عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ المفيد / مصادر الشيخ المفيد

 

 

- الفصول العشرة- الشيخ المفيد ص 91 : -

الكلام في الفصل السادس


تعلق الخصوم بانتقاض العادة في دعوى طول عمره ، وبقائه على تكامل أدواته ( 1 ) منذ ( 2 ) ولد على قول الامامية ( 3 ) في سني عشر الستين والمائتين وإلى ( 4 ) يومنا هذا وهو سنة أحد عشر وأربعمائة ، وفي حملهم ( 5 ) في بقائه وحاله

وصفته التي يدعونها ( 6 ) له بخلاف حكم العادات ، وأنه يدل على فساد معتقدهم فيه . فصل : والذي تخيله ( 7 ) الخصوم هو : فساد قول الامامية ( 8 ) بدعواهم
 

  * هامش *  
 

( 1 ) أي : تكامل قواه وآلاته . لسان العرب 14 : 25 ادا . ( 2 ) س . ط : وانه منذ . ( 3 ) ع . ر : قول للامامية .
( 4 ) س . ط : الى . ( 5 ) ط : حكمهم . ( 6 ) ر . س : يدعو بها . ( 7 ) ل : يختار . ( 8 ) ع . ر : قول للامامية . ( * )

 

 

- ص 92 -

لصاحبهم طول العمر ، وتكامل أدواته فيه ، وبقائه إلى يومنا هذا وإلى وقت ظهوره بالامة ( 1 ) ، على حال الشبيبة ( 2 ) ، ووفارة ( 3 ) العقل والقوة والمعارف باحوال الدين والدنيا .
 

وإن خرج عما نعهده نحن ( 4 ) الآن من أحوال البشر ، فليس بخارج عن عادات سلفت لشركائه في البشرية وأمثالهم في الانسانية . وما جرت به عادة في بعض الازمان لم يمتنع وجوده في غيرها ، وكان حكم مستقبلها كحكم ماضيها على البيان .
 

ولو لم تجر عادة بذلك جملة ( 5 ) لكانت الامة على أن الله تعالى قادر على فعل ذلك تبطل ( 6 ) توهم المخالفين للحق فساد القول به وتكذبهم ( 7 ) في دعواهم .


وقد أطبق العلماء من أهل الملل وغيرهم أن آدم أبا البشر عليه السلام عمر نحو الالف ( 8 ) ، لم يتغير له إخلق ، ولا انتقل من طفولية إلا شبيبة ، ولا عنها الى هرم ، ولا عن قوة إلى عجز ، ولا عن علم إلى جهل ، وأنه لم يزل على صورة واحدة إلى أن قبضه الله عز وجل إليه ( 9 ) .

 

  * هامش *  
 

( 1 ) ط : بالامامة . ( 2 ) س . ط : التشبيب . ( 3 ) س : ووقارة . ( 4 ) لفظ : نحن ، لم يرد في س . ط .
( 5 ) ط : ولو لم تجر بذلك عادة جلة . ( 6 ) أي : الادلة . ( 7 ) س . ط . ل : وتكذيبهم . ( 8 ) س . ط : نحو الف .
( 9 ) راجع كمال الدين 2 : 523 رقم 3 ، قصص الانبياء : 54 و 55 و 65 . ( * )

 

 

- ص 93 -

هذا مع الاعجوبة في حدوثه من غير نكاح ، واختراعه من التراب من غير بدو ( 1 ) وانتقاله من طين لازب إلى طبيعة الانسانية ، ولا واسطة في صنعته على اتفاق من ذكرناه من أهل الكتب حسب ما بيناه .


والقرآن مع ذلك ناطق ( 2 ) ببقاء نوح نبي الله عليه السلام في قومه تسعمائة سنة وخمسين سنة للانذار لهم خاصة ، وقبل ذلك ما كان له من العمر الطويل إلى أن بعث نبيا من غير ضعف كان به ولا هرم ولا عجز ولا جهل ، مع امتداد بقائه وتطاول عمره في الدنيا وسلامة حواسه .


وأن الشيب أيضا لم يحدث في البشر قبل حدوثه في إبراهيم الخليل عليه السلام ( 3 ) باجماع من سميناه من أهل العلم من المسلمين خاصة كما ذكرناه . وهذا ما لا يدفعه إلا الملحدة من المنجمين وشركاؤهم في الزندقة من الدهريين ، فاما أهل الملل كلها فعلى اتفاق منهم ( 4 ) على ما وصفناه .


