عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ الصدوق

 

باب الاعتقاد في المسألة في القبر

 

- الاعتقادات - الشيخ المفيد  ص 58، 59:

قال الشيخ رحمه الله: اعتقادنا في المسألة في القبر أنها حق لا بد منها، فمن أجاب بالصواب فاز بروح وريحان في قبره، وبجنة نعيم في الآخرة، ومن لم يأت بالصواب فله نزل من حميم في قبره وتصلية جحيم في الآخرة.

وأكثر ما يكون عذاب القبر من النميمة، وسوء الخلق، والاستخفاف بالبول.

وأشد ما يكون عذاب القبر على المؤمن مثل اختلاج العين أو شرطة حجام ويكون ذلك كفارة لما بقي عليه من الذنوب التي لم تكفرها الهموم والغموم والأمراض وشدة النزع عند الموت، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كفن فاطمة بنت أسد في قميصه بعد ما فرغ النساء من غسلها، وحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها، ثم وضعها ودخل القبر واضطجع فيه، ثم قام فأخذها على يديه ووضعها في قبرها، ثم انكب عليها يناجيها طويلا ويقول لها: ابنك ابنك، ثم خرج وسوى عليها التراب، ثم انكب على قبرها، فسمعوه وهو يقول: "اللهم إني استودعتها إياك" ثم انصرف.

فقال له المسلمون: يا رسول الله، إنا رأيناك صنعت اليوم شيئا لم تصنعه قبل اليوم؟.

فقال: "اليوم فقدت بر أبي طالب، إنها كانت يكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها وولدها. وإني ذكرت يوم القيامة يوما وأن الناس يحشرون عراة، فقالت: واسوأتاه، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية. وذكرت ضغطة القبر، فقالت: واضعفاه، فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك. فكفنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك، وانكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه.

وإنما سئلت عن ربها فقالت الله، وسئلت عن نبيها فأجابت، وسئلت عن وليها وإمامها فارتج عليها، فقلت لها: ابنك، ابنك. فقالت  ولدي وليي وإمامي، فانصرفا عنها وقالا: لا سبيل لنا عليك، نامي كما تنام العروس في خدرها. ثم إنها ماتت موتة ثانية.

وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى قوله: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ}.