عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ المفيد / مصادر الشيخ المفيد
 

 

تصحيح اعتقاد الإمامية - محمد بن محمد بن النعمان - ص 137

فصل : في التقية
 

قال أبو جعفر : باب التقية . . . إلى آخره ( 1 ) .

قال الشيخ المفيد : التقية : كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين أو ( 2 ) الدنيا ( 3 ) ، وفرض ذلك إذا علم بالضرورة أو قوي في الظن ، فمتى لم يعلم ضررا بإظهار الحق ولا قوي في الظن ذلك لم يجب فرض التقية .


وقد أمر الصادقون - عليهم السلام - جماعة من أشياعهم بالكف ( 4 ) والامساك عن إظهار الحق ، والمباطنة والستر له عن أعداء الدين ، والمظاهرة لهم بما يزيل الريب عنهم ( 5 ) في خلافهم .


وكان ذلك هو الأصلح لهم ، وأمروا طائفة أخرى من شيعتهم بمكالمة الخصوم ومظاهرتهم ودعائهم إلى الحق ، لعلمهم بإنه لا ضرر عليهم في ذلك ، فالتقية تجب بحسب ما ذكرناه ، ويسقط فرضها في مواضع أخرى - على ما قدمناه - وأبو جعفر

أجمل القول في هذا ( 6 ) ولم يفصله - على ما بيناه - وقضى بما أطلقه فيه من غير تقية على نفسه لتضييع الغرض في التقية ، وحكم

  * هامش *  
  ( 1 ) الاعتقادات ص 107 .
( 2 ) في بقية النسخ : و .
( 3 ) أنظر ( أوائل المقالات - ص 96 ) . چ .
( 4 ) ( ق ) : بالكتم .
( 5 ) ( ح ) ( ش ) : منهم .
( 6 ) في المطبوعة : ذلك . ( * )
 

 

ص 138

بترك الواجب في معناها ، إذ قد كشف نفسه فيما اعتقده من الحق بمجالسه المشهورة ، ومقاماته التي كانت معروفة ، وتصنيفاته التي سارت في الآفاق ، ولم يشعر [ بمناقضته بين أقواله وأفعاله ، ولو وضع القول في التقية موضعه ، وقيد من

لفظه فيه ما أطلقه لسلم من المناقضة ، وتبين للمسترشدين حقيقة الأمر فيها ، ولم يرتج عليهم بابها ، ويشكل بما ورد فيها معناها ، لكنه على مذهب أصحاب الحديث في العمل على ظواهر الألفاظ ، والعدول عن طريق الاعتبار . وهذا رأي يضر صاحبه في دينه ، ويمنعه المقام عليه عن الاستبصار .