عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني
(شعراء الغدير) في القرن التاسع -71- ابن العرندس الحلي
أضحـــى يميـــس كغـــصن بان في حلى * قمـــر إذا مـــا مـــر فـــي قلبـــي حـــــلا سلـــــب العـــــقول بناظـــــر فـــــي فترة * فيها حـــــرام السحـــــر بـــــان محـــللا وانحـــــل شد عـــــزائمي لـــــما غـــــدا * عـــــن خـــــصره بنـــــد القــــباء محللا وزهى بهـــــا كافـــــور سالـــــف خـــده * لما بـــــريحان العـــــذار تســـــلـــــسـلا وتسلسلت عـــــبثا سلاسل صــــدغـــــه * فلـــــذاك بـــــت مقـــــيدا ومســــلسلا 5 قمـــــر قـــــويم قـــــوامه كــقـــــناتـــــه * ولحاظـــــه فـــــي القتل تحكي المنصلا وجناتـــــه جـــــوريــة وعـــــيـــــونـــــه * حـــــورية تسبـــــي الغـــــزال الأكــحلا أهـــــوى فواتـــــرها المـراض إذا رنت * وأحـــــب جفـــــنيها المـــــراض الغزلا جـــــارت وما صفـــــحت عـــلى عشاقه * فتـــــكا وعـــــامل قـــــده مـــــا أعــدلا ملـــــكت محـــــاسنه ملـــــوكا طـــــالما * أضحـــــى لهـــــا المـــلك العزيز مذللا كســـــرى بعـــــينيه الصحـــــاح وخـــده * النعـــــمان بالخـــــال النجــــاشي خولا كتب العـــــلي عـــــلى صحـــــائف خــده * نـــــوني قـــــسي الحاجبيـــــن ومثـــلا فـــــرمى بها فـــــي عين غــــنج عيونه * سهم السهـــــام أصــــاب مني المقتلا فاعجب لعـــــين عبـــــير عـــــنبـر خاله * في جـــــيم جـــــمرة خـــــده لن تشعلا وســـــلا الفـــــؤاد بحــــر نيران الجوى * منـــــي فــذاب وعن هواه ما سلا 15 فمتـــــى بشيـــــر الـــوصل يأتي منجحا * وأبـــــيت مســـــرورا سعـــــيدا مقـبلا ولقـــــد بـــــرى منــــي السقام وبت في * لجـــــج الغـــــرام معـــالجا كرب البلا وجـــــرت سحـــــائب عبرتي في وجنتي * كـــــدم الحــــسين على أراضي كربلا
/ صفحة 4 / الصائـــم القـــوام والمتصدق الطعــــام * أفــــرس مـــن عــــلـى فــــرس عــــلا رجــــل بصيــــوان الغــــمامــــة جــــده * المخــــتار فــــي حــــر الحجــير تـظللا وأبــــوه حيــــدرة الذي بـعــــلــــومــــه * وبفــــضله شــــرح الكــــتاب تفــــصـلا والأم فــــاطمــــة المطــــهــــرة التـــي * بالمجــــد تــــاج فخــــارها قــــد كــــللا نســــب كمنبــــلج الصبــــاح يــــزيــنه * حــــسب شبيه الشمس زاهلي المجتلى السيــــد السنــــد السعــــيــــد الساجـد * السبــــط الشهــــيد المستـــظام المبتلى قمــــر بــــكت عــــين السماء لأجــله * أسفــــا وقــــلب الــــدهر بــــات مقـلقلا تالله لا أنســــاه فــــردا ظــــامــــيــــــا * والمــاء ينــــهل منــــه ذيــــبــان الفلا والسيــــد العــــباس قــــد سلب العدى * عــــنــــه اللبــــاس وصيــــروه مجـدلا والطفــــل شمــــس حـياته قد أصبحت * بالخــــسف فــــي طفـل وجل مؤثلا(1) وبنــــو أميــــة فــــي جـــسوم صحابه * قــــد حــــطموا السمــــر اللدان الذبلا شــــربوا بكــــاساة القــــنا خـمر الفنا * مــــزج البــــلاء بــه فأمسوا في البلا وتقاطعــــت أرحــــامهم وجــــسومهم * كــــرما وأوصلــــت الـــرؤس الأرجلا وتــــوارثوا مــــن بعــد سلب نفوسهم * دار المقــــامة فــــي القــــيامـة موئلا والسبــــط شــــاك ما لــــه مـن ناصر * شــــاك إلــــى رب السمــــوات العـلى ظــــام إلــــى مــــاء الفــرات فإن يرم * نهــــلا يــــرى البيض الصوارم منهلا والقــــوم محــــدقة عــــليه بجــــحفــل * كالبحــــر آخــــره يــحــــاكــــي الأولا متــــلاطم سغــــبت(2) بــــه أسيـافهم * فغــــدا لهــــم لحــــم الفــوارس مأكلا ومن العجــــائب أنــــه يشكــــو الظما * وأبــــوه يسقــــي فــي المعاد السلسلا حــــامت عــــليه للحــــمام كــــواسـر * ظمئــــت فأشـربت الحمام دم الطلا(3) أمســــت به سمــــر الــرماح وزرقها * حــــمرا وشهــب الخيل دهما جفلا(4) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الطفل من طفلت الشمس: دنت للغروب. المؤثل: الدائم . (2) السغوب والسغب: الجوع . (3) الكواسر جمع الكاثرة مؤنث الكاثر: العقاب. الطلا: ولد الظبي ساعة يولد. الصغير من كل شيء. (4) الشهب والشهباء: بياض يتخلله سواد. الدهمة: السواد. الجفل من جفل الشعر: شعث وثار.
