عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ المفيد / مصادر الشيخ المفيد

 

 

- النكت في مقدمات الأصول - الشيخ المفيد ص 1 : -

النكت في مقدمات الاصول [ في علم الكلام ] من أمالي الامام الشيخ المفيد

تحقيق السيد محمد رضا الحسني الجلالي

 

- ص 3 -

الإهداء

بسم الله الرحمن الرحيم إلى : من رزقني علم التوحيد في صغري ، وعلمني الفقه في طفولتي ، وأنار لي طريق الحياة في كبري . فرباني على حب المعرفة ، وعلى التدقيق والتحقيق فيما أتعلم . وبذر في نفسي الاخلاص وحسن النية في العمل .

وشوقني إلى السهر والجد في طلب السعادة الاخروية . فسلام الله عليه من أب رحيم ، ومن معلم أمين ، ومن مرشد إلى خير هدي . إلى سيدي الوالد رضوان الله عليه . اهدي هذا العمل . المحقق

 

- ص 5 -

تقديم

بسم الله الرحن الرحيم

 1 - موضوع الكتاب : من الواضح أن كل فن وعلم تبتني مسائله وبحوثه على مصطلحاته الخاصة ، مضافا إلى حاجته العامة إلى اللغة التي يكتب ذلك العلم ، أو يتكلم طالبوه بها .

وقد بين العلماء طرفا من وجه الحاجة إلى " الالفاظ " في مفتتح كتب المنطق ، حيث جعلوه : " زيادة الطالب بصيرة في العلم " . لكن الحاجة - بنظري - أعمق من مجرد زيادة البصيرة ، بل هي ماسة جدا ، إذ بدون الوقوف على المصطلحات

الخاصة لاي علم ، لا يمكن أن يفهم ذلك العلم ، بل تكون لغة كتابه عجماء بالنسبة إلى الجاهل بتلك المصطلحات ، حتى لو كان عارفا باللغة التي كتب بها العلم .


والسر في ذلك : أن المصطلحات تم التواضع عليها بين أصحاب الفن ، متجاوزين المفهوم اللغوي ، فهي ذات أوضاع جديدة ، وغريبة عن
 

- ص 6 -

المعنى اللغوي المتعارف فهمه بين أهل تلك اللغة، وهي خاصة بأهل ذلك الفن، ولا تعرف إلا من جهتهم ، ولا يدخلها القياس ، ولا يمكن تأويلها بأي شكل ، فهي كلغة أجنبتة لمن لم يطلع على وضعها ، فالعلم بالوضع من أهم شرائط معرفة اللغة .

والعلم بهذه الاوضاع لا يحصل إلا من جهة أصحاب كل فن ، والمؤلفين فيه ، والواقفين على أسراره . وهذه الحاجة ، وتلك الضرورة ، عامتان في كل العلوم والفنون ، ولكن ، كلما كان العلم أوغل في النظرية والعقلانية ، كانت الحاجة أمس ، والضرورة ألح ، لتعقد المعاني المرادة وصعوبتها الاكثر .


وعلم الكلام الاسلامي ، هو من العلوم النظرية التي احتوت على مصطلحات خاصة ، ودقيقة ، فمن الواضح - إذن - حاجته إلى معرفة مصطلحاته لطالبي مسائله ومعارفه ، وبالاخص للمبتدئين في الطلب . وقد أوضح الشيخ الطوسى هذه النقطة بكل

جلاء، فقال : " . . . الالفاظ المتداولة بين المتكلمين ، وبيان أغراضهم منها ، فلهم مواضعات مخصوصة، ليست على موجب اللغة ، ومن نظرفي كتبهم وكلامهم ولا يعرف مواضعاتهم لم يحظ بطائل ، وإذا وقف على مرادهم ثم نظر - بعد ذلك - في

ألفاظهم حصلت بغيته ، وتمت منيته . . . " . جاء ذلك في افتتاح كتابه الذي شرح فيه المصطلحات الكلامية ، وسماه ب‍ " المقدمة . . . " كما سيأتي .


