عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني
القرن الرابع
-16- ابن علوية الاصبهاني المولود 212 المتوفى 320 ونيف
مـــا بال عــــيــــنك ثــــرة الأجفان * عــبرى اللحاظ سقيمة الانسان ! ؟ صلــــى الإلــه على ابن عم محمد * منــــه صلاة تغــــمد بحــــنـــــــــان وله إذا ذكر (الغــــدير) فضــــيلــة * لم ننسهــــا مــــا دامــــت المـلوان قام النـــبي لــــه بشــــرح ولايــــة * نزل الكتاب بهــــا مــــن الــــــديان إذ قال : بلــــغ مـــا أمرت به وثق * منهم بعــــصمة كــــالئ حــــنــــان فدعا الصلاة جماعــــة وأقــــامـه * علما بــــفضل مقــــالة غـــــــــران نادى : ألست وليكم ؟ قالوا : بلى * حقا فــــقال : فــــذا الــــولي الثاني ودعا له ولمن أجــــاب بنــــصـره * ودعا الإله عــــلى ذوي الخـــــذلان نــــادى ولــــم يك كـــاذبا : بخ أبا * حسن ربــــيع الشيــــب والشــــبان أصبحت مولى المؤمنين جــماعة * مولى أنــــاثهم مــــع الــــذكـــــران لمن الخلافة والوزارة هل هــــما * إلا له وعليــــه يتفــــقـــــان ؟ ! ؟ ! أو ماهما فيــــما تلاه إلا هــــنــــا * في محــــكم الآيــــات مكتــوبان ؟ ! أدلوا بحجــــتكم وقــــولوا قــولكم * ودعــــوا حــــديث فــــلانــــة وفلان هيهات ضل ضلالكم أن تهتـــــدوا * أو تفــــهموا لمقــــطع السلــــــطان / صفحة 348 / * (ما يتبع الشعر) * هذه الأبيات من القصيدة (المحبرة) لابن علوية قال الحموي في (معجم الأدباء) ج 4 ص 76 : لأحمد بن علوية قصيدة على ألف قافية شيعية، عرضت على أبي حاتم (1) السجستاني فقال : يا أهل البصرة غلبكم أهل إصفهان وأول القصيدة : ما بـــال عــــينك ثــــرّة الأجفان * عبرى اللحاظ سقيمة الانسان؟! وفي (معالم العلماء) لابن شهر آشوب و (إيضاح الاشتباه) للعلامة الحلي : له النونية المسماة بالألفية والمحبرة وهي ثمانمأة ونيف وثلثون بيتا. إلى آخر ما ذكره الحموي. يوجد منها شطر مهم في مناقب ابن شهر آشوب مبثوثا في أبوابه جمعه العلامة السماوي في ديوان يحتوي على 213 بيتا، وذكر منها سيدنا الحجة الأمين في (أعيان الشيعة) في الجزء التاسع ص 11 - 82 نقلا عن المناقب 224 بيتا. والقصيدة تتضمن غرر فضايل أمير المؤمنين المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وهي لسان الكتاب والسنة لا الصور الخيالية الشعرية المطردة، وفيها الحجاج والبرهنة الصادقة على إمامة وصي النبي الأمين، وإن ما فهمه من لفظ المولى وهو ذلك الفذ من علماء العربية، والناقد البصير من أئمة اللغة، والأوحد المفرد من رجال الأدب وصاغة الشعر، لهو الحجة القوية على ما ترتئيه الشيعة في دلالة هذا اللفظ، وإفادة الحديث بذلك الولاية المطلقة لمولى المؤمنين صلوات الله عليه. * (الشاعر) *: أبو جعفر أحمد بن علوية (2) الاصبهاني الكرماني الشهير بأبي الأسود، هو أحد مؤلفي الإمامية المطرد ذكرهم في المعاجم، وذكر النجاشي في فهرسته وابن شهر آشوب في (معالم العلماء) له كتابا أسماء الأول كتاب [ الاعتقاد في الأدعية ] والثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سهل بن محمد الإمام في علوم القرآن واللغة والشعر قرأ على الأخفش، وروى عن أبي عبيدة وأبي زيد والأصمعي وجمع آخرين، وعنه ابن دريد وغيره توفي سنة 255 وقيل غيرها. (2) بفتحتين وتشديد الياء كما في إيضاح الاشتباه للساروي، واشتبه عليه كلام النجاشي و عرف المترجم بالرحال وضبطه وهو لقب محمد بن أحمد الراوي عن المترجم لا لقبه.