/ صفحة 5 / هاتـــيـــــك بالـــــدم قـــد صبغن وهذه * صبغـــــت بنقـــع صبغة لن تنصلا 40 عـــــقـــــدت سنابــــك صافنات خيوله * من فـوق هامات الفوارس قسطلا(1) ودجـــــت عجـــــاجته ومـــــد ســواده * حـــــتى أعـــــاد الصبـــــح ليـــلا أليلا وكـــــأنما لمـــــع الصـــــوارم تحــته * بـــــرق تألـــــق فـــــي غـــمام فانجلى جيـــــش مـــــلا فــــوه الفلا وأتى فلا * أمســـــت سنابـــــك خـــيله تفلي الفلا أبـــــناء مـــــن جحـــد الوصي وكذب * الهـــــادي النبي وكان حقا مرسلا 45 بذلـــــوا النفـــوس وبدلوا من جهلهم * مـــــا ليـــــس فــي الاسلام كان مبدلا فمحـــــلل قـــــد صيـــــروه محـــــرما * ومحـــــرم قـــــد غـــــادروه محـــــللا وتعـــــمدوا قتـــــل الـــوصي وحرفوا * مـــــا كـــــان أحـمد في الكتاب له تلا وأتـــــوا إلــــى قتل الحسين وأججوا * نـــــارا لهيـــــب ضرامها لن يصطلى فســـــطا عـــــليهم بالـــــنزال بعزمة * تـــــذر الحــــسام المشرفي مفللا 50 من فـــــوق طـــــرف أعـوجي سابح * كالبـــرق يسبق في سراه الشمألا(2) فـرس حوافره بغير جماجم الفرسان * فـــــي يـــــوم الـــــوغـــــى لــن تنعلا أضحـــــى بمبـــــيض الصـباح مجللا * وغـــــدا بمـــــسود الظــــلام مسربلا وبكـــــفه سيـــــف جـــــراز بــــاتـــر * عـــــضب يــضم الغمد منه جدولا(3) فقـــــر الجـــماجم والطلا بغراره(4) * مـــــن كـل كفار وأبرى المفصلا 55 فكـــــأنه وجـــــواده وحـــــسامه(5) * يا صاحبـــــي لمـــــن أراد تـــــأمـــلا شمـــــس عـــــلى الفلك المدار بكفه * قـــــمر منـــــازله الجــــماجم والطلا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) السنبك: طرف الحافر. ج السنابك. الصافنات جمع الصافن من الخيل القائم على ثلاث قوائم مطرفا حافر الرابعة. القسطل: المنية. الغبار الساطع في الحرب . (2) الطرف من الخيل: الكريم الطرفين. السابح من سبح في الماء: عام وانبسط فيه و يستعار لمر النجوم وجري الفرس. الشمأل: ريح الشمال . (3) الجراز بضم المعجمة: السيف القطاع. الباتر: السيف القاطع ج بواتر. العضب : السيف القاطع . (4) الفقر: الحز. الطلا بضم المهلة وكسرها: قشرة الدم. الغرار: حد السيف . (5) سبقه إلى مثل هذه البداعة شيخنا علاء الدين الشفهيني بما هو أوسع وأبلغ راجع ج 6 ص 362 ط 2.
/ صفحة 6 / والخــــيل محدقــــة بجــــيم جــــماله * وقلوبهم في الغلي تحكي المرجلا(1) والسبــــط يخــــتـرق المواكب حاملا * بعــــزيمة تــــردي الخـميس الجحفلا فبسيــــن سمــــر الخــط يطعن أنجلا * وبــــباء بيض الهند يضرب أهدلا(2) فتخــــال طــــاء الطعـن أنى أعجمت * نقــــطا وضــــاد الـضرب كيف تشكلا حتــــى إذا مــــا السبــــط آن ممـاته * وعــــليه سلطــــان الحــــمام تــوكلا داروا بــــه النـفر الطغاة بنو الزنات * العــــاهرات وطبقــــوا رحــــب الـفلا ورمــــاه بعــــض المــــارقين بعيطل * سهــــما فخــــر عــلى الصعيد مجدلا وأتــــى بغــــي بــــني ضبــاب صائلا * بالقــــس تغــــميض القطامي الأجدلا وجثــــى عـــلى صدر الحسين وقلبه * حــــقدا وعــــدوانا عــــليه قــد امتلا فبــــرى بسيــــف البـغي رأسا طالما * لثــــم النــــبي ثــــنــــيتـيــــه وقــــبّلا واســــودّ قرص الشمس ساعة قتله * أســــفا وشهــــب الفلك أمست اُفـّلا ونعــــاه جــــبريل ومــــيكال وإســـرا * فيــــل والعــــرش المجــــيد تــزلزلا والطــــير فــــي الأغصان ناح مغردا * والــــوحش في القيعان ناح وأعولا وأتـــى الجــــواد ولا جــــواد فـــوقه * متوجــــعــــا متــــفجعــــا متــــوجلا عــــالي الصهيــــل بمقــــلة إنسانها * بــــاك يســــح الــــدمع نقـطا مهملا فسمعــــن نســوان الحـسين صهيله * فبــــرزن مــــن خلل المضارب ثكلا ينثــــون مــــن جـون العيون مدامعا * حمرا على بيض السوالف هطلا(3) حتــــى إذا قتــــل الحـسين وأصبحت * من بعــــده غــــر المــــدارس عطلا ومنــــازل التــــنزيل حــــل بها العزا * ومــــن الجــليس أنيس مربعها خلا بغــــت البغــــاة جهـــالة سبي النسا * وبغــــت وحــــق لمن بغى أن يجهلا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المرجل: القدر . (2) الأنجل من نجل الرجل نجلا: وسعت عينه وحسنت. الأهدل: المسترخى المشفر أو الشفة. (3) ينثون من نثى نثوا: فرق ونشر. الجون: الأبيض. الأسود. السوالف جمع السالفة صفحة العنق، وسالفة الفرس: ما تقدم من عنقه. هطل المطر: نزل متتابعا متفرقا عظيم القطر فهو هاطل والجمع هطل.
/ صفحة 7 / نصبـــــوا بمرفوع القناة كريمه(1) * جـــهرا وجـــــروا للمعـــاصي أذيلا وســـــروا بنسوتــه السراة بـلا ملا * حـــــسرى يلاحظهــــن ألحاظ الملا وغـــــدوا بـــــزين العابدين الساجد * الحـــــبر الأميــن مقيدا ومغللا 80 وسكيـــــنة أمســـــت وسـاكن قلبها * متحـــــرك فيـــــه الأسى لن يرحلا وبـــــدال دمع العـــــين منها غرقت * صـــــاد الصعــيد وأنبتت كاف الكلا وديارهـــــن الآنســـــات بـــــلاقـــع * أقوت(2) وكـــــن بهــا الأحبة نزلا والصبر عـــــني ضاعـــــن متـرحل * لما شـــــددن عـلى المطي الأرحلا ومدامعـــــي فـــــوق الخدود نوازل * لمــا زممن جمالهن البزلا(3) 85 تســـــري بهـن إلى الشئام عصابة * أمـــــوية تبـــــغي العــطاء الأجزلا تـــــرضي يزيـد لكي يزيد لها العطا * جـــــهلا ويتــــحفها السؤال معجلا فـــــلألعنن بني أميـــــة مــا حـــــدا * الحــــادي وما سرت الركائب قفلا ولألعـــــنن زيـــــادها ويـــــزيدهـــا * ويـــــزيدها ربـــــي عـــــذابا منزلا تـــــبا لهـــــم فعـــــلوا بآل محــــمد * مـــــا ليس تفعـله الجبابرة الأولى ولأبكـــــين عــــلى الحسين بمدمع * قـــــان أبـــــل به الصعـيد الممحلا يا طـــف طاف على ثراك من الحيا * هــــام تسير به السحائب جفلا(4) ذو هيـــــدب متـــــراكب متلاحم(5) * عــــالي البروق يسح دمعا مسبلا يشفيـــــك إذ يسقـــــيك منـــه بوابل * عــــذب له أرج يحاكي المندلا(6) ثـــــم السلام من السلام على الذي * نصـــــبت له في(خم) رايات الولا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكريمة: كل جارحة شريفة . (2) أقوت الدار: خلت من ساكنيها . (3) زمم الجمال: خطمها. بزل البعير: انشق نابه. فهو بازل ج بوازل وبزل . (4) الحيا: المطر. هام فاعل من همى يهمي هميا أي سال لا يثنيه شئ. جفل: أي أسرع . والجفيل: الكثير . (5) الهيدب من السحاب: المتدلي الذي يدنو من الأرض. المتلاحم: المتلاصق والمتلائم . (6) الوابل: المطر الشديد. الأرج: الرائحة الطيبة المندل بفتح الميم. العود الطيب الرائحة.
