عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني
القرن الخامس -39- سيدنا الشريف المرتضى المولود 355 المتوفى 436
لو لـــــم يعـــــاجله النوى لتحــــيـرا * وقـــــصاره وقــد انتأوا أن يقصرا أفكـــــلما راع الخـــــليط تصوبـــــت * عـــــبرات عـــــين لم تقــل فتكثرا قد أوقـــــدت حــــرى الفراق صبابة * لم تستعــــر ومرين دمعا ما جرى شغـــــف يكتـــــمه الحـــياء ولوعة * خفيت وحـــــق لمثــــلها أن تظهرا 5 أين الركائب ؟ ! لم يكن ما علنه * صبرا ولكـــــن كـــــان ذاك تصـبرا لبـــــين داعـــــية النـــــوى فـأريننا * بـــــين القبــاب البيض موتا أحمرا وبعـــــدن بالبـــــين المشتت ساعة * فكـــــأنهن بعـــــدن عـــــنا أشــهرا عاجـــــوا عــلى ثمد البطاح وحبهم * أجـــــرى العـيون غداة بانوا أبحرا وتـــــنكبوا وعـــــر الطريق وخلفوا * مـا في الجوانح من هواهم أوعرا 10 أمـــــا السلـــــو فـإنه لا يهتدي * قــــصد القـــلوب وقد حشين تذكرا قـــــد رمــت ذاك فلم أجده وحق من * فــــقد السبيل إلى الهدى أن يعذرا أهـــــلا بطـــــيف خــــيال مانــعة لنا * يقــــظى ومفضلة علينا في الكرى مـــــا كان أنعـــــمنا بها مــــن زورة * لــو باعدت وقت الورود المصدرا جزعـــــت لو خطــات المشيب وإنما * بلـــــغ الشباب مدى الكمال فنورا 15 والشيـــب إن أنكرت فيه موردا * لا بـــــد يـــــورده الفـتى إن عمرا يـبـيـض بعـــد ســــواده الشعر الذي * إن لـــم يزره الشيب واراه الثرى زمن الشبـيـبـــة لأعـــــدتـــــك تحية * وسقـاك منهمر الحيا ما استغزرا فلطـــالما أضحـــــى ردائــــي ساحبا * فــي ظلك الوافي وعودي أخضرا
/ صفحة 263 / فلطـــالما أضحــــــى ردائـــي ساحـــــبا * فــي ظـــــلك الـوافـــي وعودي أخضرا أيـــــام يـــــرمقـــــني الغـــــزال إذا رنـا * شغــفـــــا ويطــرقــني الخيال إذا سرى ومرنـــــح فـــــي الكـــور تحسب أنـــــه * اصطبح العقار وإنما اغتبق السرى20 بطـــــل صفـــــاه للخـــــداع مـــــزلــــــة * فـــــإذا مشـــــى فيــــه الزماع تغشمرا أما سألـــــت بـــــه فـــــلا تســـــأل بـــه * نأيـــــا ينـــــاغي فـــــي البـطالة مزمرا واســـــأل به الجـــــرد العـــــتاق مغيرة * يخـــــبطن هامـــــا أو يطـــــأن سنــورا يحمـــــلن كـــــل مدجـــــج يقـــري الظبا * عـــــلقا وأنفـــــاس الســـــوافي عـثيرا قـــــومي الـــــذين وقد دجت سبل الهدى * تـــــركوا طــريق الدين فينا مقمرا 25 غـــــلبوا عــلى الشرف التليد وجاوزوا * ذاك التـــــليد تـــــطـــــرفـــــا وتخــــيرا كـــــم فيهـــــم مـــــن قســـــور متخــمط * يـــــردي إذا شـــــاء الهــزبر القسورا متـــــنمر والحـــــرب إن هتـــــفت بـــــه * أدتـــــه بســـــام المحـــــيا مــسفـــــرا وملـــــوم فـــــي بذلـــــه ولطـــــالــمـــــا * أضحـــــى جـــديرا في العلا أن يشكرا ومـــــرفع فـــــوق الرجـــــال تخـــــالــه * يـــــوم الخـــــطابة قـد تسنم منبرا 30 جمعـــــوا الجـــــميل إلى الجــمال وإنما * ضمـــــوا إلــى المرأى الممدح مخبرا سائـــــل بهـــــم بـــــذرا واحــــــدا والتي * ردت جبيـــــن بـــــني الضلال معـــفرا لله در فـــــوارس فـــــي خـــــيـــــبــــــــر * حمـــــلوا عـــــن الاسـلام يوما منكرا عصفـــــوا لسلطـــــان اليهــود وأولجوا * تـــــلك الجـــــوانح لـــــوعة وتحـسرا واستـــــلحموا أبطـــــالهم واستخــرجوا * الأزلام مـــــن أيــديهم والميسرا 35 وبمـــــرحب ألـــــوى فتـــــى ذو جـــمرة * لا تصطـــــلي وبســـالة لا تقترى (1) إن حـــــز حز مطبـــــقا أو قـــــال قــــال * مصدقـــــا أو رام رام مـــــظـــهـــــرا فثـــــناه مصفـــــر البـــــنان كـــــأنمــــــا * لطـــــخ الحــــمام عليه صبغا أصفرا شهـــــق العـــــقاب بشلوه ولقــــــد هفت * زمنـــــا بـــــه شم الذوائب والـــذرى أمـــــا الرســـــول فقـــــد أبـــــان ولاءه * لـــــو كـــــان ينـــــفع حـايرا أن ينذرا أمضـــــى مقـــــالا لـــــم يقلــــه معرضا * وأشـــــاد ذكـــــرا لـــــم يشده معــذرا وثـــــنى إليـــــه رقـــــابهم وأقـــــامــــه * عـــــلما عـــلــى باب النجـــاة مشهرا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لا تقترى: لا تقدر ولا تخمن.
/ صفحة 264 / ولقـــــد شفـــى يوم (الغدير) معاشرا * ثـــــلجـــــت نفــــوسهم وأودى معشرا قلعـــــت به أحـــــقادهم فمـــــرجــــع * نفســـــا ومـــــانع أنـــــة أن تجـــــهرا 45 يا راكـــــبا رقصـــــت بـه مهرية * أشبـــــت لساحتـــــه الهمـوم فأصحرا عج بالغـــــري فـــــإن فيـــــه ثـــاويا * جبـــــلا تطـــــأطــــأ فاطمأن به الثرى وأقـــــر الســـــلام عليه من كلف به * كشفـــــت لـــــه حجب الصباح فأبصرا ولو استطعـــــت جعــــلت دار إقامتي * تـــــلك القبـــــور الزهـــــر حتـى أقبرا أخذنا القصيدة من الجزء الأول من ديوان ناظمها وهي مفتتح ديوانه والديوان مرتب على السنين في ستة أجزاء توجد منه نسخة مقروة على نفس السيد الشريف علم الهدى. وذكر ابن شهر آشوب لسيدنا الشريف المرتضى أبياتا قالها في عيد (الغدير) راجع الجزء الثالث من مناقبه ص 32. * (الشاعر) * : السيد المرتضى علم الهدى ذو المجدين أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى ابن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام. لا عتب على اليراع إذا وقف عن تحديد عظمة الشريف المبجل، كما أنه لا لوم على المدره اللسن إذا تلجلج في الإفاضة عن رفعة مقامه، فإن نواحي فضله لا تنحصر بواحدة، ولا أن مآثره معدودة يحاولها البليغ المفوه، ويتحرى الابانة عنها الكاتب المتشدق، أو يلقى عنها الخطيب المفصح، فإلى أي منصة من الفضيلة نحوت فله فيها الموقف الأسمى، وإلى أي صهوة وقع خيالك فله هنالك مرتبع ممنع، فهو إمام الفقه، ومؤسس أصوله، وأستاذ الكلام، ونابغة الشعر، وراوية الحديث، وبطل المناظرة، والقدوة في اللغة، وبه الأسوة في العلوم العربية كلها، وهو المرجع في تفسير كتاب الله الغزيز، وجماع القول إنك لا تجد فضيلة إلا وهو ابن بجدتها. أضف إلى ذلك كله نسبه الوضاح، وحسبه المتألق، وأواصره النبوية الشذية، ومآثره العلوية الوضيئة إلى أياديه الواجبة في تشييد المذهب، ومساعيه المشكورة عند الإمامية جمعاء، وهي التي خلدت له الذكر الحميد، والعظمة الخالدة، ومن هذه الفضائل ما خطه مزبره القويم من كتب ورسائل استفاد بها أعلام الدين في أجيالهم و
/ صفحة 265 / أدوارهم وإليك أسماؤها: 1 الشافي في الإمامة ط 2 الملخص في الأصول 3 الذخيرة في الأصول 4 جمل العلم والعمل 5 الغرر والدرر ط 6 تكملة الغرر 7 المقنع في الغيبة 8 الخلاف في الفقه 9 الناصرية في الفقه ط 10 الحلبية الأولى 11 الحلبية الأخيرة 12 المسائل الجرجانية 13 المسائل الطوسية 14 المسائل الصباوية 15 المسائل التبانيات (1) 16 المسائل السلارية 17 مسائل في عدة آيات 18 المسائل الرازية 19 المسائل الكلامية 20 المسائل الصيداوية 21 الديلمية في الفقه 22 كتاب البرق 23 طيف الخيال 24 الشيب والشباب ط 25 المقمصة 26 المصباح في الفقه 27 نصر الرواية 28 الذريعة في أصول الفقه 29 شرح بائية الحميري 30 تنزيه الأنبياء ط 31 إبطال القول بالعدد 32 المحكم والمتشابه 33 النجوم والمنجمون 34 متولي غسل الإمام 35 الأصول الاعتقادية 36 أحكام أهل الآخرة 37 معنى العصمة 38 الوجيزة في الغيبة 39 تقريب الأصول 40 طبيعة المسلمين 31 رسالة في علم الله 42 رسالة في الإرادة 43 أيضا رسالة في الإرادة 44 رسالة في التوبة 45 رسالة في التأكيد 46 رسالة في المتعة 47 دليل الخطاب 48 طرق الاستدلال 49 كتاب الوعيد 50 شرح قصيدة له 51 الحدود والحقايق 52 مفردات في أصول الفقه 53 الموصلية ثلاث مسائل 54 الموصلية الثانية تسع مسائل 55 الموصلية الثالثة 109 مسألة 56 المسائل الطرابلسية الأولى 57 الطرابلسية الأخيرة 13 مسألة (2) 58 مسائل ميافارقين 65 مسألة 59 المسائل الرازية 14 مسألة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سئلها الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الملك التبان المتوفى 419 وهي 66 مسألة في عشرة فصول. (2) سئلها الشيخ أبو الفضل إبراهيم بن الحسن الاباني.
/ صفحة 266 / 60 المسائل المحمديات 5 مسائل 61 المسائل البادرات 24 مسألة 62 المسائل المصرية الأولى 5 مسائل 63 المصريات الثانية 64 المسائل الرمليات 7 مسائل 65 مسائل في فنون شتى نحو مائة مسألة 66 المسائل الرسية الأولى (1) 68 المسائل الرسية الثانية 68 الانتصار فيما انفردت به الإمامية ط 89 تفضيل الأنبياء على الملائكة 70 النقض على ابن جني في الحكاية والمحكي 71 ديوان شعره يزيد على عشرين ألف بيت 72 الصرفة في بيان إعجاز القرآن 73 الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة 74 نقض مقالة ابن عدي فيما لا يتناهى 75 جواب الملاحدة في قدم العالم 78 تتمة الأعراض من جمع أبي رشيد 77 نكاح أمير المؤمنين ابنته من عمر 78 إنقاذ البشر من القضاء والقدر ط 79 الرد على أصحاب العدد في شهر رمضان 80 تفسير الحمد وقطعة من سورة البقرة 81 الرد على ابن عدي في حدوث الأجسام 82 تفسير قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم 83 كتاب الثمانين (2) 84 الكلام على من تعلق بقوله: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر 85 تفسير قوله: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا 86 تتبع أبيات للمتنبي التي تكلم عليها ابن جني. كلمات الثناء عليه أبو القاسم المرتضى حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلما شاعرا أديبا عظيما المنزلة في العلم والدين والدنيا (3 ). أبو القاسم نقيب النقباء الفقيه النظار المصنف بقية العلماء وأوحد الفضلاء رأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء(4). المرتضى متوحد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدم في العلوم مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللغة وغير ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) 28 مسألة سئلها العلامة أبو الحسين الحسين بن محمد بن الناصر الحسيني الرسي. (2) قاله القاضي التنوخي كما في المستدرك 3 ص 516. (3) النجاشي في فهرسته ص 192. (4) الأنساب للمجدي العمري.
