عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ المفيد / مصادر الشيخ المفيد

 

 

تصحيح اعتقاد الإمامية - محمد بن محمد بن النعمان - ص 38

[ نسبة النسيان إلى الله ]


فصل : ذكر أبو جعفر - رحمه الله - ( 1 ) : أن النسيان ( 2 ) من الله تعالى يجري مجرى المخادعة منه للعصاة ( 3 ) ، وأنه سمي بذلك باسم المجازى عليه .


[ قال أبو عبد الله ] ( 4 ) : والوجه فيه غير ذلك : وهو أن النسيان في اللغة هو الترك والتأخير ، قال الله تعالى : [ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو
 

  * هامش *  
 

( 1 ) الاعتقادات ص 2 6 ، التوحيد : 163 / 1 و 159 - 160 / 1 .

( 2 ) قوله تعالى : ( نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ) ( التوبة : 67 ) قد سبق الأصل في تفسير أمثال هذه في آية : ( الله يستهزئ بهم . . . ) إلخ ،

وآيات أخرى أن ذلك وارد مورد تمثيل العمل وتشبيه الفاعل في ظاهر فعله كقولهم ( فلان نام عن حقه وتحزم لحق غيره ) وقولهم لمن أساء على من أحسنوا إليه ( نسيت الجميل ) في حين أنه غير ناس ، لكنه يعمل عمل الناسي أي الاساءة على المحسن نظير اتخاذ البلغاء غير الجاحد جاحدا إذا وجدوه عاملا عمل المنكرين ، كقول الشاعر :

جاء شقيق عارضا رمحه * إن بني عمك فيهم رماح


وبالجملة : فالوجه الذي استقبلناه في تأويل الآيات هو الاستعارة ، والوجه الذي استقبله الصدوق أبو جعفر ( رض ) أشبه بالمجاز المرسل ، وأما تأويل النسيان إلى معنى الترك كما أفاده الشيخ المفيد ( رض ) فماله إلى الاشتراك اللفظي . ش.

( 3 ) في بقية النسخ : العصاة .
( 4 ) ليست في بقية النسخ . ( * )

 

 

ص 39

مثلها ) ( 1 ) يريد ما ننسخ من آية نتركها على حالها أو نؤخرها ( 2 ) ،
فالمراد بقوله تعالى : ( نسوا الله ) تركوا [ إطاعة الله تعالى ] ( 3 ) ،

وقوله : ( فنسيهم ) يريد به تركهم من ثوابه ، وقوله تعالى : ( أنساهم أنفسهم ) ( 4 ) أي : ألجأهم إلى ترك تعاهدها ومراعاتها بالمصالح بما شغلهم به من العقاب . فهذا وجهه وإن كان ذلك أيضا وجها غير منكر ، والله ولي التوفيق .

 

  * هامش *  
 

( 1 ) البقرة : 107 .
( 2 ) انظر ( مجمع البيان * - ص 180 - 181 ج 1 ط صيدا ) لإمام المفسرين الشيخ أبي علي الطبرسي قدس . چ .
( 3 ) ( أ ) ( ح ) ( ز ) ( ق ) : طاعته .
( 4 ) الحشر : 19 .

* انظر المقال القيم الذي دبجه يراع العلامة المحقق فضيلة الدكتور محمد يوسف موسى الأستاذ بكلية أصول الدين بمصر حول تفسير مجمع البيان لإمام المفسرين الشيخ الطبرسي - ره - ، في العدد الأول من مجلة ( رسالة الاسلام - ص 63 - 69 ط قاهرة ربيع الأول 1370 ه‍ ) لسنتها الثالثة ، تلك المجلة الزاهرة الوحيدة التي تصدر عن ( دار التقريب بين

المذاهب الإسلامية ) بمصر المحمية ، قال الأستاذ في ص 66 من العدد المذكور : ( هذا الكتاب الجليل الذي تعني هذه الأيام ( جماعة الأزهر للنشر والتأليف ) التي أشرف برئاستها ، بالعمل على نشره نشرا علميا محققا بكل معنى الكلمة - إلى أن قال - وإنه لا يمنع هذه الجماعة من المضي سريعا فيما اعتزمت وقررت إلا بعض الصعاب التي نرجو أن

تتغلب عليها إن شاء الله بمعونة من يرجى منهم العون من كبار العلماء المعنيين بإحياء التراث الاسلامي المجيد ، والله هو الموفق لكل خير ، الهادي إلى سواء السبيل ) . چ . ( * )