/ صفحة 8 / تالـــي كتـــاب الله أكـــرم مـــن تلا * وأجــل مــن للمصطفى الهادي تلا زوج البـــتول أخ الـــرسول مطلق * الدنيا وقـــاليهـا بنـــيران الـــقـــلا رجـــل تســـــربل بالعـــفاف وحبذا * رجـــــل بأثـــــواب العفاف تسربلا تلقـــــاه يـــــوم السلم غـيثا مسبلا * وتـــــراه يـــوم الحـرب ليثا مشبلا ذو الـــراحة اليمنى التي حسناتها * مـــدت على كيوان باعا أطـولا(1) والمعجـــــزات الـباهرات النيرات * المشـــــرقات المعذرات لمــن غلا منها رجوع الشمس بعد غروبها(2) * نـــــبأ تصيـــر له البصائر ذهّلا ولسيــره فـوق البساط فضيلة(3) * أوصافها تعــــيي الفصيح المقولا وخـــطاب أهل الكهف منقبة غلت * وعــلت فجاوزت السماك الأعزلا وصعـــــود غــارب أحمد فضل له * دون القـــــرابة والصحابة أفضلا هـــــذا الــذي حاز العلوم بأسرها * ما كـــــان منـــها مجملا ومفصلا هـــــذا الـــــذي بصــلاته وصلاته * للـــــدين والـــــدنيا أتــــم وأكــملا هـــــذا الـــــذي بحـــسامه وقناته * في خيـــــبر صعــب الفتوح تسهلا وأبــــاد مرحب في النزال بضربة * ألقـــــت عــــلى الكفار عبئا مثقلا وكتـــائب الأحزاب صير عمروها * بدمائـــــه فـــــوق الــرمال مرملا وتبـــــوك نـــازل شوسها فأبادهم * ضربا بصـــــارم عـــزمة لن يفللا وبـــــه تـــــوسل آدم لمــــا عصى * حتـــــى اجـــــتباه ربـــــنا وتقــبلا وبـــــه دعـــــا نـوح فسارت فلكه * والأرض بالطـــــوفان مفعمة ملا وبـــــه الخــليل دعا فأضحت ناره * بـــــردا وقـــد أذكت حريقا مشعلا وبـــــه دعــا موسى تلقفت العصا * حـــــيات سحـــــر كـن قدما أحبلا وبــــه دعا عيسى المسيح فأنطق * الميـــت الدفين به وقام من البلا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كيوان: زحل تحيط به منطقة نيرة يضرب به المثل في العلو والبعد. الباع: قدر مد اليدين . (2) مر حديث رد الشمس في الجزء الثالث ص 126 - 141 ط 2 . (3) أخرجها الثعلبي والفقيه المغازلي والقزويني عن ابن عباس وأنس بن مالك وستأتي بلفظها في محلها إنشاء الله تعالى.
/ صفحة 9 / وبخــــم وأخــــاه النــــبي محــــمد * حــــقا وذلـــــك فــي الكتاب تنزلا عـــذل النواصب في هواه وعنفوا * فعــــصيتهم وأطعـت فيه من غلا ومدحـــــته رغـــــما عــلى آنافهم * مدحـــــا بـــه ربي صدا قلبي جلا وتـــــراب نعـــــل أبــي تراب كلما * مـــس القـذا عيني يكون لها جلا فعـــــليه أضعاف التحية ما سرى * ســـار وما سح السحاب وأهملا سمعـــــا أميــر المؤمنين قصائدا * تـــــزداد مـــــا مـر الزمان تجملا عـــــربية نشـــــأت بحـــــلة بــابل * فغـــــدت تخجـل بالفصاحة جرولا ســـــادت فشادت للعرندس صالح * مجـــــدا عــلى هام النجوم مؤثلا وسمـــــت قلــــوب حواسدي وسمت على * [ نمّ العذار بعارضيه وسلسلا ](1) 125 وعـــــلت بمـــــدحك يا عـــــلي ووازنـــت * [ لـــــم أبـــــك ربعـــا للأحبة قد خلا ](2)
*(ما يتبع الشعر) * ذكر شاعرنا ابن العرندس في قصيدته هذه جملة من مناقب مولانا أمير المؤمنين وقد مر تفصيل بعضها، وستوافيك كلمتنا الضافية في بعضها الآخر، ونقتصر في المقام على ما أشار إليه بقوله : وصعود غارب أحمد فضل له * دون القرابة الصحابة أفضلا عن علي رضي الله عنه قال: انطلق بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأصنام فقال: اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكبي ثم قال: انهض بي إلى الصنم فنهضت به فلما رأى ضعفي تحته قال: اجلس فجلست وأنزلته عني وجلس لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي: يا علي ! اصعد على منكبي. فصعدت على منكبيه ثم نهض بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نهض بي خيل لي أني لو شئت نلت أفق السماء وصعدت على الكعبة وتنحى رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقيت صنمهم الأكبر صنم قريش وكان من نحاس موتدا بأوتاد من حديد إلى الأرض فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: عالجه فعالجته فما زلت ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مطلع قصيدة للشيخ علاء الدين الحلي المذكورة في الجزء السادس ص 383 ط 2 . (2) هي قصيدة جمال الدين الخلعي المترجم في الجزء السادس ص 12 - 19 والقصيدة في الإمام السبط الشهيد تقدر ب 75 بينا كما مر في ج 6 ص 18.
/ صفحة 10 / أعالجه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إيه إيه إيه. فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال: دقه فدققته وكسرته ونزلت . وفي لفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقذف به. فقذفت به فتكسر كما تنكسر القوارير ثم نزلت. وفي لفظ: ونزوت من فوق الكعبة . وعن جابر بن عبد الله قال: دخلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مكة وفي البيت وحوله ثلثمائة وستون صنما فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقيت كلها لوجوهها وكان على البيت صنم طويل يقال له: هبل. فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي وقال له: يا علي ! تركب علي أو أركب عليك لألقي هبل. عن ظهر الكعبة ؟ قلت: يا رسول الله ! بل تركبني: فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة قلت: يا رسول الله ! بل أركبك. فضحك ونزل وطأطأ لي ظهره واستويت عليه فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء لأمسكتها بيدي، فألقيت هبل عن ظهر الكعبة فأنزل الله تعالى: وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً. وعن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: قم بنا إلى الصنم في أعلى الكعبة لنكسره فقاما جميعا فلما أتياه قال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم على عاتقي حتى أرفعك عليه فأعطاه علي ثوبه فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على عاتقه ثم رفعه حتى وضعه على البيت فأخذ علي الصنم وهو من نحاس، فرمى به من فوق الكعبة كأنما كان له جناحان ، هذه الأثارة أخرجتها أمة من الحفاظ وأئمة الحديث والتاريخ، وأخذها منهم رجال التأليف في القرون المتأخرة وذكروها في كتبهم مرسلين إياها إرسال المسلم من دون أي غمز في سندها وإليك جملة منهم : 1 - أسباط بن محمد القرشي المتوفى 200 روى عنه أحمد في المسند . 2 - الحافظ أبو بكر الصغاني المتوفى 211 حكاه عنه السيوطي . 3 - الحافظ ابن أبي شيبة المتوفى 235 حكاه عنه الزرقاني والسيوطي . 4 - إمام الحنابلة أحمد المتوفى 241 في مسنده 1: 84 بإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات . 5 - أبو علي أحمد المازني المتوفى 263 روى عنه النسائي .
