عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني
القرن الخامس -37- أبو محمد الصوري المولود ح 339 المتوفى 419
ولائـــــك خـــير ما تحت الضمير * وأنــفس ما تمكن في الصدور وهـــــا أنا بــت أحسس منه نارا * أمـــــت بحـــــرها نار السعير أبا حـــــسن تبـــــيــــن غدر قوم * لعـــــهد الله من عهد (الغدير) وقـــــد قـــــام النـــبي بهم خطيبا * فـــــدل المــؤمنين على الأمير 5 أشـــــار إليـــه فيه بكل معنى * بنـــــوه عــلى مخالفة المشير فكـــــم مـــــن حاضر فيهم بقلب * يخـــــالفه عـــلى ذاك الحضور طـــوى يوم (الغدير) لهم حقودا * أنـــــال بنشـــرها يوم (الغدير) فيـــــا لـــــك منه يوما جر قوما * إلـــــى يوم عـــــبـوس قمطرير لأمـــــر سولتـــــه لهـــم نفوس * وغـــــرتهم بـــــه دار الغـــرور 10 ولست من الكثير فيطمئنوا * بـــــأن الله يعـــــفـــــو عن كثير وله في أهل البيت عليهم السلام: عـــــيون منعـــــن الرقاد العيونا * جعـــــلن لكـــــل فـــؤاد فـــــنونا فكـــــن المـــــنى لجــميع الورى * وكـــــن لمـــــن رامهــن المنونا وقلـــــب تـــــقلبه الحـــــادثــــات * عـــــلى ما تـــــشاء شمالا يمينا يصـــــون هـــــواه عن العالمين * ومدمعه يستـــــذل المصـــــونـــا 5 فمالي وكتمان داء الهوى ؟ ! * وقـــــد كـــــان ما خفته أن يكونا وكــــان ابتداء الهوى بي مجونا * فـــــلما تمـــــكن أمــــسى جـنونا
/ صفحة 223 / وكنـــــت أظـــــن الهـــــوى هينا * فلاقيـــــت منـــــه عــــذابا مهينا فـــــلو كنــــت شاهد يوم الوداع * رأيـــــت جفـــــونا تنــاجي جفونا فهـــــل تــــرك البين من أرتجيه * من الأوليـــــن والآخـــــرينا ؟ ! ســـــوى حـــــب آل نـــبي الهدى * فحـــــبهم أمـــــل والآمليـنا 10 هـــــم عـــــدتي لوفـــــاتي هــــم * نجـــــاتي هـــــم الفوز للفائزينـا هم مـــــورد الحــوض للواردين * وهم عـــــروة الله للواثـــــقـيـنا هم عــــون من طلب الصالحات * فكـــــن بمحبـــــتهم مستعـــــيـنا هم حجـــــة الله فـــــي أرضـــــه * وإن جحـــــد الحـــجة الجاحدونا هم الناطـــــقون هم الصادقـــون * وأنتم بتـــــكذيبهم كـــاذبونا 15 هـــــم الـــــوارثون عــلوم النبي * فمـــــا بالـــــكم لهم وارثونا ؟ ! حقـــــدتم عـــــليهم حقودا مضت * وأنـــــتم بأســـــيافهم مــسلمونا جـــــحدتم مـــــوالاة مـــــولاكـــم * ويـــــوم (الغـــدير) لها مؤمنونا وأنـــــتم بما قـــــاله المصــطفى * ومـــــا نص من فضله عارفونا وقلتــــــم: رضينا بمـــــا قلـــــته * وقالت نفوسكم: ما رضينا 20 فأيـــــكم كـــــان أولـــــى بها ؟ ! * وأثـــــبت أمـرا من الطيبينا ؟ ! وأيــــكم كان بعد النبي وصيا ؟ ! * ومن كـــــان فيـــــكم أمــينا ؟ ! وأيـــــكم نـــــام فـــــي فـــــرشـه * وأنـــــتم لمهجتـــــه طالبونا ؟ ! ومـــــن شـــارك الطهر في طائر * وأنـــــتم بذاك لــه شاهدونا ؟ ! لحـــــا الله قـــــوما رأوا رشـدكم * مبـــــينا فضلوا ضلالا مبينا 25 وله في أهل البيت عليهم السلام: مـــا طـول الليل القصيرا * ونهى الكواكب أن تغورا إلا وفـــــي يــده عزيمات * يحـــــل بـــــها الأمــــورا ذو مقـــــلة لا تستــقـــــل * ضـــنى وإن أضنت كثيرا ليست تفتـــــر عــن دمي * وتـــــرى بهــا أبدا فتورا وتـرى بها ضعـــــفا ير * يك المستجار المستجيرا 5
