عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ المفيد / مصادر الشيخ المفيد

 

 

تصحيح اعتقاد الإمامية - محمد بن محمد بن النعمان - ص 123

فصل : في نزول القرآن


قال الشيخ أبو جعفر - رحمه الله - ( 1 ) ، ( 2 ) : إن القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة إلى البيت المعمور ، ثم أنزل من البيت المعمور في مدة عشرين سنة ( 3 ) . . . إلخ ( 4 ) .


قال الشيخ المفيد - رحمه الله - ( 5 ) : الذي ذهب إليه أبو جعفر في هذا الباب أصله حديث واحد لا يوجب علما ولا عملا ( 6 ) .

ونزول القرآن على الأسباب الحادثة حالا بحال ( 7 ) يدل على خلاف ما تضمنه الحديث ، وذلك أنه قد تضمن حكم ما حدث وذكر ما جرى على وجهه ، وذلك لا يكون على الحقيقة إلا
 

 

* هامش *

 
 

( 1 ) الاعتقادات ص 82 .
( 2 ) عنه في البحار 18 : 250 - 251 / 3 .
( 3 ) بحار الأنوار 18 : 250 .

( 4 ) تمام الكلام : وأن الله عز وجل أعطى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم العلم جملة ، ثم قال له : لا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ( وقل رب زدني علما ) وقال : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه ) الآية ( سورة القيامة - 17 - 18 ) . چ .

( 5 ) بحار الأنوار 18 : 252 .
( 6 ) أنظر ( أمالي السيد المرتضى - ص 161 ج 4 ط مصر ) چ .
( 7 ) في المطبوعة : فحالا . ( * )

 

 

ص 124

بحدوثه عند السبب ، ألا ترى إلى قوله تعالى : ( وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم ) ( 1 )
 

وقوله : ( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم ) ( 2 ) وهذا خبر عن ماض ، ولا يجوز أن يتقدم مخبره ، فيكون حينئذ جزاءا ( 3 ) عن ماض وهو لم يقع بل هو في المستقبل . وأمثال ذلك في القرآن كثيرة .


وقد جاء الخبر بذكر الظهار وسببه ، وأنها ( 4 ) لما [ جادلت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ] ( 5 ) في ذكر الظهار أنزل الله تعالى : ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) ( 6 ) وهذه قصة ( 7 ) كانت بالمدينة فكيف ينزل الله تعالى الوحي

بها بمكة قبل الهجرة ، فيخبر بها أنها قد كانت ولم تكن ! ( 8 ) ولو تتبعنا قصص القرآن لجاء مما ذكرناه ( 9 ) كثير لا يتسع به المقال ، وفيما ذكرناه منه كفاية لذوي الألباب .


وما أشبه ما جاء به الحديث بمذهب المشبهة الذين زعموا أن الله سبحانه وتعالى لم يزل متكلما بالقرآن ومخبرا عما يكون بلفظ كان ، وقد رد عليهم أهل التوحيد بنحو ما ذكرناه .


وقد يجوز في الخبر الوارد في نزول القرآن جملة في ليلة القدر بأن المراد أنه نزل جملة منه في ليلة القدر ثم تلاه ما نزل منه إلى وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأما أن يكون نزل بأسره وجميعه في ليلة القدر فهو بعيد مما يقتضيه ظاهر القرآن والمتواتر من الأخبار وإجماع العلماء على اختلافهم في الآراء ( 10 ) .

 

 

* هامش *

 
 

( 1 ) النساء : 155 .
( 2 ) الزخرف : 20 .
( 3 ) في المطبوعة وبعض النسخ : خبرا .
( 4 ) في بعض النسخ : وإنما .
( 5 ) ( ز ) : جادلته التي .
( 6 ) المجادلة : 1 .
( 7 ) ( ق ) : قضية .
( 8 ) أنظر مجمع البيان ص 246 ج 5 ط صيدا للشيخ الطوسي ره چ .
( 9 ) ( ق ) : ذكرنا .
( 10 ) أنظر تفسير المنار ص 171 - 172 ج 2 ط 1 مصر چ . ( * )