/ صفحة 267 / ذلك، له من التصانيف ومسائل البلدان شئ كثير مشتمل على ذلك فهرسته المعروف(1). وقال الشيخ في رجاله: إنه أكثر أهل زمانه أدبا وفضلا، متكلم فقيه جامع العلوم كلها مد الله في عمره. وقال الثعالبي في تتميم يتيمته ج 1 ص 53: قد انتهت الرياسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكرم وله شعر في نهاية الحسن. وفي تاريخ ابن خلكان: كان إماما في علم الكلام والأدب والشعر، وله تصانيف على مذهب الشيعة، ومقالة في أصول الدين، وذكره ابن بسام في الذخيرة وقال: كان هذا الشريف إمام أئمة العراق بين الاختلاف والاتفاق، إليه فزع علماءها، وعنه أخذ عظماءها، صاحب مدارسها، وجماع شاردها وآنسها، ممن سارت أخباره، وعرفت به أشعاره، وحمدت في ذات الله مآثره وآثاره، إلى تآليفه في الدين و تصانيفه في أحكام المسلمين مما يشهد أنه فرع تلك الأصول، ومن أهل ذلك البيت الجليل، وملح الشريف وفضائله كثيرة. وحكى الخطيب التبريزي: إن أبا الحسن علي بن أحمد بن علي بن سلك الفالي (2) الأديب كان له نسخة لكتاب (الجمهرة) لابن دريد في غاية الجودة فدعته الحاجة إلى بيعها فباعها فاشتراها الشريف المرتضى بستين دينارا فتصفحها فوجد فيها أبياتا بخط بايعها أبي الحسن المذكور والأبيات قوله: أنســـت بها عشرين حولا وبعتها * فقـــد طال وجدي بعدها وحنيني ومـــــا كــــان ظني أنني سأبيعها * ولـو خلدتني في السجون ديوني ولكـــــن لضعـف وافتقار وصبية * صغـــــار عليهم تستهل شؤوني فقــــلت ولم أملك سوابق عبرتي * مقالـــــة مكـــــوي الفؤاد حزين : وقد تخرج الحاجات يا أم مالك * كـــــرائم مـــــن رب بهن ضنيـن فأرجع النسخة إليه وترك له الدنانير رحمه الله تعالى. وقال السيد ابن زهرة في (غاية الاختصار ): علم الهدى الفقيه النظار، سيد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) فهرست الشيخ ص 99، وخلاصة العلامة ص 46. (2) نسبة إلى فالة وهى بلدة بخوزستان قريبة من اندج.
/ صفحة 268 / الشيعة وإمامهم، فقيه أهل البيت، العالم المتكلم البعيد، الشاعر المجيد كان له بر وصدقة وتفقد في السر عرف ذلك بعد موته رحمه الله، كان أسن من أخيه ولم ير أخوان مثلهما شرفا وفضلا ونبلا وجلالة ورياسة وتحاببا وتواددا، لما مات الرضي لم يصل المرتضى عليه عجزا عن مشاهدة جنازته وتهالكا في الحزن، ترك المرتضى خمسين ألف دينار ومن الآنية والفرش والضياع ما يزيد على ذلك. وعن الشيخ عز الدين أحمد بن مقبل أنه قال: لو حلف إنسان أن السيد المرتضى كان أعلم بالعربية من العرب لم يكن عندي آثما، وقد بلغني عن شيخ من شيوخ الأدب بمصر أنه قال: والله إني استفدت من كتاب (الغرر والدرر) مسائل لم أجدها في كتاب سيبويه وغيره من كتب النحو، وكان نصير الدين الطوسي إذا جرى ذكره في درسه يقول: صلوات الله عليه، ويلتفت إلى القضاة والمدرسين الحاضرين ويقول: كيف لا يصلى على السيد المرتضى ؟ ! في (عمدة الطالب) ص 181: كان مرتبته في العلم عالية فقها وكلاما وحديثا و لغة وأدبا وغير ذلك، وكان متقدما في فقه الإمامية وكلامهم ناصرا لأقوالهم. وفي (دمية القصر) ص 75: هو وأخوه من دوح السيادة ثمران، وفي فلك الرياسة قمران، وأدب الرضي إذا قرن بعلم المرتضى كان كالفرند في متن الصارم المنتضى. وفي (لسان الميزان) 4 ص 223 قال ابن طي: هو أول من جعل داره دار العلم وقذرها للمناظرة، ويقال: إنه أمر ولم يبلغ العشرين وكان قد حصل على رياسة الدنيا العلم مع العمل الكثير والمواظبة على تلاوة القرآن وقيام الليل وإفادة العلم و كان لا يؤثر على العلم شيئا مع البلاغة وفصاحة اللهجة. وحكى عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي أنه قال: كان الشريف المرتضى ثابت الجاش، ينطق بلسان المعرفة، ويردد الكلمة المسددة فتمرق مروق السهم من الرمية ما أصاب، وما أخطأ أشوى. إذا شرع الناس الكلام رأيته * له جـــانب منـه وللناس جانب وقال السيد الشيرازي في (الدرجات الرفيعة ): كان الشريف المرتضى أوحد أهل زمانه فضلا وعلما وكلاما وحديثا وشعرا وخطابة وجاها وكرما إلى غير ذلك.
/ صفحة 269 / وفي شذرات الذهب 3 ص 256: نقيب الطالبيين، وشيخ الشيعة ورئيسهم بالعراق، كان إماما في التشيع والكلام والشعر والبلاغة كثير التصانيف، متبحرا في فنون العلم. ويجد القارئ لدة هذه الكلمات كثيرة في طي الكتب والمعاجم منها: تاريخ بغداد 11 ص 402 المنتظم ج 8 ص 120 معجم الأدباء 5 ص 173 خلاصة العلامة ص 46 رجال ابن داود أنساب أبي نصر البخاري ميزان الاعتدال 2 ص 223 غاية الاختصار لابن زهرة كامل ابن الأثير 9 ص 181 تاريخ ابن كثير 12 ص 3 مرآة الجنان 3 ص 55 لسان الميزان 5 ص 141 بغية الوعاة ص 335 إتحاف الورى بأخبار أم القرى صحاح الأخبار ص 61 جامع الأقوال في الرجال مجالس المؤمنين 209 رجال ابن أبي جامع تحفة الأزهار لابن شدقم الإجازة الكبيرة للسماهيجي إتقان المقال ص 93 رياض العلماء للميرزا كشكول البهائي ج 2 مجمع البحرين مادة: رضا ملخص المقال ص 80 رياض الجنة للزنوزي الدرجات الرفيعة للسيد الوسائل 3 ص 551 أمل الآمل للشيخ العاملي منهج المقال للميرزا ص 231 منتهى المقال ص 214 عقد اللئالي لأبي علي الرجالي تتميم الأمل للشيخ الكاظمي كشكول البحراني ص 216 المقابيس لشيخنا التستري مستدرك النوري 3 ص 515 نسمة السجر لليماني تنقيح المقال 2 ص 284 الشيعة وفنون الاسلام 53 الأعلام 2 ص 667 تاريخ آداب اللغة 2 ص 288 سفينة البحار 1 ص 525 الكنى والألقاب 2 ص 439 هدية الأحباب ص 203 وفيات الأعلام للرازي خ دائرة المعارف للبستاني 10 ص 459، دائرة المعارف لمحمد فريد 4 ص 260، معجم المطبوعات ص 1124، مجلة العرفان أجزاء المجلد الثاني بقلم العلامة سيدنا المحسن الأمين العاملي. مشايخه ومن يروي هو عنه : 1 - الشيخ المفيد محمد بن محمد بن نعمان المتوفى 412. 2 - أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري المتوفى 385.
/ صفحة 270 / 3 - الحسين بن علي بن بابويه أخي الصدوق. 4 - أبو الحسن أحمد بن علي بن سعيد الكوفي يروي عنه السيد كما في إجازة السيد ابن أبي الرضا تلميذ الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي. 5 - أبو عبد الله محمد بن عمران الكاتب المرزباني الخراساني البغدادي. 6 - الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى 381 كما في الإجازات. 7 - أبو يحيى ابن نباتة عبد الرحيم بن الفارقي المتوفى 374 قرأ عليه كما في الدرجات الرفيعة. 8 - أبو الحسن علي بن محمد الكاتب يروي عنه في أماليه. 9 - أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى يروي عنه في الأمالي. 10 - أحمد بن سهل الديباجي يروي عنه كما في (الرياض) عن (جامع الأصول) لابن الأثير، وفي تاريخ الخطيب البغدادي، وميزان الاعتدال ولسانه لابن حجر: حدث عن سهل الديباجي(1). تلامذة سيدنا المرتضى : 1 - شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي المتوفى 460. 2 - أبو يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي. 3 - أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي خليفته في بلاد حلب. 4 - القاضي عبد العزيز بن البراج الطرابلسي المتوفى 481. 5 - الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري المتوفى 463. 6 - أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسيني المروزي. 7 - السيد نجيب الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الموسوي. 8 - السيد التقي بن أبي طاهر الهادي النقيب الرازي. 9 - الشيخ أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي المتوفى 449 قرأ عليه كما في فهرست الشيخ منتخب الدين. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هو سهل بن عبد الله أبو محمد الديباجي.
/ صفحة 271 / 10 - الشيخ أبو الحسن سليمان الصهرشتي صاحب كتاب (قبس المصباح ). 11 - الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي. 12 - أبو الفضل ثابت بن عبد الله البناني. 13 - الشيخ أحمد بن الحسن بن أحمد النيسابوري الخزاعي يعد من أجلة تلامذته. 14 - الشيخ المفيد الثاني أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الرازي. 15 - الشيخ أبو المعالي أحمد بن قدامة كما في إجازة الشيخ فخر الدين الحلي للسيد مهنا، وإفادات الشيخ المذكور ابن علامة الحلي ب (1) 25 ص 53. 16 - الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الحلواني كما في إجازة السيد ابن أبي الرضا العلوي تلميذ الشيخ نجيب الدين الحلي ب 25 ص 88. 17 - أبو زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني كما في إجازة السيد المذكور ب 25 ص 108. 18 - الشيخ أبو غانم العصمي الهروي الشيعي ب 25 ص 108. 19 - الفقيه الداعي الحسيني كما في إجازة صاحب المعالم الكبيرة ب 25. 20 - السيد الحسين بن الحسن بن زيد الجرجاني يروي عن السيد المترجم كما في تاريخ ابن عساكر 4 ص 290. 21 - أبو الفرج يعقوب بن إبراهيم البيهقي قرأ على السيد قطعة كبيرة من ديوان شعره وأجاز له رواية جميعه في ذي القعدة سنة 403. 22 - أبو الحسن محمد بن محمد البصري أجاز له رواية كتبه وتآليفه في شعبان سنة 417. علم الهدى والمعري: قال أبو الحسن العمري في (المجدي ): اجتمعت بالشريف المرتضى سنة 425 ببغداد فرأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء، وحضر مجلسه أبو العلاء المعري ذات يوم فجرى ذكر أبي الطيب المتنبي فنقصه الشريف وعاب بعض أشعاره فقال أبو العلاء: لو لم يكن لأبي الطيب المتنبي إلا قوله: لك يا منازل في القلوب منازل. لكفاه. فغضب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الباء إشارة إلى بحار الأنوار للعلامة المجلسي.
/ صفحة 272 / الشريف وأمر بأبي العلاء فسحب وأخرج، فتعجب الحاضرون من ذلك فقال لهم الشريف: أعلمتم ما أراد الأعمى ؟ ! إنما أراد قوله: وإذا أتتك مذمتي من ناقص * فهـي الشهادة لي بأني كامل قال الطبرسي في الاحتجاج: دخل أبو العلاء المعري الدهري على السيد المرتضى قدس الله سره فقال له: أيها السيد ما قولك في الكل ؟ فقال السيد: ما قولك في الجزء ؟ فقال: ما قولك في الشعرى ؟ فقال: ما قولك في التدوير ؟ قال: ما قولك في عدم الانتهاء ؟ فقال: ما قولك في التحيز والناعورة ؟ فقال: ما قولك في السبع ؟ فقال: ما قولك في الزايد البري من السبع ؟ فقال: ما قولك في الأربع فقال: ما قولك في الواحد والاثنين ؟ فقال: ما قولك في المؤثر ؟ فقال: ما قولك في المؤثرات ؟ فقال: ما قولك في النحسين ؟ فقال: ما قولك في السعدين ؟ فبهت أبو العلاء. فقال السيد المرتضى رضي الله عنه عند ذلك ألا كل ملحد ملهد. وقال أبو العلاء: أخذته من كتاب الله عز وجل: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم. وقام وخرج. فقال السيد رضي الله عنه: قد غاب عنا الرجل وبعد هذا لا يرانا. فسئل السيد عن شرح هذه الرموز والاشارات فقال: سئلني عن الكل وعنده الكل قديم ويشير بذلك إلى عالم سماء العالم الكبير فقال لي: ما قولك فيه ؟ أراد أنه قديم فأجبته عن ذلك وقلت له: ما قولك في الجزء ؟ لأن عندهم الجزء محدث وهو المتولد عن العالم الكبير وهذا الجزء هو العالم الصغير عندهم، وكان مرادي بذلك أنه إذا صح أن هذا العالم محدث فذلك الذي أشار إليه إن صح فهو محدث أيضا، لأن هذا من جنسه على زعمه والشئ الواحد والجنس الواحد لا يكون بعضه قديما وبعضه محدثا فسكت لما سمع ما قلته. وأما الشعرى أراد أنها ليست من الكواكب السيارة لأنه قديم، فقلت له: ما قولك في التدوير ؟ أردت أن الفلك في التدوير والدورات فالشعرى لا يقدح في ذلك. وأما عدم الانتهاء أراد بذلك أن العالم لا ينتهي لأنه قديم فقلت له: قد صح عندي التحيز والتدوير وكلاهما يدلان على الانتهاء.