/ صفحة 224 / فيــــما ينازعــــني عــــــذولا * أو يسامحــــني عــــذيـرا أتــــرى بــــوادر فــــتنـتــــي * فيــــما ترى إلا بدورا ؟ ! لــــو شـــاء لاختصر الغرام * بها من اختصر الحصورا ولقــــد لبـــست ثياب نفســـ * ـــك مــــالكا أو مستعـــيرا 10 وتمثل الشيــــطان لــي * ليغــــرني رشــــؤا غـريرا فخلعــــتها ولبــــست ثــوب * الفتــــك سحــــابا جــرورا مــــا شئـــت فاقلــــع عـنه * واستغــــفر تجد ربا غفورا مــــا لم يكن من معـــــشر * غدروا وقد شهدوا الغديرا وتــــوامــــروا ما بـــينهــم * أن ينـــصبــــوا فيها أميرا 15 مــــن كل صدر موغر * مـلأت ضغائنــــه الصدورا مترشــــح لــــلمـــــلك قــد * نصبت سريرتــــه السريرا وتــوارثوها لــــيس تخرج * عــــنهم شبـــــرا قــــصيرا هـــــذا إلـى أن قــــام قايم * آل أحـــــمد مستــــثــــيـــرا وتسلم الاســــلام أقـــــــتم * مظلــــم،ا فــــكساه نــــورا [ القصيدة ] وله في أهل البيت عليهم السلام: نكرت معــــرفتي لما حــــكــــــــم * حــــاكم الحــــب عليها لي بدم فبــــدت مــــن ناظــــريها نظــرة * أدخــــلتها فـي دمي تحت التهم وتمكنــــت فأضنــــيــــت ضنــــىً * كـــــان بي منها واسقمت سقم وصبــــت بعــــد اجتــناب صفـوة * بــــدلت مــــن قــولها: لا. بنعم وفــــقدت الوجــــد فيها والأسى * فــــتألمــــت لفــــقــــدان الألـــم مــــا لعــــيـــني وفــــؤادي كلما * كتمت باح ؟ ! وإن باحت كتـم؟! طــــال بــــي خـــــلفهـما فاتفقت * لــــي همــوم في الرزايا وهمم ورزايــــا المصطــــفى في أهله * فاتحــــات للــــرزايا وخــــتــــم يا بــــني الــزهراء ماذا اكتست * فيــــكم الأيام من عتب وذم ؟ !
/ صفحة 225 / يا بــــني الــزهـــراء ماذا اكتست * فيــــكم الأيــام من عتب وذم ؟ ! يا طــوافا طــاف طـــــوفان بـــــه * وحطـــــيما بقــــنا الخط حطم 10 أي عــهـــــد يرتجـــــى الحـفظ له * بعـــــد عهــــد الله فيكم والذمم؟! لا تســلـــــيت وأنـــــوار لـــكـــــم * غـــــشـــــيتها من بني حرب ظلم ركبــوا بـــــحر ضلال سلـــــمــوا * فـــــيـــــه والاسلام فيهم ما سلم ثـــــم صـــــارت ســـــنــة جـارية * كـــــل مـــــن أمكنه الظــــلم ظلم وعجــيـــــب إن حـــــقا بـــــكــــم * قـــام في الناس وفيكم لم يقم 15 والـــــولا فــــهو لمــن كان على * قول عبد المحسن الصوري قسم وأبـــــيكم والـــــذي وصـــــى بـه * لأبــــيكم جـــــدكم فـــــي يـوم خم لقـــــد احتـــــج عـــــلى أمتـــــه * بالـــــذي نالكـــــم باقـــــي الأمـم * (الشاعر) * : أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب (1) بن غلبون الصوري من حسنات القرن الرابع ونوابغ رجالاته، وقد مد له البقاء إلى أوليات القرن الخامس، جمع شعره بين جزالة اللفظ وفخامة المعنى، كما إنه لا تعدوه رقة الغزل وشدة الجدل، فهو عند الحجاج يدلي بحجته القويمة، وعند الوصف لا يأتي إلا بصورة كريمة، و ديوان شعره المحتوي على خمسة آلاف بيت تقريبا الحافل بالرقايق والحقايق يتكفل البرهنة على هذه الدعاوي، وهو نص في تشيعه كما عده ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت المجاهرين، وما ذكرناه من شعره يمثل روحه المذهبية، ونزعته الطائفية الحميدة، وتعصبه لآل البيت النبوي، واعترافه بحقهم الثابت، ونبذه ما وراء ذلك نبذا لا مرتجع إليه، وفي ديوانه غير ما ذكرناه شواهد وتلويحات لطيفة نحو قوله في صبي اسمه عمر: نادمنــــي من وجهه روضة * مشـــرقـــة يمرح فيه النظر فانظر معي تنظر إلى معجز * سيــف علي بين جفني عمر وقد ترجمه ابن أبي شبانة في تكملة أمل الآمل وهو لا يترجم إلا المتمسك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) في تتميم يتيمة الدهر ج 1 ص 35: طالب. وهو تصحيف.