/ صفحة 349 / [ دعاء الاعتقاد ] وفي (المعالم) أن له كتبا منها ذلك، وقال الحموي في (معجم الأدباء) له رسائل مختارة دونها أبو الحسن [ أبو الحسين ] أحمد بن سعد في كتابه المصنف في الرسائل، وله ثمانية كتب في الدعاء من إنشائه، ورسالة في الشيب والخضاب، وذكر ابن النديم في فهرسته ص 237 له ديوانا في خمسين ورقة. المترجم من أئمة الحديث، ومن صدور حملته، أخذ عنه مشايخ علماء الإمامية واعتمدوا عليه . * (منهم) * : شيخ القميين أبو جعفر محمد بن الحسن بن الوليد القمي المتوفى 343، المعلوم حاله في الثقة، والتحرز عن الرواية عن غير الثقة، وطعنه وإخراجه من روى عن الضعفاء من قم، فقد روى عنه كتب إبراهيم بن محمد الثقفي المعتمد عليه عند الأصحاب كما في مشيخة الفقيه، وفهرست شيخ الطائفة الطوسي. ومما رواه أبو جعفر القمي عن المترجم له عن إبراهيم بن محمد الثقفي ما أخرجه شيخنا الصدوق في أماميه 354، وما رواه أبو جعفر الطبري في (بشارة المصطفى) في أواخر الجزء الرابع بإسناد المترجم له عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا أدلكم على ما إن استدللتم به لم تهلكوا ولم تضلوا ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : إن إمامكم ووليكم علي بن أبي طالب فوازروه وناصحوه وصدقوه فإن جبرئيل أمرني بذلك. * (ومنهم) * : فقيه الطائفة وشيخها ووجهها سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري المتوفى 299 / 300 / 1 كما في المجلس العشرين من مجالس شيخنا الأكبر محمد بن محمد بن نعمان المفيد. * (ومنهم) * : الحسين بن محمد بن عمران الأشعري القمي الثقة الذي أكثر النقل عنه ثقة الاسلام الكليني (في الكافي) وابن قولويه في (الكامل )، كما جاء في (كامل الزيارة) ورجال الشيخ الطوسي. ومن أحاديث الأشعري عن المترجم ما رواه ابن قولويه بإسناده ص 186 رفعه إلى الصادق عليه السلام إنه كان يقول عند غسل الزيارة إذا فرغ : أللهم أجعله لي نورا وطهورا.. إلخ. * (ومنهم) * : عبد الله بن الحسين المؤدب، أحد مشايخ الشيخ الصدوق ووالده المقدس كما في مشيخة الفقيه، ومما رواه المودب عن المترجم ما رواه شيخنا الصدوق / صفحة 350 / في أماليه ص 55 بإسناده عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : إن في علي خصالا لو كانت واحدة منهما في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا. الحديث. وص 76 بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال : يا علي ؟ أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي، محبك محبي، ومبغضك مبغضي، وعدوك عدوي، ووليك وليي. وفي ص 217 بإسناده من طريق المترجم عن رسول الله إنه قال : إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي ؟ على نجيب من نور على رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف. الحديث. وفي ص 351 بإسناد المترجم عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال : إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفايح الذهب فإذا دقت الحلقة على الصفحة طنت وقالت : يا علي. وتوجد أحاديث أخرى من طريق المؤدب عن المترجم في (الأمالي) ص 9، 152، 283، 286، 326، 375، 390. ويروي عنه كتابه (الاعتقاد) في الأدعية محمد بن أحمد الرحال كما في فهرست النجاشي ص 64. وأحمد بن يعقوب الاصبهاني كما في (تهذيب) الشيخ الطوسي ج 1 ص 141 في باب الدعاء بين الركعات. وذكر النجاشي إسناده إليه ص 64 هكذا : عن ابن نوح عن محمد بن علي القمي عن محمد بن أحمد الرحال عنه. وحسب المترجم جلالة أن تكون أخباره