والشيخ المفيد سبق كل الكلاميين في تأليف كتاب يتكفل شرح المصطلحات الكلامية ، وهو هذا الكتاب الذي نقدم له ، ونقدمه محققا . فسماه " النكت في مقدمات الاصول " .
 

- ص 7 -

ومع أن العنوان يعبر عن صدق كون الكتاب " مقدمة " لعلم اصول الدين ، إذ هو يتكفل شرح المصطلحات المستعملة في ذلك العلم ، وبدون هذا الشرح لا يمكن تحصيل مسائله ومعارفه ، فهو بحق " مقدمة للاصول " .


إلا أن الشيخ لم يقتصر على هذه المقدمة ، وإنما أدرج في الكتاب بحوثا عن نفس الاصول أيضا ، فذكر الادلة على كل القضايا الاساسية في العلم .

وقد هدف الشيخ المفيد إلى نفس الهدف الذي ذكره الشيخ الطوسي بأفضل شكل ، مع أن كتابه يتميز بامور :

فأولا : قد جعله الشيخ على أبسط شكل ممكن وأوضحه ، توصلا إلى ما أشار إليه في ديباجته من " إرشاد المبتدئين " فعبارته واضحة تناسب مدارك الناشئين الذين يطلبون هذا العلم ، خاليا من التعقيد والغموض .
 

وثانيا : وضعه الشيخ على شكل محاورات بين السائل والمجيب ، فيطرح سؤالا بعنوان : " إن قال " ويجيب عليه بعنوان : " فقل " ويتمتع هذا الاسلوب من الفوائد التربوية للناشئين ما يوحي إليهم بواقعية المعلومات المطروحة على ساحة الحوار ، ويتميز بحيوية التجاوب ، مالا يخفى أثره .


وثالثا : إن الالفاظ المشررحة مرتبة على حسب ترتيب الابواب والبحوث المعروضة في المناهج والكتب الكلامية ، حيث بدأ بتعريف " النظر ، والدليل ، والعقل ، والعلم . . . " وهي المستعملة في الابواب الاولى ، ثم يتدرج مع الابواب والبحوث

حتى المعاد . والمؤلفات التي وضعت لتوضيح المصطلحات - ومنها الكلامية - كثيرة في التراث الاسلامي ، إلا أن الاعمال الشيعية القديمة في هذا

- ص 8 -

المجال ، والتي خصصت لشرح الالفاظ الكلامية ، هي :

 1 - هذا الكتاب : ويعتبر أقدم جهد في هذا المجال .

 2 - المقدمة في المدخل إلى صناعة علم الكلام : للشيخ الطوسي ، طبعت بتحقيق الاستاذ محمد تقي دانش بزوه ، ونشر ضمن ( الرسائل العشر ) للشيخ الطوسي .

 3 - الحدود والحقائق في شرح الالفاظ المصطلحة بين المتكلمين من الامامية : للقاضي أشرف الدين صاعد بن محمد ، البريدي الآبي ( ق 6 ) طبع بتحقيق الشيخ حسين علي محفوظ الكاظمي ، في بغداد 1970 م .

 4 - نسخ الكتاب لم تختلف المصادر ، ولا المفهرسون ، في نسبة هذا الكتاب إلى الشيخ المفيد، وهذا ما يؤكده اسلوب الكتاب ونفسه وجرس كلماته وجمله . ثم إن الشيخ قد ذكر بعض هذه التعاريف والحدود ، في كتابه " أوائل المقالات ، باب "

اللطيف من الكلام " ، بعين ما ذكره هنا . وهذا يدل على أن مؤلف الكتابين هو الشيخ المفيد . وقد أشرنا في الهوامش إلى تلك التعاريف ومحل وجودها . كما أن النسخ التي اعتمدناها في تحقيق الكتاب متفقة على نسبته إلى الشيخ المفيد ، وهي :

