* ( شهر رمضان المبارك ) *
اجملت منه ما يكثر القول فيه ويؤدى الى الملال والتطويل
ليزداد الناظر لنفسه في استخراجه من الاصول إذا وقفت وقف على حقيقته بفحوى
النطق والدليل بصره واقدم فيما ارتبه من ذكر الشهور شهر رمضان لتقديمه في محكم
القران ولما فيه من
العبادة والقربات والمؤنة ولكونه عند آل الرسول عليه وعليهم
السلام ، اول الشهور في ملة الاسلام وبرهان فصول حصول الاشهر الحرم جميعا في كل
سنة على ما قرره البيان التبيان واتفق عليه الاخبار من انفراده وحده من انفراد
رجب واتصال
ما عداه منها من غير تباين وانفصال وبعد وجودها في سنة واحدة
على خلاف هذا النظام تطويل واتبع القول فيما بالى من الاشهر على الانسان الى
خاتمة ذلك على التمام وبالله استعين شهر رمضان هذا الشهر سيد الشهور على الاثر
المنقول عن سيد المرسلين صلى الله عليه واله وهو
ربيع المؤمنين بالخبر الظاهر عن العترة الصادقين عليهم السلام
وكان الصالحون يسمونه المضمار يسمونه المضمار وفيه تفتح ابواب الجنان و تغلق
ابواب النيران وتصفد مردة الشياطين وقد وصفه الله بالبركة في الذكر الحكيم
واخبر بانزاله فيه القران المبين وشهد بفضل ليلة منه على الف شهر يحسبها
العادون .
* اول ليلة منه تجب النية فيه للصيام ويستحب
استقبالها بالغسل عند وجوب الشمس والتطهير لها من الادناس وفى اولها دعاء
الاستهلال عند رؤية الهلال وفيها الابتداء بصلوة نوافل ليالى شهر رمضان وهى الف
ركعة من اول الشهر الى آخره
بترتيب معروف في الاصول عن الصادقين من ال محمد عليهم السلام
ويستحب فيها الابتداء فيه بقراءة جزء من القرآن ويتلى من بعده الى آخره ثلاث
مرات على التكرار ويستحب ايضا فيها مضاجعة
النساء على الحل دون الحرام ليزيل الانسان بذلك عن نفسه
الدواعى الى الجماع في صبيحتها من النهار ويسلم له صومه على الكمال وفيها دعاء
الاستفتاح وهو مشروح في كتاب الصيام .
* اول يوم منه يبتدء بفرض الصيام وبعد صلوة الفجر
فيه دعاء مخصوص موظف مشهور عن الائمة من آل محمد عليهم السلام وفى السادس منه
انزلت التورية على موسى بن عمران ع وفيه من سنة احدى ومأتين من الهجرة كانت
البيعة لسيدنا
ابى الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام وهو يوم شريف
يتجدد فيه سرور المؤمنين ويستحب فيه الصدقة والمبرة للساكين و الاكثار لشكر
الله من الشكر لله عراسمه على ما اظهر فيه من حق آل محمد عليهم السلام و ارغام
المنافقين وفى يوم العاشر منه سنة عشر من البعثة وهى قبل الهجرة بثلث سنين
توفيت ام المؤمنين خديجة
بنت خويلد رضى الله عنها واسكنها جنات النعيم وفى الثاني عشر
منزل الانجيل نزول وارضاها على عيسى بن مريم وهو يوم المواخاة التى آخى فيه ص ع
بين صحبه اصحابه واخى بينه وبين علي عليهما السلام وفى ليلة النصف منه يستحب
الغسل و التنفل بمائة ركعة يقرأ في كل ركعة منها الحمد مرة
وقل هو الله احد عشر مرات خارجة عن الالف الركعة التى ذكرناها فيما تقدم فقد
ورد الخبر في فضله امر جسيم وفى يوم النصف منه سنة ثلاث من الهجرة كان مولد
سيدنا ابى محمد
الحسن بن على عليهما السلام وفى مثل هذا اليوم سنة خمس وتسعين
ومائة ولد سيدنا أبو جعفر محمد بن على بن موسى عليهم السلام وهو يوم سرور
المؤمنين و يستحب فيه الصدقة والتطوع بالخيرات والاكثار من شكر الله تع على
ظهور حجته واقامة دينه بخليفته في العالمين وابن بنت
نبيه سيد المرسلين صلوات الله عليه واله وفى ليلة سبع عشرة
منه كانت ليلة بدر وهى ليلة الفرقان ليلة مسرة لاهل الاسلام ويستحب فيها الغسل
كما ذكرنا في اول ليلة من الشهر من شهر رمضان وفى يوم سبعة عشر منه كانت الوقعة
بالمشركين
بدر ونزول الملائكة بالنصر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه
واله وحصلت الدائرة على اهل الكفر و الطغيان وظهر الفرق بين الحق والباطل وكان
بذلك عز اهل الايمان وذل اهل الضلال والعدوان ويستحب الصدقة فيه ويستحب فيه
الاكثار من شكر
الله تعالى على ما انعم به على اهل الحق من البيان وهو يوم
عيد وسرور لاهل السلام وفى ليلة تسع عشرة منه يكتب وقد الحاج وفيها ضرب مولانا
امير المؤمنين على بن ابي طالب عليه السلام الضربة التى
قضى فيها نحبه وفيها غسل كالذى ذكرناه من الاغسال ويصلى فيها
من الالف ركعة مأة ركعة على التمام ويستحب ففيها كثرة الاستغفار والصلوة على
نبى الله محمد بن عبد الله عليه وآله السلام والابتهال الى الله تع في تحديد
العذاب على ظالميهم من
ساير الانام و الاكثار من لعنة العنة على قاتل امير المؤمنين
عليه السلام وهى ليلة يتجدد فيها حزن اهل الايمان وفى يوم العشرين منه سنة ثمان
من الهجرة كان فتح مكة وهو يوم عيد لاهل الاسلام ومسرة بنصر الله تعالى نبيه
لنبيه صلى الله عليه
واله وانجازه له ما وعده والا بانة عن حقه وباطل واطال عدوه
ويستحب فيه التطوع بالخيرات ومواصلة الذكر لله تع والشكر لله على جميل الانعام
وفى ليلة اهدى وعشرين منه كان الاسراء برسول الله ص وفيها رفع الله عيسى بن
مريم ع وفيها قبض موسى بن عمران ع وفى مثلها قبض وصيه يوشع بن نون
وفيها كانت وفاة امير المؤمنين عليه السلام سنه 4 اربعين من
الهجرة وله يومئذ ثلاث وستون سنة وهى الليلة التى يتجدد فيها احزان آل محمد
عليهم السلام واشياعهم والغسل فيها كالذى ذكرته وصلوة مائة ركعة كصلوة ليلة تسع
عشرة حسب ما قدمناه
والاكثار من الصلوة على محمد واله وال محمد والاجتهاد في
الدعاء على ظالميهم ومواصلة اللعنة على قاتل امير المؤمنين ع ومن طرق على ذلك
ومن له طرق وسنه واثره ورضيه من سائر الناس وفى ليلة ثلاث وعشرين منه انزل الله
عزوجل على
نبيه الذكر وترجى فيها ليلة القدر وفيها غسل عند وجوب الشمس
وصلوة مأة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وعشر مرات انا انزلناه في
ليلة القدر ويحيى هذه الليلة بالصلوة والدعآء ويستحب ان يقرأ في هذه الليلة
خاصة سورة العنكبوت والروم قال ع في ذلك ثوابا عظيما