عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ المفيد / مصادر الشيخ المفيد

 

 

- تفضيل أمير المؤمنين ( ع ) - الشيخ المفيد ص 36 : -

فصل الاستدلال بجهاد أمير المؤمنين عليه السلام وجهوده على أفضليته


وقد اعتمد كثير أهل النظر في التفضيل على ثلاث طرق :

احدها : ظواهر الاعمال .

والثاني : على السمع الوارد بمقادير الثواب ، وما دلت عليه ( 94 ) معاني الكلام .

والثالث : المنافع في الدين بالاعمال .


فاما مقادير الثواب ودلائلها ( 90 ) من مضمون الاخبار المستحق للجزاء ( 91 ) ، فقد مضى طرف ( 97 ) منه فيما قدمناه.

وأما ظواهر الاعمال ، فانه لا يوجد أحد في الاسلام له من ظواهر أعمال الخير ما يوجد لامير المؤمنين صلوات الله عليه . فإذا كان الاسلام أفضل الاديان لانه أعم مصلحة للعباد ، كان العمل في تأييد شرائعه أفضل الاعمال ، مع الاجماع أن شريعة الاسلام أفضل الشرائع ، والعمل بها أفضل الاعمال ، وحمل المخالف قوله تعالى :
 

  * هامش *  
  ( 94 ) زاد في أ " وب " : في . ( 95 ) في " ج‍ ، : ودلائلها . ( 96 ) في أ " و " ب ، : للجزء . ( 97 ) في " أ " وب ، : طرق . ( * )  

 

- ص 37 -

* ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) * ( 98 ) على أنه في أمة الاسلام مؤكد ( 99 ) الحجة ( 100 ) على ما ذكرناه .

فأما إيجاب الفضل في المنافع الدينية ، فإن أكثر المعتزلة عولوا ( 101 ) في تفضيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على من تقدمه بكثرة المستحسنين له والمتبعين ( 102 ) لملته وشريعته على ما سلف من أمم الانبياء .
 

فإذا كانت شريعة الاسلام إنما تثبت بالنصرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بما ( 103 ) عددناه مما كان لامير المؤمنين عليه السلام ، وجب تعلق النفع على الوجه الذي يقتضي فضله على كافة من فاته ذلك من السالفين ( 104 ) ، ومن الامم المتأخرين .
 

ووجه آخر ، وثانيها في فروعها ، أنه لما ثبت أنها المحقة من الامم دون غيرها ، ثبت أن النفع بالاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يتعداها الى غيرها ، وإذا كان إنما وصل إليها بأمير المؤمنين عليه السلام ، ثبت له الفضل الذي

ثبت ( 10 ) للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة ربه ، على ما ذكرناه من قواعد القوم في الفضل ( 106 ) ، بالفضائل من جهة النفع
 

  * هامش *  
  ( 98 ) سورة آل عمران 3 : 110 . ( 99 ) في " أ وا " : مولد . ( 100 ) في ج‍ : نجحه . ( 101 ) في " ج‍ : يقولون .
( 102 ) في " أ " وب : المستعين ، وفي ج‍ : المستعينين ، وكلها تصحيف صحيحه ما أثبتناه " أو لمستجيبين له " .
( 103 ) في " أور " وبرا ج إتما ، تصحيف صص . حه ما أثبتناه . ا
( 104 ) في " ج‍ " : السابقين . ( 105 ) في أ وب " : وجب . ( 106 ) في ج‍ : العقل . ( * )
 

 

- ص 38 -

العام ، فتفاضل الخلق فيه حسب كثرة ( 107 ) القائلين بالدين المستبين بذلك من الانام .

والله ولي التوفيق ، وصلى الله على سيد رسله محمد النبي وآله وسلم تسليما كثيرا .

 

" تمت الرسالة "

  * هامش *  
 

( 107 ) في أ " وه ب ، : كره . ( * )