عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ الصدوق

 

باب الاعتقاد في الظالمين

 

- الظالمون ملعونون والبراءة منهم واجبة

- من تولى ظالما فهو ظالم

- الظلم وضع الشيء في غير موضعه فمن ادعى الإمامة وليس بإمام فهو ظالم ملعون ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون

- من جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء

- من أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة فهو بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد

- فاطمة صلوات الله عليها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين والله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها وأنها خرجت من الدنيا ساخطة على ظالميها وغاصبيها ومانعي إرثها

- البراءة واجبة من الأوثان الأربعة ومن الأنداد الأربعة ومن جميع أشياعهم وأتباعهم

- لا يتم الإقرار بالله وبرسوله وبالأئمة إلا بالبراءة من أعدائهم

- قتلة الأنبياء وقتلة الأئمة كفار مشركون مخلدون في أسفل درك من النار

- الاعتقادات - الشيخ المفيد  ص 102، 106:

قال الشيخ رحمه الله: اعتقادنا فيهم أنهم ملعونون، والبراءة منهم واجبة. قال الله تعالى: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}. وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}.

قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: إن سبيل الله في هذا الموضع علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة في كتاب الله تعالى إمامان: إمام هدى، وإمام ضلالة. قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}. وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ}.

ولما نزلت هذه الآية {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً}. قال النبي صلى الله عليه وآله: "من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي".

ومن تولى ظالما فهو ظالم.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. وقال تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}. وقال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ}. وقال تعالى: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}.

والظلم وضع الشيء في غير موضعه، فمن ادعى الإمامة وليس بإمام فهو ظالم ملعون، ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون.

وقال النبي صلى الله عليه وآله: "من جحد عليا إمامته بعدي فقد جحد نبوتي، ومن جحد نبوتي فقد جحد الله ربوبيته". وقال صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: "يا علي، أنت المظلوم بعدي، من ظلمك فقد ظلمني، ومن أنصفك فقد أنصفني، ومن جحدك فقد جحدني، ومن والاك فقد والاني، ومن عاداك فقد عاداني، ومن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني".

واعتقدنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده عليهم السلام أنه بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء.

واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله. وقال الصادق عليه السلام: "المنكر لآخرنا كالمنكر لأولن". وقال النبي صلى الله عليه وآله: "الأئمة من بعدي اثنا عشر، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني". وقال الصادق عليه السلام: "من شك في كفر أعدائنا الظالمين لنا فهو كافر".

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: "ما زلت مظلوما منذ ولدتني أمي، حتى إن عقيلا كان يصيبه الرمد فيقول: لا تذروني حتى تذروا عليا، فيذروني وما بي رمد". واعتقادنا فيمن قاتل عليا عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: "من قاتل عليا فقد قاتلني، ومن حارب عليا فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب الله".

وقوله صلى الله عليه وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام: "أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم".

وأما فاطمة صلوات الله عليها فاعتقادنا فيها أنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وأن الله يغضب لغضبها، ويرضى لرضاها، وأنها خرجت من الدنيا ساخطة على ظالميها وغاصبيها ومانعي إرثها. وقال النبي صلى الله عليه وآله: "إن فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني، ومن غاظها فقد غاظني، ومن سرها فقد سرني". وقال النبي صلى الله عليه وآله: "إن فاطمة بضعة مني، وهي روحي التي بين جنبي، يسوؤني ما ساءها، ويسرني ما سره".

واعتقادنا في البراءة أنها واجبة من الأوثان الأربعة ومن الأنداد الأربعة ومن جميع أشياعهم وأتباعهم، وأنهم شر خلق الله.

ولا يتم الإقرار بالله وبرسوله وبالأئمة إلا بالبراءة من أعدائهم. واعتقادنا في قتلة الأنبياء وقتلة الأئمة أنهم كفار مشركون مخلدون في أسفل درك من النار. ومن اعتقد فيهم غير ما ذكرناه فليس عندنا من دين الله في شيء.