عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني
4 - حديث طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرة، وأحد الستة أصحاب الشورى 1 - من كلام لمولانا أمير المؤمنين في طلحة: والله ما استعجل متجردا للطلب بدم عثمان إلا خوفا من أن يطالب بدمه لأنه مظنته، ولم يكن في القوم أحرص عليه منه، فأراد أن يغالط بما أجلب فيه ليلبس الأمر ويقع الشك، ووالله ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث: لئن كان ابن عفان ظالما - كما كان يزعم - لقد كان ينبغي له أن يوازر قاتليه أو ينابذ ناصريه . ولئن كان مظلوما لقد كان ينبغي له أن يكون من المنهنهين عنه والمعذرين فيه . ولئن كان في شك من الخصلتين لقد كان ينبغي له أن يعتزله ويركد جانبا ويدع الناس معه، فما فعل واحدة من الثلاث، وجاء بأمر لم يعرف بابه، ولم تسلم معاذيره(1) . قال ابن أبي الحديد في الشرح 2: 506: فإن قلت: يمكن أن يكون طلحة إعتقد إباحة دم عثمان أولا ثم تبدل ذلك الاعتقاد بعد قتله فاعتقد أن قتله حرام وأنه يجب أن يقتص من قاتليه . قلت: لو اعترف بذلك لم يقسم علي عليه السلام هذا التقسيم و إنما قسمه لبقائه على اعتقاد واحد، وهذا التقسيم مع فرض بقائه على اعتقاد واحد صحيح لا مطعن فيه، وكذا كان حال طلحة فإنه لم ينقل عنه إنه قال: ندمت على ما فعلت بعثمان . فإن قلت: كيف قال أمير المؤمنين: فما فعل واحدة من الثلاث ؟ وقد فعل واحدة منها لأنه وازر قاتليه حيث كان محصورا . قلت: مراده: إنه إن كان عثمان ظالما وجب أن يوازر قاتليه بعد قتله يحامي عنهم ويمنعهم ممن يروم دماءهم، ومعلوم أنه لم يفعل ذلك . وإنما وازرهم وعثمان حي وذلك غير داخل في التقسيم . ا ه . 2 - أخرج الطبري من طريق حكيم بن جابر قال: قال علي لطلحة - وعثمان محصور -: أنشدك الله إلا رددت الناس عن عثمان قال: لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) نهج البلاغة 1: 323 .
/ صفحة 92 / تاريخ الطبري 5: 139، شرح ابن أبي الحديد 1: 168 فقال: فكان علي عليه السلام يقول: لحا الله ابن الصعبة أعطاه عثمان ما أعطاه وفعل به ما فعل . 3 - أخرج الطبري من طريق بشر بن سعيد قال: حدثني عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة قال: دخلت على عثمان رضي الله عنه فتحدثت عنه ساعة فقال: يا ابن عباس ! تعال فأخذ بيدي فأسمعني كلام من على باب عثمان فسمعنا كلاما، منهم من يقول: ما تنتظرون به ؟ ومنهم من يقول: انظروا عسى أن يراجع، فبينا أنا وهو واقفان إذ مر طلحة بن عبيد الله فوقف فقال: أين ابن عديس ؟ فقيل: هاهوذا . قال: فجاء ابن عديس فناجاه بشئ ثم رجع ابن عديس فقال لأصحابه: لا تتركوا أحدا يدخل على هذا الرجل ولا يخرج من عنده قال: فقال لي عثمان: هذا ما أمر به طلحة بن عبيد الله ثم قال عثمان: أللهم اكفني طلحة بن عبيد الله فإنه حمل علي هؤلاء وألبهم، والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه، إنه انتهك مني ما لا يحل له، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه فيقتل، أو رجل زنى بعد إحصانه فيرجم، أو رجل قتل نفسا بغير نفس . ففيم أقتل ؟ قال: ثم رجع عثمان . قال ابن عباس: فأردت أن أخرج فمنعوني حتى مر بي محمد بن أبي بكر فقال: خلوه . فخلوني . تاريخ الطبري 5: 122، الكامل ابن الأثير 3: 73 . 4 - أخرج الطبري من طريق الحسن البصري: إن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له من عثمان بسبعمائة ألف فحملها إليه فقال طلحة: إن رجلا تتسق هذه عنه (1) وفي بيته لا يدري ما يطرقه من أمر الله عز وجل لغرير بالله سبحانه، فبات ورسوله يختلف بها في سكك المدينة يقسمها حتى أصبح فأصبح وما عنده منها درهم . قال الحسن: وجاء هاهنا يطلب الدينار والدرهم . أو قال: الصفراء والبيضاء . تاريخ الطبري 5: 139، تاريخ ابن عساكر 7: 81 . 5 - حكى ابن أبي الحديد عن الطبري: إن عثمان كان له على طلحة خمسون ألفا فخرج عثمان يوما إلى المسجد فقال له طلحة: قد تهيأ مالك فاقبضه فقال: هو لك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) في شرح ابن أبي الحديد: عنده .