/ صفحة 226 / بحجزة أهل البيت الطاهر، وترجمه الثعالبي في (يتيمة الدهر) ج 1 ص 257 وذكر من شعره 225 بيتا، وأثنى عليه وانتخب من ديوانه أبياتا في (تتميم يتيمته) ج 1 ص 35 وعقد ابن خلكان له ترجمة ضافية أطراه ووصف شعره في ج 1 ص 334، و قال: توفي يوم الأحد تاسع شوال سنة تسع عشرة وأربعمائة وعمره ثمانون أو أكثر، وذكره ابن كثير في تاريخه ج 12 ص 25، ومن شعره في أهل البيت صلوات الله عليهم: تـــــوق إذا مـــــا حرمـــــة العــدل جلت * ملامي لتـــــقضي صبـــــوتي مـا تمنت أغـــــرك إن لـــــم تستــــفـــــزك لوعة * بقـــــلبي ولا استبــكــــاك بــين بمقلتي لـــــك الخـــــير هـذا حين شئت تلومني * لجـــــاجا فـــــإلا لمـــــت أيـــــام شرتي غـــــداة أجـــــيب العــــيس إذ هي حنت * وأحـــــدو إذا ورق الحـــــمايم غــــنت 5 وأنـــــتهب الأيـــــام حـــــتى كـــــأنني * أدافـــــع من بعـــــد الحـــــلول مـنيتي وأستصغـــــر البلوى لمن عرف الهوى * واستكـــــثر الشكـــــوى وإن هي قلّت أطـــــيل وقـــــوفي فـــــي الطلول كأنني * أحـــــاول منـــــها أن تـــــرد تحـــــيتي ليـــــالي ألـــــقى كـل مهضومة الحشى * إذا عـــــدلت فيـــــما جـــــناه تجــــــنـّت أصد فيدعـــــوني إلـــــى الوصل طرفها * وإن أنا سارعـــــت الاجـــــابة صـــدت 10 وإن قلت سقمي وكلت سقم طرفها * بإبطـــــال قـــــولي أو بإدحاض حجــتي وإن سمعـــــت وانـــــار قلبـــي شناعة * عـــــليها أجـــــابتني بوانار وجـــنـــــتي وأصـــــرف همــــي عن هواها بهمتي * عـــــزوفا فـتـثـنـيـني إذا مـــــا تـثـنـــــت وأنـــــشد بـــــين البين والهجر مهجتي * ولـــــم أدر فـــــي أي السبــيليــن ضلت ومـــــا أحـــــسب الأيـــــام أيام هجرها * تطـــــاولني إلا لتـــــقـــــصر مـــــدتـــي 15 دعــــوا الأمة اللاتي استحلت تكن * مـــــع الأمـــــة الـــلاتي بغت فاستحلت فمـــــا يقـــــتدي إلا بــها في اغتصابها * ولا أقتـــــدي إلا بـــــصبر أئـــــمــتـــــي أليـــــس بـــــنو الـــزهراء أدهى رزية * عـــــليكم إذا فـــــكرتم فـــــي رزيـــــتي حمـــــاتي إذا لانت قنـــــاتي وعدتـــــي * إذا لمـــــن تكـــــن لـــي عدة عند شدتي أقـــــامت لحـــــرب الله حـــــزب أئمــة * إذا هـــــي ضلـــــت عــــن سبيل أضلت 20 قلـــــوب على الدين العتيق تألفت * لهـــــم ومـــــن الحـــــق القديم استملت
/ صفحة 227 / 20 قلـــــوب على الدين العتيق تألفت * لهـــــم ومـــــن الحـــــق القديم استملت بمـــــاذا تـــــرى تحـــــتج يا آل أحـــمد * عـــــلى أحـــمد فيكم إذا ما استعدت ؟ ! وأشـــــهر ما يـــــروونه عـــنه قوله: * تـــــركت كـــــتاب الله فيـــــكم وعـترتي ولكـــــن دنـــــياهم سعـــت فسعوا لها * فتـــــلك التـــــي فـــلت ضميرا عن التي وله في أهل البيت سلام الله عليهم: أصبـــــحوا يفـــرقون من افراقي * فاستغـاثوا في نكستي بالفراق ما صبرتم لقد بخلتم على المدنف * حـــــقا حـــــتى بــطول السياق راحـــــة ما اعـــتمدتموها بقتلي * رب خـــــير أتـــــى بغــير اتفاق ســوف أمضي وتلحقون ولا علم * لكـــــم ما يـــــكون بعد اللحاق حــيث لا يجمع القضية من يجمع * بين الخــصمين ماض وباق 5 ما لهــــم لا خلقت فيهم فما أغفل * قـــومي عن الدم المهراق ؟ ! رب ظهـــــر قلبـــته مثل ما يقلب * ظـــــهر المجـــــن للإرشــــاق بعـــــد مـــــا قـادني فلم أدر حتى * صرت ما بــين ملتقى الأحـداق وأرانـــــي أسير عــينــيك منهن * فمـــــاذا تــــراه في إطلاقي ؟ ! مسة من هواك بي لا من الجن * فهــل من مغرم أو راق ؟ ! 10 غــــير أن يـبرد احتراقي بوصل * أو بوعـــــد أو أن يـبل اشتياقي أو يعـــــيد الكرى علي كما كان * لا موحــشي من خيالك الطراق ما لنـــــومي كأنـــــه كــــان في * أول دمعي جرى من الآماق ؟ ! غــير مستـرجع فيرجى وهل ير * جـــع للعين أدمع في سباق ؟ ! بأبـــــي شـــــادن توثـقت بالإيما * ن منـــــه قبـــــل شد وثاقي 15 فهـــــو إلا يـــــكن لحرب فحرب * عـــــلمته خيـــــانة الميـــــثــاق نفـــــرٌ مـــــن أميـــــة نـَفـــَرَ الا * ســـــلام مـــــن بينهم نفور إباق أنفـــــقوا في النفاق ما غصبوه * فـــــاستقام النـــــفاق بالانـــــفاق وهـــــي دار الغرور قصر باللو * م فيـــها تـــــطاول الـــــعـــــشاق وأراهــــا لا تستقيم لذي الزهـــ * ـــد إذ المــــال مال بالأعناق 20 فلهـــــذا أبـناء أحمد أبناء علي * طـــــــرايــــــــــد الآفـــــــــــــــاق
/ صفحة 228 / فـــــقراء الحــجاز بعد الغنى الأكبر * أســـــرى الشـــــام قــــتلى العراق جـــــانبتهم جـــــوانب الأرض حـتى * خـــــلت أن الســـــماء ذات انطباق إن اقـــــصر يــا آل أحـمد أو أغرق * كـــــان التـــــقصير كـــــالإغـــراق 25 لســـــت في وصفكم بهذا وهذا * لا حـــــقا غـــــير أن تــروا إلحاقي إن أهل السماء فيكم وأهل الأرض * مـــــا دامتـــــا لأهـــــل افـــــتــراق عـــــرفت فضـــــلكم مــلائكــــة الله * فـــــدانت وقـــــومكم فـــي شـــقـاق يستحقـــــون حـــــقكم زعــموا ذلك * - سحـــــقا - لهـــــم من استحـقـاق وأرى بعـــــضهم يـــــبايع بعـــــضـا * بانـــــتظام مـــــن ظلـــمكم واتساق 30 واستـثاروا السيوف فيكم فقمنا * نستـــــثـــــير الأقلام فـــي الأوراق أي عـــــين ؟ لولا القيامة والمرجو * فـيـــــها مـــــن قـــــدرة الخـــــلاق فكـــــأني بهم يودون لو أن الخوالي * مـــــن الليـــــالي الـــبـــــــواقـــــي ليـــــتوبـــــوا إذا يـــذادون عن أكرم * حـــــوض عـــــليه أكـــــرم ســـاق وإذا مـــــا التـــــقوا تقـــاسمت النار * عـــــليا بالعـــــدل يـــــوم التــــلاق 35 قيل: هـــــذا بمـــا كفرتم فذوقوا * ما كسبـــــتم يا بـــؤس ذاك المذاق وقال في يوم عاشورا يمدح الإمام الحاكم بأمر الله: خـــــلا طـــــرفه بالسقـــم دوني يلازمه * إلى أن رمــــى سهما فصرت أساهمه فـــــأصبـــــح بــي ما لست أدري أمثله * بجفنيه ؟ ! أم لا يعدل السقم قاسمه ؟! لئن كان أخفى الصدر صدا من الجوى * ففـــــي العـــــين عــــنواناته وتراجمه ولم تخـــــفه إن الهوى خـــــف حملــه * ولكـــــن لأن النـــــوم ليـــــس يلايــمه 5 ويا رب ليـــــل قصـــــر الذكـر طوله * فما طـــــلعت حـــــتى تجـــلت غـمائمه وما نمـــــت فيه غـــــير أن لـو سألتني * عـــــن الشغــل عنه قلت ما قال نائمه ولكنـــــه ألقـــــى عـــــلى الصبـح لونه * فـــــوالاه يــــوم شاحب الوجه ساهمه كمـــــا جـــــاء يـــــوم في المحرم واحد * خـــــبا نـــــوره لمــا استحلت محارمه طغـــــت عـــــبد شــــمس فاستقل محلقا * إلـــــى الشـمس من طغيانها متراكمه 10 فمن مبلـــــغ عـــــني أميـــــة إنـني * هتـــــفت بمـا قد كنت عنها أكاتمه ؟ !
/ صفحة 229 / خـــــلا طـــــرفه بالسقـــم دوني يلازمه * إلى أن رمــــى سهما فصرت أساهمه مضـــــت أعصر معــــوجة باعوجاجكم * فـــــلا تـــــنكروا إن قـــوم الدهر قايمه وجـــــدد عهـــــد المصطفى بعض أهله * وحـــــكم فـــــي الــدين الحنيفي حاكمه فيـــــا أيها الباكــون مصـــــرع جـــــده * دعـــــوا جـــــده تبــــكي عليه صوارمه ألا أيـــــها الثـــــكلى التـي من دموعها * إذا هـــــي حيـــــت من قتــــيل جماجمه لقـــــد خـــــسر الـدارين من صد وجهه * فـــــلا أنـــــت مبقيه ولا الله راحمه 15 حـــــريصا عـــــلى نـــــار الجـحيم كأنه * يخـــــاف عـــــلى أبــوابها من يزاحمه إلى مـــــن تـــــراه فوض الأمر غيركم * إذا أنـــــتم أركـــــانه ودعـــــائــــمـــــه فيـــــا لـــــك منهـــــا دولـــــة عــــلوية * تبـــــدت بسعـــــد حـــــاكم الدهر خاتمه [ القصيدة ] وله قوله: بالـــــذي ألهـــــم تعذيبي ثناياك العذابا * والـــــذي ألبــس خديك من الورد نقابا والذي أودع في فيك من الشهد شرابا * والـذي صير حظي منك هجرا واجتنابا مــا الذي قالته عيناك لقلبي فأجابا ؟ ! * والذي قـالته للدمع فواراها انصبابا ؟ يا غـــــزالا صاد باللحــظ لقلبي فأصابا * عـــــمرك الله بصب لا يرى إلا مصابا هذه الأبيات توجد في ديوان المترجم فنسبتها إلى (الصنوبري) كما في كشكول البهائي ج 1 ص 23 في غير محله، وأخذ البهائي منها قوله: يا بدر دجـــــا فـراقه القلب أذاب * مذ ودعني فغاب صبري إذ غاب بالله عـــــليك أي شيء قـــــالت * عــــيناك لقلبي المعنا فأجاب ؟ ! وللمترجم الصوري: سفـــــرن بــــدورا وانتقبن أهلة * ومسـن غصونا والتفتن جواذرا وأبدين أطـــراف الشعور تسترا * فأغـــدرت الدنيا عــليـــنا غدايرا وربـــــتما أطلعــن والليل مقبــل * شموس وجوه توفف الليل حايرا فهــن إذا ما شئن أمسين أو إذا * تعــــرضن أن يسبحن كن قوادرا وقال يرثي شيخ الأمة ابن المعلم أبا عبد الله محمد بن محمد بن نعمان المفيد المتوفى 413:
