عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني
عود إلى ما يتبع شعر شمس الدين المالكي
3 - ومما ذكره شاعرنا المالكي في شعره من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام حديث الولاية وهو حديث الغدير موضوع كتابنا هذا . 4 - حديث المنزلة: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أشار إليه بقوله: وإنــــك منـــــي خــــــاليا مــن نبوة * كهارون من موسى وحسبك فاحمد وقد أسلفنا الكلام حول هذا الحديث وأنه الصحيح الثبت بنص من أئمة الحديث وحفاظه في الجزء الثالث ص 198، قال ابن عبد البر في الاستيعاب: رواه جماعة من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحها رواه سعد بن أبي وقاص، وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدا قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره، ورواه ابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبد الله، وجماعة يطول ذكرهم . ا ه . 5 - حديث سبق أمير المؤمنين عليه السلام إلى الاسلام أوعز إليه بقوله: وكان من الصبيان أول سابق * إلى الدين لم يسبع بطائع مرشد وقد فصلنا القول فيه في الجزء الثالث ص 219 - 243 . 6 - حديث تكنية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام بأبي تراب قال فيه: وجـــــاء رسول الله مرتضيا له * وكــان عن الزهراء بالمتشرد فمسح عنه الترب إذ مس جلده * وقــــد قـــــام منــها آلفا للتفرد وقـــــال له قول التلطف: قم أبا * تـــراب كلام المخلص المتودد هذا التكني إنما كان في غزوة العشيرة الواقعة في جمادى الأولى أو الثانية أو فيهما من السنة الثانية الهجرية حين وجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا أمير المؤمنين وعمارا
/ صفحة 334 / نائمين في دقعاء (1) من التراب فأيقظهما وحرك عليا فقال: قم يا أبا تراب ألا أخبرك بأشقى الناس رجلين: أحمير (2) ثمود عاقر الناقة، والذي يضربك على هذه (يعني قرنه) فيخضب هذه منها (يعني لحيته) . وهذا الحديث صحيح السند مما استدرك به الحاكم أبو عبد الله النيسابوري و صححه الهيثمي، أخرجه إمام الحنابلة في مسنده 4: 263، 264، والحاكم في المستدرك ج 3: 140، والطبري في تاريخه 2: 261، وابن هشام في السيرة النبوية 2: 236، وابن كثير في تاريخه 3: 247، . الهيثمي في المجمع 9 ص 136 وقال: رواه أحمد و الطبراني والبزار ورجال الجميع موثقون، والسيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه 6 ص 399 نقلا عن ابن عساكر وابن النجار، والعيني في عمدة القاري 7 ص 630 . ويجده القارئ من المتسالم عليه في طبقات ابن سعد ص 509، وعيون الأثر لابن سيد الناس ج 1 ص 226، والإمتاع للمقريزي ص 55، والسيرة الحلبية 2 ص 142، وتاريخ الخميس 2 ص 364، وغيرها . وأخرج الطبراني في الأوسط والكبير بإسناده عن أبي الطفيل قال: جاء النبي و علي رضي الله عنه نائم في التراب فقال: إن أحق أسمائك أبو تراب، أنت أبو تراب . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 100 فقال: رجاله ثقات . وأخرج البزار وأحمد وغيرهما عن عمار بن ياسر إن النبي صلى الله عليه وسلم كنى عليا رضى الله عنه بأبي تراب، فكانت من أحب كناه إليه . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 100 فقال: رجال أحمد ثقات . وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط بإسناده عن ابن عباس قال: لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فلم يواخ بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين أحد منهم، خرج علي مغضبا حتى أتى جدولا فتوسد ذراعه فسفت عليه الريح فطلبه النبي صلى الله عليه وسلم حتى وجده فوكزه برجله فقال له: قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أؤاخ بينك وبين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الدقعاء التراب اللين . (2) أحيمر لقب قدار بن سالف عاقر ناقة صلاح . " الرياض النضرة "
/ صفحة 335 / أحد منهم ؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس بعدي نبي، ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان، ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الاسلام . مجمع الزوائد 9 ص 11، مناقب الخوارزمي 22، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 22 . وأخرج أبو يعلى في مسنده بإسناده عن علي عليه السلام قال: طلبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد في جدول نائما فقال: ما اليوم الناس يسمونك أبا تراب، فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك، فقال: قم والله لأرضينك أنت وأخي وأبو ولدي، تقاتل عن سنتي، وتبرء عن ذمتي، من مات في عهدي فهو كبر الله . ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الاسلام . ذكره السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه 6 ص 404 وقال: قال البوصيري رواته ثقات . وأخرج ابن عساكر بإسناده عن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن عبد الله: إن هؤلاء القوم يدعونني إلى شتم علي بن أبي طالب . قال: وما عسيت أن تشتمه به ؟ قال: أكنيه بأبي تراب . قال: فوالله ما كانت لعلي كنية أحب إليه من أبي تراب، إن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الناس ولم يواخ بينه وبين أحد فخرج مغضبا حتى أتى كثيبا من رمل فنام عليه فأتاه النبي فقال: قم يا أبا تراب، أغضبت أن آخيت بين الناس ولم اؤاخ بينك وبين أحد ؟ قال: نعم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أخي وأنا أخوك . كفاية الطالب ص 82 . وهناك صحيحة أخرجها مسلم والبخاري في موضعين من صحيحة: 1 - في باب مناقب أمير المؤمنين . 2 - كتاب الصلاة في باب نوم الرجل في المسجد . وأخرجها الطبري في تاريخه 2 ص 363 عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه قال: قلت لسهل بن سعد: إن بعض أمراء المدينة يريد أن يبعث إليك تسب عليا فوق المنبر . قال: أقول ماذا ؟ قال: تقول: لعن الله أبا تراب، قال: والله ما سماه بذلك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت: وكيف ذاك يا أبا العباس ؟ قال: دخل علي على فاطمة ثم خرج من عندها فاضطجع
