عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ المفيد / مصادر الشيخ المفيد

 

 

- تفضيل أمير المؤمنين ( ع ) - الشيخ المفيد ص 20 : -

فصل الاستدلال بآية المباهلة على تفضيل الامام علي عليه السلام
على من سوى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم


فاستدل من حكم لامير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه بأنه أفضل من سالف ( 17 ) الانبياء عليهم السلام وكافة ( 18 ) الناس سوى نبي الهدى محمد عليه وآله السلام بأن قال : قد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من كافة

البشر بدلائل يسلمها كل الخصوم ( 19 ) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " أنا سيد البشر ( 20 ) " وقوله : " أنا ( 21 ) سيد ولد آدم ولا فخر ( 22 ) " .
 

  * هامش *  
 

( 17 ) في " أ و " ب " : سالفي .
( 18 ) في " أ " و " ب " : فكافة .
( 19 ) في " أوب " : نسلمها أكمن الخصوم وفي " ج‍ " : تسلمها أكثر من الحصر ، ووضع في أ " على أكمن ضبة للدلالة على تمريضها .
( 20 ) صحيح البخاري 6 : 223 ، مستدرك الحاكم 4 : 573 ، مجمع الزوائد 9 : 116 ، شرح الاخبار : 195 / 156 ، ويأتي مزيد من المصادر في الهامش ( 88 ) . ( 21 ) في " ب : وقوله له .
( 22 ) صحيح مسلم 4 : 2278 / 1782 ، سنن الترمذي 5 : 5 / 587 361، مسند أحمد 1 : 5 و 21 و 295 ، مستدرك الحاكم 3 : 124 ، التاريخ الكبير للبخاري 7 : 400 / 1748 ، مصابيح السنة 4 : 32 / 4462 ، الفردوس 1 : 43 / 104 ، الشفا 2 : 325 ،
تهذيب تاريخ دمشق
7 : 240 ، مجمع الزوائد : 10 : 376 ، لسان الميزان 4 : 290 / 826 ، كنز العمال 11 : 434 / 32040 . ( * )

 

 

- ص 21 -

وإذا ثبت أنه عليه وآله السلام أفضل البشر وجب أن يليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الفضل ( 23 ) بدلالته على ذلك ، وما أقامه عليه من البرهان ( 24 ) .

فمن ذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم ( 2 ) لما دعا نصارى نجران إلى المباهلة ، ليوضح عن حقه ، ويبرهن عن ثبوت نبوته ، ويدل على عنادهم في مخالفتهم له ( 26 ) بعد الذي أقامه من الحجة عليهم ، جعل عليا عليه السلام في مرتبته ،

وحكم ( 27 ) بأنه عدله ، وقضى له بأنه نفسه ، ولم يحططه عن مرتبته في الفضل ، وساوى بينه وبينه ، فقال مخبرا عن ربه عز وجل بما حكم به من ( 28 ) ذلك وشهد وقضى ووكد : * ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع

أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساء كم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعلل لعنة الله على الكاذبين ) * " ( 29 ) . فدعا الحسن والحسين عليهما السلام للمباهلة فكانا ابنيه في ( 30 ) ظاهر اللفظ ، ودعا فاطمة سلام الله عليها وكانت المعبر عنها بنسائه ، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فكان المحكوم له بانه نفسه ( 31 ) .
 

  * هامش *  
  ( 23 ) في ج‍ : بالفضل .
( 24 ) في ج‍ : وما قام عليه البرهان .
( 25 ) زاد في أ " و " ب " : أنه .
( 26 ) في أ " وب " : مخالفته .
( 27 ) في أ ، و " ب " : في ميراثه وحكم ، وفي ج‍ : في مرتبة الحكم ، تصحيف صحيحه ما أثبتناه .
( 28 ) في أ " وب " : في . ( 29 ) سورة آل عمران 3 : 61 .
( 30 ) في أ " وب " : من .
( 31 ) صحيح مسلم 4 : 1871 / 32 ، سنن الترمذي 5 : 638 / 3724 ، مسند أحمد 1 :  - 185 =>
 

 

- ص 22 -

وقد علمنا أنه لم يرد بالنفس ما به قوام الجسد من الدم السائل والهواء ونحوه ، ولم يرد نفس ذاته ، إذ ( 32 ) كان لا يصح دعاء الانسان ( 33 ) نفسه إلى نفسه ولا إلى غيره ، فلم يبق إلا أنه أراد عليه وآله السلام بالعبارة عن النفس إفادة العدل

والمثل والنظير ، ومن يحل منه في العز والاكرام والمودة والصيانة والايثار والاعظام والاجلال محل ذاته عند الله سبحانه ( 34 ) ، فيما فرض عليه من الاعتقاد بها وألزمه العباد ( 3 ) . ولو لم يدل من خارج - دليل ( 36 ) على أن النبي صلى الله عليه وآله
 

  * هامش *  
  => مستدرك الحكم 3 : 150 ، جامع الاصول 9 : 469 / 6479 ، أسباب النزول للواحدي : 60 ، تفسير الطبري 3 : 212 ،
تفسير ابن كثير
1 : 378 ، مصابيح السنة 2 : 183 / 4795 ، الاصابة 2 : 509 ، الرياض النضرة 2 : 152 ،
ذخائر العقبى
: 25 ، الصواعق المحرقة : 155 ، فتح القدير 1 : 347 ، شواهد التنزيل 1 : 120 - 129 ، الدر المنثور 2 : 231 ،
مناقب ابن المغازلي
: 263 / 310 ، تذكرة الخواص : 43 ، كفاية الطالب : 141 ، مناقب الخوارزمي : 59 ، نظم درر السمطين : 108 ،
تفسير العياشي 1 : 175 ، تفسير فرات : 15 ، تفسير الحبري : 247 ، سعد السعود 91 ، أمالي الطوسي 1 : 313 و 2 : 159 و 177 ، أمالي الصدوق : 421 / 1 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 84 ، الاختصاص : 54 و 112 ، العمدة : 188 - 192 .
( 32 ) في " أ " : إذا .
( 33 ) في " ج‍ " : دعاء الانبياء .
( 34 ) يدل على ذلك أيضا قول الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم متوعدا أهل الطائف مرة وقريشا أخرى:" لتسلمن أو لابعثن رجلا منى - وفي رواية : مثل نفسي - فليضربن اعناقكم ... " الاستيعاب 3 : 46 ، أسد الغابة 4 : 26 ، شرح الاخبار " 1 : 111 / 32 و 33 ، الصواعق المحرقة : 126 .
( 35 ) في " ج‍ " : واكرم العباد .
( 36 ) ف‍ " ج‍ " : من دليل خارج . ( * )
 

 

- ص 32 -

وسلم ( 37 ) أفضل من أمير المؤمنين عليه السلام لقضى هذا الاعتبار بالتساوي بينهما في الفضل والرتبة ، ولكن الدليل أخرج ذلك ، وبقي ما سواه بمقتضاه . * * * *


 

  * هامش *  
  ( 37 ) زاد في أ " وب " : كان . ( * )