/ صفحة 273 / وأما السبع أراد بذلك النجوم السيارة التي عندهم ذوات الأحكام، فقلت له: هذا باطل بالزايد البري الذي يحكم فيه بحكم لا يكون ذلك الحكم منوطا بهذه النجوم السيارة التي هي الزهرة، والمشتري، والمريخ، وعطارد، والشمس، و القمر، والزحل. وإما الأربع أراد بها الطبايع فقلت له: ما قولك في الطبيعة الواحدة النارية يتولد منها الدابة بجلدها تمس الأيدي ثم تطرح ذلك الجلد على النار فيحترق الزهومات ويبقى الجلد صحيحا لأن الدابة خلقها الله على طبيعة النار والنار لا تحترق النار والثلج أيضا يتولد فيه الديدان وهو على طبيعة واحدة، والماء في البحر على طبيعتين يتولد عنه السموك والضفادع والحيات والسلاحف وغيرها وعنده لا يحصل الحيوان إلا بالأربع فهذا مناقض لهذا. وأما المؤثر أراد به الزحل فقلت له: ما قولك في المؤثرات أردت. بذلك إن المؤثرات كلهن عنده مؤثرات فالمؤثر القديم كيف يكون مؤثرا. وأما النحسين أراد بهما أنهما من النجوم السيارة إذا اجتمعا يخرج من بينهما سعدا، فقلت له: ما قولك في السعد بن إذا اجتمعا خرج من بينهما نحس ؟ هذا حكم أبطله الله تعالى ليعلم الناظر أن الأحكام لا تتعلق بالمسخرات لأن الشاهد يشهد على أن العسل والسكر إذا اجتمعا لا يحصل منهما الحنظل والعلقم، والحنظل والعلقم إذا اجتمعا لا يحصل منهما الدبس والسكر، هذا دليل علي بطلان قولهم. وأما قولي: الأكل الملحد ملهد. أردت أن كل مشرك ظالم لأن في اللغة ألحد الرجل عن الدين إذا عدل عن الدين، وألهد إذا ظلم. فعلم أبو العلاء ذلك و وأخبرني عن علمه بذلك فقرء: يا بني لا تشرك بالله. الآية. وقيل: إن المعري لما خرج من العراق سئل عن السيد المرتضى [ رض ] فقال : يا ســـــائلي عـــــنـــــه لمـا جئت أسئله * ألا هـــــو الرجـــــل العاري مـــن العار لو جئـــــته لـــــرأيت النـــاس في رجل * والدهر في ساعة والأرض في دار(1) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار ج 4 ص 587.
/ صفحة 274 / علم الهدى وابن المطرز (1) : في (الدرجات الرفيعة ): إن الشريف المرتضى كان جالسا في علية له تشرف على الطريق فرأى ابن المطرز الشاعر وفي رجليه نعلان مقطعان وهما يثيران الغبار فقال له: أمن مثل هذه كانت ركائبك ؟ يشير إلى بيت في قصيدته التي أولها: ســـرى مغــــربا بالعيش ينتجع الركبا * يسائل عن بدر الدجى الشرق والغربا على عـــــذبات الجــزع من ماء تغلب * غـــــزال يــــرى ماء القلوب له شربا إذا لم تبلغـــــني إليـــــك ركـــــائبـــــي * فـــــلا وردت مـــــاء ولا رعت العشبا والبيت الأخير هو المشار إليه فقال ابن المطرز: لما عادت هبات سيدنا الشريف إلى مثل قوله: يا خـــليلي مـــــن ذوابة قيس * في التـــصابي مكارم الأخلاق غــنــيــــاني بذكرهم تطرباني * واسقـياني دمعي بكأس دهاق وخــذا النوم من جفوني فإني * قد خلعت الكرى على العشاق عادت ركائبي إلى ما ترى فإنه وهب ما لا يملك على من لا يقبل، فأمر له الشريف بجائزة. المرتضى والزعامة : كان سيدنا الشريف وقد انتهت إليه رياسة الدين والدنيا من شتى النواحي منها: 1: غزارة علمه التي حدت العلماء إلى البخوع له والرضوخ لتعاليمه. فكان يختلف إلى منتدى تدريسه الجماهير من فطاحل العلم والنظر فيميرهم بسائغ علمه، ويرويهم بنمير أنظاره العالية، فتخرج من تحت منبره نوابغ الوقت من فقيه بارع، ومتكلم مناظر، وأصولي مدقق، وأديب شاعر، وخطيب مبدع، وكان يدر من ماله الطائل (2) على تلمذته الجرايات والمسانهات ليتفرغوا بكلهم إلى الدراسة من غير تفكير في أزمة المعيشة، فكان شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي يقتضي منه في الشهر اثني عشر دينارا، والشيخ القاضي ابن البراج الحلبي يستوفي ثمانية دنانير، و ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هو أبو القاسم عبد الواحد البغدادي الشاعر المجيد المتوفى سنة 439. (2) كان يدخل عليه من أملاكه كل سنة أربعة وعشرون ألف دينار كما في (معجم الأدباء) 13 ص 154.
/ صفحة 275 / كمثلهما بقية تلامذته، وكان قد وقف قرية على كاغذ الفقهاء، ويقال: إن الناس أصابهم في بعض السنين قحط شديد فاحتال رجل يهودي على تحصيل قوته فحضر يوما مجلس الشريف المرتضى وسأله أن يأذن له في أن يقرأ عليه شيئا من علم النجوم فأذن له و أمر له بجراية تجري عليه كل يوم فقرأ عليه برهة ثم أسلم على يديه (1) وكان لم ير لثروته الطائلة قيمة تجاه مكارمه وكراماته وكان يقول: وما حزني الاملاق والثروة التي * يـــــذل بهـــــا أهل اليسار ضلال أليـــــس يـــبقي المال إلا ضنانة * وأفـــــقـــــر أقـــواما ندى ونوال إذا لـــم أنـل بالمال حاجة معسر * حصور عـن الشكوى فمالي مال 2: وشرفه الوضاح النبوي الذي ألزم خلفاء الوقت تفويض نقابة النقباء الطالبيين إليه بعد وفاة أخيه الشريف الرضي، وأنت تعلم أهمية هذا المنصب يومئذ حيث أخذ فيه السلطة العامة على العلويين في أقطار العالم يرجع إلى نقيبهم حلها وربطها وتعليمها وتأديبها والأخذ بظلاماتهم وأخذها منهم والنظر في أمورهم في كل ورد وصدر. 3: ورفعة بيته وجلالة منبته فقد كانت سلسلة آباءه من طرفيه متواصلة من أمير إلى نقيب إلى زعيم إلى شريف، وهذه مشفوعة بما كان فيه من لباقة وحنكة و حذق في الأمور هي التي أهلته لأن تفوض إليه إمارة الحاج فكان يسير بهم سيرا سجحا ولا يرجع بهم إلا من دعة إلى دعة، والحجيج بين شاكر لكلاءته، وذاكر لمقدرته، ومطر أخلاقه، ومتبرك بفضائله، ومثن على أياديه. 4: ولشموخ محله وعظمة قدره بين أظهر الناس ومكانته العالية عند الأهلين، وجمعه بين سطوة الحماة وثبت القضاة انقادت إليه ولاية المظالم، فتولى النقابة شرقا وغربا، وإمارة الحاج والحرمين، والنظر في المظالم، وقضاء القضاة ثلاثين سنة وأشهرا (2). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الدرجات الرفيعة للعلامة السيد على خان. (2) صحاح الأخبار لسراج الدين الرفاعي ص 61، والمستدرك 3 ص 516 نقلا عن القاضي التنوخي.
/ صفحة 276 / م - قال ابن الجوزي في (المنتظم) 7 ص 276: في يوم السبت الثالث من صفر - سنة 406 - قلد الشريف المرتضى أبو القاسم الموسوي الحج والمظالم ونقابة النقباء الطالبيين وجميع ما كان إلى أخيه الرضي، وجمع الناس لقرائة عهده في الدار الملكية وحضر فخر الملك والأشراف والقضاة والفقهاء وكان في العهد: هذا ما عهد عبد الله أبو العباس أحمد الإمام القادر بالله أمير المؤمنين إلى علي بن موسى العلوي حين قربته إليه الأنساب الزكية، وقدمته لديه الأسباب القوية، واستطل معه بأغصان الدوحة الكريمة، واختص عنده بوسائل الحرمة الوكيدة، فقلد الحج والنقابة وأمره بتقوى الله. إلخ ] يلقب بالمرتضى، والأجل الطاهر، وذي المجدين، ولقب بعلم الهدى سنة 420 وذلك أن الوزير أبا سعيد محمد بن الحسن بن عبد الرحيم مرض في تلك السنة فرأى في منامه أمير المؤمنين عليه السلام يقول له: قل لعلم الهدى يقرء عليك حتى تبرأ. فقال: يا أمير المؤمنين ومن علم الهدى ؟ فقال: علي بن الحسين الموسوي. فكتب إليه فقال رضي الله عنه: الله الله في أمري فإن قبولي لهذا اللقب شناعة علي فقال الوزير: والله ما كتبت إليك إلا ما أمرني به أمير المؤمنين عليه السلام (1 ). وكان يلقب بالثمانين لما كان له من الكتب ثمانون ألف مجلدا ومن القرى ثمانين قرية تجبى إليه (2) وكذلك من غيرهما حتى إن مدة عمره كانت ثمانين سنة و ثمانية أشهر، وصنف كتابا يقال له الثمانون. ولادته ووفاته: ولد سيدنا المرتضى في رجب سنة 355 وتوفي يوم الأحد 25 ربيع الأول سنة 436 وعلى هذا جل المؤرخين لولا كلهم، نعم: هناك خلاف يسير (3) لا يعبأ به، وصلى عليه ابنه وتولى غسله أبو الحسين النجاشي ومعه الشريف أبو يعلى محمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ذكره شيخنا الشهيد في أربعينه. (2) الرسالة الخراجية للمحقق الثاني. (3) في عمدة الطالب، وصحاح الأخبار في 15 ربيع الأول. وفي كامل ابن الأثير آخر ربيع الأول. وفي أنساب المجدي آخر سنة 436 أو 437. وعن خط الشهيد الأول يوم الأحد السادس والعشرين من ربيع الأول. كل هذه مما لا يعبأ به.
/ صفحة 277 / الحسن الجعفري وسلار بن عبد العزيز الديلمي كما في رجال النجاشي ص 193، ودفن في داره عشية ذلك النهار ثم نقل إلى الحائر المقدس ودفن في مقبرتهم وكان قبره هناك كقبر أبيه وأخيه الشريف الرضي ظاهرا معروفا مشهورا كما في عمدة الطالب، وصحاح الأخبار، والدرجات الرفيعة. وهناك فتاوى مجردة من قذف سيدنا المترجم بالاعتزال تارة وبالميل إليه أخرى وبنسبة وضع كتاب (نهج البلاغة) إليه طورا من أبناء حزم وجوزي وخلكان وكثير والذهبي، ومن لف لفهم من المتأخرين (1) وبما أنها دعاوي فارغة غير مدعومة بشاهد، وكتب سيدنا الشريف يهتف بخلافها ومن عرفه من المنقبين لا يشك في ذلك، وقد أثبتنا نسبة (نهج البلاغة) إلى الشريف الرضي بترجمته، نضرب عن تفنيد تلكم الهلجات صفحا. ولابن كثير في (البداية والنهاية) ج 12 ص 53 عند ذكر السيد سباب مقذع وتحامل على ابن خلكان في ثنائه عليه جريا على عادته المطردة مع عظماء الشيعة [ و كل إناء بالذي فيه ينضح ] ونحن لا نقابله إلا بما جاء به الذكر الحكيم: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. نبذة من ديوان المرتضى : ومن شعر سيدنا علم الهدى المرتضى نقلا عن ديوانه قوله يفتخر ويعرض ببعض أعدائه يوجد في الجزء الأول منه: أما الشبـــــاب فقـــد مضت أيامه * واستـــــل من كـفي الغداة زمامه وتنكـــــرت آياتـــــه وتغـــــيـــرت * جـــــاراته وتــقوضـــــت آطـــامه ولقـد درى من في الشباب حياته * أن المشيب إذا عـــــلاه حمــــامه عــوجا نحيي الربع يدللنا الهوى * فلربما نفع المحـــــب ســـــلامــه واستعـــــبرا عــني به إن خانني * جفـــــني فلــم يمطر عليه غمامه فمـــــن الجفون جوامد وذوارف * ومـــــن السحاب ركامه وجهامه دمن رضعت بهن أخلاف الصبى * لو لـــم يكــن بعد الرضاع فطامه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) نظراء جرجي زيدان في آداب اللغة 2 ص 288، والزركلي في الأعلام ص 667.