 1 - نسخة مكتبة بادليان في مدينة أو كسفورد : في مجموعة تضمنت

- ص 9 -

عدة كتب وأراجيز كلامية ، كتبها أحمد بن الحسين بن العودي ، الاسدي الحلي ، وفرغ من كتابتها في الرابع والعشرين من شهر شعبان سنة ( 740 ) . وهي نسخة كاملة ، جيدة ، مضبوطة ، إلا أن الرطوبة أثرث فيها ، فلم نتمكن من قراءة بعض الكلمات - من المصورة التي عندنا - لذلك . ونسميها ب‍ " الاصل " .


 2 - نسخة محفوظة في مكتبة آية الله السيد الحكيم قدس سره ، وعنها فيلم في مكتبة جامعة طهران ( دانشكاه ) . وهي جميلة الخط ، وعليها علامات التصحيح ، وبلاغ المقابلة في آخرها ، وقد ترك الكاتب فراغات كتب فوقها أو إلى جانب

الصفحات كلمة " بياض " للدلالة على نقص أصلها المنقولة عنه . وهي خالية من اسم الكاتب وتاريخ النسخ . ونرمز إليها بالحرف ( ك ) .


 3 - نسخة مكتبة السيد الروضاتي دام فضله : ضمن مجموعة كتبها جده السيد محمد الموسوي الاصفهاني . ونرمز إليها بالحرف ( ضا ) .


 3 - عملنا في الكتاب :

 1 - قمنا باستخلاص النص المضبوط ، من النسخ الثلاث ، متبعين طريقة التلفيق بينها ، إلا أنا أكدنا التركيز على ما جاء في " الاصل " لما تتمتع به نسخته من القدم ، والضبط ، والكمال .

- ص 10 -

 2 - وضعنا مكان ما لم نتمكن من قراءته في النسخ نقاطا ثلاثا بدل كل كلمة ، فإن بالامكان معرفة عدد الكلمات المشوهة في مصورة الاصل ، ولعل الوقوف على نفس النسخة ، يساعد على قراءة بعض هذه الكلمات فيكون بالامكان كتابتها في مواضعها من طبعتنا هذه .


 3 - قطعنا النص ، ونقطناه ، بما يساعد على يسر فهمه ، ووضوح عبارته .

 4 - رقمنا الكتاب على عدد المحاورات الواردة فيه ، فكل سؤال وجواب ، يعتبر فقرة مستقلة ، وبذلك تسهل الاستفادة من الكتاب بسرعة ودقة .

 5 - وضعنا للكتاب فهارس متنوعة ، تزيد في يسر مراجعته وتقرب فائدته إلى القارئ الكريم .

وأخيرا : فنحمد الله على توفيقه ، ونسأله الرضا عنا بفضله وإحسانه إنه ذو الجلال والاكرام . وصلى الله على محمد سيد الانبياء ، وعلى الائمة الكرام من آله الاتقياء ، وسلم تسليما .


حرر في يوم الاثنين السادس والعشرين من شهر محرم الحرام سنة ألف وأربعمائة وثلاث عشرة هجرية وكتب السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

- ص 11 - 18 -

صفحة 11 / نموذج ( 1 ) بداية نسخة ابن العودي ( الاصل ) .

صفحة 13 / نموذح ( 1 ) نسخة ابن العودي ( الاصل )

صفحة 14 / نموذج ( 2 ) نهاية نسخة ابن العودي ( الاصل ) .

صفحة 15 / نموذج ( 3 ) بداية نسخة مكتبة السيد الحكيم ( ك ) .

صفحة 16 / نموذج ( 4 ) نهاية نسخة مكتبة السيد الحكيم ( ك ) .

صفحة 17 / نموذج ( 5 ) بداية نسخة الروضاتي ( رضا ) .

صفحة 18 / نموذج ( 6 ) نهاية نسخة الروضاتي ( ضا )