والاخبار متناصرة بامتداد أيام المعمرين من العرب والعجم والهند ، وأصناف البشر وأحوالهم التي كانوا عليها مع ذلك ، والمحفوظ من حكمهم مع تطاول أعمارهم ، والماثور من تفصيل قضاتهم ( 5 ) من أهل أعصارهم وخطبهم وأشعارهم ، لا يختلف أهل النقل في صحة الاخبار عنهم بما ذكرناه
 

  * هامش *  
 

( 1 ) لفظ : من غير بدو ، لم يرد في ط ، وفي ع . ل . ر . س : من غير يد وصح ، والظاهر ما اثبتناه ، إذ لفظ : صح ورد لاجل سقط كان في نسخة ، فتوهم المستنسخ انها من المتن .
( 2 ) العنكبوت 29 : 14 . وللتفصيل راجع : كمال الدين 2 : 523 رقم 1 و 2 و 3 ، وقصص الانبياء : 84 و 85 .
( 3 ) راجع : قصص الانبياء : 109 .
( 4 ) ع . ل . ر : منه .
( 5 ) ع . ل : تعطل قصاتهم ، ر . س : تعطل قضاتهم . ( * )

 

 

- ص 94 -

وصدق الروايات في أعمارهم وأحوالهم كما وصفناه .

وقد أثبت أسماء جماعة منهم في كتابي المعروف ب‍ الايضاح في الامامة ، وأخبار كافتهم مجموعة مؤلفة حاصلة في خزائن الملوك وكثير من الرؤساء وكثير من أهل العلم وحوانيت الوراقين ( 1 ) ، فمن أحت الوقوف على ذلك فليلتمسه من الجهات المذكورة ، يجدها على ما يثلج صدره ويقطع بتامل أسانيدها في الصحة له عذره ، إن شاء الله تعالى .


وأنا أثبت من ذكر بعضهم ها هنا جملة تقنع ، وإن كان الوقوف على إخبار كافتهم ( 2 ) أنجع فيما نؤمه ( 3 ) بذكر البعض إن شاء الله . فمنهم : لقمان بن عاد الكبير ( 4 ) . وكان أطول الناس عمرا بعد الخضر عليه السلام ، وذلك أنه عاش على رواية العلماء بالاخبار ثلاثة آلاف ( 5 ) سنة وخمسمائة سنة ، وقيل : إنه
 

 

* هامش *

 
 

( 1 ) راجع : كتاب المعمرون : 1 - 114 ، كمال الدين 2 : 523 باب 46 ما جاء في التعمير ، مطالب السئول في مناقب آل الرسول الجزء الثاني الباب الثاني عشر ، تذكرة الخواص : 364 ، الغيبة للطوسي : 113 - 323 ، البحار 51 : 225 - 393 باب 14 ذكر اخبار المعمرين ، تقريب المعارف : 207 - 214 ، كنز الفوائد 2 : 114 - 134 .
( 2 ) ع . ل . ر : كافهم .
( 3 ) أي : نقصدهم . اللسان 12 : 22 أمم .
( 4 ) وفي بعض المصادر : لقمان بن عاديا ، وفي بعضها : لقمان العادي . وهو غير لقمان الذي عاصر النبي داود عليه السلام ، وكان من بقية عاد الاولى ، وكان وفد عاد الذين بعثهم قومهم الى الحرم ليستسقوا لهم ، واعطي من السمع والبصر على قدر ذلك ، وله احاديث كثيرة . المعمرون : 4 - 5 ، كمال الدين 2 : 559 ، حياة الحيوان 2 : 351 .
( 5 ) ع . ر : الف . ( * )

 

 

- ص 95 -

عاش عمر سبعة أنسر ( 1 ) ، وكان ياخذ فرخ النسر فيجعله في الجبل فيعيش النسر منها ما عاش ، فإذا مات أخذ آخر فرباه ، حتى كان آخرها لبد ، وكان أطولها عمرا ، فقيل : طال الامد على لبد .

وفيه يقول الاعشى ( 2 ) : لنفسك إذ تختار سبعة أنسر إذا ما مضى نسر خلدت ( 3 ) إلى نسر فعمر حتى خال أن نسورة خلود وهل تبقى النفوس على الدهر وقال لادناهن إذ حل ( 4 ) ريشه هلكت وأهلكت ابن عاد وما تدري ( 5 )


ومنهم : ربيع بن ضبيع ( 6 ) بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي ( 7 ) بن فزارة ( 8 ) .
 