/ صفحة 278 / ولقد مررت على العقيق فشفـني * إن لم تغن على الغصون حمامه وكـــــأنه دنف تجـــــلد مونـــــسا * عـــــواده حـــــتى استبان سقامه 10 من بعـــــد مــا فارقته فكأنه * نشـــــوان تمـــــسح تـربه آكامه مـــــرح يهـــــز قـــــناته لا يأتلي * أشـــــر الصبـا وغرامه وعرامه تـــــندى على حــر الهجير ظلاله * ويضـــيئ في وقت العشي ظلامه وكـــــأنما أطيـــــاره وميـاهـــــه * للنـــــازليـــــه قيـــــانه ومـــدامه وكـــــأن آرام النـــــساء بأرضه * للقانصـــــي طــــرد الهوى آرامه 15 وكــــأنما برد الصبا خوذانه * وكـــــأنما ورق الشبـــاب بشامه وعضيهــــة جائتك من عبق بها * أزرى عـليــك فلـــــم يجره كلامه ورمـــــاك مجتريـــا عليك وإنما * وافـــــاك من قعـر الطوي سلامه وكأنمـــــا تسفـــى الرياح بعالج * ما قـــــال أو مـــــا سطرت أقلامه وكـــــأن زورا لفقــت ألفاظـــــه * سلـــــك وهـــى فانحل عنه نظامه 20 وإذا الفتى قعدت به أخواله * فــي المجــد لم تنهض به أعمامه وإذا خصال السوء باعدن أمرءا * عـــــن قومـــــه لـم يدنه أرحامه ولكـــــم رمــاني قبل رميك حاسد * طاشـت ولم تخدش سواه سهامه ألقـــــى كـلاما لم يضرني وانثنى * ونـــــدوبه فـــــي جــــلده وكلامه هيهـــــات أن ألفى وسيل مسافه * ينجـــــو بــــه يوم السباب لطامه 25 أو أن أرى في معرك وسلاحه * بـــــدل السيوف قذافه وعذامه ومـــــن البـلاء عداوة من خامل * لا خــــلفـــــه لعـــــلى ولا قــدامه كثـرث مســـــاويه فصار كمدحه * بـــــين الخـــلايق عـيــبه أو ذامه والخـرق كل الخرق من متفاوت * الافعـــــال يتـــــلو نقــضه إبرامه جـــــدب الجـناب فجاره في أزمة * والضيـــــف موكــول إليه طعامه 30 وإذا علقت بحبله مستعصما * فكفـــــقع قـــــرقـرة يكون زمامه وإذا عهـــــود القــوم كن كنبعهم * فالعهـــــد منـــــه يـراعه وثمامه وأنا الذي أعييت قبلك من رست * أطـــــواده واستشــــرفت أعلامه
/ صفحة 279 / وتتــبـــع المعـــروف حتى طنبت * جـورا على سنن الطريق خيامه وتبــــاذرت أعــــداؤه سطـــواته * كالليــــت يرهــــب نائــيا إرزامه وتــــــرى إذا قابلته عــن وجهه * كالبدر أشرق حين تم تمامه 35 حتى تذلل بعــــــد لاي صعــــــبه * وانقــــــاد منبــــــوذا إلي خطامه يهـــــدى إلي على المغيب ثناؤه * وإذا حــــــضرت أظلـــني إكرامه فمضى سليما من أذاة قوارصي * واستــــــام ذمي بعــــده مستامه والآن يوقــــــظني لنحـت صفاته * مـن طال عن أخذ الحقوق نيامه ويسومني ولان خــــــلوت فإنني * مقر وفي حنك العدو سمامه 40 فلبئسمـــــا منـــتـــــه منـي خاليا * خــــــطراته أو ســــولت أحلامه أمــــا الطريف من الفخار فعندنا * ولنــــــا مـن المجد التليد سنامه ولنــــــا من البــيت المحرم كلما * طــــــافت بـــه في موسم أقدامه ولنــــــا الحـطيم وزمزم وتراثها * نعــــم التراث عن الخليل مقامه ولنا المشاعر والمواقف والذي * تهــدى إليه من منى انعامه 45 وبجــــدنا وبصنوه دحيت عن الــ * ــبيت الحرام وزعزعت أصنامه وهمـا علينا أطلعا شمس الهدى * حــــــتى استــنار حلاله وحرامه وأبي الذي تبدو على رغم العدى * غــــــرا محجلــــــة لنـــــا أيامه كالبدر يكسو الليل أثواب الضحى * والفجر شب على الظلام ضرامه وهــــــو الذي لا يقتفي في موقف * أقــــــدامه نكص بـه إقدامه 50 حتــــــى كــــــأن نجـاته هي حتفه * وورائــــــه مما يخــــــاف أمامه ووقى الرسول على الفراش بنفسه * لمــــــا إراد حمــــــامه أقوامه ثانيــــــه فــــــي كل الأمور وحصنه * في النائــــــبات وركنه ودعامه لله در بــــــلائــــه ودفــــــاعــــــه * واليوم يغــــــشى الدارعين قتامه وكــــــأنما اجــــــم العـوالي غيله * وكـــــأنما هو بينها ضرغامه 55 وتــــــرى الصـــريع دماؤه أكفانه * وحنــــــوطه أحجــــــاره ورغامه والمــــوت من ماء الترائب ورده * ومــــــن النـفوس مزاده ومسامه
/ صفحة 280 / والمــــوت من ماء الترائب ورده * ومــــــن النـفوس مزاده ومسامه طلبـــوا مـــــداه ففاتهــم سبقا إلى * أمديشـــــق عـــلى الرجال مرامه فمتـــــى أجــــالوا للفخار قداحهم * فالفـــــائزات قـــــداحه وسهـــامه وإذا الأمــور تشابهت واستبهمت * فجـــــلاؤها وشفـاؤها أحكامه60 وتـــــرى النـدي إذا احتبى لقضية * عـــــوجا إليهـــــا مصغـيات هامه يفـــــضي إلـــــى لب البليـــد بيانه * فيـــــعي وينـــــشئ فـهمه إفهامه بغـــــريب لفـــــظ لـــم تذره سقاته * ولطيـــــف معــنى لم يفض ختامه وإذا التـــــفت إلــى التقى صادفته * مـــــن كـــــل بـــــر وافـــرا إقامه 65 فالليل فيـــــه قيـــامه متهجدا * يتــــلو الكتاب وفي النهار صيامه يطـــــوي الثـــــلاث تعفـفا وتكرما * حـــــتى يصـــــادف زاده معـــتامه وتــــراه عريان اللسان من الخنا * لا يهتـــــدي للامـــــر فيـــه ملامه وعلى الذي يرضي الآءله هجومه * وعـــــن الذي لا يرتضى احجامه فمضـــــى بريـــــئا لم تشنه ذنوبه * يـــــوما ولا ظـــــفرت بـــــه آثامه 70 ومفاخــر ما شئت إن عددتها * فالسيـــــل أطبـــــق لا يعــد ركامه تعـــــلو عـــلى من رام يوما نيلها * مـــــن يـــــذبل هضباتـــــه واكامه وقال في الجزء الرابع من ديوانه يرثي الإمام السبط الشهيد عليه السلام في يوم عاشوراء سنة 427: أما ترى الــــربع الذي أقفرا * عراه من ريب البلى ما عرا؟ لـــــو لــــم أكن صبا لسكانه * لم يجر من دمعي له ما جرى رأيتـــــه بعـــــد تمـــــام لـــه * مقـــــلبا أبطـــــنه أظـــــهـرا كـــــأنني شكا وعـــــلمـــا به * أقـــــرأ مـــن أطلاله أسطرا 5 وقفـــــت فيــه اينقا ضمرا * شذب من أوصالهن السرى لــي بأناسي شغل عن هوى * ومعــشري أبكي لهم معشرا أجل بأرض الطف عينيك ما * بـــيــن أناس سربلوا العثيرا حكـــــم فيـــهم بغي أعدائهم * عـليهم الذؤبــــان والأنـسرا تخـــــال مــــن لئلا أنوارهم * ليـــــل الفيـــــافي بهم مقمرا
/ صفحة 281 / تخـــــال مــــن لئلا أنوارهـــــــم * ليـــــل الفيـــــافي بهم مقمـــــرا صـــرعى ولكن بعد أن صرعوا * وقطـــــــروا كــل فتى قطرا 10 لم يرتضوا درعـــــا ولم يلبسوا * بالطعـــــــن إلا العــلق الأحمرا من كــــــل طيان الحشى ضامر * يركـــــــب في يوم الوغا ضمرا قـــــــل لبني حــرب - وكم قولة * سطـــــرها في القوم من سطرا : تهتــــــم عن الحق كأن الذي * أنـــــــذركم فـــــــي الله ما أنذرا كـــــــأنه لـــــــم يقــــركم ضللا * عن الهدى القصد بأم القرى 15 ولا تـــــــدرعـــــــتـــــم بأثوابه * مـــــــن بعـــد أن أصبحتم حسرا ولا فـــــــريتم ادمـــــــا إمــــرة * ولـــــــم تكــــونوا قط ممن فرى وقلتـــــــم عــــنــــصرنــا واحد * هيـــــــهات لا قـربى ولا عنصرا ما قدم الأصل امرءا في الورى * أخـــــــره فـــــي الفرع ما أخرا طرحـــــــتــم الأمر الذي يجتنى * وبعــــتم الشئ الذي يشترى 20 وغـــــــركم بالجـــــهل إمهالكم * وإنما اغـــــــتر الـــــــذي غررا حـــلأتم بالطف قوما عن الماء * فحـــــــلئـــــــتم بـــــــه الكــوثرا فـــــــإن لقـــــــوا ثم بكم منكرا * فســـــــوف تلقـــــون بهم منكرا في ساعـــــــة يحكم في أمرها * جـــــــدهم العـــــــدل كـــما أمرا وكيـــــــف بعــتــم دينكم بالذي * استنزره الحازم واستحقرا؟! 25 لـــــــولا الـذي قدر من أمركم * وجـــــــدتم شـــــــأنكـــــــم أحقرا كانـــــــت من الدهر بكم عثرة * لا بـــــــد للســـــــابـــق أن يعثرا لا تفخـــــــروا قــــط بشئ فـما * تـــــــركتم فيـــــــنا لكــــم مفخرا ونلتـــــــموها بـــيعة فلتة (1) * حـــــــتى تــرى العين الذي قدرا كأنـــــــني بالخــــــيل مثل الدبا * هبـــــــت له نكاؤه صرصرا 30 وفـــــــوقها كــــل شديد القوى * تخـــــــاله مـــــــن حنــق قسورا لا يمـــــطر السمر غداة الوغا * إلا بـــــــرش الـــــــدم إن أمطرا فيـــــــرجع الحــــــق إلى أهله * ويقـــــــبل الأمـــــــر الذي أدبرا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أشار إلى ما أخرجه الحفاظ عن عمر أنه قال: بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها.
/ صفحة 282 / فيـــــــرجع الحــــــق إلى أهله * ويقـــــــبل الأمـــــــر الذي أدبرا يا حجـــــج الله عـــلي خـــــلقه * ومــــن بهــــم أبصر من أبصرا 35 أنـــتم على الله نزول وإن * خـــــال أنـــــاس أنكم في الثرى قد جعـــــل الله إليكم - كـــــمــا * عـــــلمتم – المبعـث والمحشرا فـــــإن يكـــن ذنب فقولوا لمن * شفعـــــكم فـــي العفو أن يغفرا : إذا توليتـــــكم صــــادقــــــــا * فـــــليس منـــــي منــــكر منكرا نصـــــرتكم قـــــولا عـلى أنني * لآمـــــل بالسيـــــف أن أنــصرا 40 وبـــــين أضلاعي سر لكم * حـــــوشي أن يبدوا وأن يظهرا أنظـــــر وقــــتا قيل لي: بح به * وحـــــق للموعـــــود أن ينظرا وقـــــد تبصـــــرت ولكنـــنـــــي * قـــــد ضقت أن أكظم أو أصبرا وأي قلـــــب حمـــــلت حـــزنكم * جوانـــــح عـــنه وما فطرا ؟ ! 45 لا عاش من بعدكم عائش؟* فيـــنا ولا عـــــمّر مــــن عمّرا ولا استـــــقرت قـــــدم بعـــدكم * قـــــرارها مبـــدي ولا محضرا ولا ســـــقى الله لنا ظـــامئـــــا * من بعـــــد أن جنبـــــتم الأبحرا ولا عــلت رجل - وقد زحزحت * أرجـــــلكم عـــــن متنه - منبرا وقال في الجزء الرابع من ديوانه وهو يفتخر: مالك فـــــي ربـــــة الغـــــلائـــــــل * والشيـب ضيف لمتي من طائل ؟ ! أما ترين في شواتي (1) نازلا ؟ ! * لا متعـــــة لــي بعـــــده بـــنـــــازل محا غـــــرامي بالغـــــواني صبغه * واجتـــــث مـــــن أضــالعي بلابلي ولاح فـــــي رأســـــي منه قـــبص * يـــــدل أيـــــامي عـــــلى مقاتـــلي 5 كــــان شبابي في الدمى وسيلة * ثم انقـــــضت لمـا انقضت وسائلي يا عـــــائبي بباطـــــل ألــــفـــــتـــه * خـــــذ بـــــيديك مـــــن تــمن باطل لا تعـــــذلني بعـــــدها على الهوى * فـــــقد كفــاني شيب رأسي عاذلي وقـــــل لقـــــوم فاخـــــرونا ضلـة: * أين الحصيات من الجراول (2)؟! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) شواة: جلدة الرأس. (2) الجراول جمع جرولة وجرول: الحجارة.