/ صفحة 336 / في فئ المسجد، قال: ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة فقال لها: أين ابن عمك ؟ فقالت: هو ذاك مضطجع في المسجد . قال: فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قد سقط رداؤه على ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول: إجلس أبا تراب . فوالله ما سماه به إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالله ما كان له إسم أحب إليه منه . وفي لفظ البيهقي في السنن الكبرى 2 ص 446: استعمل علي المدينة رجل من آل مروان فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا رضي الله عنه قال: فأبي سهل فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب . فقال سهل: ما كان لعلي رضي الله عنه إسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح إذا دعي بها . فقال له: أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب ؟ الحديث . لا تعارض بين هذا الصحيح وبين ما مر من الأحاديث الصحيحة الدالة على تكني أمير المؤمنين بأبي تراب يوم العشيرة أو يوم التآخي، وليس في كل منها ومن هذا إلا عد موقف من المواقف التي سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأبي تراب، ولعل سهل بن سعد ما كان يعلم من تلكم المواقف إلا ما حدث به، فلا وازع هناك عن ثبوت الجميع، ومن زعم التعارض بين هذا وتلك (1) واختلق بزعمه ما يتأتى به الجمع فقد كشف عن خداج رأيه . نعم عند الحفاظ في متن حديث سهل اضطراب ينبأ عن تصرف الأهواء فيه، وفي بعض ألفاظه إيهام المباغضة بين أمير المؤمنين وابنة عمه الطاهرة الصديقة فاطمة كما أوعز إليها شاعرنا المالكي المترجم بقوله: وكان عن الزهراء بالمتشرد وهما سلام الله عليهما بعيدان عن ذلك بما منحهما الله تعالى من العصمة بنص الكتاب الكريم . وروى ابن إسحاق (2) عن بعض أهل العلم أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمى عليا أبا تراب إنه كان إذا عتب على فاطمة في شيئ لم يكلمها، ولم يقل لها شيئا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) راجع شرح المواهب اللدنية للزرقاني 1 ص 395 . (2) ذكره ابن هشام في السيرة النبوية 2 ص 237، والعيني في عمدته 7 ص 630 .
/ صفحة 337 / تكرهه إلا أنه يأخذ ترابا فيضعه على رأسه، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عليه التراب عرف أنه عاتب على فاطمة فيقول: مالك يا أبا تراب ؟ قال الأميني: إن هي إلا نفثات قوم حناق لفظتها رمية القول على عواهنه تلويثا لقداسة أمير المؤمنين، وتشويها لعشرته الحميدة مع حليلته المطهرة، وفيها حط الصديق الأكبر والصديقة الكبرى عن مكانتهما الراقية في مكارم الأخلاق، وقد أثمر اليوم ما بذرته أمس يد الإحن والشحناء من تلكم المفتعلات حتى سود مؤلف اليوم صحائف تاريخه (1) بقوله: وكان علي يحرد بعد كل منافرة ويذهب لينام في المسجد، وكان حموه يربته على كتفيه ويعظه ويوفق بينه وبين فاطمة إلى حين، ومما حدث أن رأى النبي ابنته في بيته ذات مرة وهي تبكي من لكم علي لها . ا ه . وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: كان بنو أمية تنقص عليا عليه السلام بهذا الاسم الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعنوه على المنبر بعد الخطبة مدة ولايتهم وكانوا يستهزؤن به وإنما استهزؤا الذي سماه به وقد قال الله تعالى: قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم . الآية . وقال سبط ابن الجوزي في التذكرة ص 4: والذي ذكره الحاكم صحيح فإنهم ما كانوا يتحاشون من ذلك بدليل ما روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص: إنه دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ الحديث (2) .
مكرمة حول الحديث: قال الشيخ علاء الدين السكتواري في (محاضرة الأوائل) ص 113: أول من كني بأبي تراب علي بن أبي طالب رضي الله عنه . كناه به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وجده راقدا وعلى جنبه التراب فقال له ملاطفا: قم يا أبا تراب . فكان أحب ألقابه، وكان بعد ذلك له كرامة ببركة النفس المحمدي كان التراب يحدثه بما يجري عليه إلى يوم القيامة وبما جرى . فافهم سرا جليا . دلائل النبوة . ا ه . وقد أبدع الشاعر المفلق عبد الباقي أفندي العمري في قوله: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) راجع الجزء الثالث 17 من كتابنا هذا . (2) راجع تمام الحديث في الجزء الثالث من كتابنا هذا ص 200 .
