بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء ، وفضل مدادهم على
دماء الشهداء ، وأجاز لهم من المواهب ما أجاز وصلى الله على محمد وآله مجاز
الحقيقة وحقيقة المجاز . وبعد . فإن جناب العالم المحدث فخر الخطباء وخطيب
العلماء ، فارس
المنابر ومصداق كم ترك الأول للآخر ، الحاج ميرزا عباسقلي
التبريزي جرندابي أيده الله وأدام فيوضاته في المحافل والنوادي للحاضر والبادي
قد استجازني على طريقة السلف الصالح وأساطين الدين من المتقدمين والمتأخرين ،
وحيث إني على
سابق من فضله ونبله وسعة باعه وغزير اطلاعه ، بما وصلنا من
مؤلفاته الجليلة لذلك أجزته أن يروي عني جميع ما صحت لي روايته عن مشايخي
الأعلام وأساتيذي العظام ، أذكر منها طريقا واحدا : فقد أجازني أستاذي في
الحديث الحاج ميرزا
حسين النوري الطبرسي صاحب المستدرك عن شيخنا المرتضى أعلى
الله مقامه عن الشيخ علي عن أخيه الشيخ موسى عن أبيه الشيخ الكبير كاشف الغطاء
عن الاقا البهبهاني عن أبيه محمد أكمل عن جمال الدين الخونساري عن الشيخ جعفر
القاضي
عن المجلسي عن أبيه المجلسي الأول عن الشيخ البهائي عن أبيه
حسين بن عبد الصمد عن الشهيد الثاني عن علي بن عبد العالي الميسي عن ابن المؤذن
محمد بن داود عن ضياء الدين علي عن أبيه الشهيد الأول عن فخر المحققين عن أبيه
العلامة
عن المحقق جعفر بن السعيد عن ابن نما عن ابن إدريس عن الشيخ
عربي بن مسافر العبادي عن الشيخ الياس الحائري عن الشيخ أبي علي عن أبيه شيخ
الطائفة عن المفيد عن الصدوق عن الكليني رضوان الله عليهم جميعا بسنده عن
الأئمة
المعصومين سلام الله عليهم عن جدهم رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عن جبرئيل عن الباري جلت عظمته . ورجائي أن لا ينساني من صالح دعواته
كما لا أنساه والله يحفظه ويرعاه بدعاء .
صدر من مدرستنا العلمية بالنجف الأشرف محمد الحسين 7 جمادى الأولى 1371 آل كاشف
الغطاء
( كلمة غالية ) للعماد
الاصبهاني قال العلامة الخبير والكاتب الكبير عماد الدين أبو عبد الله محمد بن
حامد الاصبهاني المتوفى سنة 597 ه بدمشق : ( إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا
في يومه إلا قال في غده : لو غير هذا لكان أحسن ، ولو زيد كذا
لكان يستحسن ، ولو قدم هذا لكان أفضل ، ولو ترك هذا لكان أجمل
، وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر ) . چرندابي .
( كلمة قيمة حول الذكر الحكيم ) ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه ،
والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
قال الدكتور شبلي شميل ( 1 ) اللبناني المصري المادي الشهير (
المتوفى سنة 1335 ه - 1917 م ) : ( إن في القرآن أحوالا اجتماعية عامة وفيها
من المرونة ما يجعلها صالحة للأخذ بها في كل زمان ومكان حتى في أمر النساء فإنه
كلفهن بأن
يكن محجوبات عن الريب والفواحش ، وأوجب على الرجال أن يتزوج
بواحدة عند عدم إمكان العدل ، وإن القرآن فتح أمام البشر أبواب العمل للدنيا
والآخرة وترقية الروح والجسد بعد أن أوصد غيره من الأديان تلك الأبواب فقصر
وظيفة البشرية على الزهد والتخلي عن العالم الفاني ) .
وقال الدكتور المادي الأنف الذكر في كلمته الأخرى التي مدح بها القرآن الكريم
وجلالة صاحب الرسالة العظيم ( محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
مخاطبا بها العلامة الأستاذ السيد محمد رشيد رضا ( 2 ) ( 1282 - 1354 ه ) نثرا
ونظما ، ما
|
* هامش * |
|
|
( 1 ) إقرأ ترجمته الضافية في ( معجم أدباء
الأطباء - ص 191 - 195 ط نجف ) و ( أعلام المقتطف
- ص 288 - 292 ط مصر ) . چ .
( 2 ) مؤلف تفسير القرآن الكريم الشهير بتفسير المنار فسر به 12 جزء من
الذكر الحكيم في 12 مجلدا ، وآخر ما وصل إليه في التفسير من الجزء الثالث عشر
الآية الكريمة المرقومة بمائة وواحد من سورة يوسف - عليه السلام - : ( رب قد
آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث ) الآية .
واقرأ أيها القارئ الكريم ترجمته المسهبة في كتاب ( السيد رشيد رضا -
أو - اخاء أربعين سنة ط دمشق ) لأمير البيان شكيب أرسلان ( 1870 - 1946
م ) . راجع كتاب ( ذكرى الأمير شكيب أرسلان ط مصر ) . چ . ( * )
|
|
|