/ صفحة 283 / وقـــــل لقـــــوم فاخـــــرونا ضلـة: * أين الحصيات من الجراول (2)؟! وأين قــــامات لكـــــم دميـــــمـــــة * مـــــن الـرجال الشمخ الأطاول ؟! نحـــــن الأعالي فـــي الورى وأنتم * ما بـــــينهم أســـــافل الأسافل 10 ما تستـــوي - فلا تروموا معوزا - * فضـــــائل الســـــادات بالـــــرذائل مــا فيـــــكم إلا دنـــــي خـــــامـــــل * وليـــــس فيـــــنا كـــــلنا من خامل دعـــــوا النباهات عـــــلى أهل لها * وعـــــرسوا في أخــــفض المنازل ولا تعـــــوجوا بمهـــــب عــــاصف * ولا تقيـــــموا فـــــي مصب الوابل أما تــرى خير الورى معاشري ؟ ! * ثم قبـــــيلي أفــــضل القبائل؟! 15 ما فيهـــــم إن وزنـــــوا من ناقص * وليـــــس فيـــــهم خبرة من جاهل أقسمـــــت بالبـــــيت تطــوف حوله * أقـــــدام حـــــاف للتــــقى وناعــل ومـــــا أراقـــــوه عـــــلـى واد منى * عـــــند الجـــــمار من نجيع سائل وأذرع حـــــاسرة تـــــرمي - وقــــد * حــــان طلوع الشمس - بالجنادل والموقـــــفين حـــــط مـــــا بـــينهما * عــن ظهره الذنوب كل حامل 20 فـــــإن يخـــــب قـــوم على غيرهما * فلـــــم يخـــــب عــندهما من آمل لقـــــد نمتـــــني مـــــن قــريش فتية * ليـــــسوا كمن تعهد في الفضائل الواردين من عـــــلي ومـــــن تــقى * دون المنـايـا صفـوة المنـاهـــــل قـــــوم إذا ما جـــــهلوا ف ي معرك * ولـــــوا على الأعـراق بالشمائل كأنهـــــم أســـــد الشرى يوم الوغى * لكنـــــهم أهلـــــة المحـــافل 25 إن ناضـــــلوا فلـــــيس مــن مناضل * أو ساجلوا فلـــــيس من مساجل ســـــل عـــــنهم إن كنـــت لا تعرفهم * ســـــل الظــــبى وشرع العوامل وكـــــل منـــــبوذ على وجـــه الثرى * تســـــمع فيه رنـــــة الــثــــواكل كأنمـــــا أيـــــديهــــــم منـــــاصـــــل * يلعـــــبن يــــوم الروع بالمناصل مـــــن كـــــل ممتـــــد القــناة سامق * يقــــصر عنه أطول الحمائل 30 ما ضـــــرني والعـــــار لا يطـور بي * إن لـــــم أكـــــن بالملك الحلاحل ولـــــم أكـــــن ذا صامـــــت وناطق * ولـــــم أرح بباقـــــر وجـــــامـــل خـــــير مـــــن المــــــال العتيد بذله * فـــــي طــرق الافضال والفواضل
/ صفحة 284 / والشكر مغـــــن أنــــت مغن فقره * خـــــير إذا أحـــــرزته مـن نـــــائل فـــــلا تعــرض منك عرضا أملسا * لخـــــدشة اللـــــوام والقوائل 35 فلـــــيس فيـــــنا مقـــــدم كمحجــم * وليـــــس منـــــا بـــــاذل كبـــــاخـل وما الغـــــنى إلا حبـــــالات العــنا * فانـــــج إذا شـــــئت مــــن الحبائل إلى متى أحـــــمل من ثقـل الورى * مـــــا لــم يطقه ظهر عود بازل ؟! إن لـــــم يزرني الهـم اصباحا أتى * ولم أعـــــره الشــوق في الأصائل وكـــــم مقام في عـــــراص ذلــــة * وعـــــطن عــــن العلاء سافل 40 وكـــــم أظـــــل مفهـــقا عن الأذى * معـــــللا دهـــــري بـــــــالأباطـــــل كأنـــــني وقـــــد كملـــــت دونـــهم * رضـــــي بــدون النصف غير كامل محـــــسودة مغـــــبـوطة ظواهري * لكـــــنها مرحـــــومة دواخـــــلــــي كأنـــــني شعـــــب جفـــــاه قـــطره * أو منـــــزل أقـــــفـــــر غــــير آهل فقـــــل لحـــــسادي: أفـيقوا فالذي * أغـــــضبكم منـــــي غـــير آفل 45 أنا الـــــذي فضحــــت قولا مصقعا * مقـــــاولي وفـــــي العـلى مطاولي إن تبتـنـوا من العـــــدى معــــاقلا * فـــــإن فـــــي ظـــــن القـنا معاقلي لا تستـــــروا فضــلي الذي أوتيته * فـــــالشمس لا تحجـــــب بالحــوائل فـــــقد فـــــررتم أبـدا من سطوتي * فـــــر القـطا الكدر من الأجادل 50 ولا تـــــذق أعـــــينكم طـعم الكرى * وعـــــنـــــدكم وفيـــــكم طــــوائلي تقــــوا الردى وحاذروا الشر الذي * شـــــب أواري فغـــــلت مراجــلي وجـــــن تـــــيار عـــبابي واشتـكت * خـــــروق أسمـــــاعكم صلاصلـي إن لـــــم أطـــــركم مـــزقا تحملكم * نكـــــب الأعـــاصير مــع القساطل فـــــلا أجـــــبت مــن صريخ دعوة * ولا أطعـــــت يـوم جود سائلي 55 ولا أنـــــاخ كـــــل قـــــومي كـلهم * فـــــي مغــــنم أو مغرم بكاهـل(1) وفي غـــــد تبـــــصرها مغـــــبــرة * عـــــلى المـــوامي كالنعام الجافل يخـــــرجن مـن كل عجاج كالدجى * مثـــــل الضحـــــى بالغرر السوائل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكل: الضعيف. اليتيم. الكاهل من القوم: سندهم ومعتمدهم.
/ صفحة 285 / يخـــــرجن مـن كل عجاج كالدجى * مثـــــل الضحـــــى بالغرر السوائل من يرهن قـــــال: من هـــذا الذي * ســـــد الملا بالنعـــــم المـطافل ؟ ! وفوقهـــــن كـــــل مرهـوب الشذا * يروي السنان من دم الشواكل (1) أبـــــيض كالسيـــف ولكن لم يعج * صقـــــاله عـــــلى يمين صاقل 60 : حيــث ترى الموت الزؤام بالقنا * مستحـــــب الأذيــــال والذلاذل (2) والنقــع يغشى العين عن لحاظها * والركــض يرمي الأرض بالـزلازل وبـــــزت الأصــــلاب أو تمخضت * بلا تمـــــام بطــــن كــــــل حــــامـل ولم يجـــــز هـــم الفتى عن نفسه * وذهـــــل الحـــــي عن العـــــقــائل إن لـــــم أنـــــل فــــي بابل مأربي * فلـــــي إذا مــا شئت غير بابل 65 وإن أبـــــت في وطـــــن مقلقــــلا * أبدلتـــــه بأظهـــــر الـــــرواحـــــل وإن تضـــــق بـــــي بلــــدة واحدة * فلـــــم تضــــق في غيرها مجاولي وإن نبـــــا عـــــني خـــــليل وجفا * نفـــــضت مـــــن ودي لـــــه أناملي خـــــير من الخـــصب مع الذل به * معـــــرس عـــــلى المـكان الماحل وقال في الافتخار في الجزء الرابع من ديوانه: مـــــاذا جنـــــته ليلـــــة التعــــريف * شغــــفت فؤادا ليس بالمشغوف ؟ ولـــــو أنـــــني أدري بمـــــا حملته * عـــــند الوقوف حذرت يوم وقوفي مـــــا زال حـــــتى حـــن حب قلوبنا * بجـــــماله ســـــرب الظباء الهيف وأرتك مكتـــــتم المحـــاسن بعد ما * ألـــــقى تـــــقى الإحرام كل نصيف وقنعـــــت منهـــــا بالســلام لو أنه * أروى صـــدى أو بل لهف لهيف 5 والحــــب يرضي بالطفيف معاشرا * لـــــم يرتـــــضوا مــن قبله بطفيف ويخف من كان البطيئ عن الهوى * فكأنـــــه مـــــا كان غـــــير خـفيف يا حبهـــــا رفـــــقا بقلـــــب طالمــا * عـــــرفته مـــــا ليــــس بالمعروف قـــــد كـان يرضى أن يكون محكما * فـــــي لبـــــه لـــو كنت غير عنيف أطـــــرحت يا ظميـــــاء ثقـــلك كله * يـوم الوداع على فقار ضعيف 10 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) شواكل ج شاكلة: الخاصرة. (2) الزؤام: عاجل. وقيل: سريع مجهز الذلاذل جمع ذلذل وذلذل: أسفل الثوب.