/ صفحة 338 / يا أبا الأوصــياء أنـــــت لطــــه * صهـــــره وابـــــن عمه وأخـوه إن الله فـــــي معـــــانيـــك سرا * أكثـــــر العـــــالمين ما عــلموه أنت ثاني الآباء في منتهى الدو * ر وآبـــــاؤه تعـــــد بـــــنــــــــوه خلق الله آدمـــــا مـــــن تـــراب * فهـــــو ابـــــن لـــــه وأنت أبوه 7 - ومما أشار إليه شاعرنا المالكي من مناقب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حديث البراءة وتبليغها قال: وأرسلـــــه عـــــنه الـــــرسول مبلغــا * وخـــــص بهــــذا الأمر تخصيص مفرد وقـــــال: هـــــل التبـــــليغ عني ينبغي * لمن ليس من بيتي من القوم ؟ فاقتدي وذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث أبا بكر إلى مكة بآيات من صدر سورة البراءة ليقرأها على أهلها . فجاء جبرئيل من عند الله العزيز فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك . فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا على ناقته العضباء أو الجدعاء أثره فقال: أدركه فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه واذهب إلى أهل مكة فاقرأه عليهم فلحقه علي عليه السلام في العرج أو في ذي الخليفة أو في ضجنان أو الجحفة وأخذ الكتاب منه وحج وبلغ وأذن . هذه الأثارة أخرجها كثير من أئمة الحديث وحفاظه بعدة طرق صحيحة يتأتى التواتر بأقل منها عند جمع من القوم، وإليك أمة ممن أخرجها: 1 - أبو محمد إسماعيل السدي الكوفي المتوفى 128 2 - أبو محمد عبد الملك ابن هشام البصري المتوفى 218 3 - أبو عبد الله محمد بن سعد الزهري المتوفى 230 4 - الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة العبسي الكوفي المتوفى 235 5 - الحافظ أبو الحسن ابن أبي شيبة العبسي المتوفى 239 6 - إمام الحنابلة أحمد بن حنبل الشيباني المتوفى 241 7 - الحافظ أبو محمد عبد الله الدارمي صاحب السنن المتوفى 255 8 - الحافظ أبو عبد الله بن ماجة القزويني صاحب السنن المتوفى 273 9 - الحافظ أبو عيسى الترمذي صاحب الصحيح المتوفى 279 10 - الحافظ أبو بكر أحمد ابن أبي عاصم الشيباني المتوفى 287
/ صفحة 339 / 11 - الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد النسائي صاحب السنن المتوفى 303 12 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 13 - الحافظ أبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة النيسابوري المتوفى 311 14 - الحافظ أبو عوانة يعقوب النيسابوري صاحب المسند المتوفى 316 15 - الحافظ أبو القاسم عبد الله البغوي صاحب المصابيح المتوفى 317 16 - عبد الرحمن بن أبي حاتم التميمي المتوفى 327 17 - المتوفى أبو حاتم محمد بن حبان التميمي المتوفى 354 18 - أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى 360 19 - الحافظ أبو الشيخ المتوفى 369 20 - الحافظ علي بن عمر الدار قطني المتوفى 385 21 - أبو عبد الله الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك المتوفى 405 22 - المتوفى أبو بكر بن مردويه الاصبهاني المتوفى 416 23 - الحافظ أبو نعيم أحمد الاصبهاني صاحب الحلية المتوفى 430 24 - الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي صاحب السنن المتوفى 458 25 - الفقيه أبو الحسن علي ابن المغازلي الشافعي المتوفى 483 26 - الحافظ أبو محمد الحسين البغوي الشافعي المتوفى 516 27 - الحافظ نجم الدين أبو حفص النسفي السمرقندي الحنفي المتوفى 537 28 - الحافظ أبو القاسم جار الله الزمخشري الشافعي المتوفى 538 29 - أبو عبد الله يحيى القرطبي صاحب التفسير الكبير المتوفى 567 30 - الحافظ أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي المتوفى 568 31 - الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي الشافعي المتوفى 571 32 - أبو القاسم عبد الرحمن الخثعمي السهيلي الأندلسي المتوفى 581 33 - أبو عبد الله محمد بن عمر الفخر الرازي الشافعي المتوفى 606 34 - أبو السعادات ابن الأثير الشيباني الشافعي المتوفى 606 35 - الحافظ أبو الحسن علي بن الأثير الشيباني المتوفى 630
/ صفحة 340 / 36 - أبو عبد الله ضياء الدين محمد المقدسي الحنبلي المتوفى 643 37 - أبو سالم محمد بن طلحة القرشي النصيبي الشافعي المتوفى 652 38 - أبو المظفر يوسف سبط الحافظ ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 39 - عز الدين ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 655 40 - الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى 658 41 - القاضي ناصر الدين أبو الخير البيضاوي الشافعي المتوفى 685 42 - الحافظ أبو العباس محب الدين الطبري الشافعي المتوفى 694 43 - شيخ الاسلام أبو إسحاق إبراهيم الحموي المتوفى 722 44 - ولي الدين محمد الخطيب العمري التبريزي صاحب مشكاة المصابيح المتوفى 737 45 - علاء الدين علي بن محمد الخازن صاحب التفسير المتوفى 741 46 - أثير الدين أبو حبان الأندلسي صاحب التفسير المتوفى 745 47 - الحافظ شمس الدين محمد الذهبي الشافعي المتوفى 748 48 - نظام الدين الحسن النيسابوري صاحب التفسير المتوفى 0 0 0 49 - الحافظ عماد الدين إسماعيل ابن كثير الدمشقي الشافعي المتوفى 774 50 - الحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي الشافعي المتوفى 807 51 - تقي الدين أحمد بن علي المقريزي الحنفي المتوفى 845 52 - الحافظ أبو الفضل ابن حجر أحمد العسقلاني الشافعي المتوفى 852 53 - نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المكي المالكي المتوفى 855 54 - بدر الدين محمود بن أحمد العيني الحنفي المتوفى 855 55 - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي نزيل الحرمين المتوفى 902 56 - الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي المتوفى 911 57 - الحافظ أبو العباس أحمد القسطلاني الشافعي المتوفى 923 58 - الحافظ أبو محمد عبد الرحمن ابن الديبع الشيباني الشافعي المتوفى 944 59 - المؤرخ الديار بكري صاحب تاريخ (الخميس) المتوفى 966 / 82 60 - الحافظ شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيثمي الشافعي المتوفى 974