 

* هامش *

 
 

( 1 ) طائر معروف ، جمعه في القلة أنسر وفى الكثرة نسور ، وسمي نسرا لانه ينسر الشئ ويبتلعه ، وهو أطول الطير عمرا ، وانه يعمر الف سنة ، وهو اشد الطير طيرانا ، ويقال في المثل : أعمر من نسر . حياة الحيوان الكبرى 2 : 348 - 253 .

( 2 ) أبو بصير ميمون بن قيس بن جندل من بن قيس بن ثعلبة الوائلي يعرف باعشى قيس ، ويقال له : اعشى بكر بن وائل ، أحد المعورفين من شعراء الطبقة الاولى في الجاهلية وفحولهم ، وكانت العرب تعنى بشعر الاعشى ، سكن الحيرة وكان كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس ، غزير الشعر . الكنى والالقاب 2 : 38 ، الاعلام 7 : 341 .

( 3 ) في كتاب المعمرون : خلوت .
( 4 ) ع . ل . ر : اذخل .
( 5 ) للتفصيل راجع : المعمرون : 4 - 5 ، كمال الدين 2 : 559 .
( 6 ) س . ط : ضبع ، وكذا في كتاب كمال الدين .
( 7 ) ع . ل . ر : عيسى .
( 8 ) في بعض المصادر : انه عاش مائتين وأربعين سنة . وقصته مع عبد الملك ودخوله عليه ( * )

 

 

- ص 96 -

عاش ثلاثمائة سنة وأربعين سنة ، وأدرك النبي صلى الله عليه واله ولم يسلم . وهو الذي يقول وقد طعن في ثلاثمائة سنة : أصبح مني الشباب قد حسرا ( 1 ) إن ينأ ( 2 ) عني فقد ثرى عصرا والابيات معروفة .

وهو الذي يقول ايضا منه : إذا كان الشتاء فادفئوني فان الشيخ يهدمة الشتاء وأما حين يذهب كل قرفسربال خفيف أو رداء إذا عاش الفتى ماتين عاما فقد أودى المسرة والفتاء ( 3 ) ومنهم : المستوغر بن ربيعة بن كعب ( 4 )
 

 

* هامش *

 
 

معروفة . المعمرون : 8 - 10 ، كمال الدين 2 : 549 - 550 و 561 .
( 1 ) ل : خسرا .
( 2 ) ع . ر : يراى .
( 3 ) ط : مسرته الفناء ، وفي النسخ الاخرى المسرة والفناء ، والمثبت من كتاب المعمرون وكتاب كمال الدين ، ويروى عجز البيت الاخير أيضا : فقد ذهب التخيل والفتاء . والفتاء : الشباب . لسان العرب 15 : 145 فتا .

وللتفصيل راجع : المعمرون : 8 - 10 ، كمال الدين 2 : 549 - 550 ، 2 : ( 4 ) هو : المستوغر بن ربيعة بن كعب بن زيد مناة بن تميم ، عاش زمنا طويلا ، أدرك الاسلام ولم يسلم ، وكان من فرسان العرب في الجاهلية . المعمرون : 12 - 14 ، كمال الدين 2 : 561 . ( * )

 

 

- ص 97 -

عاش ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين سنة . وهو الذي يقول : ولقد سئمت من الحياة وطولها وعمرت من عدد السنين مئينا ( 1 ) مائة حدتها بعدها مائتان لي وعمرت من عدد ( 2 ) الشهور سنينا ( 3 ) ومنهم : أكثم بن صيفي الاسدي ( 4 ) .

عاض ثلاثمائة سنة وثمانين سنة ، وكان ممن أدرك النبي صلى الله عليه وآله وآمن به ومات قبل أن يلقاه ، وله أحاديث كثيرة وحكم وبلاغات وأمثال . وهو القائل : وإن امرأ قد عاش تسعين حجة إلى ماة لم يسأم العيش جاهل خلت مائتان بعد عشر وفائها ( 5 ) وذلك من عدى ليال ( 6 ) قلائل ( 7 )

 

