عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ المفيد / مصادر الشيخ المفيد

 

 

- الفصول العشرة - الشيخ المفيد ص 109 : -

الكلام ( 1 ) في الفصل الثامن


فاما قول المخالفين : إنا قد ساوينا بمذهبنا في غيبة صاحبنا عليه السلام السبائية ( 2 ) في قولها : إن أمير المؤمنين عليه السلام لم يقتل وأنه حي موجود ، وقول الكيسانية : في محمد بن الحنفية ، ومذهب الناووسية : في أن الصادق جعفر بن محمد

عليه السلام لم يمت ، وقول الممطورة : في موسى ابن جعفر عليه السلام أنه لم يمت ( 3 ) وأنه حي إلى أن يخرج بالسيف ، وقول أوائل الاسماعيلية وإسلافها : أن إسماعيل بن جعفر هو المنتظر وأنه حي لم
 

  * هامش *  
 

( 1 ) ع . ل . س : القول .
( 2 ) ل : الكيانية . والسبائية : فرقة قالت : ان عليا لم يقتل ولم يمت ، ولا يقتل ولا يموت ، حتى يسوق العرب بعصاه . ويملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، وهي أول فرقة قالت في الاسلام بالوقف بعد النبي من هذه الامة ، وأول من قال منها بالغلو ، وإنما سموا بالسبائية نسبة لعبدالله بن سبأ . فرق الشيعة : 22 .
( 3 ) من قوله : وقول الممطورة إلى هنا لم يرد في ر . ل . ط . ( * )

 

 

- ص 110 -

يمت ، وقول بعضهم ( 1 ) : مثل ذلك في محمد بن إسماعيل ( 2 )، وقول الزيدية : مثل ذلك ( 3 ) فيمن قتل من أئمتها حتى قالوه في يحيى بن عمر ( 4 ) المقتول بشاهي ( 5 ) . وإذا كانت ( 6 ) هذه الاقاويل باطلة عند الامامية ، وقولها في غيبة

 

 

* هامش *

 
 

( 1 ) فرقة زعمت أن الامام بعد الصادق عليه السلام محمد بن اسماعيل بن جعفر ، وقالوا : إن الامر كان لاسماعيل في حياة أبيه ، فلما توفي قبل أبيه جعل جعفر بن محمد الامر لمحمد بن اسماعيل ، واصحاب هذا القول يسمون المباركية لرئيس لهم يسمى المبارك مولى اسماعيل بن جعفر . فرق الشيعة : 80 .

( 2 ) محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد ، وهو الذي سعى بعمه موسى الكاظم إلى هارون الرشيد ، وقال له : يا امير المؤمنين خليفتان في الارض موسى بن جعفر بالمدينة يجئ له الخراج وانت بالعراق يجئ إليك الخراج ، فقال : والله ؟ قال : والله ، وكان الامام الكاظم يصل محمد بن جعفر كثيرا ، حتى أن محمدا لما فارق الامام من المدينة قال : يا عم اوصني ، فقال : اوصيك أن تتقي الله في دمي .
تنقيح المقال
2 : 82 .

( 3 ) ر : في مثل ذلك .
( 4 ) يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين السبط ، ثائر ، خرج في ايام المتوكل العباسي سنة 235 واتجه ناحية خراسان بجماعة فرده عبد الله بن طاهر الى بغداد فضرب وحبس ثم أطلق ، فاقام مدة في بغداد وتوجه إلى الكوفة في ايام المستعين بالله ، وقاربها وأخذ ما في بيت المال وفتح السجون وعسكر بالفلوجة ، وقصده جيش فظفر عليه يحيى ، واقبل عليه جيش آخر جهزه محمد بن عبد الله بن طاهر ، فاقتتلا بشاهي قرب الكوفة ، فتفرق عسكر الطالبي وبقي في عدد قليل ، وتقنطر به فرسه فقتل ، وحمل رأسه إلى المستعين . راجع : الاعلام 8 : 160 ، وما ذكره من مصادر الترجمة .

( 5 ) قال الحموي : موضع قرب القادسية فيما احسب . معجم البلدان 3 : 316 .
( 6 ) ع . ل . ر : كان . ( * )

 

 

- ص 111 -

صاحبها نظيرها فقد بطلت أيضا ووضح فسادها .


فصل : فإنا نقول : إن هذا توهم من الخصوم لو تيقظوا ( 1 ) لفساد ما اعتمدوه في حجاج أهل الحق وظنوه نظيرا لمقالهم : وذلك أن قتل من سموه قد كان محسوسا مدركا بالعيان ، وشهد ( 2 ) به أئمة قاموا ( 3 ) بعدهم ثبتت إمامتهم بالشئ الذي به

ثبتت ( 4 ) إمامة من تقدمهم ، والانكار للمحسوسات باطل عند كافة العقلاء ، وشهادة الائمة المعصومين بصحة موت الماضين منهم مزيلة لكل ريبة ، فبطلت الشبهة فيه على ما بيناه . وليس كذلك قول الامامية في دعوى وجود صاحبهم

عليه السلام ، لان دعوى وجود صاحبهم عليه السلام لا تتضمن دفع المشاهد ، ولا له إنكار المحسوس ( 5 ) ، ولا قام بعد الثاني عشر من أئمة الهدى عليهم السلام إمام عدل معصوم يشهد بفساد دعوى الامامية أو وجود إمامها وغيبته . فاي نسبة بين الامرين ، لو لا التحريف في الكلام ، والعمل على أول خاطر يخطر للانسان من غير فكر ( 6 ) فيه ولا إثبات .
 

  * هامش *  
 

( 1 ) س . ل : تفطنوا .
( 2 ) ع . ل . س : وشهدوا .
( 3 ) ل : فاتموا .
( 4 ) ل . ر : تثبت .
( 5 ) س : انكارا بمحسوس .
( 6 ) ع . ل . ر . س : من فكر ، والمثبت من ط ، وهو الانسب . ( * )

 

 

- ص 112 -

فصل : ونحن فلم ( 1 ) ننكر غيبة من سماه الخصوم لتطاول زمانها ، فيكون ذلك حجة علينا في تطاول مدة غيبة صاحبنا ، وإنما أنكرناها بما ذكرناه من المعرفة واليقين بقتل من قتل منهم وموت من مات من جملتهم ، وحصول العلم بذلك من جهة

الادراك بالحواس . ولان في جملة من ذكروه من لم يثبت . له إمامة من الجهات التي تثبت لمستحقها على حال ، فلا يضر لذلك دعوى من ادعى له الغيبة والاستتار .


ومن تأمل ما ذكرناه عرف الحق منه ، ووضح له الفرق بيننا وبين الضالة من المنتسبين إلى الامامية والزيدية ولم ( 2 ) يخف الفصل بين مذهبنا في صاحبنا عليه السلام ومذاهبهم الفاسدة بما قدمناه ، والمنة لله .
 

 

* هامش *

 
 

( 1 ) س . ط : لم .
( 2 ) ع . ل . ر : لم ، بدون واو . ( * )