/ صفحة 341 / 61 - المتقي علي بن حسام الدين القرشي الهندي - نزيل مكة – المتوفى 975 62 - الحافظ زين الدين عبد الرؤف المناوي الشافعي المتوفى المتوفى 1031 63 - الفقيه شيخ بن عبد الله العيدروس الحسيني - اليمني - المتوفى 1041 64 - الشيخ أحمد ابن باكثير المكي الشافعي صاحب الوسيلة المتوفى 1047 65 - أبو عبد الله محمد الزرقاني المصري المالكي المتوفى 1122 66 - ميرزا محمد البدخشي صاحب مفتاح النجا المتوفى 0 0 0 67 - السيد محمد بن إسماعيل الصنعاني الحسيني المتوفى 1182 68 ل أبو العرفان الشيخ محمد الصبان الشافعي صاحب الاسعاف المتوفى 1206 69 - القاضي محمد بن علي الشوكاني الصنعاني المتوفى 1250 70 - أبو الثناء شهاب الدين السيد محمود الآلوسي الشافعي المتوفى 1270 71 - الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحسيني - الحنفي - المتوفى 1293 72 - السيد أحمد زيني دحلان المكي الشافعي المتوفى 1304 73 - السيد مؤمن الشبلنجي مؤلف (نور الأبصار) " ......... أسلفنا ترجمة كثير من هؤلاء الأعلام في الجزء الأول ص 73 - 51 تنتهي أسانيدهم في مأثرة أذان البراءة وتبليغها إلى جمع من الصحابة الأولين منهم: 1 - علي أمير المؤمنين من طريق زيد بن يثيع قال رضي الله عنه: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر رضي الله عنه ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال لي: أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم . فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله ! نزل في شئ ؟ قال: لا . ولكن جبريل جاءني فقال: لا . فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك . أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، والحافظ أبو الشيخ، وابن مردويه، وحكاه عنهم السيوطي في الدر المنثور 3 ص 209، وكنز العمال 1 ص 247، والشوكاني في تفسيره 2 ص 319، ويوجد في الرياض النضرة 2 ص 147، وذخاير العقبى 69، وتاريخ ابن كثير 5 ص 38، وفي ج 7 ص 357، وفي تفسيره 2 ص 333، ومناقب الخوارزمي ص
/ صفحة 342 / 99، وفرائد السمطين للحمويي، ومجمع الزوائد 7 ص 29، وشرح صحيح البخاري للعيني 8 ص 637، ووسيلة المآل لابن باكثير، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني 3 ص 91، وتفسير المنار 10 ص 157 . صورة أخرى عن زيد: قال: نزلت براءة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ثم أرسل عليا فأخذها منه فلما رجع أبو بكر قال: هل نزل في شئ ؟ قال: لا . ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي . فانطلق علي إلى مكة فقام فيهم بأربع . تفسير الطبري 10 ص 46، تفسير ابن كثير 2 ص 333 . صورة ثالثة عن زيد: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بعلي فقال له: خذ الكتاب فامض إلى أهل مكة قال: فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزل في شئ ؟ قال: لا . إلا إني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي . خصائص النسائي ص 2، الأموال لأبي عبيد ص 165 . صورة رابعة: عن علي أمير المؤمنين من طريق حنش باللفظ الأول المذكور من ألفاظ زيد ابن يثيع حرفيا . أخرجه أحمد في مسنده 1 ص 151، والكنجي في الكفاية ص 126 نقلا عن أحمد وابن عساكر، والهيثمي في مجمع الزوائد 7 ص 29 . صورة خامسة عن حنش عن أمير المؤمنين: قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه ببراءة فقال: يا نبي الله إني لست باللسن ولا بالخطيب، قال: ما بد أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت قال: فإن كان ولا بد فسأذهب أنا، قال: فانطلق فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك . قال: ثم وضع يده على فمه . مسند أحمد 1 ص 150، الرياض النضرة 2 ص 174، تفسير ابن كثير 2 ص 333 الدر المنثور 3 ص 210 نقلا عن أبي الشيخ، كنز العمال 1 ص 247 . صورة سادسة عن أبي صالح عن أمير المؤمنين: قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة وبعثه على الموسم ثم
/ صفحة 343 / بعثني في أثره فأدركته فأخذتها منه فقال أبو بكر: مالي ؟ قال: خير أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض، غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني . أخرجه الطبري كما في فتح الباري لابن حجر العسقلاني 8 ص 256 . 2 - أبو بكر بن أبي قحافة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى مدته والله برئ من المشركين ورسوله، فسار ثلاثا ثم قال لعلي: ألحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت . قال: ففعل فلما قدم على النبي أبو بكر بكى فقال: يا رسول الله حدث في شيئ ؟ قال: ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني . أخرجه أحمد في مسنده 1 ص 3، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والدار قطني في الأفراد كما في كنز العمال 1 ص 246، والكنجي في الكفاية ص 125 نقلا عن أحمد و أبي نعيم وابن عساكر، وابن كثير في تاريخه 7 ص 357 . 3 - ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره أن ينادي بهذه الكلمات ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغا ناقة رسول الله القصواء فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو علي رضي الله عنه فدفع إليه كتاب رسول الله وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات (فإنه لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل من أهلي ثم اتفقا) (1) فانطلقا فقام علي أيام التشريق ينادي: ذمة الله ورسوله برية عن كل مشرك . الحديث . أخرجه الترمذي في جامعه 2 ص 135، والبيهقي في سننه 9: 224، و الخوارزمي في المناقب ص 99، وابن طلحة في مطالب السئول ص 17، والشوكاني في تفسيره 2 ص 319 نقلا عن الترمذي وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي بلفظ أخصر، وأشار إليه ابن حجر في فتح الباري 8 ص 256 . صورة أخرى من لفظ ابن عباس: قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة ثم أتبعه عليا فأخذها منه فقال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لا يوجد ما بين القوسين في بعض المصادر .