  * هامش *  
 

( 1 ) ع . ر : من بعد السنين سنينا ، ل . س : من بعد الستين مأتينا ، ط : من عدد السنين ماتينا ، والمثبت من كتاب المعمرون .
( 2 ) ع . ر . س : بعد .
( 3 ) للتفصيل راجع : المعمرون : 12 - 14 ، كمال الدين 2 : 561 .
( 4 ) اكثم بن صيفي أحد بنى اسد بن عمرو بن تميم ، ادرك الاسلام واختلف في اسلامه ، إلا أن الاكثر لا يشك في انه لم يسلم ، ولم تكن العرب تقدم عليه احدا في الحكمة . المعمرون : 14 - 25 ، كمال الدين 2 : 570 .
( 5 ) كذا في النسخ ، وفي ر : وقادها ، وفي كمال الدين : وفي ست وأربع .
( 6 ) في كمال الدين : وذلك من عد الليالي .
( 7 ) للتفصيل راجع كمال الدين 2 : 570 ، المعمرون : 14 - 25 . ( * )

 

 

- ص 98 -

وكان والده صيفي بن رياح بن أكثم ( 1 ) أيضا من المعمرين . عاش مائتين وستة وسبعين سنة ، ولا ينكر من عقله شئ ( 2 ) ، وهو المعروف بذي الحلم الذي قال فيه المتلمس اليشكري ( 3 ) : لذي الحلم قبل ( 4 ) اليوم ما تقرع العصا وما علم الانسان إلا ليعلما ( 5 )


ومنهم : ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو ( 6 ) . عاش مائتي سنة وعشرين سنة ، فلم ( 7 ) يشب قط ، وأدرك الاسلام ولم يسلم .
 

 

* هامش *

 
 

( 1 ) ع . ل : اكثر ، ر : اكبر . وهو : صيفي بن رباح بن اكثم أحد بني أسد بن عمر بن تميم أبو اكثم ، ومن وصاياه : . . . ومن سوء الادب كثرة العتاب ، واقرع الارض بالعصا ، فذهب مثلا ، والقرع الضرب ، والمراد : أن ينبه الانسان صاحبه عند خطئه . واصل المثل : ان عامر بن الظرب لما طعن في السن وأنكر قومه من عقله شيئا أمر اولاده ان يقرعوا الى المجن بالعصا إذا خرج من كلامه واخذ من غيره . الوصايا : 146 ، كمال الدين 2 : 570 .
( 2 ) ع . ل . ر : شيئا .
( 3 ) في النسخ اضطراب في ضبط الاسم ، وما أثبتناه هو الصحيح . وهو : جرير بن عبد المسيح أو عبد العزى من ضبيعة من ربيعة ، شاعر جاهلي ، واخواله بنو يشكر . راجع : الاغاني 24 : 260 ، الاعلام 2 : 119 ، المعمرون : 58 .
( 4 ) ع . ل . ر : فيه ، بدلا من : قبل .
( 5 ) للتفصيل راجع : كمال الدين 2 : 570 ، الوصايا : 146 .
( 6 ) هو : ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي ، عاش ماتين وعشرين سنة وقل : مائة وثمانين ، وادرك الاسلام فهلك فجاة . المعمرون : 25 ، كمال الدين 2 : 565 .
( 7 ) ع . ر : ولم . ( * )

 

 

- ص 99 -

وروى أبو حاتم ( 1 ) [ و ] الرياشي ، ( 2 ) ، عن العتبي ( 3 ) ، عن أبيه أنه قال : مات ضبيرة السهمي وله مائتا سنة وعشرون سنة ، وكان أسود الشعر صحيح الاسنان . ورثاه ابن عمه قيس بن عدي فقال : من يامن الحدثان بعد ضبيرة السهمي ماتا سبقت منيته المشيب وكان ميتته افتلاتا فتزوذوا لا تهلكوا ( 4 ) من دون اهلكهم خفاتا ( 5 )


 

 

* هامش *

 
 

( 1 ) أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشيمي السجستاني البصري الكوفي توفي سنة 248 و 250 و 254 ، قرأ على الاخفش . راجع تفصيل حياته في مقدمة كتاب المعمرون للسجستاني ، بقلم عبد المنعم عامر .

( 2 ) ع . ر . ل : الرياشي ، والصحيح : أبو حاتم والرياشي كما هو في الغيبة للطوسي : 116 وبقية المصادر . والرياشي هو : أبو الفضل العباس بن الفرج النحوي اللغوي، قتل في المسجد الجامع بالبصرة في أيام العلوي صاحب الزنج في سنة 257 . الانساب 6 : 200 - 201 .

( 3 ) أبو عبد الرحمن محمد بن عبيدالله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن ابى سفيان صخر بن حرب ، الشاعر البصري . ، وكان راوية للاخبار وايام العرب ، روى عن ابيه وسفيان بن عيينة ولوط بن مخنف ، روى عنه أبو حاتم السجستاني وأبو الفضل الرياشي ، توفي سنة 228 . العبر 9 : 403 - 404 ، وفيات الاعيان 4 : 398 - 400 .