مبثوثة في مثل الفقيه، والتهذيب، والكامل، وأمالي الصدوق، ومجالس المفيد، وأمثالها من عمد كتب أصحابنا رضوان الله عليهم، وحسبنا آية لثقته اعتماد القميين عليه مع تسرعهم في الوقيعة بأدنى غميزة في الرجل. كان المترجم من علماء العربية البارعين فيها بعد ما كان شيخا في الحديث، و لذلك ترجمه السيوطي في (بغية الوعاة) وعده الثعالبي من كتاب إصبهان وشعرائها في (يتيمة الدهر) 3 ص 267، وقال الحموي في (معجم الأدباء) 2 ص 3 (الطبعة الأولى) : كان صاحب لغة يتعاطى التأديب ويقول الشعر الجيد. وعرفه شيخ الطايفة ومن يليه من أصحاب المعاجم حتى اليوم بالكتابة. وأما شاعريته فهي في الذروة والسنام من مراقي قرض الشعر، فقد فاق نظمه / صفحة 351 / بجزالة المعنى، وفخامة اللفظ، وحسن الصياغة، وقوة التركيب، وبرع هو بفلج الحجة، وجودة الافاضة، والحصول على البراهين الدامغة، والوصول إلى مغازي التعبيرات، فجاء شعره في أئمة الدين عليهم السلام كسيف صارم لشبه أهل النصب، أو المعول الهدام لبيوت عناكب التمويهات ضد إمامة العترة الطاهرة، وقصيدته (المحبرة) التي اقتطفنا منها موضع الشاهد لكتابنا هذا لهي الشهيدة بكل ما أنبأناك عنه، كما أنها الحجة القاطعة على عبقريته الشعرية كما شهد به أبو حاتم السجستاني فيما عرفت عنه. ولد المترجم سنة 212 وتوفي في نيف وعشرين وثلثمائة، وأنشد سنة 310 و له 98 عاما من عمره قوله : دنيا مغـــبة من أثـــــرى بها عـــــدم * ولــذة تنـــــقضي من بعـــــدها نـــــدم وفـــــي المنــــــون لأهل اللب معتبر * وفـــــي تـــــزودهم منــــها التقى غنم والمرء يسعـى لفضل الرزق مجتهدا * ومـــــا له غـــــير ما قــد خـطه القلم كم خاشع في عـــــيون الناس منظره * والله يعلم منــه غـــــير ما عـــــلموا وقال بعد أن أتت عليه مائة سنة : حنى الدهر من بعد استقامته ظهري * وأفــضى إلى ضحضاح غايته عمري ودب البــــلى فـــي كل عضو ومفصل * ومــن ذا الذي يبقى سليما على الدهر ومن شعره ما ذكره النويري في (نهاية الإرب في فنون الأدب) في الجزء العاشر ص 122 من قوله في وصف البقر : يا حـــــبذا مخضها ورائبها * وحــبذا في الرجال صاحبها عجولة (1) سمحة مباركة * ميمـــــونة طـــــفح محالبها تقبل للحلب كلما دعـــــيــت * ورامهـــــا للحلاب حـــالبها فتـــــيـة سنـــــها مهذبـــــة * معنف في النــدي عائبـــــها كـأنها لعـــــبة مـــــزينـــــة * يطير عجـــــبا بهــا ملاعبها كأن ألبـــــانها جــنى عسل * يلذها في الإناء شاربها ؟ ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أنثى العجول وهو : ولد البقرة.
/ صفحة 352 / عروس باقورة (1) إذا برزت * مـــــن بـــــين أحبالها ترائبها كأنها هضبـــــة إذا انــــتسبت * أو بكـــــرة قــــد أناف غاربها تـــــزهي بروقين كاللجين إذا * مسهـــــما بالـــــبنان طـــالبها لو أنهـــــا مهــــرة لما عدمت * مــن أن يضم السرور راكبها توجد ترجمة شاعرنا في فهرست النجاشي 64. رجال شيخ الطائفة. معالم العلماء ص 19. معجم الأدباء 2 ص 3. إيضاح الاشتباه للعلامة. بغية الوعاة 146. جامع الأقوال إيضاح الاشتباه للساروي. جامع الرواة. جامع المقال للطريحي. هداية المحدثين المعروف بتمييز المشتركات. منتهى المقال. رجال الشيخ عبد اللطيف ابن أبي جامع. الشيعة وفنون الاسلام 91 وفيه تاريخ وفاته المذكور. تنقيح المقال 1 ص 68. أعيان الشيعة الجزء التاسع ص 67. التعاليق على نهاية الإرب 10 ص 122. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الباقورة والباقور : جماعة البقر. |