعل الذى يذهب الرجس ، وهو العصمة في الدين
أو التوفيق ( 1 ) للطاعة التى يقرب العبد بها من رب العالمين ( 2 ) .
وليس يقتضى الا ذهاب للرجس وجوده ( 2 ظ ) من قبل كما ظنة
السائل ، بل قد يذهب بما كان موجودا ويذهب بما لم يحصل له وجود ، للمنع منه .
والإذهاب عبارة عن الصرف ، وقد يصرف عن الإنسان ما لم يعتره ، كما يصرف ما
اعتراه .
ألا ترى أنه يقال في الدعاء : " صرف الله عنك السوء " ، فيقصد
إلى المسألة منه تعالى عصمته من السوء ، دون أن يراد بذلك ، الخبر عن سوء به ،
والمسألة في صرفه ( عنه ) 3 .
وإذا كان الإذهاب والصرف بمعنى واحد فقد بطل ما توهمه السائل فيه ، وثبت انه قد
يذهب بالرجس عمن لم يعتره قط الرجس على معنى العصمة له ( منه ) ( 3 ) والتوفيق
لما يبعده من حصوله به . فكان تقدير الآية حينئذ : انما يذهب الله عنكم الرجس
الذى ( قد ) 3 اعترى سواكم بعصمتكم منه ، ويطهركم اهل البيت من تعلقه بكم ( 4 )
، على ما بيناه .
واما القول بان اشباحهم عليهم السلام قديمة فهو منكر لا يطلق . والقديم في
الحقيقة هو الله تعالى الواحد الذى لم يزل . وكل ما سواه محدث مصنوع مبتدأ له
اول . والقول بانهم لم يزلوا طاهرين قديمي الأشباح قبل آدم ( 5 ) كالأول في
الخطأ . ولا يقال لبشر إنه لم يزل قديما .
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) - سائر النسخ : والتوفيق .
( 2 ) - روى الحافظ القندوزى الحنفي عن الحسن بن على - سلام الله
عليهما انه قال في خطبته . إنا أهل بيت أكرمنا الله ، واختارنا واصطفانا ،
وأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا . (
ينابيع ا لمؤدة 576 ) .
( 3 ) - أثبتناه عن سائر النسخ .
( 4 ) - ويؤيد هذا المعنى ما ورد في زيارة الجامعة الكبيرة - التى
علمها الإمام على بن محمد الهادى عليهما السلام موسى بن عبد الله النخعي - :
عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن . وطهركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس "
وطهركم تطهيرا . ( فرائد السمطين في فضائل
المرتضى والبتول والسبطين 2 / 181 ) .
( 5 ) - رض ، مل ، مر + عليه السلام .
|
|
|
وإن قيل : إن أشباح آل محمد عليهم السلام سبق وجودها وجود آدم
( 1 ) ، فالمراد بذلك أن أمثلتهم ( 2 ) في الصور كانت في العرش فرآها آدم ( 3 )
وسأل عنها فأخبره الله ( 4 ) انها أمثال صور من ذريته ( 5 ) شرفهم بذلك وعظمهم
به .
فأما أن يكون ( 6 ) ذواتهم عليهم السلام كانت قبل آدم موجودة ، فذلك باطل بعيد
من الحق ، لا يعتقده . محصل ولا يدين به عالم ،وإنما قال به طوائف من الغلاة
الجهال، والحشوية من الشيعة الذين لا بصر ( 7 ) لهم بمعاني الأشياء ولا حقيقة
الكلام.
وقد قيل : إن الله تعالى كان قد كتب أسماءهم على العرش ( 8 )
فرآها آدم
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) - رص ، مر ، رض 2 : + عليه السلام . 2 - مر ، رض ( 2 ) : مثلهم .
( 3 ) - رض ، مر : + عليه السلام . ( 4 ) - رض : + تعالى . مر : + عزوجل .
( 5 ) - قال على بن الحسين عليه السلام : حدثى أبى ، عن أبيه ، عن رسول
الله صلي الله عليه وآله ( قال : ) قال : يا عباد الله إن آدم لما رأى . النور
ساطعا من صلبه - إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش الى ظهر - رأى النور
ولم يتبين الاشباح فقال : يا رب في ما
هذه . الأنوار ؟ قال الله عزوجل : أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع
عرشى إلى ظهرك ، ولذلك أمرت الملائكة باسجود لك ، إذ كنت وعاءا لتلك الأشباح .
فقال آدم : يا رب لو بينتها لى ؟ فقال الله عزوجل : انظر يا آدم إلى ذروة العرش
. فنظر آدم ، ووقع ( رفع - ن خ )
نور أشباحنا من ظهر آدم على زروة العرش ، فانطبع فيه صور أنوار اشباحنا
التى في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المراة المافية ، فرأى اشباحنا . فقال
يا رب ما هذه الاشباح ؟ قال الله تعالى : يا آدم هذه الأشباح أفضل خلائقي
وبرياتى هذا محمد وأنا المحمود الحميد
في أفعالى شققت له اسمأ من اسمى وهذا علي ، وأنا العلى العظيم . شققت
له اسما من اسمى . وهذه ، فاطمة وأنا ، فاطر السماوات والارض ، فاطم اعدائي عن
رحمتى يوم لفصل قضائي وفاطم أوليائي عما يعر ويسيئهم ( يعتريهم ويشينهم -
البحار ) شققت لها أسمأ من اسمى .
وهذان الحسن والحسين وأنا المحسن المجمجل شققت أسميهما من أسمى هؤلاء
خيار خليقتى وكرام بريتى ، بهم آخذ ربهم اعطى ، وبهم اعاقب وبهم أثيب : في
فتوسل إلي بهم . يا آدم وإذا دهتك داهية فاجعلهم إلى شفعاءك ، فإنى آليت على
نفسي قسما حقا ( أن ) لا اخيب بهم آملا ، ولا أرد بهم سائلا .
( التفسير المنسوب . إلى أ لإمام ا لعسكري - تحقيق ونشر مدرسة الإمام ا
لمهدي ص 219 ، وبحار الأنوار 26 / 327 ) .
( 6 ) - رص ، مل ، مر : تكون . ( 7 ) - مر ، رض 2 : لا نظر . ( 8 ) -
عن ابى جعفر عليه السلام : . . . وأن اسمه لمكتوب على العرش : محمد رسول الله
صلى الله عليه وآله ( بحار الأنوار
16 / 98 ) .
|
|
|
عليه السلام وعرفهم بذلك وعلم أن شأنهم به عند الله العظيم (
1 ) عظيم . وأما القول بأن ذواتهم كانت موجودة قبل آدم عليه السلام فالقول في
بطلانه على ما قدمناه ( 2 ) .
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) - " العظيم " ليس في سائر النسخ . ( 1 ) - مر ، رض 2 : بيناه . |
|
|
|