تصحيح اعتقاد الإمامية - محمد بن محمد بن النعمان - ص 143 |
في الحظر والإباحة
قال أبو جعفر في الحظر والاباحة : الأشياء كلها
مطلقة . . . إلخ ( 1 ) .
قال الشيخ المفيد : الأشياء في
أحكام العقول على ضربين :
أحدهما : معلوم حظره بالعقل ، وهو ما قبحه العقل وزجر عنه
وبعد منه كالظلم والسفه والعبث .
والضرب الآخر : موقوف في العقل لا يقضي على حظر ولا إباحة إلا
بالسمع ، وهو ما جاز أن يكون للخلق بفعله مفسدة تارة ومصلحة أخرى ، وهذا الضرب
مختص بالعادات من الشرائع التي يتطرق إليها النسخ والتبديل ، فأما بعد استقرار
الشرائع ، فالحكم أن كل شئ لا نص في حظره فإنه على الإطلاق ،
لأن الشرائع ثبتت الحدود وميزت المحظور على حظره ، فوجب أن يكون ما عداه بخلاف
حكمه ] ( 2 ) .
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) الاعتقادات ص 114 .
( 2 ) ما تقدم بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ سوى المطبوعة . ( * )
|
|
|
في الطب
قال أبو جعفر : اعتقادنا في
الأخبار الواردة في الطب ( 1 ) .
قال الشيخ المفيد - رحمه الله -
( 2 ) : الطب صحيح ، والعلم به ثابت ، وطريقه الوحي ، وإنما أخذه العلماء به عن
الأنبياء - عليهم السلام - وذلك أنه لا طريق إلى علم حقيقة الداء إلا بالسمع ،
ولا سبيل إلى معرفة الدواء إلا بالتوقيف ( 3 ) ، فثبت أن طريق ذلك هو السمع عن
العالم بالخفيات تعالى .
والأخبار الواردة عن الصادقين - عليهم السلام - مفسرة بقول أمير المؤمنين -
عليه السلام - : ( المعدة بيت الأدواء ، والحمية رأس الدواء ) و ( عود كل بدن
ما اعتاد ) ( 4 ) وقد ينجع في بعض أهل البلاد من الدواء من مرض يعرض لهم ما
يهلك من استعمله لذلك المرض من غير أهل تلك البلاد ، ويصلح لقوم ذوي عادة ما لا
يصلح لمن خالفهم في العادة .
وكان الصادقون - عليهم السلام - يأمرون بعض أصحاب الأمراض باستعمال ما يضر بمن
كان به ( 5 ) المرض فلا يضرهم ، وذلك لعلمهم - عليهم السلام - بانقطاع سبب
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) الاعتقادات ص 115 .
( 2 ) بحار الأنوار 59 : 75 .
( 3 ) ( ق ) : التوقيف .
( 4 ) ( ز ) : اعتاده .
( 5 ) ( ز ) : فيه هذا . ( * )
|
|
|
المرض ، فإذا استعمل الإنسان ما يستعمله كان مستعملا له مع
الصحة من حيث لا يشعر بذلك ، وكان علمهم بذلك من قبل الله تعالى على سبيل
المعجز ( 1 ) لهم والبرهان لتخصيصهم به وخرق العادة بمعناه ، فظن قوم أن ذلك
الاستعمال إذا حصل مع مادة المرض نفع فغلطوا فيه واستضروا به .
وهذا قسم لم يورده أبو جعفر ، وهو معتمد ( 2 ) في هذا الباب ، والوجوه التي
ذكرها من بعد فهي على ما ذكره ، والأحاديث محتملة لما وصفه حسب ما ذكرناه ( 3 )
.
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) في المطبوعة : المعجزة .
( 2 ) ( ز ) : المعتمد .
( 3 ) بحار الأنوار 59 : 76 . ( * )
|
|
|
|