/ صفحة 286 / يقتـــــاده للحـــــب كـــــل محــــبـــــب * ويروعـــــه بالبـــــين كـــــل أليـــف وكـــــأنني لمـــــا رجعــت عن النوى * أبـــــكي رجعـــــت بناظـــر مطروف وبزفـــــرة شهـــــد العـــــذول بأنـــها * من حـــــامل ثقـــــل الهدى ملهوف ومتـــــى جحـــــدتهم الغـــرام تصنعا * ظهـــــروا عــــليه بدمعي المذروف 15 وعــلى منى غرر رمين نفوسنا * قبـــــل الجـــمار من الهوى بحتوف يسحبـــــن أذيال الشفـــــوف غـوانيا * بالحـــــسن عــن حسن بكل شفوف وعـــــدلن عـن لبـس الشفوف وإنما * هـــــن الشنــــوف محاسنا لشنوف وتعجـــــبت للشيـــــب وهـــــي جناية * لـــــدلال غـــــانية وصـــــد صـدوف وأنـــــاطت الحـــــسناء بـــــي تبعاته * فكـــــأنما تفـــــويفـــــه تفـــــويــفي 20 هو منزل بـــــدلته من غـــــيــره * وهـــــو الفـتى في المنزل المألوف لا تنكـــــريه فهو أبعـــــد لبـــــســـــة * عـــــن قــــذف قاذفة وقرف قروف وبعـــــيدة الأقـــــطار طامسة الطوى * مـــــن طـول تطواف الرياح الهوف لا صـــــوت فيـــــها للأنـــــيس وإنما * لعـــــصائب الجـــنان جرس عزيف وكـــــأنما خـــــرق النعـــــام بـــدوها * ذود شـــــردن لزاجـــــر هـنــيــــف 25 قطعـــت ركابي وهي غير طلائح * مع طـــــول ايضاعي وفرط وجيفي أبغـــــي الـــــذي كل الورى عن بغيه * مـــــن بـين مصدود ومن مصدوف والعـــــز في كـــــلف الرجال ولم ينل * عـــــز بـــــلا نصـــــب ولا تـــكليف والجـــــدب مغـــــنى للأعــــــزة داره * والـــــذل بـــــيت فـــي مكان الريف ولقـــــد تعـــــرفت النــــوائب صعدتي * وأجـــــاد صـرف الدهر من تثقيفي 30 وحللـــــت مــــن ذل الأنام بنجوة * لا لـــــومتي فيـــــها ولا تعـــــنيفي فبـــــدار أنـــــدية الفخـــــار إقـــامتي * وعــلى الفـضائل مربعي ومصيفي وسرى سرى النجم المحلق في العلى * نـــــظمي ومــا ألفت من تصنيفي ورأيـــــت من غـــــدر الـزمان بأهله * مـــــن بعـــــد أن أمنوه كل طريف وعجــــبت من حيد القوي عن الغنى * طــــول الزمان وحظوة المضعوف 35وعمى الرجال عن الصواب كأنهم * يعـــمــــون عما ليس بالمكشوف
/ صفحة 287 / 35وعمى الرجال عن الصواب كأنهم * يعـــمــــون عــــما ليس بالمكــــشوف وفـــــديت عــرضي من لئام عـشيرتي * بنـــزاهتي عـــن سيئ وعـــزوفي (1) فبقـــــدر ما أحـــــميهم مـــــا سـاءهم * أعـــــطيهم مـــــن تـــــالــدي وطريفي كـــــم روع الأعـــــداء قبـــــل لقـائهم * بـــــبروق إيعـــــادي ورعــــد صريفي وكـــــأنهم شـــــرد ســـــوامهــــم وقد * سمعـــــوا عـــــلى جو السماء حفيفي قـــــومي الــــذين تملكوا ربق الـورى * بطعـــــان أرمـاح وضرب سيوف 40 ومواقـــــف في كـــــل يـــــوم عـظيمة * مـــــا كـــــان فيـــــها غـيرهم بوقوف ومشـــــاهد مـــــلأت شعــوب عدائهم * بقـــــذى لأجـــــفان ورغــــم أنـــــوف هم خـــــولوا النعـم الجسام وأمطروا * فـــــي المملقيـــــن غــمائـم المعروف وكـــــأنهم يـــــوم الوغــــى خلل القنا * حـــــيات رمـــــل أو أســـــود غـــريف كـــــم راكـــــب منهــــم لغارب سدفة * طـــــربا لجـــــود أو مهـين سديف 45 ومتيـــــم يالمـــــكرمات وطـــــالمــــا * ألـــــف النـــــدى مــن كان غير ألوف وحـــــللت أنديـــــة المـــــلوك مجيبة * صـــــوتي ومصغـــــية إلـــــى توقـيفي وحـــــميتهم بالحـــــزم كـــل عضيهة * وكفيتـــــهم بالعـــــزم كـــــل مخــــوف وتـــــراهم يـــــتدارسون فضـــــائلي * ويصنـــــفون مـــــن الفخــــار صنوفي ويـــــرد دون عـــــلى الرواة مآثري * ويعـــــد دون مـــــن العـلاء الوفي 50 ويسيـــــرون إلـــــى ديـــــار عدوهم * مـــــن جنـــــد رأيـي العالمين رجوفي وإذا هـــــم نكـــــروا غـــــريبا فاجئا * وفزعـــــوا بنـــــكرهم إلـــــى تعـريفي دفعـــــوا بي الخـــطب العظيم عليهم * واستعـــــصموا حـــــذر العدى بكنوفي وصحبـــــت منهـــــم كــل ذي جبرية * ســـــام عـــــلى قـــــلل البــــرية موف تـــــرنو إليـــــك وقـــــد وقفت إزاءه * بـــــين الــــوفود بناظري غطريف 55 فـــــالآن قل للحـــــاسدين: تـنازحوا * عـــــن شمـــس افق غير ذات كسوف ودعـــــوا لسيـــــل الـواديين طريقه * فـــــالسيل جـــــراف لكـــــل جـــــروف وتـــــزودوا يأس القلوب عن الندى * فمنيـــــفه دار لـــــكـــل مـــــنـــــيـــــف وارضــــوا بأن تمشوا ولا كرم لكم * فـــــي دار مجـــــد الأكـــرمين ضيوفي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عزوف: ترك الشيئ والانصراف عنه.
/ صفحة 288 / وقال في الجزء الخامس من ديوانه يرثي جده الطاهر الإمام السبط الشهيد عليه السلام ومن قتل معه: يـــــا دار دار الصـــــوم القــــــوم * كيـــــف خــــلا أفقك من أنجـم ؟! عهـــــدي بهـــــا يرتـــــع سكانها * فـــــي ظـــــل عـــــيش بـينها أنعم لم يصبحـــــوا فيـــــها ولم يغبقوا * إلا بكـــــأسي خـــــمـــــرة الأنعـم بكيـــــتها مـــــن أدمـــــع لـو أبت * بكيـــــتهـا واقـــــعـــــة مـــــن دم 5 وعجـــــت فيـــــها رائـيا أهلها * ســـــواهم الأوصـــــال والملــطم نحـــــلن حتـــــى خــالهن السرى * بعـــــض بقـــــايا شطـــــن مبــرم لـــــم يـــــدع الآســـــاد هــاماتها * إلا سقيـــــطات عـــــلى المنـــسم يا صـــــاحبي يــــوم أزال الجوى * لحـــــمي بخـــــدي عــــن الأعظم واريـــــت مـــــا أنـــــت به عـالم * ودائـــــي المعـــــضل لـــــم تعــلم 10 ولســـــت فيـــما أنا صب به * مـــــن قـــــرن السالي بالمغــــرم وجـــــدي بغـــــير الظعــن سيارة * مـــــن محـــــزم نــــاء إلى محزم ولا بلفـــــاء هضـــــيم الحـــــشـا * ولا بـــــذات الجـــــيـد والمعـــصم فاسمع زفيري عند ذكري الأولى * بالطـــف بــــين الــــذئب والقشعم طـــــرحي فإما مقعـــــص بالقــنا * أو سائل النـــفس على مخذم (1) 15 نثـــــرا كـــــدر بدد مهـــــمـل * أغـــــفله السلـــــك فـــــلم ينــظم كأنـــــما الغـــــبراء مـــــرميــــة * مـــــن قبـــــل الخـــضراء بالأنجم دعـــــوا فجـــــاؤا كـــــرما منهم * كـــــم غـــــر قومــــا قسم المقسم حتــــى رأوها أخـــــريات الدجـى * طـــــوالعا مـــــن رهـــــج أقتـــــم كأنـــــهم بالصـــــم مـــطـــــرورة * لمنجـــــد الأرض عـــــلى متــــهم 20 وفـــــوقها كـــل مغيظ الحشا * مكتـــــهل الطـــــرف بلــــون الدم كـــــأنه مـــــن حنـــــق أجــــــــدل * أرشـــــده الحـــــرص إلـى مطعم فاستـــــقلبوا الطعـــــن إلــى فتية * خـــــواض بحـــــر الحـذر المفعم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مقعص من أقعص الرجل: قتله مكانه. أجهز عليه. مخذم: آمة الخدم والذم القطع بسرعة.
/ صفحة 289 / مـــــن كـــــل نهـــاض بثقل الأذى * مـــــوكل الكـــــاهل بالمعـــــظــــم ماض لما أم فلـــــو جــاد في الـــ * ــهيجـــــاء بالحـــــوجـــاء لم يندم وكـــــالف بالحـــــرب لـــــو أنـــه * أطعـــــم يـــوم السلم لم يطعم 25 مثـــــلم السيـــــف ومـــــن دونـه * عـــــرص صحـــــيح الحـد لم يثلم فلـــــم يـــــزالوا يكـــرعون الظبا * بـــــين تـــــراقي الفــارس المعلم فمثخـــــن يحـــــمل شهـــــاقـــــة * تحـــــكي لـــــراء فغـــــرة الأعـلم كـــــأنما الـــــورس بهـــــا سـائل * أو أنبتـــــت مـــــن قـــضب العندم ومستـــــزل بالقـــــنا عــــن قرى * عبل الشوى أو عن مطا أدهم 30 لو لـــــم يكيـــــدوهـــــم بهـا كيدة * لانقـــــلبوا بالخـــــزي والمــــرغم فاقتـــــضبـــــت بالبيض أرواحهم * فـــــي ظـــل ذاك العارض الأسحم مصيـــــبة سيـــــقـــــت إلـى أحمد * ورهطـــــه فـــــي المـــلأ الأعظم رزء ولا كـــــالرزء مـــــن قبـــله * ومـــــولم نـــــاهيك مـــــن مــولم ورميـــــة أصمـــــت ولكـــــنهـــــا * مصمـــــئة من ساعـــد أجذم 35 قـــــل لنبي حـــــرب ومن جمعــوا * مـــــن حــائر عن رشده أو عمي وكـــــل عـــــان فــي أسار الهوى * يحـــــسب يقـــــظان مـــــن الـنوّم : لا تحـــــسبوها حلـــــوة إنـــــها * أمـــــر فـــــي الحــــلق من العلقم صـــــرعهم أنهـــــم أقـــــدمـــــوا * كـــــم فـــــدي المحـــــجم بالمقـدم هـــــل فيـــــكم إلا أخـــــو سـوءة * مجـــــرح الجــلد من اللوم ؟! 40 إن خـــــاف فـــقرا لم يجد بالندى * أو هـــــاب وشــــك الموت لم يقدم يا آل ياســـــين ومـــــن حـــــبهم * منهـــــج ذاك الـسنـــــن الأقـــــوم مهـــــابط الأمـــــلاك أبـــــيــاتهم * ومستـــــقر المنـــــزل المحـــــكــم فـــــأنتم حجـــــة رب الـــــــورى * عـــــلى فصيـــــح النـطق أو أعجم وأيـــــن إلا فيـــــكــم قـــــربـــــة * إلـــــى الإلـــــه الخالق المنعم 45 والله لا أخـــــليت مـــــن ذكــركم * نظـــــمي ونـــــثري ومـرامي فمي كـــــلا ولا أغـــــبـبت أعـــــدائكم * مـــــن كـــلمي طورا ومن أسهمي
/ صفحة 290 / كـــــلا ولا أغـــــبـبت أعـــــدائكم * مـــــن كـــلمي طورا ومن أسهمي ولا رئـــــي يوم مصـــــاب لــــكم * منكــشــفا فـــي مشـــهد مبـــسمي فـــــإن أغــب عن نصركم برهـة * بمرهفـــــات لـــــم أغـــــب بالفـــم 50 صلى عــليكم ربكم وارتـوت * قبـــــوركم مـــــن مسبـــــل منجــم مقعـــــقع تخـــــجل أصـــــواتــــه * أصـــــوات ليـــــث الغـابة المرزم وكيـــــف أستــسقي لكم رحمة ؟ * وأنـــــتم الرحـــــمـة للمــــجـــــرم وقال يرثي الإمام السبط المفدى وأصحابه توجد في الجزء الخامس من ديوانه: هـــــل أنــــت راث لصــب القـلب معمود * دوي الفـــــؤاد بغـــــير الخـرد الخود ؟! مـــــا شفـــــه هجـر أحباب وإن هجروا * من غـــــير جـــــرم ولا خـلف المواعيد وفـــــي الجـــــفون قـــــذاة غـــير زائلة * وفي الضلوع غـــــرام غـــــير مفـــقـود يا عـــــاذلي ليـــــس وجـــــد بــت أكتمه * بين الحـــــشى وجد تعـــــنيف وتفـــنــيد 5 شربي دمــــوعي على الخدين سائلة * إن كان شربـــــك مـــــن مـــاء العناقيد ونـــــم فـــــإن جـــــفونا لـــــي مســـهدة * عـــــمر الليـــــالي ولـــكن أي تسهـــيد وقـــــد قضيـــــت بـــــذاك العــــذل مأدبة * لو كـــــان سمـــــعي عـنه غير مسدود تلومنـــــي لم تصبـــــك اليـــــــوم قاذفتي * ولم يعـــــدك كمـــــا يعـــــتادني عـيدي فالظـــــلم عـــــذل خــــلي القلب ذا شجن * وهجنة لـــــوم مـــــوفـــــور لمجــهود 10 كـــــم ليلة بـــــت فيها غــير مرتفق * والهم ما بـــــين محـــــلول ومعـــقــود مـــــا إن أحـــــن إليهــــــا وهي ماضية * ولا أقـــــول لهـــــا مستدعــــيا عــودي جـــــاءت فكـــــانت كعـــــوار على بصر * وزايـــلت كـــــزيال المـــائد المـــــودي فـــــإن يـــــود أنـــــاس صبــــــــح ليلهم * فإن صبحـــــي صبـــــح غـــــير مورود عـــــشية هجـــــمت منـــــها مصــــائبها * عـــــلى قلـــــوب عــــن البلوى محابيد 15 يا يوم عاشور كم طأطأت من بصر * بعـــــد السمـــــو وكــم أذللـــت من جيد يا يـــــوم عــــاشور كم أطردت لي أمـلا * قـــــد كـــــان قبــلك عندي غير مطرود أنـــــت المـــــرنق عــــيشي بعد صفوته * ومـــولج البيض من شيبي على السود جـــــز بالطـــــفوف فـــكم فيهن من جبل * خـــــر القـــــضاء بـــــه بــين الجلاميد وكم جـــــريح بـــــلا آس تــــمـــــزقـــــه * إمـــــا النـــــسور وإمـــــا أضبــع البيد
/ صفحة 291 / وكـــــم سليـــــب رماح غـــــير مستـتر * وكـــــم صريح حـــــمام غـــــير ملحود 20 كأن أوجههم بـــــيـــــضا مـــــلألأة * كـــــواكب فـــــي عراص القفرة السود لم يطعـــــموا الموت إلا بعد أن حطموا * بالضـــــرب والطعـــن أعناق الصناديد ولـــــم يـــــدع فيهـم خوف الجزاء غدا * دمـــــا لتـــــرب ولا لحـــــما إلـــى سيد مـــــن كـــــل أبلـــــج كالـــدينار تشهده * وســـــط النـــــدي بفـــضل غير مجحود يغـــــشى الهيـــــاج بكـف غير منقبض * عـــــن الضـــــراب وقــــلب غير مزؤد 25 لــــم يعرفوا غير بث العرف بينهم * عـــــفوا ولا طبعـــــوا إلا عــلى الجود يا آل أحـــــمد كم تـــــلوى حقـــــوقكــم * لـــــي الغـــــرائب عـــــن نبت القراديد وكـــــم أراكـــــم بأجـــــواز الفلا جزرا * مبـــــدديـــــن ولـكـــــن أي تبـــــديـــــد لـــــو كــــان ينصفكم من ليس ينصفكم * ألقـــــى إليـــــكم مطيـــــعا بالمقـــــاليد حســـــدتم الفـــــضل لـم يحرزه غيركم * والنـــــاس مـــــا بين محروم ومحسود 30 جـاءوا إليكم وقد أعطوا عهودهم * في فيـــــلق كـــــزهاء الليـــــل مــمدود مستمـــــر حـــــين بأيــــديهم وأرجلهم * كـــــما يشـــــاؤن ركـض الضمر القود تهـــــوي بهـــــم كـــــل جرداء مطهمة * هـــــوي سجـــــل مــــن الأودام مجدود مستشعـــــرين لأطــراف الرماح ومن * حـــــد الظـــــبا أدرعــــا من نسج داود كـــــأن أصـــــوات ضــرب الهام بينهم * أصـــــوات دوح بأيـــــدي الـريح مبدود 35 حمـــــائم الأيـــك تبكيهم على فنن * مـــــرنح بنـــــسيم الـــــريح أمـــــلــود نوحـــــي فذاك هـــــدير منـــك محتسب * عـــــلى (حسين) فتعـــــديد، كتـــــغريد أحبـــــكم والـــــذي طــــاف الحجيج به * بمبتـــــنى بـــــأزاء العـــــرش مقصود وزمـــــزم كلما قســـــنا مـــــواردهــــا * أوفـــــى وأربـــــى عــلى كل المواريد والموقفـــــين ومــــا ضحوا على عجل * عـــــند الجـــــمار مـن الكوم المقاحيد 40 وكـــــل نســـــك تلقــــاه القبول فما * أمـــــسى وأصبـــــح إلا غــير مردود وأرتضي أنـــــني قـــــد مت قبـــــلكـــــم * فـــــي موقـــــف بالـــردينيات مشهود جـــــم القـــــتيل فهـــــامات الــرجال به * فـــــي القاع ما بين متروك ومحصود فقـــــل لآل زيـــــاد: أي معـــــضلـــــــة * ركبـــــتموها بتخبـــــيـــب وتخويد ؟ !