/ صفحة 11 / 6 - الحافظ أبو بكر البزار المتوفى 292 كما في الينابيع . 7 - " ابن شعيب النسائي المتوفى 303 في الخصايص ص 31 . 8 - " أبو يعلى الموصلي المتوفى 307 في مسنده . 9 - " أبو جعفر الطبري المتوفى 310 كما في جمع الجوامع. 10 " - أبو القاسم الطبراني المتوفى 360 كما في تاريخ الخميس. 11 - " الحاكم النيسابوري المتوفى 405 في المستدرك 2: 367 وصححه . 12 - " أبو بكر الشيرازي المتوفى 407 / 10 في نزول القرآن من طريق جابر . 13 - " أبو محمد أحمد بن محمد العاصمي في زين الفتى شرح سورة هل أتى . 14 - " أبو نعيم الاصبهاني المتوفى 340 روى عنه الخطيب إملاء . 15 - " أبو بكر البيهقي المتوفى 458 روى من طريقه الخوارزمي . 16 - " الخطيب البغدادي المتوفى 463 في تاريخه 13: 2. 3 . 17 - الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي المتوفى 483 في مناقبه من طريق أبي هريرة . 18 - الحافظ أبو عبد الله الفراوي المتوفى 530 كما في كفاية الكنجي . 19 - أخطب خطباء خوارزم المتوفى 568 في المناقب ص 73 من طريق الحافظين: البيهقي والحاكم . 20 - الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي المتوفى 597 في صفة الصفوة 1 ص 119 . 21 - الحافظ رضي الدين أبو الخير الحاكمي في أربعينه في فضائل علي عليه السلام . 22 - الحافظ أبو عبد الله ابن النجار المتوفى 643 كما في الكفاية . 23 - أبو سالم ابن طلحة الشافعي المتوفى 652 في مطالب السئول ص 12 . 24 - أبو المظفر يوسف سبط ابن الجوزي المتوفى 654 في التذكرة ص 17 ] . 25 - الحافظ أبو عبد الله الكنجي المتوفى 658 في الكفاية ص 128. وقال : رواه الحاكم والبيهقي، وهو حديث حسن ثابت عند أهل النقل . 26 - الحافظ الصالحاني كما في تاريخ الخميس . 27 - الحافظ محب الدين الطبري المتوفى 694 في الرياض النضرة 2: 200 نقلا عن أحمد وابن الجوزي والحاكمي
/ صفحة 12 / 28 - جمال الدين أبو عبد الله ابن النقيب المتوفى 698 في تفسيره والعبر . 29 - شيخ الاسلام الحموي المتوفى 722 في فرائد السمطين . 30 - الحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى 748 في تلخيص المستدرك و قال: إسناده نظيف والمتن منكر. قال الأميني: لم يك يعرف أي حافظ هذه النكارة في تلكم القرون الخالية إلى أن جاد الدهر بالذهبي، وكوى الحديث بعينه، فكوه نار حقده، غير أن تلك النكارة الموهومة دفنت معه ولم يتبع أثره فيها أي محدث بعده . 31 - الحافظ الزرندي المتوفى بضع و 750 في نظم درر السمطين . 32 - الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى 911 في الجامع الكبير كما في ترتيبه 6: 407 عن ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق، وأحمد، وابن جرير، والخطيب ، والحاكم وقال: صححه. وذكره في الخصايص الكبرى 1: 264 . 33 - الحافظ أبو العباس القسطلاني المتوفى 923 في المواهب اللدنية 1 ص 204 نقلا عن ابن النقيب . 34 - القاضي الديار بكري المالكي المتوفى 966 / 82 في تاريخ الخميس 2 ص 95 نقلا عن الطبراني والزرندي والصالحاني وابن النقيب الممقدسي والمحب الطبري وصاحب شواهد النبوة فقال: ثم إن عليا أراد أن ينزل فألقى نفسه من صوب الميزاب تأدبا وشفقة على النبي صلى الله عليه وسلم ولما وقع على الأرض تبسم فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن تبسمه ؟ قال: لأني ألقيت نفسي من هذا المكان الرفيع وما أصابني ألم. قال: كيف يصيبك ألم وقد رفعك محمد وأنزلك جبريل ؟ وقال الشاعر : قيـــل لي: قل في علي مدحا * ذكـــره يخـــمد نـارا موصده قلت: لا أقدم في مدح امرئ * ضـــل ذو اللب إلى أن عبده والنـــبي المصطفى قال لنا: * ليلـــة المعـــراج لما صعده وضـــع الله بــظهـــري يـــده * فـــأحس القــلب أن قد برده وعـــليّ واضـــع أقـــدامـــه * فـــي محـــل وضـــع الله يده 35 - نور الدين الحلبي الشافعي المتوفى 1044 في السيرة الحلبية 3: 97 . 36 - أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 في شرح المواهب 2: 336 عن
/ صفحة 13 / ابن أبي شيبة والحاكم فقال: قد أجاد القائل : يا رب بالقــــدم التــــي أوطأتــها * من قاب قوسين المحل الأعظما وبحــــرمة القـدم التي جعلت لها * كتــــف المـــؤيد بالرسالة سلما ثبــــت عـلى متن الصراط تكرما * قــــدمي وكـن لي منقذا ومسلما واجعــــلهما ذخـري فمن كانا له * ذخــــرا فلــيس يخاف قط جهنما 37 - السيد أحمد زيني دحلان المكي المتوفى 1232 في السيرة النبوية هامش الحلبية 2: 293 فقال: وقد أجاد القائل : يا رب بالقدم التي أوطأتها * إلى آخر الأبيات المذكورة 38 - شهاب الدين الآلوسي المتوفى 1270 في شرح العينية ص 75 وقد مرت كلمته في ج 6 ص 22 . 39 - خواجه كلان القندوزي المتوفى 1293 في ينابيع المودة ص 193 عن البزار وأبي يعلى الموصلي . 40 - الشيخ أبو بكر بن محمد الحنفي المتوفى 1270 في قرة العيون المبصرة ج 1 ص 185 . 41 - السيد محمود القراغولي الحنفي في جوهرة الكلام ص 55، 59 .