/ صفحة 344 / أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله حدث في شيئ ؟ قال: لا . أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي . الحديث . أخرجه الطبري في تفسيره ج 10 ص 46 . حديث آخر عن ابن عباس: قال في حديث طويل عد فيه جملة من فضايل مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مما تسالمت الأمة عليه: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه . وحديث ابن عباس هذا أخرجه كثيرون من أئمة الحديث وحفاظه في المسانيد بإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات مصرحين بصحته وثقة رجاله، أسلفناه في الجزء الأول ص 49 - 51 ومر الكلام حوله في الجزء الثالث ص 195 - 217 . حديث آخر عن ابن عباس: أخرج ابن عساكر بإسناده من طريق الحافظ عبد الرزاق عن ابن عباس قال: مشيت وعمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال: يا بن عباس أظن القوم استصغروا صاحبكم إذ لم يولوه أموركم . فقلت: والله ما استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ اختاره لسورة براءة يقرأها على أهل مكة . فقال لي: الصواب تقول والله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لعلي بن أبي طالب: من أحبك أحبني، ومن أحبني أحب الله، ومن أحب الله أدخله الجنة مدلا . كنز العمال 6 ص 391، شرح ابن أبي الحديد 3 ص 105 ذكره إلى قوله " فقال لي " . 4 - جابر بن عبد الله الأنصاري: إن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه فإذا علي رضي الله عنه عليها فقال له أبو بكر: أمير أم رسول ؟ قال: لا بل رسول أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج. فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس حتى ختمها ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم
/ صفحة 345 / عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي رضي الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلمهم مناسكهم فلما فرغ قام علي رضي الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها . أخرجه الدارمي في سننه 2 ص 67، والنسائي في الخصايص ص 20، وابن خزيمة وصححه، وابن حبان من طريق ابن جريج، والطبري، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 173 من طريق أبي حاتم والنسائي . ويوجد في تيسير الوصول 1 ص 133، تفسير القرطبي 8 ص 67، المواهب اللدنية للقسطلاني، شرح المواهب للزرقاني 3 ص 91، تاريخ الخميس 2 ص 141، سيرة زيني دحلان 2 ص 365، تفسير الآلوسي روح المعاني 3 ص 268، تفسير المنار 10 ص 156 نقلا عن الحفاظ الخمسة المذكورين من الدارمي إلى محب الدين الطبري . 5 - أنس بن مالك قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة ثم دعاه فقال: لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي، فدعى عليا فأعطاه إياها . وفي لفظ آخر لأحمد: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فلما بلغ ذا الحليفة قال: لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي . طرق الحديث صحيحة رجاله كلهم ثقات أخرجه في مسنده 3: 212، 283، والترمذي في جامعه 2: 135 ط الهند، والنسائي في خصائصه ص 20، وابن كثير في تاريخه 5: 38 عن الترمذي وأحمد، وفي تفسيره 2: 333، والخوارزمي في المناقب ص 99، والقسطلاني في شرح صحيح البخاري 7: 136، وابن حجر في شرح الصحيح 8 ص 256، والعيني في شرح الصحيح 8: 637 . وابن طلحة في مطالب السؤول ص 17 والسيوطي في الدر المنثور 3 ص 209 نقلا عن ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وأبي الشيخ وابن مردويه، وفي كنز العمال 1 ص 249 عن ابن أبي شيبة، والزرقاني في شرح المواهب 3: 91، والشوكاني في تفسيره 2: 319 نقلا عمن نقل عنه السيوطي في الدر المنثور، والآلوسي في تفسيره 3: 268 نقلا عن أحمد والترمذي وأبي الشيخ، وصاحب المنار في تفسيره 10، 157 .
/ صفحة 346 / 6 - أبو سعيد الخدري قال: بعث رسول الله أبا بكر رضي الله عنه يؤدي عنه براءة فلما أرسله بعث إلى علي رضي الله عنه فقال: يا علي إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق بأبي بكر رضي الله عنه فأخذ منه براءة فأتى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شئ فلما أتاه قال: مالي يا رسول الله ؟ قال: خير أنت أخي وصاحبي في الغار وأنت معي على الحوض غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني . أخرجه ابن حبان وابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي 3: 209، وروح المعاني للآلوسي 3: 268 وفي طبع المنيرية 10 ص 40، وأوعز إليه ابن حجر في فتح الباري 8: 256 من طريق عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد . أبو رافع قال رضي الله عنه: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى الموسم فأتى جبريل عليه السلام فقال: إنه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك فبعث عليا رضي الله عنه على أثره حتى لحقه بين مكة والمدينة فأخذها فقرأها على الناس في الموسم . أخرجه ابن مردويه والطبراني بإسنادهما كما في الدر المنثور للسيوطي 3: 210، وفتح الباري لابن حجر 8 ص 256 . 8 - سعد بن أبي وقاص قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا رضي الله عنه فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني . خصايص النسائي ص 20، الدر المنثور 3: 209 نقلا عن ابن مردويه، تفسير الشوكاني 2: 319، وأوعز إليه ابن حجر في فتح الباري 8: 255 . حديث آخر عن سعد: أخرج ابن عساكر بإسناده عن الحرث بن مالك قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت: هل سمعت لعلي منقبة ؟ قال: لقد شهدت له أربعا لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة ثم قال لعلي: اتبع أبا بكر فخذها وبلغها فرد علي أبا بكر فرجع يبكي فقال: يا رسول الله أنزل في شيئ ؟ قال: لا . إلا خيرا إنه ليس
/ صفحة 347 / يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني، أو قال: من أهل بيتي . الحديث . راجع الجزء الأول ص 40 . 9 - أبو هريرة قال: كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى بأربع حتى صهل صوته . الحديث . أخرجه الدارمي في سننه 2: 237، والنسائي في سننه 5: 234 مع اختصار غير مخل كما قاله السيوطي في شرحه، وحديث أبي هريرة أخرجه كثير من الحفاظ غير أنه لعبت به أيدي الهوى، ومهدت لرماة القول على عواهنه مجال الترة والدجل حول هذه الأثارة الكريمة . وأخرج الحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 173، وذخاير العقبى ص 69 من طريق أبي حاتم عن أبي سعيد أو أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي فعرفه فأتاه فقال: ما شأني ؟ قال: خير إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني براءة . فلما رجعنا انطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله مالي ؟ قال: خير أنت صاحبي في الغار غير أنه لا يبلغ غيري أو رجل مني يعني عليا . 10 - عبد الله بن عمر، ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري 8: 256 ما مر عن أمير المؤمنين عليه السلام من طريق أبي صالح ثم قال: ومن طريق العمري عن نافع عن ابن عمر كذلك . 11 - حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مني وأنا منه لا يؤدي عني إلا أنا أو علي. حديث صحيح رجاله كلهم ثقات أخرجه بطرق أربعة أحمد بن حنبل في مسنده 4 ص 164، 165، والترمذي في صحيحه 2 ص 213 وصححه وحسنه، والنسائي في الخصائص ص 20، وابن ماجة في السنن 1 ص 57، والبغوي في المصابيح 2 ص 275، والخطيب العمري في المشكاة ص 556، والفقيه ابن المغازلي في المناقب، والكنجي في الكفاية ص 557، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات، والمحب الطبري في الرياض 2 ص 74، عن الحافظ السلفي، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ص 23، والذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة سويد بن سعيد، وابن كثير في تاريخه
/ صفحة 348 / 7 ص 356، والسخاوي في المقاصد الحسنة، والمناوي في كنوز الدقايق ص 92 والحمويني في الباب السابع من فرائد السمطين، وجلال الدين السيوطي في الجامع الصغير، وفي جمع الجوامع كما في ترتيبه 6 ص 153، وذكره ابن حجر في الصواعق ص 73، والمتقي الهندي في كنز العمال عن أحد عشر حافظا، والبدخشاني في نزل الأبرار ص 9 نقلا عن ابن أبي شيبة، وأحمد، وابن ماجة، والترمذي، والبغوي، وابن أبي عاصم، والنسائي، وابن قانع، والطبراني، والضياء المقدسي، والجارودي، والفقيه شيخ بن العيدروس في العقد النبوي، والأمير محمد الصنعاني في الروضة الندية، والقندوزي في ينابيع المودة، والشبلنجي في نور الأبصار ص 78، والصبان في الاسعاف هامش نور الأبصار ص 155 . قال الأميني: هذه الجملة المروية من حبشي بن جنادة . وعمران . وأبي ذر الغفاري مأخوذة من حديث التبليغ وهي شطره كما نص عليه صاحب اللمعات والمرقاة والسندي الحنفي في شرح سنن ابن ماجة 1 ص 57 وقالوا: قال صلى الله عليه وسلم هذا تكريما لعلي واعتذارا إلى أبي بكر رضي الله عنهما . 12 - عمران بن حصين في حديث مرفوعا: علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا علي، أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب كذا في التذكرة السبط ص 22 . 13 - أبو ذر الغفاري مرفوعا: علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي إلا أنا أو علي . مطالب السؤول ص 18 .