/ صفحة 292 / فقـــل لآل زيـــــاد: أي معـــــضلـــــــة * ركبـــــتموهــا بتخبـــــيـــب وتخويد ؟ ! 45كيف استلبتم من الشجعان أمرهم * والحـــــرب تغلي بأوغــــاد عراديد ! ؟ فرقتـــــم الشمـــــل مـــمن لف شملكم * وأنـــــتم بـــــين تـــــطريد وتشـــــريــد ومن أعـــــزكم بعـــــد الخـــمول ومن * أدنـــــاكم مـــــن أمـــــان بعـــــد تبعـيد لولاهـــــم كنـــــتم لحـــــما لمـــــزدرد * أو خـــــلسة لقصـــــير البــاع معضود أو كالسقـــــاء يـبـيـسا غــــير ذي بلل * أو كالـخـــــباء سقيـــــطا غــير معمود 50 أعـــــطاكم الــدهر ما لا بد يرفعه * فســـــالب العـــــود فيهـا مورق العود فـــــلا شربـــــتم بصفــــو لا ولا علقت * لكـــــم بنـــــان بــــأزمان أراغـــــيـــد ولا ظفـــــرتم وقـــــد جنـــــت بكم نوب * مقـلـقـلات بتــمـهيـــــد وتـــــوطــيـــــد وحـــــول الدهـــــر ريـــــانا إلـــى ظمأ * منكـــــم وبـــــدل محـــــدودا بمجـــدود قـــــد قلت للقوم: حطوا من عـمائمهم * تحقـــــقا بمصــــاب السادة الصيد 55 نوحـــــوا عـــــليه فهــذا يوم مصرعه * وعـــــددوا إنـــــها أيـــــام تعـــــديــــد فـــــلي دمـــــوع تــباري القطر واكفة * جـــــادت وإن لــم أقل يا أدمعي جودي وقال يذكر مصرع جده الإمام السبط عليه السلام يوجد في الجزء الأول من ديوانه: أسقـــــى نمـــــير المــاء ثم يلذ لي * ودوركـــــم آل الــــرسول خلاء ؟! وأنـــــتم كــما شاء الشتات ولستم * كـــــما شئـــــتم في عيشة وأشاء تــــذادون عن ماء الفرات وكارع * بـــــه إبـــــل للغـــــادريــــن وشاء تـــــنشر منــكم في القواء معاشر * كـــــأنهم للمــبــصـــــرين مـــــلاء 5 ألا إن يوم الطف أدمى محاجرا * وأودى قلـــــوبا مـــا لهـــــن دواء وإن مصيـــــبات الـــــزمان كثيرة * ورب مصـــــاب ليــــس منه عزاء أرى طخــــية فينا فأين صباحها ؟ * وداء عـــــلى داء فــأين شفاء ؟ ! وبـــــين تـــــراقيــــنا قلوب صدية * يـــــراد لهــــا - لو أعطيته - جلاء فيـــــا لائما في دمعـــــتي ومفــندا * عـــــلى لوعــتي واللوم منه عناء 10 فمــا لك مني اليوم إلا تلهفي * ومـــــا لـــــك إلا زفـــــرة وبــــكاء وهـــــل لي سلـــــوان وآل محـمد * شــريدهم مـــــا حان منه ثواء ؟ ! يصـــد عن الروحات أيدي مطيهم * ويـــــزوى عـــــطاء دونـهم وحباء
/ صفحة 293 / كـــــأنهــــم نسل لغـــــير محـــــمد * ومن شعـــــبه أو حـــــزبه بعــــداء فيـــــا أنجـما يهدي إلى الله نورها * وإن حـــــال عــنها للغــــــبي غباء فـــــإن يـــــك قــــوم وصلة لجهنم * فـــــأنتم إلى خلد الجنان رشاء 15 دعــوا قلبي المحزون فيكم يهيجه * صبـــــاح عـــــلى أخــراكم ومساء فلــــيس دموعي من جفوني وإنما * تـــــقاطرن عـــــن قلبي فهن دماء إذا لـــــم تكـــــونوا فالحـــياة منية * ولا خـــــير فيـــــها والبــــقاء فناء وأمـــــا شقيـــــتم بالـــزمان فإنما * نعـــــيمي إذا لـــــم تلبســـوه شقاء لحــى الله قوما لم يجازوا جميلكم * لأنكـــــم أحسنتـــــم وأســـــاؤا 20 ولا انـتاشهم عند المكاره منهض * ولا مسهـــــم يـــــوم البـلاء جـزاء سقـــــى الله أجـــداثا طوين عليكم * ولا زال منـــــهلا بـــــهـــــن رواء يسيـــــر إليـــــهن الغـــمام وخلفه * زماجـــــر من قعـــــقاغــه وحداء كـــــأن بـــــواديه العـشار تروحت * لهــــن حنيـــــن دائـــــم ورغـــــاء ومن كان يسقي في الجنان كرامة * فلامسه ريا من السحائب ماء 25 وقال يرثيه صلوات الله عليه يوم عاشوراء توجد في الجزء السادس من ديوانه: يا يـــــوم أي شجـــــى بمثــــلك ذاقـه * عصب الرسول وصفوة الرحمان ؟! جرعتهم غصص الردى حتى ارتووا * ولــــــذعـــــتهم لـــــواذع النـــــيران وطـــــرحتهم بـــــدرا بأجـــــواز الفلا * للـــــذئب آونـــــة وللعـــــقـــــبــــــان عـــــافوا القـرار وليس غير قرارهم * أو بـــــردهم مـــــوتا بحـــــد طعـــان منعـــــوا الفرات وصرعوا من حوله * مـــــن تـــــائق للـــــورد أو ظمآن 5 أو مـــــا رأيـــــت قــراعهم ودفاعهم * قـــــدما وقد أعروا من الأعوان ؟ ! متـــــزاحمين عـلى الردى في موقف * حـــــشى الظـــــبا وأسنـــــة المران ما إن بـــــه إلا الشجـــــاع وطـــــائر * عـــــنه حـــــذار المـــــوت كل جبان يـــــوم أذل جمـــــاجما مـــــن هــاشم * وســـــرى إلى عــــــدنان بل قحطان أرعـــــى جـــــميم الحـق في أوطانهم * رعي الهشــــيم سوائم العدوان 10 وأنـــــار نـــــارا لا تبـــــوخ وربـــــما * قـــــد كـــــان للنـــــيران لون دخان
/ صفحة 294 / وهـــــو الذي لـــــم يبـق في دين لنا * بالغـــــدر قـــــائمة مـــــن البـنـيان يا صاحـــــبي عــــلى المصيبة فيهم * ومشـــــاركي اليـــــوم في أحزاني قـــــوما خــذا نار الصلا من أضلعي * إن شئـــــتما والنــــار من أجفاني 15 وتعـــــلما إن الـــــذي كتمـــــته * حـــــذر العـــدى يأبى عن الكتمان فلـــــو أنني شاهـــــدتهم بين العدى * والكـــــفر مغـــــلول عـلى الإيمان لخضـــــبت سيـفي من نجيع عدوهم * ومحـوت من دمهم حجول حصاني وشفـــــيت بالطعـــــن المبـرح بالقنا * داء الحـــــقود ووعـــكة الأضغان ولبعـــــتهم نـــــفسي عـلى ضنن بها * يـــــوم الطـفوف بأرخص الأثمان وقال يرثي جده الإمام السبط المفدى يوم عاشوراء سنة 413 توجد في الجزء الثالث من ديوانه: لـــــك الليل بعـــــد الـــذاهبـين طويلا * ووفـــــد همـــــوم لـــــم يـردن رحيلا ودمـــــع إذا حبـــــسته عــــن سبيله * يعـــــود هتـــــوفا في الجـفون هطولا فيـــا ليت أسراب الدموع التي جرت * أســـــون كـــــليما أو شفـــــين عليلا إخـــــال صحـــــيحا كـــــل يوم وليلة * ويـــــأبى الجـــــوى إلا أكـــون عليلا 5 كـــــأني ومـا أحببت أهوى ممنعا * وأرجـــــو ضنـيـنــا بالــــوصال بخيلا فـــــقل للـــــذي يـــــبكي نـؤيا ودمنة * وينـــــدب رسمـــــا بالعــــراء محيلا عـــــداني دم لـي طل بالطف أن أرى * شجـــــيا أبـــــكي أربعـــــا وطلــــولا مصـــــاب إذا قــــابلت بالصبر غربه * وجـــــدت كثـــــيري في العزاء قليلا ورزء حمـــــلت الثـــــقل منــه كأنني * مـــــدى الدهـــر لم أحمل سواه ثقيلا 10 وجـــــدتم عــداة الدين بعد محمد * إلـــــى كلمـــــه فـــي الأقربين سبيلا كأنـــــكم لـــــم تنزعـــــوا بمكـــــانــه * خـــــشوعا مبـينا في الورى وخمولا وأيـــــكم ما عـــــز فيـــنا بديـــــنـــــه * وقـــــد عـــــاش دهرا قبـل ذاك ذليلا فقـــــل لبـــــني حـــــرب وآل أميـــــة * إذا كنـــــت تــــرضى أن تكــون قؤلا : سللتـــــم عـــــلى آل النــبي سيوفه * ملئـــــن ثـــلوما فـــي الطلى وفلولا 15 وقد تم إلم من قادكم من ضلالكم * فأخـــرجكم مـــن واديــيـــه خــيولا
/ صفحة 295 / ولم تغـــــدروا إلا بمـــــن كـــــان جده * إليـــــكم لتحـــــظوا بالنجـــــاة رسولا وترضـــون ضد الحزم إن كان ملككم * ضئـــيـــــلا وديـــــنا دنـــــتم لهــــزيلا نســـــاء رســـــول الله عـــقـر دياركم * يرجعـــــن منـــــكم لـــــوعـة وعويلا لهـــــن بـــــبوغـــــاء الطــفوف أعزة * سقـــــوا الموت صرفا صبية وكهولا كأنهـــــم نـــــوار روض هـــــوت بــه * ريـــــاح جـــــنوبا تـــــارة وقبولا 20 وأنجـــــم لـــــيل مـــــا عـلون طـوالعا * لأعـيـنـنا حـــــتى هبــطـــــن أفـــــولا فـــــأي بـــــدور مـا محين بكاسف ؟ ! * وأي غـــــصون مـــــا لقـين ذبولا ؟! أمـــــن بعـــــد أن أعـطيتموه عهودكم * خـــــفافا إلى تـــــلك العــهود عجولا رجعـــــتم عن القصد المبين تناكصا ! * وحلـــــتم عن الحق المنير حؤولا ؟! وقعـــــقعتم أبـــــوابه تختـــــلـــونـــــه * ومــن لم يرد ختلا أصاب ختولا 25 فمـــــا زلتـــــم حـــــتى أجــاب نداءكم * وأي كـــــريم لا يجـــــيب سؤولا ؟ ! فـــــلما دنـــــا ألفـــــاكم فـــــي كتـائب * تطـــــاولن أقــــطار السباسب طولا متـــــى تـــــك منهــا حجزة أو كحجزة * سمعـــــت رغـــاء مصعقا وضهيلا فلـــــم يـــــر إلا نـــــاكثا أو منـــــكبــا * وإلا قطـــــوعـــــا للذمـــــام حــلولا وإلا قعـــــودا عـــــن لمـــــام بنـصره * وإلا جبـــــوها بالــردى وخذولا 30 وضغـــــن شفـــــاف هــــب بعد رقاده * وأفـــــئدة ملأى يفـــــضن ذحــــــولا وبـــــيضا رقـــــيقات الشـــفار صقيلة * وسمـــــرا طويلات المتون عسـولا فـــــلا أنـــــتم أفـــــرجتم عــن طريقه * إليكـــــم ولا لـــــمــا أراد قـــــفــولا عـــــزيز عــــلى الثـاوي بطيبة أعظم * نبــــذن على أرض الطفوف شكولا وكـــــل كـــــريم لا يلـــــم بريـــــبــــة * فإن سيم قول الفحش قال جميلا 35 يــــذادون عن ماء الفرات وقد سقوا * الشهـــــادة مـــن مـاء الفرات بديلا رمــــوا بالردى من حيث لا يحذرونه * وغـــــروا وكــــم غر الغفول غفولا أيا يـــــوم عـــــاشوراء كـــم بفجيعة * عـــــلى الغـــــر آل الله كنــت نزولا دخـــــلت على أبــــيـــــاتهم بمصابهم * ألا بئســـــما ذاك الـــــدخول دخـولا نزعـــــت شهـــــيد الله منـــــا وإنـــما * نزعـــــت يميـنا أو قطعت تليلا 40