*(الشاعر) * الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلي الشهير بابن العرندس، أحد أعلام الشيعة ومن مؤلفي علمائها في الفقه والأصول، وله مدائح ومراثي لأئمة أهل البيت عليهم السلام تنم عن تفانيه في ولائهم ومناوئته لأعدائهم، ذكر شطرا منها شيخنا الطريحي في " المنتخب " وجملة منها مبثوثة في المجاميع والموسوعات، وعقد له العلامة السماوي في " الطليعة " ترجمة أطراه فيها بالعلم والفضل والتقى والنسك و المشاركة في العلوم. وأشفع ذلك الخطيب الفاضل اليعقوبي في " البابليات " وأثنى عليه ثناء جميلا، وذكر في " الطليعة " أنه توفي حدود 840 بالحلة الفيحاء ودفن فيها وله قبر يزار ويتبرك به .
/ صفحة 14 / كان ابن العرندس يحاول في شعره كثيرا الجناس على نمط الشيخ علاء الدين الشفهيني المترجم في الجزء السادس ص 356 وتعلوه القوة والمتانة، ويعرب عن تضلعه من العربية واللغة، ولولا تهالكه على ما تجده في شعره من الجناس الكثير لكان ما ينظمه أبلغ وأبرع مما هو الآن . ومن شعر شيخنا الصالح رائية اشتهر بين الأصحاب أنها لم تقرأ في مجلس إلا وحضره الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه، توجد برمتها في منتخب شيخنا الطريحي 2: 75 وهي : طــوايا نظـامــي في الزمان لها نشر * يعـــطـــــرها مـن طيــب ذكراكم نشر قـــــصائد ما خـــــابت لهــــن مقاصد * بـــــواطنها حـــــمد ظـــواهرها شكر مطالعـــــها تحـــــكي النجـوم طوالعا * فـــــأخلاقها زهـــــر وأنـوارها زهر عـــــرائس تجـــلي حين تجلي قلوبنا * أكـــــاليلها در وتيجـــــانها تـــــبــــر 5 حـــسان لها حسان بالفضل شاهد * عـــــلى وجــهها تـبر يزان بها التبر أنظــــمها نظم اللئالي وأسهر الليالــ * ــي ليحـــــيى لـــــي بــــها وبكم ذكر فيـــــا ساكـني أرض الطفوف عليكم * ســـــلام محـــــب مــا له عنكم صبر نشـــــرت دواويـــــــن الثنا بعد طيها * وفي كل طرس من مديحي لكم سطر فطــــــابق شعــري فيكم دمع ناظري * فمبــيـــض ذا نظـــــم ومـحمر ذا نثر 10 فلا تتهمـــــوني بالسلـــــو فإنما * مـــــواعـيـــد سلواني وحقكم الحشر فـــــذلي بكـــــم عز وفقري بكم غنى * وعـسري بكم يسر وكسري بكم جبر تـــرق بروق السحب لي مـن دياركم * فيـــــنهل مـــــن دمعي لبارقها القطر فعيناي كالخنساء(1) تجري دموعها * وقـــــلبي شـــــديد في محبتكم صخر وقفـــــت عـــــلى الدار التي كنتم بها * فمغـــــناكم من بعـــــد معـــناكم فقر 15وقد درست منها الدروس وطالما * بهـــــا درس العــــلم الآلهي والذكر وســــالت عليها من دموعي سحائب * إلـى أن تــروى البان بالدمع والسدر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هي الخنساء بنت عمرو بن الحارث شاعرة صحابية شهيرة لها شعر كثير في رثاء أخيها لأبيها صخر وقد قتله بنو أسد.
/ صفحة 15 / فــــراق فـــراق الروح لي بعد بعدكم * ودار بــــرسم الدار في خاطري الفكر وقد أقلعــــت عـنها السحاب ولم يجد * ولا در من بعــــد الحــــسين لهـــا درّ إمـــام الهدى سبط النبوة والد الأئمة * رب النــهــــي مــــولى لــــه الأمــــر إمــــام أبــــوه المـرتضى علم الهدى * وصي رسول الله والصنو والصهر20 إمــــام بكــــته الإنس والجن والسما * ووحــــش الفـلا والطير والبر والبحر لــه القبة البيضاء بالطف لم تزل(1) * تطــــوف بهــــا طــــوعا مــلائكة غر وفيــــه رســــول الله قــــال وقــــوله * صحيــــح صــــريح ليس في ذلكم نكر : حبــــي بثــــلاث مــــا أحـاط بمثلها * ولــــي فــمن زيد هناك ومن عمرو ؟ له تــــربة فيــــها الشــــفاء وقــــبـة * يجاب بها الداعي إذا مسه الضر 25 وذريــــة ذريــــة منــــه تـــســــعــــة * أئمــــة حــــق لا ثــــمان ولا عـــشر أيقتــــل ظــــمآنا حــــسين بكــــربــلا * وفــــي كـــل عضو من أنامله بحر ؟ ووالده الساقي على الحوض في غد * وفــــاطمة مــــاء الفـــرات لها مهر فــــوالهف نفسي للحـسين وما جنى * عليه غــــداة الطف في حربه الشمر رماه بجيش كالظــــلام قسيه الأهلة * والخرصان أنجــــمــــه الـــزهر 30 لرايــــاتهم نصــــب وأسيــافهم جزم * وللنقــــع رفــــع والــــرماح لها جر تجــــمع فيــــها مــــن طغــــاة أميـة * عــــصابة غــــدر لا يقـــوم لها عذر وأرسلهــــا الطـــاغي يزيد ليملك ال * ـعــــراق ومـــا أغنته شام ولا مصر وشــــد لهــــم أزرا سليــــل زيـادها * فحــــل بــــه مــــن شد أزرهم الوزر وأمــــر فيهــــم نجــــل سعد لنحسه * فما طال في الري اللعين له عمر 35 فلما التقى الجمعان في أرض كربلا * تباعــــد فعــــل الخــير واقترب الشر فحــــاطوا به في عـشر شهر محـرم * وبيض المواضي في الأكف لها شمر فقــــام الفــــتى لمــــا تشاجرت القنا * وصــــال وقــــد أودى بمهجــته الحر وجــــال بطــــرف فـــي المجال كأنه * دجــــى الليـــل في لألآء غرته الفجر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تلك القبة المقدسة كانت بيضاء في تلكم القرون وأما اليوم فقد تغشتها صفائح النضار ، فهي صفراء لونها تسر الناظرين كما أن باطنها سرح ممرد من قوارير.
