=> التدريجية
المحسوسة في نمو الإنسان تشبيها لها بحركة الجراب المنفوخ أو نحوه فيه ،
فالتشابه بين نمو الإنسان وبين الحركة التدريجية المحسوسة في الجراب المنفوخ
يسوغ استعارة لفظ النفخ لمعنى نمو الجسد المحسوس من ولوج
الروح فيه ، فترى القرآن يصور نمو الإنسان من محرك خفي في داخله أعني
الروح الشبيهة بحركة الجراب من محرك خفي في داخله أعني الريح ، ولكن بتصوير
بليغ في لفظ وجيز .
أما الروح فهي بمعناها الشائع وغنية عن كل تأويل ، والغرض منها الإشارة
إلى نمو الإنسان في بدء أمره بواسطة الروح غير أن المهم هو كشف السر عن
سر إضافتها إلى الله تعالى ، فإن الاضافات تختلف وجوه الاعتبارات فيها
حسب
اختلاف المضافات ، فالخلق عبيد الله باعتبار رقيتهم له ، والرقية من
أظهر صفات العبيد ، والأنبياء سفراء الله باعتبار إبلاغهم أحكام الخالق إلى
الخلائق ، وهذا التبليغ من أظهر صفات السفراء ، والكعبة بيت الله باعتبار
اجتماع المسلمين
فيها كإخوة ، ومن أظهر مزايا البيت جمع شمل الإخوة والعائلة ، والمسيح
روح الله باعتبار ظهور الكمالات الملكوتية فيه ، ومن أظهر صفات الروح أنها مرآة
كمالات الملكوت .
إذن فالروح تستحق الاضافة إلى الله بهذا الاعتبار ، إذ هي مرآة كمالات
الملكوت والمظهر الأتم لكمالات الرب وأسراره الغيبية ، وهذه الوجوه
أرضى من أوجه الشيخين الجليلين . ش .
( 1 ) أي في الآيات الكريمة : ( وعهدنا إلى
إبراهيم و إسمعيل أن طهرا بيتي للطائفين ) ( سورة البقرة : 126 ) -
( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي
شيئا وطهر بيتي للطائفين ) ( سورة الحج : 26 ) . ج .
( 2 ) ( أ ) ( ح ) ( ز ) ( ش ) ( ق ) ( م ) : حسب .
( 3 ) ( ق ) : والبيوتات . ( * )
|