( 4 ) ع . ر . س . ط : ولا تهلكوا .
( 5 ) ل . ر : حفاتا . وللتفصيل راجع : كمال الدين 2 : 565 ، المعمرون : 25 .

 

 

- ص 100 -

ومنهم : دريد بن الصمة الجشمي ( 1 ) . عاش مائتي سنة ، وأدرك الاسلام فلم يسلم ، وكان احد قواد المشركين يوم حنين ومقدمهم ( 2 ) ، حضر حرب النبي صلى الله عليه واله فقتل يومئذ ( 3 ) .


ومنهم : محصن بن عتبان ( 4 ) بن ظالم الزبيدي ( 5 ) . عاش مائتي سنة وخمسة وخمسين سنة ( 6 ) .


ومنهم : عمرو بن حممة الدوسي ( 7 ) عاش أربعمائة سنة . وهو الذي يقول : كبرت وطال العمر حتى كأنني سليم أفاع ليله غير مودع فما الموت أفناني ولكن تتابعت علي سنون من مصيف ومربع . ثلاث مئات قد مررن كواملا وها أنا هذا أرتجي نيل ( 8 ) اربع ( 9 )
 

 

* هامش *

 
 

( 1 ) دريد بن الصمة الجشمي من جشم بن سعد بن بكر ، عاش نحوا من مائتي سنة حتى سقط حاجباه من عينيه ، قتل يوم حنين ، وانما خرجت به هوازن تتيمن به . المعمرون : 27 - 28 .
( 2 ) ع . ل . ر : ومقدمتهم .
( 3 ) للتفصيل راجع : المعمرون : 27 - 28 .
( 4 ) ع . ر : محصن غسان ، ل . س : محصن عتبان ، وما اثبتناه هو الصحيح .
( 5 ) محصن بن عتبان بن ظالم بن عمرو بن قطعية بن الحارث بن سلمة بن مازن الزبيدي. المعمرون : 26 - 27، كمال الدين 2 : 567 .
( 6 ) للتفصيل راجع : كمال الدين 2 : 567 ، المعمرون : 26 - 27 .
( 7 ) ع . ل . ر : عمر بن حممة الدوسي . قال في المعمرون : عمرو بن حممة الدوسي، قضى على العرب ثلاثمائة سنة. المعمرون : 58 .
( 8 ) ص : مثل ، ط : مر .
( 9 ) للتفصيل راجع : المعمرون 58 . ( * )

 

 

- ص 101 -

ومنهم : الحرث ( 1 ) بن مضاض الجرهمي ( 2 ) . عاش أربعمائة سنة . وهو القائل : كأن لم تكن بين الحجون ( 3 ) إلى الصفا أنيس ، يسمر ( 4 ) بمكة سامر بلى نحن كنا أهلها فابادنا ( 5 ) صروف الليالي والجدود ( 6 ) العواثر ( 7 ) وفي غير من ذكرت يطول باثباته جزء الكتاب .


والفرس تزعم أن قدماء ملوكها جماعات طالت أعمارهم وامتدت وزادت في الطول على أعمار من أثبتنا اسمه من العرب ، ويذكرون أن من جملتهم الملك الذي استحدث المهرجان ، عاش الفي سنة وخمسمائة سنة ( 8 ) .
 

 

* هامش *

 
 

( 1 ) س : الحارث ، وكذا في كتاب المعمرون .
( 2 ) في المعمرون : الحارث بن مضاض الجرهمي . راجع : المعمرون : 8 ، تذكرة الخواص : 365 .
( 3 ) الحجون : موضع بمكة ناحية من البيت ، وقيل الجبل المشرف مما يلي شعب الجزارين بمكة . لسان العرب 13 : 109 حجن . ( ها ) ع . ل . ر : يسمو .
( 5 ) في المعمرون : فازالنا .
( 6 ) الجدود جمع جد ، وهو : البخت والحظ . لسان العرب 3 : 107 جدد .
( 7 ) ع . ل . ر : والحدود الغوابر . وللتفصيل راجع : تذكرة الخواص : 365 ، المعمرون : 8 .
( 8 ) قال الشيخ الطوسي في الغيبة 123 : وأما الفرس فانها تزعم فيما تقدم من ملوكها جماعة طالت أعمارهم ، فيردون أن الضحاك صاحب الحيتين عاش ألف سنة ومائتي سنة ، وافريدون العادل عاش فوق الف سنة ، ويقولون ان الملك الذي أحدث المهرجان عاش - ( * )

 

 

- ص 102 -

لم نتعرض لشرح أخبارهم ، لظهور ما قصصته من أمر العرب من أعمارهم على ما تدعيه الفرس ، ولقرب عهدها منا وبعد عهد أولئك ، وثبوت أخبار معمري العرب في صحف أهل الاسلام وعند علمائهم .