/ صفحة 16 / له أربـــــع للريح فيـهـــــن أربـــــع * لقـــــد زانـــــه كـــــرو ما شـأنه الفر ففـــــرق جـــــمع القـوم حتى كأنهم * طيــــور بغاث(1) شت شملهم الصقر فأذكـرهم ليل الهرير فاجمع الكلاب * عـــــلى الليـث الهزبر وقد هرّوا (2) هنـــــاك فـــــدته الصالحون بأنفس * يضاعــــف في يوم الحساب لها الأجر وحـــادوا عـن الكفار طوعا لنصره * وجـــاد له بالنفس من سعده الحر(3) ومـــــدوا إليـــــه ذبلا سمهرية(4) * لطـــــول حــــياة السبط في مدهـا جزر فغـــــادره فــي مارق الحرب مارق * بسهم لنحـــــر السبــط من وقعـه نحر فمال عن الطرف الجواد أخو الندى * الجواد قتيلا حــوله يصهل المهر(5) سنان سنان خـــارق منه في الحشا * وصارم شمر في الوريد له شمر(6) تجـــــر عـــليه العــاصفات ذيولها * ومن نسج أيدي الصافنات له طمر(7) فرجــت له السبع الطباق وزلزلت * رواسي جـــــبال الأرض والتطم البحر فيا لك مقتـــــولا بكـــته السما دما * فمغـــــبر وجـــــه الأرض بالدم محمر ملابسه في الحرب حمر مـن الدما * وهــن غداة الحشر من سندس خضر ولهفــــي لزين العابدين وقد سرى * أسيـــــرا عـــــليـــــلا لا يفـك له أسر وآل رســـــول الله تســــبى نسائهم * ومـــــن حــولهن الستر يهتك والخدر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) البغاث بتثليث الباء: طائر أبغث أصغر من الرخم بطيئ الطيران ج بغثان . (2) ليلة الهرير من ليالي صفين قتل فيها ما يقرب من سبعين ألف قتيل ولمولانا أمير المؤمنين ولأصحابه في تلك الليلة موقف شجاعة يذكر مع الأبد. الهرير كأمير. هرير الكلب صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد . (3) الحر بن يزيد الرياحي التميمي اليربوعي كان سلام الله عليه شريف قومه جاهلية و اسلاما كما قاله ابن الأثير . (4) الذبل بضم المعجمة ثم الموحدة المفتوحة جمع الذابل: الرقيق. السمهري : الرمح الصلب . (5) الطرف كما مر من الخيل: الكريم الطرفين: الأب والأم. المهر: ولد الفرس . (6) الشمر بفتح المعجمة من شمر تشميرا: مر مسرعا. وأشمره بالسيف: أدرجه . (7) العاصفات: الأرياح الشديدة. الصافنات " راجع ص 5 " الطمر: الثوب البالي.
/ صفحة 17 / وآل رســـــول الله تســــبى نسائهم * ومــن حــولهن الستر يهتك والخدر سبايا بأكـــوار المطـــــايا حواسرا * يلاحظهن العبد في الناس والحر55 ورملة(1) في ظل القصور مصونة * يناط عـــــلى أقــــراطها الدر والتبر فـــــويل يزيـــــد من عـــذاب جهنم * إذا أقـبلــت في الحشر فاطمة الطهر ملابسهـــــا ثـــوب من السم أسود * وآخـــــر قــان مـن دم السبط محمر تـــــنادي وأبـصار الأنام شواخص * وفي كـل قلب من مهـابتها ذعر(2) وتشكـــــو إلى الله العـلي وصوتها * عـــلي ومـــولانا علي لها ظهر 60 فلا ينـــــطق الطاغي يزيد بما جنى * وأنـــــى له عذر ومن شأنه الغدر؟ فيؤخذ منه بالقصاص فيحرم النعيم * ويخـــــلى فـــــي الجـــحيم له قصر ويشــــدو له الشادي فيطر به الغنا * ويسكب في الكاس النضار له خمر فذاك الغنا في البعث تصحيفه العنا * وتصحيف ذاك الخمر في قلبه الجمر أيقـــــرع جهلا ثغــر سبط محمد * وصاحب ذاك الثغر يحمى به الثغر؟65 فـــــليس لأخـــــذ الثــــار إلا خليفة * يكـــــون لكسر الدين من عدله جبر تحـــــف بــه الأملاك من كل جانب * ويقـــــدمه الاقبال والعــــز والـنصر عـــــوامله فـي الدار عين شوارع * وحـــــاجبه عـــيسى وناظره الخضر تظـــــلله حـــــقا عـــــمامة جـــــده * إذا مـــــا مـــلوك الصيد ظللها الجبر محـــــيط عــــلى علم النبوة صدره * فطـــوبى لعلم ضمه ذلك الصدر 70 هو ابن الإمام العسكري محمد التقي * النقـــــي الطـــــاهر العـــلم الحبر سليـــل علي الهادي ونجل محمد الجـ * ــواد ومن في أرض طوس له قبر علي الرضا وهو ابن موسى الذي قضى * ففاح على بغداد من نشره عطر وصادق وعـــــد إنه نجـــل صــــادق * إمام بـــــه في العــــلم يفتخر الفخر وبهجـــــة مـــــولانا الإمـــــام محمد * إمـــــام لعـــــلم الأنبياء له بقر 75 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) رملة بنت معاوية بن أبي سفيان، شبب بها عبد الرحمن بن حسان بأبيات أولها : رمل هل تذكرين يوم غزال * إذ قطعـــنا مسيرنا بالتمني ولهذا التشبيب قصة توجد في معاجم التراجم . (2) الشواخص من شخص البصر، أي: فتح عينيه فلم يطرف. الذعر: الفزع والخوف .
