=> فلما قبض
صلى الله عليه وآله وسلم صارت الإمامة من بعده لأمير المؤمنين - عليه السلام -
ومن عداه من الناس كافة رعية له ، فلما قبض - عليه السلام - صارت الإمامة للحسن
بن علي ، والحسين - عليه السلام - إذ ذاك رعية
لأخيه الحسن - عليه السلام - ، فلما قبض الحسن - عليه السلام - صار
الحسين إماما مفترض الطاعة على الإمام . وهكذا حكم كل إمام وخليفة في زمانه ،
ولم تشترك الجماعة في الإمامة معا ، وكانوا فيها على الترتيب الذي ذكرناه .
فصل : وقد ذهب قوم من أصحابنا الإمامية
إلى أن الإمامة كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير
المؤمنين والحسن والحسين - عليهم السلام - في وقت واحد ، إلا أن النطق
والأمر والتدبير كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم
مدة حياته دونهم ، وكذلك كان الأمر والتدبير لأمير المؤمنين دون الحسن
والحسين ، وجعل الإمام في وقت صاحبه صامتا وجعل الأول ناطقا . وهذا خلاف في
العبارة ، والأصل ما قدمناه . چ
( 1 ) في هذه العبارة تأمل عن غموض ، ويحتمل أن يكون عطفا على ( فيما
قبل ذلك ) فيكون المراد التوقف في أمرين:
الأول : الحكم بكمال العلم والعصمة قبل البعثة وتصدي الإمامة .
والثاني : الحكم بفعلية الاتصاف بالنبوة والإمامة قبل ذلك ، ويحتمل
أيضا أن تكون الواو زائدة أو مستأنفة وكان تعليلا .
للحكم بالتوقف في كمال العلم والعصمة ، وحاصل المعنى يلزم أن نتوقف في
الحكم بكمالهم في العلم والعصمة قبل البعثة وتصدي الإمامة بعلة الشك في اتصافهم
بالنبوة والامامة قبل ذلك . ج
( 2 ) بحار الأنوار 67 : 97 . ( * )
|