تصحيح اعتقاد الإمامية - محمد بن محمد بن النعمان - ص 114 |
فصل : في الحساب والموازين ( 1 )
قال الشيخ أبو جعفر اعتقادنا في الحساب أنه حق (
2 ) .
قال الشيخ المفيد
- رحمه الله - : الحساب هو المقابلة بين الأعمال والجزاء عليها ، والمواقفة
للعبد على ما فرط منه ، والتوبيخ له على سيئاته ، والحمد له على حسناته ،
ومعاملته في ذلك باستحقاقه .
وليس هو كما ذهبت العامة إليه من مقابلة الحسنات بالسيئات والموازنة ( 3 )
بينهما على حسب استحقاق الثواب والعقاب عليهما ، إذ كان التحابط بين الأعمال
غير صحيح ، ومذهب المعتزلة فيه باطل غير ثابت ، وما اعتمده ( 4 ) الحشوية في
معناه غير معقول .
والموازين هي التعديل بين الأعمال والجزاء عليها ، ووضع كل جزاء في موضعه ،
وإيصال كل ذي حق إلى حقه . فليس الأمر في معنى ذلك على ما ذهب إليه أهل الحشو ،
من أن في القيامة موازين كموازين الدنيا ، لكل ميزان كفتان توضع
الأعمال فيها ، إذ الأعمال أعراض ( 5 ) ، والأعراض لا يصح
وزنها ، وإنما توصف بالثقل والخفة على وجه المجاز ، والمراد بذلك أن ما ثقل ( 6
) منها هو ما
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) في بعض النسخ : الميزان .
( 2 ) الاعتقادات ص 73 .
( 3 ) بحار الأنوار 7 : 252 .
( 4 ) ( أ ) ( ح ) ( ش ) ( ق ) : يعتمده ، ( ز ) : اعتمد .
( 5 ) بحار الأنوار 7 : 252 .
( 6 ) ( ز ) : يثقل . ( * )
|
|
|
كثر واستحق عليه عظيم الثواب ، وما خف منها ما قل قدره ولم
يستحق عليه جزيل الثواب .
والخبر الوارد في أن أمير المؤمنين والأئمة من ذريته - عليهم السلام - هم
الموازين ، فالمراد أنهم المعدلون بين الأعمال فيما يستحق عليها ، والحاكمون
فيها بالواجب والعدل . ويقال فلان عندي في ميزان فلان ، ويراد به نظيره . ويقال
: كلام فلان
عندي ( 1 ) أوزن من كلام فلان ( 2 ) ، والمراد به أن كلامه
أعظم وأفضل قدرا ، والذي ذكره الله تعالى في الحساب والخوف منه إنما هو
المواقفة على الأعمال ، لأن من وقف على أعماله لم يتخلص من تبعاتها ، ومن عفى
الله تعالى عنه
في ذلك فاز بالنجاة : ( فمن ثقلت
موازينه - بكثرة استحقاقه الثواب - فأولئك هم
المفلحون * ومن خفت موازينه - بقلة أعمال ( 3 ) الطاعات -
فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ) ( 4
)
والقرآن إنما أنزل بلغة العرب وحقيقة كلامها ومجازه ، ولم
ينزل على ألفاظ العامة وما سبق إلى قلوبها من الأباطيل ( 5 ) .
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) ( ق ) : عندنا .
( 2 ) بحار الأنوار 7 : 252 .
( 3 ) ( ح ) ( ش ) ( ق ) : أعماله .
( 4 ) المؤمنون : 102 - 103 .
( 5 ) بحار الأنوار 7 : 252 . ( * )
|
|
|
|