/ صفحة 18 / سلالة زين العـــــابدين الــــذي بكى * فـــمن دمعـه يبس الأعاشيب مخضر سليل حسين الفاطمي وحيدر الوصي * فمـــــن طـــــهر نـــــمى ذلـك الطهر له الحسن المسموم عم فحبذا الإمام * الـــــذي عـــــم الـورى جوده الغمر سمـــــي رســـــول الله وارث عــلمه * إمـــــام عـــــلى آبائـــــه نـزل الذكر هـــــم النـــــور نــــور الله جل جلاله * هـم التين والزيتون والشفع والوتر مهابـــــط وحـــــي الله خـــزان علمه * ميـــــامين فـــــي أبـياتهم نزل الذكر وأسمـــــائهم مكتــــوبة فـوق عرشه * ومكنـــــونة مـن قبل أن يخلق الذر ولــــولاهم لـــــم يخـــــلق الله آدمـــا * ولا كـــــان زيـد في الأنام ولا عمرو ولا سطحت أرض ولا رفعــــت سما * ولا طلعــــت شمــس ولا أشرق البدر ونـــــوح بـــه في الفلك لما دعا نجا * وغـــــيض بــه طوفانه وقضى الأمر ولـــــولاهم نـــــار الخـليل لما غدت * ســـــلاما وبــردا وانطفى ذلك الجمر ولـــــولاهم يعـــــقوب ما زال حـزنه * ولا كـــــان عـن أيوب ينكشف الضر ولان لداود الحـــــديد بســـــرهــــــم * فقـــــدر فـــــي ســـرد يحير به الفكر ولمـــــا سليــــمان البساط به سرى * أسيلـــــت لـه عــين يفيض له القطر وسخـــــرت الـــــريح الرخاء بأمره * فغـــــدوتها شهـــــر وروحــتها شهر وهم سر موسى والعصا عندما عصى * أوامره فرعــــون والتقف السحر ولولاهم مــــا كـان عيسى بن مريم * لعـــــازر مـــــن طـي اللحود له نشر ســرى سرهم في الكائنات وفضلهم * وكـــل نـــــبي فــــيه مـن سرهم سر عـــــلا بهــم قدري وفخري بهم غلا * ولــولاهم ما كان في الناس لي ذكر مصـــــابكم يـــــا آل طــــه ! مصيبة * ورزء عـــــلى الاسلام أحـدثه الكفر سأندبكـــــم يا عـــــدتي عــند شدتي * وأبكيكـــــم حـــــزنا إذا أقــبل العشر عــــرائس فكر الصالح بن عرندس * قـــــبولكم يـــــا آل طـــــه لهــا مهر وكيـــــف يحــيط الواصفون بمدحكم * وفــــي مدح آيات الكتاب لكم ذكر ؟ ومـــــولدكم بطحـــــاء مكـة والصفا * وزمـــــزم والبـيت المحرم والحجر
/ صفحة 19 / جعـــلتكم يـــــوم المعـــــاد وســيلتي * فطـــــوبى لمـن أمسى وأنتم له ذخر سيـــــبلي الجـــــديدان الجديد وحبكم * جـــــديد بقـــــلبي ليـس يخلقه الدهر عـــــليكم ســـــلام الله مــا لاح بارق * وحــلت عقود المزن وانتشر القطر وله من قصيدة يرثي بها الحسين عليه السلام : بـــات العذول على الحبيب مسهدا * فأقام عـــذري فـــي الغــرام ومهدا ورأى العـــــذار بسالفيـه مسلسلا * فأقـــــام فـــــي سجـن الغرام مقيدا هــــذا الذي أمسى عذولي عاذري * فيـــــه وراقـــــد مقلتـــــيه تــسهدا ريــم(1) رمى قلبي بسهم لحــاظه * عــن قوس حاجبه أصاب المقصدا قـــــمر هــلال الشمس فوق جبينه * عـــال تغار الشمس منه إذا بدا 5 وقـــــوامه كالغـــصن رنحه الصبا * فيـــــه حـــــمام الحــي بات مغرّدا فـــــإذا أراد الفتــــك كــــان قوامه * لدنـــــا وجـــــردت اللحـــاظ مهندا تلقـــــاه منعـــــطفا قضيـــــبا أميـدا * وتـــــراه ملتفــتا غزالا أغيدا(2) فـــــي طـــــاء طـــرته وجيم جبينه * ضـــدان شأنهما الضلالة والهدى ليـــــل وصبـــــح أســود في أبيض * هـــــذا أضــل العاشقين وذا هدى لا تحـــــسبوا داود قـــــدر ســــرده * فـــــي سيــن سالفه فبات مسردا لكنـــــما ياقـــــوت خـــــاء خــدوده * نم(3) العـــذار به فصار زبرجدا يا قاتـــــل العشاق يا من طرفه * الرشاق يرشقنا سهاما من ردى(4) قسما بثـــــاء الثغـــــر منــــك لأنه * ثغـــــر به جيم الجمان تنضدا(5) وبـــــراء ريـــــق كالمــدام مزاجه * شهد به تروى القلوب من الصدى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الريم: الظبي الخالص البياض . (2) منعطفا: منثنيا. القضيب: السيف القطاع. القوس عملت من قضيب أو غصن غير مشقوق. الاميد من ماد يميد ميدا: تحرك واضطرب. الاغيد من غيد يغيد غيدا: مالت عنقه لانت أعطافه فهو أغيد وهى غيداء . (3) نم نما: زين . (4) الرشق: الرمي. الردى: الهلاك ، (5) الثغر: مقدم الأسنان. الجمان: اللؤلؤ.
/ صفحة 20 / وبـــــراء ريـــــق كــالمــدام مزاجه * شهـــد به تروى القلوب من الصدى إني لقد أصبحــت عــبدك في الهوى * وغـــــدوت فــي شـرح المحبة سيدا فاعــــدل بعــبدك لا تجر واسمح ولا * تبخـــــل بقـــــرب مــن وفاك الأبعدا وابـــــدِ الـوفــا ودع الجفا وذر العفا * فلقـــــد غــــدوت أخا غــرام مكمدا وفجــعـــــت قلبي بالتفـــــرق مثــلما * فجعـــــت أميــــة بالحســين محمدا سبــط النبي المصطفى الهادي الذي * أهــدى الأنام من الضلال وأرشـــدا وهــــو ابن مــولانا علي المرتضى * بحر الندى مروي الصدا مردي العدا أسمى الـــــورى نسبـا وأشرفهم أبا * وأجـــــلهم حـــــسبا وأكـــرم محتدا بحـــــر طــما. ليث حمى. غيث همى * صبـــــح أضا. نجــــم هدى. بدر بدا السيـــــد السنـــــد الحسين أعم أهــ * ــل الخافقيـــــن نـدى وأسمحهم يدا لم أنســـــه فـــي كـــــربلا متلظيـــــا * في الكـــــرب لا يلقـــي لماء موردا والمقـــــنـــــب الأمـــوي حول خبائه * النـــــبوي قـد ملأ الفدافد فدفدا(1) عــصب عصت غضت بخيلهم الفضا * غصبت حقوق بني الوصي وأحمدا حمـــــت كتـــــائبه وثـــــار عجـــاجه * فحـــــكى الخضــم المدلهم المزبدا للنصـــــب فيـــــه زماجــــر مرفوعة * جزمت بها الأسماء من حرف الندا صامـــــت صوافنــــه وبيض صفاحه * صلـــــت فصــــيرت الجماجم سجدا نســـــج الغـبار على الأسود مدارعا * فيـــــه فجـــــسدت النجيع وعسجدا والخـــــيل عـــــابسة الـــوجوه كأنها * العـــــقيان تخــترق العجاج الأربدا حـــــتى إذا لمعـــــت بــروق صفاحها * وغـــد الجبان من الرواعد مرعدا صـــــال الحــسين على الطغاة بعزمه * لا يختشي من شرب كاسات الردا وغـــــدا بــلام اللدن يطعن أنجلا * وبغين غرب العضب يضرب أهودا(2) فأعاد بالضرب الحـــــسام مفــــللا * وثنى السنان من الطعان مقصدا(3) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المقنب: الجماعة من الخيل تجتمع للغارة. الفدافد بفتح الفاء: الفلاة. فدفد بضم الفاء الجافي الكلام المرتفع الصوت . (2) الانجل: الواسع الطويل العريض، يقال: طعنه طعنة نجلاء. أي واسعة. الأهود من الهوادة: اللين والرفق . (3) المقصدة من القصدة بالكسر: القطعة مما يكسر. يقال رمح قصدو قصيد وأقصاد: أي متكسر.