المراسيل: 1 - عن أبي جعفر محمد بن علي (الإمام الباقر عليه السلام) قال: لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان بعث أبا بكر الصديق رضي الله عنه ليقيم للناس الحج قيل له: يا رسول الله ! لو بعثت بها إلى أبي بكر، فقال: لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي، ثم دعا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال له: أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى: إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته، فخرج علي بن أبي طالب رضوان الله عليه على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء
/ صفحة 349 / حتى أدرك أبا بكر بالطريق، فلما رآه أبو بكر بالطريق قال: أمير أو مأمور ؟ فقال: بل مأمور . ثم مضيا فأقام أبو بكر للناس الحج والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم . الحديث . سيرة ابن هشام 4: 203، تفسير الطبري 10: 47، تفسير الكشاف 2 ص 23، تفسير ابن كثير 2 ص 334، تاريخ ابن كثير 5: 37، عمدة القاري 4 ص 633 . 2 - روي أن أبا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبريل عليه السلام وقال: يا محمد لا تبلغن رسالتك إلا رجل منك فأرسل عليا، فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أشيئ نزل من السماء ؟ قال: نعم فسر وأنت على الموسم وعلي ينادي بالآي . الحديث . ذكره نظام الدين النيسابوري في تفسيره المطبوع في هامش تفسير الطبري ج 10: 36 . 3 - عن السدي قال: لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية بعث بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وأمره على الحج فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعلي فأخذها منه فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! بأبي أنت و أمي أنزل في شأني شيئ ؟ قال: لا . ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني، أما ترضى يا أبا بكر إنك كنت معي في الغار وأنك صاحبي على الحوض ؟ قال: بلى يا رسول الله . فسار أبو بكر على الحاج وعلي يؤذن ببراءة . الحديث . تفسير الطبري 10: 47، تاريخ الطبري 3: 154 . 4 - قال البغوي المفسر في تفسيره - هامش تفسير الخازن - 3 / 49: لما كان سنة تسع وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحج ثم قال: إنه يحضر المشركون فيطوفون عراة فبعث أبا بكر تلك السنة أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأ ها على أهل الموسم ثم بعث بعده عليا كرم الله وجهه على ناقته العضباء ليقرأ على الناس صدر براءة وأمره أن يؤذن بمكة ومنى وعرفة: أن قد برئت ذمة الله وذمة رسوله من كل مشرك ولا يطوف بالبيت عريان . فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيئ ؟ قال: لا . ولكن لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي أما
/ صفحة 350 / ترضى يا أبا بكر ! إنك كنت معي في الغار، وإنك صاحبي على الحوض ؟ قال: بلى يا رسول الله . فسار أبو بكر رضي الله عنه أميرا على الحاج وعلي رضي الله عنه ليؤذن ببراءة . الحديث . وتجده مرسلا إرسال المسلم بلفظ موجز أو مفصل في طبقات ابن سعد ص 685، تفسير أبي حيان 5: 6، تفسير الكشاف 3: 23، تفسير الخازن 2: 213، تفسير البيضاوي 1: 488، تفسير النسفي هامش الخازن 2: 212، تفسير النيسابوري هامش الطبري 10: 36، تذكرة السبط ص 22، إمتاع المقريزي ص 499، الروض الأنف 2: 328، كامل ابن الأثير 2: 121، تفسير الرازي 4: 408، شرح النهج لابن أبي الحديد 2: 260، شرح المواهب للزرقاني 3: 91، الإصابة لابن حجر 2: 509، تاريخ الخميس 2: 41، الصواعق ص 19 . السيرة النبوية لزيني دحلان 2: 364 . وينبأ عن إطباق الصحابة الأولين على هذه المأثرة لأمير المؤمنين استنشاده عليه السلام بها أصحاب الشورى يوم ذاك بقوله: أفيكم من اؤتمن على سورة براءة وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني، غيري ؟ قالوا: لا . وقد أسلفنا حديث المناشدة يوم الشورى في الجزء الأول ص 159 - 163 وأن هذه الجملة المذكورة عدها ابن أبي الحديد من الصحيح ومما استفاض في الروايات من المناشدة يوم الشورى . المتخلص من سرد هذه الأحاديث هو تواتر معنوي أو إجمالي لوقوع أصل القصة من استرداد الآي من أبي بكر وتشريف أمير المؤمنين عليه السلام بتبليغها ونزول الوحي المبين بأنه لا يبلغ عنه صلى الله عليه وآله وسلم إلا هو أو رجل منه، ولا يجب علينا البخوع لبعض الخصوصيات التي تفرد به بعض الطرق والمتون فإنها لا تعدو أن تكون آحادا، وفي القصة إيعاز إلى أن من لا يستصلحه الوحي المبين لتبليغ عدة آيات من الكتاب كيف يأتمنه على التعليم بالدين كله، وتبليغ الأحكام والمصالح كلها ؟ . * (الشاعر) * أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن علي الهواري المالكي الأندلسي النحوي المعروف بابن جابر الأعمى، من أهل المرية (1) أحد رجالات الشعر والأدب متضلع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المرية بالفتح ثم الكسر وتشديد الياء، مدينة كبيرة من كورة البيرة من أعمال الأندلس .
