تصحيح اعتقاد الإمامية - محمد بن محمد بن النعمان - ص 112 |
فصل : في العقبات على طريق المحشر
قال الشيخ أبو جعفر - رحمه الله - في العقبات :
اسم كل عقبة اسم فرض أو أمر أو نهي ( 1 ) ( 2 ) .
قال الشيخ المفيد
- رحمه الله - : العقبات عبارة عن الأعمال الواجبات ( 3 ) والمسألة عنها
والمواقفة عليها ، وليس المراد بها جبال في الأرض تقطع وإنما هي الأعمال شبهت (
4 ) بالعقبات ، وجعل الوصف لما يلحق الإنسان في تخلصه من تقصيره ( 5 ) في طاعة
الله تعالى كالعقبة التي يجهد صعودها وقطعها ( 6 ) .
قال الله تعالى : ( فلا اقتحم العقبة وما أدريك ما
العقبة فك رقبة ) ( 7 ) الآية ، فسمى سبحانه الأعمال التي كلفها العبد
عقبات تشبيها لها بالعقبات والجبال لما يلحق الإنسان في أدائها من المشاق ، كما
يلحقه في صعود العقبات وقطعها .
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) الاعتقادات ص 71 .
( 2 ) بحار الأنوار 7 : 128 - 129 / 11 .
( 3 ) في المطبوعة : الواجبة .
( 4 ) ( ح ) ( ش ) : شبهها .
( 5 ) في المطبوعة : التقصير .
( 6 ) بحار الأنوار 7 : 129 .
( 7 ) البلد : 11 - 13 . ( * )
|
|
|
قال أمير المؤمنين - عليه السلام - : إن أمامكم عقبة كؤودا (
1 ) ومنازل مهولة ( 2 ) ، لا بد من الممر بها ، والوقوف عليها ، فإما برحمة من
الله نجوتم ، وإما بهلكة ليس بعدها انجبار ( 3 ) ( 4 ) .
أراد - عليه السلام - بالعقبة : تخلص الإنسان من التبعات التي عليه ، وليس كما
ظنه الحشوية من أن في الآخرة جبالا وعقبات يحتاج الإنسان إلى قطعها ماشيا
وراكبا ( 5 ) ، وذلك لا معنى له فيما توجبه الحكمة من الجزاء ، ولا وجه لخلق
عقبات تسمى بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها من الفرائض
، يسأم الإنسان أن يصعدها ، فإن كان مقصرا في طاعة الله حال ذلك بينه وبين
صعودها ، إذ كان الغرض في القيامة المواقفة على الأعمال والجزاء عليها بالثواب
والعقاب ،
وذلك غير مفتقر إلى تسمية ( 6 ) عقبات وخلق جبال ، وتكليف قطع
ذلك وتصعيبه ( 7 ) أو تسهيله مع أنه لم يرد خبر صحيح بذلك على التفصيل فيعتمد
عليه وتخرج له الوجوه ، وإذا لم يثبت بذلك خبر كان الأمر فيه ما ذكرناه ( 8 ) .
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) صعبة شاقة المصعد .
( 2 ) المهول : المخوف . ذو الهول .
( 3 ) انجبر صلح بعد الكسر . ج .
( 4 ) نهج البلاغة / الخطبة 202 .
( 5 ) بحار الأنوار 7 : 129 .
( 6 ) ( ح ) ( ش ) ( ق ) : نسبة .
( 7 ) بحار الأنوار 7 : 130 .
( 8 ) بحار الأنوار 7 : 130 ( * )
|
|
|
|