/ صفحة 230 / تبـــــارك من عـــــم الأنام بفضله * وبالموت بين الخلق ساوى بعدله مضـــــى مستــــقلا بالعلوم محمد * وهـــــيهات يأتيـــنا الزمان بمثله جاء في (بدائع البداية) (1) بإسناده عن بكار بن علي الرياحي أنه قال: لما وصل عبد المحسن الصوري إلى دمشق جاءني المجدي الشاعر فعرفني به وقال: هل لك أن نمضي إليه ونسلم عليه ؟ فأجبت وقمت معه حتى أتينا إلى منزله وكان ينزل دائما إذا قدم في سوق القمح وكان بين يديه دكان قطان وفيها رجل أعمى فوقفت به عجوز كبيرة فكلمها بشئ وهي منصتة له فقال المجدي في الحال: منصتة تسمع ما يقول فقال عبد المحسن في الحال(2): كالخلد لما قابلته الغول فقال له المجدي: أحسنت والله يا أبا محمد أتيت بتشبيهين في نصف بيت أعيذك بالله. ا ه . ومن لطيف قول الصوري ما قاله وقد استعير منه كتاب وحبس عليه كما يوجد في ديوانه: مـــــاذا جـــــناه كتــابي فاستحق به * سجـــــنا طـويلا وتغييبا عن الناس فاطلـــــقه نسأله عـــما كان حل به * في طول سجنك من ضر ومن باس كتب الشاعر المفلق أحمد بن سلمان الفجري إلى عبد المحسن الصوري: أعبد المحسن الصـــــوري لم قد * جثــمت جثـــــوم منهاض كسير؟! فإن قلت: العبـــالة (3) أقعدتني * على مضض وعافت عن مسيري فهذا البحر يحمل هضب رضوي * ويستـثـنــي بـــــركن مـــــن ثبـيــر وأن حـــــاولت سيـــر البر يوما * فـــــلست بمثـــــقل ظــهـــر البعـير إذا استـحــــلى أخوك قلاك يوما * فمثـــــل أخـــــيك موجـود النظيـــر تـحـــــرك عـــــل أن تلقى كريما * تـــــزول بقـــــربه إحـن الصــــدور فـما كـــــل الـــــبرية مــــن تراه * ولا كـــــل البـــــلاد بـــــلاد صـــور ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) وذكره ابن عساكر في تاريخه ج 3 ص 281. (2) في تاريخ ابن عساكر: كالحلد. وهو كما ترى. (3) العبالة: الضخامة.
/ صفحة 231 / فأجابه عبد المحسن: جــــزاك الله عن ذا النصح خيرا * ولكـــــن جـاء في الزمن الأخير وقـــد حـــــدت لي السبعـون حدا * نهـــــى عــما أمرت من المسير ومذ صارت نفوس الناس حولي * قصارا عذت بالأمل القصير (1) وقال في صبي اسمه مقاتل وله فيه شعر كثير: تعـــــلمت وجـــــنته رقـــــيـة * لعـــــقرب الصدع فما تلسع صمــــت عن العاذل في حبه * أذني فمــــالي مسمع يسمع ودعـــــته والدمع في مقلتي * في عـبرتي مستعجل مسرع فظـــــن إذ أبصـــــرتها أنـها * سايـــــر أعـضائي بها تدمع وقـــال: هـذا قبل يوم النوى * فما ترى بعد النوى تصنع؟! في غـير وقت الدمع ضيعته * قـــلت: فــقلبي عندكم أضيع وقال في مقاتل أيضا: احفـــــظ فــــؤادي فأنت تملكه * واستــر ضميري فأنت تهتكه هجـــــرك سهـل عليك أصعبه * وهـــــو شــديد عــلي مسلكه بسيـــف عـينيك يا مقـــاتل كم * قتلت قبلي ممن كنت تملكه؟! أمـــــا عـــــزائي فلست آمـله * فيـك وصبري ما لست أدركه وقال فيه وهو معذر: وقـــــف اليـل والنـهار وقد كان* إذا مـــــا أتـــــى النــــهار يقر لا يرى رجعـــــه فيكسب عارا * لا ولا ثـــــم قـــــوة فيـــــفـــــر أيــن سلطان مقلتيك علينا ؟ ! * قل له ما يجوز في الحب سمر أنت فــــرقت نـــار خـديك حتى * كــل قلـــــب صب لها فيه جمر فبــماذا يلقى عذاريك ؟ قل لي * سيـــــما أن تدارك الشعر شعر وعـــــزيز عـــلي إنك بالحرب * وبالسلـــــم طـــــول عـمرك غر وخلف المترجم علي أدبه الجم وقريضه البديع ولده عبد المنعم ذكره الثعالبي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) راجع ديوانه، وذكرها الثعالبي في يتيمة الدهر 1 ص 269. |
|