/ صفحة 351 / من النحو والتاريخ والسير والحديث، ولد سنة 698 وقرأ القرآن والنحو على محمد بن يعيش، والفقه على محمد بن سعيد الرندي، والحديث على أبي عبد الله الزواوي، ثم رحل إلى الشرق وصحب أبا جعفر أحمد بن يوسف الألبيري (1) الطليطلي (2) الشيهر بالبصير المتوفى سنة 779، وشمرا لطلب العلم والأدب ذراعا، ومدا إلى التاريخ باعا، فكان المترجم يؤلف وينظم ويملي، وصاحبه يقرأ عليه ويكتب، حتى نبغا في الأدب غير أن المترجم أكثر نظما، ولم يزالا على ذلك طيلة عمرهما، وسمعا بمصر من أبي حيان، ثم حجا ورجعا إلى الشام وسمعا الحديث من المزي أبي الحجاج الدمشقي المتوفى 742 والجندي وابن كاميار ثم قطنا حلب وحدثا بها ثم غادراها إلى البيرة فاستمرا بها نحوا من خمسين سنة إلى أن تزوج ابن جابر في الآخر فتهاجرا . يروي عن المترجم جماعة منهم: محمد بن أحمد بن الحريري قاضي حلب وأجاز لمن أدرك حياته ومات في جمادى الآخرة سنة 780 . تآليفه: 1 - شرح الألفية لابن مالك، قال السيوطي في " البغية ": كتاب مفيد يعتني بالإعراب للأبيات وهو جليل جدا نافع للمبتدئين . 2 - نظم الفصيح لثعلب أبي العباس الشيباني المتوفى 291 . 3 - نظم كفاية المتحفظ . 4 - شرح ألفية ابن المعطي في ثمان مجلدات، قاله السيوطي في " بغية الوعاة " وفي " شذرات الذهب ": ثلاث مجلدات . 5 - ديوان شعره الكثير المتنوع . 6 - مقصورة في مدح النبي الأعظم في 296 بيتا أولها: بـــــادر قلبي للهوى وما ارتأى * لما رأى من حسنها ما قد رأي 7 - بديعيته المشهورة ببديعية العميان المسماة ب (الحلة السيرا في مدح خير الورى) مر مستهله والإيعاز إلى شرحه في ترجمة صفي الدين الحلي، سمعها منه شرف الدين أبو بكر محمد بن عمر العجلوني المتوفى 801، وسمعها منه ابن حجر كما ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) البيرة بألف قطع: كورة كبيرة من الأندلس . (2) طليطلة بضم الطاءين وفتح اللام أو ضم الأولى وفتح الثانية: مدينة كبيرة بالأندلس .
/ صفحة 352 / في " شذرات الذهب " 7 ص 10 . توجد ترجمته في الدرر الكامنة 3: 339، بغية الوعاة في طبقات النحاة ص 14، شذرات الذهب 6: 268، نفح الطيب 4: 373 - 408 ذكر جملة ضافية من شعره، وذكر له قصيدة يمدح بها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وفيها التورية بسور القرآن وهي: كم سجدة في طلى الأحزاب قد سجدت * سيــــــــــــــــــــوفه فأراهم ربه عبره فـــــي كـــــل فاتحـــــة للقــول معتبره * حـق الثـــــناء عــلى المبعوث بالبقره فـــــي آل عـــــمران قدما شاع مبعثه * رجـــــالهم والنـــــساء استـــوضحوا خبـــره من مد للناس من نعماء مائدة * عــمت فليست على الانعام مقتصره أعـــــراف نعــــماه ما حل الرجاء بها * إلا وأنفـــــال ذاك الجـــود مبتـدره 5 بـه تـــــوسل إذ نـــــادى بتـــــوبـــــتــه * فـــي البحر يونس والظلماء معتكره هـــــود ويــــوسف كــم خوف به أمنا * ولـــن يــزوع صوت الرعد من ذكره مضمـــــون دعـــوة إبراهيم كان وفي * بــيت الإله وفي الحجر التمس أثره ذو أمـــــة كـــــدوي النحـــــل ذكـــرهم * فـــــي كل قطر فسبحان الذي فطره بكهف رحــماه قد لاذ الورى وبه * بشرى ابن مريم في الانجيل مشتهره 10 سماه طـــــه وحـــض الأنبـــياء على * حـج المـــــكان الذي من أجله عمره قــــد أفلح الناس بالنور الذي عمروا * مـــــن نـــــور فـرقانه لما جلا غرره أكـــــابر الشعــراء اللسن قد عجزوا * كالنمل إذ سمعـــــت آذانهــــم سوره وحـــــسبه قصـــــص للعنـــكبوت أتى * إذ حـــاك نسجا بباب الغار قد ستره فـــــي الــروم قد شاع قدما أمره وبه * لقـــــمان وفـــق للدر الذي نثره 15 كم سجدة في طلى الأحزاب قد سجدت * سيوفـــــه فـــــأراهم ربـــــه عـبره سباهـــــم فاطـــــر السبـع العلا كرما * لمـــن بياسين بين الرسل قد شهره في الحـــرب قد صفت الأملاك تنصره * فـــصار جمع الأعادي هازما زمره لغــــافر الـــــذنب في تفــــضيله سور * قـــــد فــصلت لمعان غير منحصره شـــــوراه أن تهجــــر الدنيا فزخرفها * مثـل الدخان فيعشي عين من نظره عـــــزت شريعــــته البيضاء حين أتى * أحقـــــاف بـدر وجند الله قد نصره فجـــــاء بعـــــد القــــتال الفتح متصلا * وأصبحت حجــرات الدين منتصره