وقد اسلفت القول بان المنكر لتطاول الاعمار إنما هم طائفة ( 1 ) من المنجمين وجماعة من الملحدين ، فاما أهل الكتب والملل فلا يختلفون في صحة ذلك وثبوته . فلو لم يكن من جملة المعمرين إلا من التنازع في طول عمره مرتفع ، وهو سلمان

الفارسي ( 2 ) رحمة الله عليه ، وأكثر أهل العلم يقولون : بانه راى المسيح ، وأدرك النبي صلوات الله عليه وآله ، وعاش بعده ، وكانت وفاته في وسط أيام عمر بن الخطاب ( 3 ) ، وهو يومئذ القاضي بين المسلمين في
 

 

* هامش *

 
 

- الفي سنة وخسمائة سنة استتر منها عن قومه ستمائة سنة .
وراجع : تاريخ الطبري 1 : 194 - و 215 ، تاريخ اليعقوبي 1 : 158 ، البحار
( 1 ) ع . ر : بان المنكر لتطاول الاعمار إنما طائفة .

( 2 ) هو أبو عبد الله سلمان الفارسي ، وهذا اسمه بعد الاسلام ، اما قبله ، فقيل : ما به بن بوذخان بن مورسلان ، وقيل : اسمه بهبود ، ويلقب : سلمان الخير وسلمان المحمدي وسلمان ابن الاسلام ، شهد الخندق - وهو الذي اشار بحفره - ولم يفته بعد الخندق مشهدا ، توفي

بالمدائن سنة 35 أو 37 ، أو 33 ، وقبره ظاهر معروف بقرب ايوان كسرى ، وكان سلمان وصي وصي عيسى ، وقرأ الكتابين ، وما سجد قط لمطلع الشمس ، وكان عطاؤه خمسة آلاف وكان إذا خرج تصدق به ويأكل من عمل يده . وأما عمره فمئتان وخمسون سنة فمما لا شك

فيه ، ولكن الاختلاف في الاكثر ، فقيل ثلاثمائة ، وقيل : ثلاثمائة وخمسون . تهذيب التهذيب 4 : 137 رقم 233 ،
اعيان الشيعة
7 : 279 - 287 ، كمال الدين 1 : 161 ، الكنى والالقاب 3 : 150 ، تذكرة الخواص : 365 .

( 3 ) أبو حفص عمر بن الخطاب ، روى عن النبي وأبي بكر وأبي ، روى عنه اولاده وغيرهم قتل سنة 23 . - ( * )

 

 

- ص 103 -

المدائن ( 1 ) ، ويقال : إنه كان عاملها وجابي خراجها ، وهذا أصح ( 2 ) وفيما أسلفناه في هذا الباب كفاية فيما قصدناه ، والحمد للة .

 

 

 

* هامش *

 
 

- طبقات الفقهاء : 19 ، تهذيب التهذيب 7 : 438 .

( 1 ) عبارة عن مدن سبع ، من بناء اكاسرة العجم ، على طرف دجلة ببغداد ، كان يسكنها ملوك بنى ساسان إلى زمن عمر ، وفي الجانب الشرقي مشهد سلمان . الكنى والالقاب 3 : 146 - 148 .

( 2 ) نص أكثر المؤرخين أن سلمان كان أميرا على المدائن ، واختلف في سنة وفاته ، فقيل : في زمن عثمان ، وقيل : في زمن أمير المؤمنين ، والشيخ المفيد هنا ذهب إلا أنها وسط ايام عمر بن الخطاب .

للتفصيل راجع : الطبقات الكبرى 4 : 75 - 93 ، تهذيب التهذيب 4 : 137 ، تهذيب ابن عساكر 6 : 188 ، حلية الاولياء 1 : 185 ، صفة الصفوة 1 : 210 ، تذكرة الخواص : 365 ، اعيان الشيعة 3 : 150 ، الكنى والالقاب 3 : 150 . ( * )