عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ الصدوق

 

باب الاعتقاد في الحساب والميزان

 

- الحساب والميزان حق منه ما يتولاه الله تعالى ومنه ما يتولاه حججه فحساب الأنبياء والرسل والأئمة يتولاه الله عز وجل ويتولى كل نبي حساب أوصيائه ويتولى الأوصياء حساب الأمم والله تعالى هو الشهيد على الأنبياء والرسل وهم الشهداء على الأوصياء والأئمة شهداء على الناس

- من الخلق من يدخل الجنة بغير حساب فأما السؤال فهو واقع على جميع الخلق والذنب لا يسأل عنه إلا من يحاسب وكل محاسب معذب ولو بطول الوقوف

- لا ينجو من النار ولا يدخل الجنة أحد بعمله إلا برحمة الله تعالى

- الله تعالى يخاطب عباده من الأولين والآخرين بمجمل حساب عملهم مخاطبة واحدة يسمع منها كل واحد قضيته دون غيرها ويظن أنه المخاطب دون غيره ولا تشغله تعالى مخاطبة عن مخاطبة ويفرغ من حساب الأولين والآخرين في مقدار ساعة من ساعات الدنيا

- يخرج الله لكل إنسان كتابا يلقاه منشورا ينطق عليه بجميع أعماله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فيجعله الله حسيب نفسه والحاكم عليها

- يختم الله تبارك وتعالى على أفواههم وتشهد أيديهم وأرجلهم وجميع جوارحهم بما كانوا يعملون

- الاعتقادات - الشيخ المفيد  ص 73، 75:

قال الشيخ رضي الله عنه: اعتقادنا فيهما أنهما حق. منه ما يتولاه الله تعالى، ومنه ما يتولاه حججه. فحساب الأنبياء والرسل والأئمة عليهم السلام يتولاه الله عز وجل، ويتولى كل نبي حساب أوصيائه، ويتولى الأوصياء حساب الأمم.

والله تعالى هو الشهيد على الأنبياء والرسل، وهم الشهداء على الأوصياء، والأئمة شهداء على الناس. وذلك قوله عز وجل: "لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً".

 وقوله عز وجل: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}.

وقال عز وجل: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ}. والشاهد أمير المؤمنين.

وقال عز وجل: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}.

وسئل الصادق عليه السلام: عن قول الله: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} قال: "الموازين الأنبياء والأوصياء".

ومن الخلق من يدخل الجنة بغير حساب. فأما السؤال فهو واقع على جميع الخلق، لقوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} يعني عن الدين.

وأما الذنب فلا يسأل عنه إلا من يحاسب.

قال تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ} يعني من شيعة النبي والأئمة عليهم السلام دون غيرهم، كما ورد في التفسير.

وكل محاسب معذب ولو بطول الوقوف. ولا ينجو من النار، ولا يدخل الجنة أحد بعمله، إلا برحمة الله تعالى.

والله تعالى يخاطب عباده من الأولين والآخرين بمجمل حساب عملهم مخاطبة واحدة، يسمع منها كل واحد قضيته دون غيرها، ويظن أنه المخاطب دون غيره، ولا تشغله تعالى مخاطبة عن مخاطبة، ويفرغ من حساب الأولين والآخرين في مقدار ساعة من ساعات الدنيا.

ويخرج الله لكل إنسان كتابا يلقاه منشورا، ينطق عليه بجميع أعماله، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فيجعله الله حسيب نفسه والحاكم عليها، بأن يقال له: {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.

ويختم الله تبارك وتعالى على أفواههم، وتشهد أيديهم وأرجلهم وجميع جوارحهم بما كانوا يعملون، {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ}. وسأجرد كيفية وقوع الحساب في كتاب حقيقة المعاد.