عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ المفيد / مصادر الشيخ المفيد

 

 

- تفضيل أمير المؤمنين ( ع ) - الشيخ المفيد ص 32 : -

فصل الاستدلال بأخبار الخاصة على أفضلية الإمام علي عليه السلام


فاما الاخبار التي يختص بالاحتجاج ( 81 ) بها الامامية لورودها من طرقهم وعن أئمتهم عليهم السلام ، فهي كثيرة ، مشهورة عند علمائهم ، مبثوثة ( 82 ) في أصولهم ومصنفاتهم على الظهور والانتشار :

فمنها قول أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليهما : " أما والله لو لم يخلق الله علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، لما كان لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كف‌ء من الخلق ( 83 ) ، آدم فمن دونه ( 84 )


وقوله عليه السلام : " كان يوسف بن يعقوب نبي بن نبي بن نبي بن خليل الله ، وكان صديقا رسولا ، وكان - والله - أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلامه أفضل منه .


وقوله عليه السلام وقد سئل عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ما

  * هامش *  
  ( 81 ) في " أ : نخص الاحتجاج ، وفي ب : يخص الاحتجاج .
( 82 ) في " ج‍ ، : منسوبة .
( 83 ) زاد في " ج‍ : من .
( 84 ) الفردوس 3 : 373 / 5130 ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 1 : 66 ، تفسير البحر 6 : 507 ، الكافي 1 : 461 / 10 ، التهذيب 7 : 475 / 90 ، الفقيه 3 : 393 / 4383 ، أمالي الطوسي 1 : 42 ، مناقب ابن شهراشوب 2 : 181 ، كشف الغمة 1 : 472 ، بشارة المصطفى : 328 ، المختصر : 133 و 136 . ( * )
 

 

- ص 33 -

كانت منزلته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال : " لم يكن بينه وبينه فضل سوى الرسالة التي وردها ( 85 ) .


وجاء مثل ذلك بعينه عن أبيه أبي جعفر ، وأبي الحسن ، وأبي محمد الحسن العسكري عليهم السلام . وقولهم جميعا بالاثار المشهورة : " لولا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب عليه السلام لم يخلق الله سماء ولا أرضا ولا جنة ولا نا را " ( 86 ) .


وهذا يفيد فضلهما بالاعمال ، وتعلق الخلق في مصالحهم بمعرفتهما ، والطاعة لهما ، والتعظيم والاجلال .
 

  * هامش *  
  ( 85 ) المحتضر : 20 نحوه " . ( 86 ) فرائد السمطين 1 : 36 ، ينابيع المودة : 485 . ( * )  

 

- ص 34 -

فصل الاستدلال باخبار العامة


وقد روت العامة من طريق جابر بن عبد الله الانصاري وأبي سعيد الخدري رحمهما الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : علي خير البشر " ( 87 ) وهذا نص في موضع الخلاف .


وروي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم : " ادعوا لي سيد العرب " فقالت عائشة : ألست سيد العرب ؟ قال : " أنا سيد البشر ، وعلي سيد العرب " ( 88 ) . فجعله تاليه ( 89 ) في السيادة للخلق ، ولم يجعل بينه وبينه واسطة في السيادة ، فدل على أنه تاليه ( 90 ) في الفضل .


وروي عنها من طريق يرضاه أصحاب الحديث أنها قالت في الخوارج حين ظهر أمر المؤمنين عليه السلام عليهم وقتلهم : ما يمنعني مما بيني وبين

  * هامش *  
  ( 87 ) الفردوس 3 : 62 / 4175 ، سير اعلام النبلاء 8 : 205 ، ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 2 : 444 - 448 ، تاريخ بغداد 3 : 192 و 7 : 421 ، كنز العمال 11 : 625 / 33046 ، لسان الميزان 3 : 166 .
( 88 ) مستدرك الحاكم 3 : 124 ، حلية الاولياء 1 : 63 و 5 : 38 ، الصواعق المحرقة : 122 ، تاريخ بغداد 11 : 89 ،
ذخائر العقبي
: 75 ، ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 2 : 261 ، شرح ابن ابي الحديد 9 : 170 ،
مجمع الزوائد
9 : 131 ، كنز العمال 11 : 618 / 33006 .
( 89 ) و
( 90 ) في ج‍ " : ثانيه . ( * )
 

 

- ص 35 -

علي بن أبي طالب أن أقول فيه ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه وفيهم ، سمعته يقول : " هم شر الخلق والخليقة ، يقتلهم خير الخلق والخليقة " ( 91 ) .


ورووا عن جابر بن عبد الله الانصاري أنه قال : " علي سيد البشر ، لا يشك فيه إلا كافر " ( 92 ) .

والاخبار في هذا كثيرة ( 93 ) ، وفيما أثبتناه مقنع ، والاحتجاج بكل خبر منها له وجه ، والاصل في جميعها منهجه ما ذكرناه ، والله وفي التوفيق . * * * *

 

  * هامش *  
  ( 91 ) شرح ابن أبي الحديد 2 : 267 ، مناقب ابن المغازلي : 56 / 80 ، تذكرة الخواص : 104 ، مجمع الزوائد 6 : 239 .
( 92 ) الرياض النضرة 3 : 198 ، فضائل الصحابة 2 : 564 / 949 ، المحتضر : 151 ، وانظر الهامش ( 87 ) .
( 93 ) في أ " و " ب " : كثير . ( * )