/ صفحة 21 /
فكأنمــــا فتكـــــاته في جيـــــشهــــم * فتـــــكات(حيدر) يـوم أحد في العدى جيـــــش يـــــريد رضى يزيد عصابة * غـــــصبت فأغــضبت العلي وأحمدا جحدوا العـــــلي مــع النبي وخالفوا * الهادي الوصي ولم يخالفوا الموعدا وغـــــواهم شيطـــــانهم فأضلهـــــم * عـــــمدا فلـــــم يجـــدوا وليا مرشدا ومن العجـــــائب أن عــــذب فراتها * تســـــري مسلسلـــــة ولـــــن تتقيدا طـــــام وقـــــلب السبــــط ظام نحوه * وأبوه يسقـــــي النــاس سلسله غدا وكأنـه والطرف والتبار والخرصان * فـــــي ظلـــــل العجــــاج وقد بدا(3) شمس على فلك وطــــــوع يمينــــه * قــــــمر يقابل في الظلام الفرقدا(4) والسيد العــــــباس قــــد سلب العدا * عــــــنه اللبــــــاس وصيروه مجردا وابن الحــسين السبط ظمآن الحشا * والماء تــــــنهله الــــــذئاب مبـــردا كالبــــــدر مقــــــطوع الـوريد له دم * أمســــــى عــلى ترب الصعيد مبددا والسـادة الشهداء صرعى في الفلا * كــــــل لأحــــقاف(5) الرمال توسدا فأولئــــــك القـــوم الذين على هدى * مــــــن ربهم فمن اقتدى بهم اهتدى والسبــــــط حران الحــشا لمصابهم * حيــــــران لا يلقــــى نصيرا مسعدا حتــــــى إذا اقتــــربت أباعيد الردى * وحيــــــاته منهــــــا القريـــب تبعدا دارت عــــــليه عــــــلوج آل أميـــة * من كــــــل ذي نقــــــص يزيد تمردا فرمـوه عن صفر القسي بأسهم(1) * من غــــــير ما جرم جناه ولا اعتدا فهــــــوى الجواد عن الجواد فرجت * السبــــــع الشـداد وكان يوما أنكدا واحتــــــز منــه الشمر رأسا طالما * أمســــــى لــــــه حجر النبوة مرقدا فبــــــكته أملاك السمـــاوات العلى * والدهر بــــــات عليه مشقوق الردا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الطرف. راجع ص 5. البتار: السيف القاطع. الخرصان: جمع الخرص، الرمح القصير السنان . (2) هذه البداعة مأخوذة من علاء الدين الشفهيني كما مرت في ج 6 ص 362 ومرت لابن العرندس أيضا في هذا الجزء ص 5 . (3) الأحقاف جمع الحقف: ما اعوج من الرمح واستطال . (4) الصفر: الدائرة: القسي جمع القوس: آلة معروفة ترمى بها السهام.
/ صفحة 22 / وارتد كـــــف الجود مكفوفا وطرف * العـــــلم مطــــروفا(1) عليه أرمدا والوحش صاح لما عراه من الأسى * والطيـر ناح على عزاه وعددا(2) وســـــروا بزيـــــن العابدين الساجد * الباكي الحـــــزين مقــيدا ومصفدا وسكيـــــنة سكــــن الأسى في قلبها * فغـــــدا بضامرها(3) مقيما مقعدا وأســـــال قتـــــل الطف مدمع زينب * فجـــــرى ووســـط الخد منها خددا ورأيت ساجعـــــة تــــنوح بأيكة(4) * سجعـت فأخرست الفصيح المنشدا بـــــيضاء كالصـــــبح المضئ أكفها * حـــــمر تطـــــوقت الظلام الأسودا ناشـــــدتها يــــا ورق ! ما هذا البكا * ردي الجواب فجعـت قلبي المكمدا والطـــــوق فوق بياض عنقك أسود * وأكـــــفك حـــــمر تحاكي العسجدا لمـــــا رأت ولهـــــي وتــــسألي لها * ولهيـــــب قـــــلبي نــاره لن تخمدا رفعـــــت بمنصوب الغصون لها يدا * جـــــزمت بـه نوح النوائح سرمدا : قتـــــل الحسين بكـــــــربلا يا ليته * لاقى النجـــــاة بهــا وكنت له الفدا فـــــإذا تطـــــوق ذاك دمعـــي أحمر * قـــــان مسحـــــت بـــه يدي توردا ولبست فوق بياض عنقي من أسى * طـــــوقا بســين سواد قلبي أسودا فـــــالآن هــــــاذي قصتي يا سائلي * ونجـــــيع دمعـــي سائل لن يجمدا فـــــاندب معـــــي بتقـــــرح وتحرق * وابــكي وكن لي في بكائي مسعدا فلألعـــــنن بـــــني أمـــــية مـــا حدا * حـاد وما غار الحجيج وأنجدا(5) ولألعـــــنن يـــــزيدها وزيــــــادهـــا * ويـــــزيدها ربــــي عــذابا سرمدا ولأبكـــــين عـــــليك يـــــا بـن محمد * حـــــتى أوســد في التراب ملحدا ولأحـــــلين عـــــلى عــــلاك مدائحا * مـــــن در ألفــــاظي حسانا خردا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المطروفة من العين: التي أصابها شيئ فدمعت . (2) عدد الميت: عد مناقبه ووصفها . (3) ضمر فهو ضامر: هزل ودق وقل لحمه . (4) الأيكة: الشجر الكثير الملتف . (5) غار الرجل: سار. انجد الرجل: أتى نجدا: قرب من أهله.
/ صفحة 23 / عربا فصاحا في الفصاحة جاوزت * قسا(1) وبـــــات لها لبيد(2) مبلدا قــــلدتها بقلائد مـــــن جــــودكــــم * أضحــــى بهــــا جيـد الزمان مقلدا يرجــــو بهـــا نجل العرندس صالح * في الخلــــد مع حور الجنان تخلدا وسقى الطفوف الهامرات من الحيا * سحبا تسح عيونها دمع الندى(3) ثم السلام عليــــك يا بـن المرتضى * ما نـــاح طير في الغصون وغردا وله قصيدة تناهز 56 بيتا يرثي بها الإمام السبط الشهيد صلوات الله عليه توجد في المنتخب لشيخنا الطريحي 2 ص 19 ط بمبئ مطلعها : نوحــوا أيا شيعة المولى أبا حسن * على الحسين غريب الدار والوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) قس بن ساعدة الأيادي خطيب العرب قاطبة والمضروب به المثل في البلاغة. (2) لبيد بن ربيعة العامري توفي في أول خلافة معاوية وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة. (3) الهامرات من همر الماء انصب. والهمار من السحاب: السيال. الحيا: المطر. سح الماء: صبه صبا متتابعا غزيرا. الندى: المطر. |