تصحيح اعتقاد الإمامية - محمد بن محمد بن النعمان - ص 120 |
فصل : في كيفية نزول الوحي
قال الشيخ أبو جعفر - رحمه الله - [ في نزول
الوحي ] ( 1 ) : اعتقادنا في ذلك ( 2 ) أن بين عيني إسرافيل ( 3 ) . . . إلخ (
4 ) ، ( 5 ) .
قال الشيخ المفيد - رحمه الله ( 6 ) - : هذا أخذه
أبو جعفر - رحمه الله - من شواذ الحديث ، وفيه خلاف لما قدمه من أن اللوح ملك
من ملائكة الله تعالى .
وأصل الوحي هو الكلام الخفي ( 7 ) ، ثم قد يطلق على كل شئ قصد به إفهام المخاطب
على السر له عن غيره والتخصيص له به دون من سواه ، وإذا أضيف إلى الله تعالى
كان [ فيما يخص ] ( 8 ) به الرسل - صلى الله عليهم - خاصة دون من سواهم على عرف
الاسلام وشريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) ليست في بقية النسخ .
( 2 ) ( ز ) : اللوح .
( 3 ) ( ق ) : زيادة : لوحا ، فإذا أراد الله تعالى أن يتكلم بالوحي
ضرب اللوح على جبين إسرافيل ، فينظر فيه ، وألقاه إلى ميكائيل ، ويلقيه ميكائيل
إلى جبرئيل ، ويلقيه جبرئيل إلى الأنبياء .
( 4 ) الاعتقادات ص 81 .
( 5 ) عنه في البحار 18 : 248 / 1 .
( 6 ) بحار الأنوار 18 : 248 .
( 7 ) بحار الأنوار 26 : 83 .
( 8 ) ( ز ) : يختص . ( * )
|
|
|
قال الله تعالى : ( وأوحينا إلى أم
موسى أن أرضعيه ) ( 1 ) الآية ، فاتفق أهل الاسلام على أن الوحي كان
رؤيا مناما أو كلاما سمعته أم موسى في منامها على الاختصاص ،
قال الله تعالى : ( وأوحى ربك إلى
النحل ) ( 2 ) الآية ، يريد به الإلهام الخفي ، إذ كان [ خاصا بمن ] ( 3
) أفرده به دون من سواه ، فكان علمه حاصلا للنحل بغير كلام جهز به المتكلم
فأسمعه غيره .
وقال تعالى : ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم )
( 4 ) بمعنى ليوسوسون ( 5 ) إلى أوليائهم بما يلقونه من الكلام في أقصى أسماعهم
، فيخصون بعلمهم ( 6 ) دون من سواهم ،
وقال سبحانه : ( فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم )
( 7 ) يريد به أشار إليهم من غير إفصاح الكلام ، شبه ذلك بالوحي لخفائه عمن سوى
المخاطبين ، ولستره ( 8 ) عمن سواهم .
وقد يري الله سبحانه وتعالى في المنام خلقا كثيرا ما يصح تأويله [ ويثبت حقه ]
( 9 ) لكنه لا يطلق بعد استقرار الشريعة عليه اسم الوحي ، ولا يقال في هذا
الوقت لمن طبعه ( 10 ) الله على علم شئ أنه يوحى إليه .
وعندنا أن الله تعالى يسمع الحجج بعد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم كلاما يلقيه
إليهم ( 11 ) في علم ما يكون ، لكنه لا يطلق عليه اسم الوحي لما قدمناه ( 12 )
من إجماع المسلمين على أنه لا وحي [ إلى أحد ] ( 13 ) بعد
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) القصص : 7 .
( 2 ) النحل : 68 .
( 3 ) في بعض النسخ : خالصا لمن .
( 4 ) الأنعام : 121 .
( 5 ) ( ح ) ( ز ) ( ق ) : يوسوسون .
( 6 ) ( ق ) : بعلمه .
( 7 ) مريم : 11 .
|
( 8 ) ( ا ) : وستره ، ( ز ) والمطبوعة : وسره .
( 9 ) في بعض النسخ : وتثبت حقيقته .
( 10 ) في بعض النسخ : أطلعه .
( 11 ) ( ح ) زيادة : أي الأوصياء .
( 12 ) أنظر ( أوائل المقالات ص 78
الطبعة الأولى ) . چ
( 13 ) ( ح ) : لأحد . ( * )
|
|
|
نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه لا يقال في شئ مما
ذكرناه ( 1 ) أنه وحي إلى أحد . ولله تعالى أن يبيح إطلاق الكلام أحيانا ويحظره
أحيانا ، ويمنع السمات ( 2 ) بشئ حينا ويطلقها حينا . فأما المعاني ، فإنها لا
تتغير عن حقائقها على ما قدمناه ( 3 ) .
فصل : قال الشيخ المفيد - رحمه الله تعالى - ( 4
) : فأما الوحي من الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فقد كان تارة
بإسماعه الكلام من غير واسطة ، وتارة بإسماعه الكلام على ألسن الملائكة .
والذي ذكره أبو جعفر - رحمه الله - من اللوح والقلم وما ثبت فيه فقد جاء به
حديث ، إلا أنا لا نعزم على القول ( 5 ) به ، ولا نقطع على الله بصحته ، ولا
نشهد منه إلا بما علمناه ( 6 ) ، وليس الخبر به متواترا يقطع العذر ولا عليه
إجماع ، ولا
نطق به القرآن ، ولا ثبت عن حجة الله تعالى فينقاد له والوجه
أن نقف فيه ونجوزه ولا نقطع به ولا نجزم ( 7 ) له ( 8 ) ونجعله في حيز الممكن .
فأما قطع أبي جعفر به وعلمه على اعتقاده فهو يستند إلى ضرب من التقليد ، ولسنا
من التقليد في شئ ( 9 ) .
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) ( ز ) : ذكرنا .
( 2 ) في المطبوعة : السماع . في ( المنجد - مادة وسم ) السمة : مص .
العلامة . أثر الكي ج سمات چ .
( 3 ) بحار الأنوار 26 : 84 .
( 4 ) بحار الأنوار 18 : 250 .
( 5 ) ( أ ) : القبول .
( 6 ) ( ق ) ( ز ) : علمنا .
( 7 ) كذا في المطبوعة ، وفي النسخ المخطوطة بدل ( نجزم ) كلمة لا تقرأ
فراجع .
( 8 ) كذا في جميع النسخ ، والأنسب : به .
( 9 ) بحار الأنوار 18 : 250 . ( * )
|
|
|
|