( 1 ) قوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) (
سورة ص : 75 ) لا يفوتك أن القرآن ( حسبما أوضحناه ) يستعمل أفانين البلاغة
كأبلغ خطيب ، وقد جرت سنة البلغاء في كافة الأمم على الاهتمام بصب الكلام مصبا
محسوسا لتمثل عند
المخاطب معانيهم كأنه يراها محسوسة لديه ومركوزة نصب عينيه ، ولأجل
البلغة إلى هذا الغرض المهم سلكوا سبل الكناية والاستعارة ، إذ فيهما إقامة
المحسوس مقام المعقول بعد ثبوت الملازمة أو المحاكاة بينهما نظير حكاية الأسد
عن
الشجاعة أو العقرب عن إيذاء الصديق ، فعند التعبير بهما عن هذين
المعنيين يتمثل المعقول محسوسا ونافذا في الخواطر ، هذه حكمة الكنايات
والاستعارات ومن ذلك استعارة اليد عن القوة والاحسان ، إذ ليس في أعضائك عضو
يقوم بخدمتك
أو يظهر عملك وقولك مثل يديك ، لذلك استحقت اليد أن يؤتى بها حاكية
وممثلة عن القوة والبطش تارة ، وعن الإنعام والإحسان أخرى ، كما ذهب إليه
الشيخان الجليلان ، وقد أوضحنا الأمر في تأويل آية :
( بل يداه مبسوطتان ) . ش .
( 2 ) الاعتقادات ص 23 ،
مجمع البيان 4 : 485 ،
التوحيد : 153 / 1 ، 2 .
( 3 ) فيه نظر . ش ظ .
|