/ صفحة 353 / بقـــــاف والذاريات الله أقـــــسم فـي * أن الـــذي قـــــاله حـــــق كـما ذكره في الطـور أبصر موسى نجم سؤدده * والأفق قـــــد شــــق إجلالا له قمره أســـــرى فنــــال من الرحمن واقعة * في القـــــرب ثبـــــت فيه ربه بصره أراه أشيـــــاء لا يقـــــوى الحديد لها * وفي مجادلـــــة الكفار قد أزره 25 في الحشر يوم امتحان الخلق يقبل في * صف مـــــن الرسل كل تابع أثره كـــــف يسبـــــح لله الحـــــصاة بهــــا * فاقبـــل إذا جاءك الحق الذي قدره قـــــد أبصـــــرت عــــنه الدنيا تغابنها * نــالت طلاقا ولم يصرف لها نظره تحـــــريمه الحـــــب للدنـــــيا ورغبته * عن زهرة الملك حقا عندما نظره في نـــــون قد حـــقت الأمداح فيه بما * أثنى به الله إذ أبدى لنا سيره 30 بجـاهه سال نوح فـــــي سفينـــــتـــــه * سفن النجاة وموج لبحر قد غمره وقالـــــت الجـــن: جاء الحق فاتبعوا * مــــــزملا تابعـــــا للحــق لن يذره مدثـــــرا شافعـــــا يـــوم القيامة هل * أتـــــى نــبي لــه هذا العلا زخره ؟ في المــرسلات من الكتب انجلى نبأ * عن بعـــثه سائر الأخبار قد سطره ألطــــافه النازعات الضيم في زمن * يوم به عبس العاصي لما ذعره35 إذ كورت شمس ذات اليوم وانفطرت * سماؤه ودعـــــت ويل بـــه الفجره وللسماء انشقــــاق والبـروج خلت * من طارق الشهب والأفلاك مستتره فسبح اســـم الذي في الخلق شفعه * وهــــل أتاك حديث الحوض إذ نهره كالفجــر في البلد المحروس غرته * والشمس من نوره الوضاح مستنره والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألم * نشرح لك القول في أخباره العطره 40 ولو دعا التين والزيتــون لا ابتدرا * إلــيه في الحين واقرأ تستبن خبره في ليلة القدر كم قد حاز من شرف * في الفجر لم يكن الانسان قد قدره كـــــم زلــــزلت بالجياد العاديات له * أرض بقـــارعة التخويف منتشره لـــــه تكاثــــر آيات قـــــد اشتـهرت * فـــــي كـــل عصر فويل للذي كفره ألم تر الشمس تصديقا له حبست * على قريش وجاء الروح إذ أمره 45 أرأيـــــت أن إلـــــه العــرش كرمه * بكوثـــــر مــــرسل في حوضه نهره
/ صفحة 354 / أرأيـــــت أن إلـــــه العــرش كرمه * بكوثـــــر مــــرسل في حوضه نهره والكافرون إذا جــاء الورى طردوا * عـــــن حــوضه فلقد تبت يدا الكفره إخـلاص أمداحه شغلي فكم فلق * للصبح أسمعت فيه الناس مفتخره 49 أزكى صلاتي على الهادي وعترته * وصحبـــــه وخـصوصا منهم عشره ثم سمى العشرة المبشرة وبعدها خص بالذكر حمزة والعباس وجعفرا وعقيلا و خديجة وبنتها الزهراء سلام الله عليهم، وقد جاراه في قصيدته هذه أئمة الأدب في مدح النبي صلى الله عليه وآله منهم الشيخ القلقشندي بقصيدة ذات 51 بيتا أولها: عـــــوذت حبي بــــرب الناس والفلق * المصطفى المجتبى الممدوح بالخلق والشيخ أبو عمران موسى الفاسي بقصيدة ذات 154 بيتا أولها: بــدأت باسم الله في أول السطر * فأسماؤه حصن منيع من الضر ولغيرهما قصيدة ذات 40 بيتا مستهلها: بحـــمد إله العرش استفتح القولا * وفي آية الكرسي أستمنح الطولا ولآخر قصيدة ذات 37 بيتا مطلعها: بسم الإله افتتاح الحمد والبقرة * مصـــــليا بصلاة لـم تزل عطره وللمترجم في نفح الطيب قوله: جعـــــلوا لأبـــــناء الرسول علامة * إن العـــــلامة شــأن من لم يشهر نـــــور النــــبوة في كريم وجوههم * يغني الشريف عن الطراز الأخضر قال الحافظ القسطلاني في المواهب اللدنية كما في شرحه ج 7 ص 21: فهذه الذرية الطاهرة قد خصوا بمزايا التشريف، وعموا بواسطة السيدة فاطمة بفضل ضيف، وألبسوا رداء الشرف، ومنحوا بمزيد الإكرام والتحف، وقد وقع الاصطلاح على اختصاصهم من بين الشرف كالعباسين والجعافرة (ذرية جعفر بن أبي طالب) بالشطفة (1) الخضراء لمزيد شرفهم، والسبب في ذلك كما قيل: أن المأمون الخليفة العباسي أراد أن يجعل الخلافة في بني فاطمة فأتخذ لهم شعارا أخضر، وألبسهم ثيابا خضرا، لكون السواد شعار العباسيين، والبياض شعار سائر المسلمين في جمعهم ونحوها، والأحمر مختلف في كراهته، والأصفر شعار اليهود بآخره، ثم انثنى عزمه عن ذلك، ورد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الشطفة بضم المعجمة: القطعة .
/ صفحة 355 / الخلافة لبني العباس فبقي ذلك شعار الأشراف العلويين من الزهراء، لكنهم اختصروا الثياب إلى قطعة من ثوب أخضر توضع على عمائمهم هي المسماة (بالشطفة) شعارا لهم ثم انقطع ذلك إلى أواخر القرن الثامن، قال في حوادث سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة من إنباء الغمر بأبناء العمر: وفيها أمر السلطان الأشرف أن يمتازوا عن الناس بعصائب " جمع عصابة " خضر على العمائم ففعل ذلك بمصر والشام وغيرهما وفي ذلك يقول الأديب أبو عبد الله ابن جابر الأندلسي (وذكر البيتين المذكورين) والأديب شمس الدين الدمشقي: أطراف تيجان أتت من سندس * خـــضر بأعلام على الأشراف والأشرف السلطان خصهم لها * شــرفا ليفرقهم من الأطراف والأشرف هو شعبان بن حسن بن الناصر، خنق سنة 778 .
|