/ صفحة 296 / قتـــــيلا وجـــــدنا بعـــــده دين أحمد * فقــيدا وعـــــز المسلميــــن قـــتيلا فـــــلا تبخسوا بالجور من كان ربه * - برجـــــــع الذي نازعتموه - كفيلا أحبـــــكم آل الـــــنــــبـــــي ولا أرى * وكـــــم عـــذلوني عن هواي عديلا وقلـــــت لمــن يلحا على شغفي بكم * وكـــــم غير ذي نصح يكون عذولا 45: رويدكم لا تـنحلــــوني ضلالكم * فلـــــن ترحــــلوا مني الغداة ذلولا عـــــليكم ســـــلام الله عـيشا وميتة * وسفـــــرا تطيعـــون النوى وحلولا فما زاغ قلبي عن هواكم وأخمصي * فـــــلا زل عـــــما تـــرتضون زليلا وقال في الموعظة والاعتبار توجد في الجزء السادس من ديوانه: لا تقــــربن عــــضيـــــهــــة * إن العــــضايــــة مخـزيات واجعــــل صلاحــــك سرمدا * فالصــــالحــــات الباقيــات فــــي هــــذه الــــدنيا ومــن * فيــــها لنــــا أبدا عــــظات إمــــا صــــروف مقبــــلات * أو صــــروف مــــدبــــرات وحــــوادث الأيــــام فيــــنـا * آخــــذات معــــطــــيـــــــات 5 والــــذل مــــوت للفـــتى * والعــــز فــــي الدنيا الحياة والــــذخر فــي الدارين إما * طــــاعـــــة أو مــــأثــــرات يا ضيعــــة للمــــرء تدعوه * إلــــى الهــــلك الــــدعـــاة تغــــتره حــــتـــــى يــــزور * شعــــابهن الطـــــيــــبــــات عــــبــــر تمــــر ومــــا لها * منا عــــيــــون مبــــصرات 10 أيـــن الأولى كــانوا بأ * يدينا حصــولا ثم مـاتـوا ؟! مــن كـــــل من كـــانت لـه * ثمــــرات دجـــــلة والفرات مــا قيـــــل: نـالوا فوق ما * يهــــوون حــتى قيل: فاتوا لم يغــن عنهـــــم حـين هم * بهـــــم حـــــمامهم الحـماة كــلا ولا بـــــيض وسمــــر * عـــاريات مشـــــرعـــــات 15 نطقــــوا زمانا ثم ليس * لنطقــــهم إلا الصــــمـــات وكــــأنهم بقــــبــــورهــــــم * سبــــتــــوا وما بهم سبات
/ صفحة 297 / وكــــأنهم بقــــبــــورهــــــم * سبــــتــــوا وما بهم سبات من بعـــــد أن ركبـــوا قرى * ســـــرر وجــــردهم رفات سلمـــوا على صلح الأسنة * والظبـــــى لمـــا استماتوا ونجـــــوا من الغــــماء لما * قـــــيل: ليــــــس لهم نجاة في موقـــــف فيه الصـوارم * والـــــذوابل والكــماة 20 وأتـــــاهم مـــــن حـــيث لم * يخـــــشوا لحينهم الممات وطـــــوتهم طـــــي البــرود * لهـــــم قـــــبور مظــلمات فهـــــم بها مثــــل الهــشيم * تعـــــيث فيـــها العاصفات شعـــــث وســــائدهم بــــها * مـــــن غــير تكرمة علاة قـــــل للـــذين لهـــــم إلـــى * الدنيا دواع مسمعات 25 وكأنهـــــم لم يســــمعـــــوا * مـــــاذا تقـــــول الناعيات أو ما تقول لهم إذا اجتازوا * الـــــديـــــار الخـاليات ؟! فالضاحـــــكات وقـــد نعمن * بهـــــن هـــــن البــاكيات : حـــــتى متـــى وإلى متى * تــأوي عيونكم السنات ؟! كـــــم ذا تفـــــرج عــــــنكم * أبد الزمان الموغطات30 كـــــم ذا وعــظتم لو تكون * لكـــم قلـــوب مصغيات ؟ ! لكـــــم عقول معــــــوضات * أو عـــــيون عـــــاشيــات عـــــج بالـــــديار فنــادها: * أيـن الجبال الراسيات ؟ ! أين العــصاة على المكارم * للعـــــواذل والأبــــــاة ؟ ! تجري المنايا من رواجبهم * جميعـــــا والصـــلات 35 وإذا لقـــــوا يـــــوم الوغى * أقـــــرانهم كانـــــت هـناة والدهـــــر طــــوع يميــنهم * وهــــم على الدنيا الـولاة أعطاهـــــم متـــــبرعــــــــا * ثـــــم استرد فقال: هـاتوا كانـــــت جـــــميعا ثـم مزق * شمـــــل بــــينهم الشـتات فأكفـــــهم مـــن بعـــــد أن * سلبـــوا المواهب مقفرات 40 وسيـــوفهم ورماحهم * منـــــبوذة والضـــــامـرات
/ صفحة 298 / أمنوا الصبـــــاح وما لـهم * عــــلم بمـــــا يجنى البيات ورماهــــــم فأصــــابهــــم * داء تعـــــز لـــــه الرقــــاة وسهـــــام أقـواس المنون * الصـــــائبات المصـــميات 45 مـــات الندى من بيننا * بمماتهـــــم والمكـــــرمات وقال يرثي الشيخ الأكبر شيخنا المفيد محمد بن محمد بن نعمان المتوفى في رمضان 413 توجد في الجزء الثالث من ديوانه: من على هــــذه الــــديار أقــاما ؟ ! * أو ضــفـــــا ملبــس عليه وداما ؟ ! عج بنا نــنــدب الـــــذين تـــــولـــوا * باقتـــــياد المنـــــون عـــــاما فعـاما فـــــارقونا كهـــــلا وشيخــــا وهما * وولــيـــــدا ونـاشـــــئا وغـــــلامـــــا وشحيحا جعـــــد اليـــــدين بخـــــيلا * وجـــــوادا مخـــــولا مطعـــــامـــــــا 5 سكنــــــوا كـــــــل ذروة من أشم * يحــــــسر الطرف ثـم حلوا الرغاما يا لحـــــى الله مهـــــملا حســب الد * هـــــر نـــــؤم الجفون عــــنه فنـاما وكـــــأني لمـــــا رأيـــت بني الدهر * غـــــفـــــولا رأيـــــت منهـــــم نياما أيهـــــا المـــــوت كم حطــطت عليا * سامي الطرف؟! أو جببت سنامـا ؟! وإذا مـــــا حدرت خلـــــفا وظنــــوا * نجـــــوة مـــــن يديـــــك كنـت إماما 10 أنـــــت ألحقـــــت بالـذكي غبيا * فـــــي اصطـــــلام وبالــــدني هماما أنـــــت أفنــيت قبل أن تأخذ الأبناء * منـــــا الآبـــــاء والأعـــــمــــامـــــا ولقـــــد زادنـــــي فـــــأرق عـــيني * حـــــادث أقعـــــد الحـــــجى وأقــاما حـــــدت عـــــنه فزادني حيدي عنه * لصـــــوقا بدائـــــه والـــــتــزامـــــا وكـــــأني لمـــــا حـــــملت به الثقل * تحـــــملت يـذبلا وشــــمــــــــامـــــا 15 فخذ اليوم من دموعي وقد كن * جـــــمودا عـــــلى المصـاب سجاما إن شيـــــخ الاسلام والدين والعـلم * تـــــولى فـــــأزعـــــج الإســـــلامـا والـــــذي كان غـــرة في دجى الأيا * م أودى فـــــأوحـــــش الأيـــــامـــــا كم جلوت الشكوك تعرض في نص * وصـــــي ؟ ! وكـم نصرت إماما ؟! وخـــــصوم لـــــد مـــلأتهم بالحــق * فـــي حـــــومة الخصام خصاما ؟ !
/ صفحة 299 / عاينوا منك مصميا ثغـــــرة النحـر * ومـــــا أرسلـــــت يداك سهاما 20 وشجاعـــــا يفـري المراء وما كل * شجـــــاع يفـــــري الطــلى والهاما مـــــن إذا مـــــال جـــانب من بناء * الـــــدين كــــانت له يداه دعاما ؟ ! وإذا أزور جـــــائر عـــــن هـــــداه * قـــــاده نحـــــوه فكــــان زماما ؟ ! من لفـــــضل أخـــــرجت منه خبيئا * ومعـــــان فضضت عنها ختاما ؟ ! من لســـــوء ميـــــزت عـنه جميلا * وحـلال خلصت منه حراما ؟ ! 25 من ينيـــر العــــقول من بعد ما كن * همـــــودا وينـــــتج الأفـــهاما ؟ ! من يعـــــير الصديـــــق رأيا إذا ما * سله فـي الخطوب كان حساما ؟ ! فامـــض صفرا من العيوب وكم با * ن رجـــــال أثـــــروا عـيوبا وذاما إن خـــــلدا أوضحـــــت عـاد بهيما * وصبـــــاحا أطلعـــــت صـار ظلاما وزلالا أوردت حـــــال أجـــــاجــــــا * وشفـــــاء أورثـــت آل سقاما 30 لـــــن تـراني وأنت من عدد الأموا * ت إلا تجـــــمـــــلا بـــــســــامـــــا وإذا مــــا اخترمت مني فما أرهب * فـــــي سائـــــر الأنـــــام اخـتراما إن تـــــكن مجـــــرما ولست فقدوا * ليـــــت قـــــوما تجملوا الأجــراما لهـــــم في المعـــــاد جـــــاه إذا ما * بسطـــــوه كـــــفى وأغــنى الأناما لا تخـــــف ساعة الجزاء وإن خـا * ف أنـــــاس فقــد أخذت ذماما 35 أودع الله مـــــا حـــــللت مـن البيد * اء فيـــــه الانـــــعام والإكـــــراما ولـــــوى عـــــنه كل ما عاقه التر * ب ولا ذاق فـــــي الزمــــان أواما وقـــــضى أن يكون قبرك للرحمة * والأمـــــن منـــــزلا ومقـــــامــــــا وإذا مـــــا سقـــــى القبور فرواها * رهـــــاما سقـــــاك منـــــه سلاما
رحم الله معشر الماضين والسلام على من اتبع الهدى |
|