/ صفحة 93 / يا أبا محمد معونة لك على مروءتك . قال: فكان عثمان يقول وهو محصور جزاء سنمار(1). وقال ابن أبي الحديد: كان طلحة من أشد الناس تحريضا عليه، وكان الزبير دونه في ذلك . روي أن عثمان قال: ويلي على ابن الحضرمية - يعني طلحة - أعطيته كذا وكذا بهار أذهبا وهو يروم دمي يحرض على نفسي، أللهم لا تمتعه به ولقه عواقب بغيه . قال: وروى الناس الذين صنفوا في واقعة الدار: إن طلحة كان يوم قتل عثمان مقنعا بثوب قد استتر به عن أعين الناس يرمي الدار بالسهام، ورووا أيضا: إنه لما أمتنع على الذين حصروه الدخول من باب الدار حملهم طلحة إلى دار لبعض الأنصار فأصعدهم إلى سطحها وتسوروا منها على عثمان داره فقتلوه . شرح ابن أبي الحديد 2: 404. 6 - روى المدائني في كتاب مقتل عثمان: إن طلحة منع من دفنه ثلاثة أيام، وإن عليا لم يبايع الناس إلا بعد قتل عثمان بخمسة أيام، وأن حكيم بن حزام أحد بني أسد ابن عبد العزى وجبير بن مطعم بن الحرث بن نوفل استنجدا بعلي على دفنه فأقعد طلحة لهم في الطريق ناسا بالحجارة فخرج به نفر يسير من أهله وهم يريدون به حائطا بالمدينة يعرف بحش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم، فلما صار هناك رجم سريره وهموا بطرحه، فأرسل علي إلى الناس يعزم عليهم ليكفوا عنه، فكفوا فانطلقوا به حتى دفنوه في حش كوكب . وأخرج المدائني في الكتاب قال: دفن عثمان بين المغرب والعتمة ولم يشهد جنازته إلا مروان بن الحكم وابنة عثمان وثلاثة من مواليه فرفعت ابنته صوتها تندبه وقد جعل طلحة ناسا هناك أكمنهم كمينا فأخذتهم الحجارة وصاحوا: نعثل نعثل، فقالوا: الحائط الحائط . فدفن في حائط هناك . 7 - أخرج الواقدي قال: لما قتل عثمان تكلموا في دفنه فقال طلحة: يدفن بدير سلع . يعني مقابر اليهود . ورواه طبري في تاريخه 5: 143 غير أن فيه مكان طلحة: رجل . 8 - أخرج الطبري بالإسناد قال: حصر عثمان وعلي بخيبر فلما قدم أرسل إليه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هذا الحديث أخرجه الطبري في تاريخه 5: 139 وليس فيه ما حكاه عنه ابن أبي الحديد (فكان عثمان يقول وهو محصور: جزاء سنمار) .
/ صفحة 94 / عثمان يدعوه فانطلق فقلت: لأنطلقن معه ولأسمعن مقالتهما، فلما دخل عليه كلمه عثمان فحمد الله وأثني عليه ثم قال: أما بعد فإن لي عليك حقوقا حق الاسلام وحق الاخاء، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين الصحابة آخى وبيني وبينك، وبين حق القرابة والصهر وما جعلت لي في عنقك من العهد والميثاق، فوالله لو لم يكن من هذا شئ ثم كنا إنما نحن في جاهلية لكان مبطا على بني عبد مناف أن يبتزهم أخو بني تيم ملكهم . فتكلم علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد: فكل ما ذكرت من حقك علي على ما ذكرت، أما قولك: لو كنا في جاهلية لكان مبطا على بني عبد مناف أن يبتزهم أخو بني تيم ملكهم، فصدقت وسيأتيك الخبر . ثم خرج فدخل المسجد فرأى أسامة جالسا فدعاه فاعتمد على يده فخرج يمشي إلى طلحة وتبعته فدخلنا دار طلحة بن عبيد الله وهي رجاس من الناس فقام إليه فقال: يا طلحة ! ما هذا الأمر الذي وقعت فيه ؟ فقال: يا أبا حسن ! بعد ما مس الحزام الطبيين (1) فانصرف علي ولم يحر إليه شيئا حتى أتى بيت المال فقال: افتحوا هذا الباب . فلم يقدر على المفاتيح فقال: اكسروه فكسر باب بيت المال فقال: أخرجوا المال . فجعل يعطي الناس فبلغ الذين في دار طلحة الذي صنع علي فجعلوا يتسللون إليه حتى ترك طلحة وحده، وبلغ الخبر عثمان فسر بذلك، ثم أقبل طلحة يمشي عائدا إلى دار عثمان فقلت: والله لأنظرن ما يقول هذا فتتبعته فاستأذن على عثمان فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين ! أستغفر الله وأتوب إليه أردت أمرا فحال الله بيني وبينه، فقال عثمان: إنك والله ما جئت تائبا ولكنك جئت مغلوبا، الله حسيبك يا طلحة . تاريخ الطبري 6: 154، كامل ابن الأثير 3: 70، شرح ابن أبي الحديد 1: 165 ! . تاريخ ابن خلدون 2: 397 . قال الأميني: هذا لفظ تاريخ الطبري المطبوع وقد لعبت به أيدي الهوى بالتحريف وزادت فيه حديث الاخاء بين عثمان وعلي المتسالم على بطلانه بين فرق المسلمين، كأن القوم آلوا على أنفسهم بأن لا يدعو حديثا إلا شوهوه بالاختلاق، وقد حكى ابن أبي الحديد هذا الحديث عن تاريخ الطبري في شرحه 2: 506 ولا توجد فيه مسألة الاخاء وإليك لفظه: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أي: اشتد الأمر وتفاقم. كتب عثمان إلى علي عليه السلام: قد بلغ السيل الزبا وجاوز الحزام الطبيين. تاج العروس 1: 222 .
/ صفحة 95 / روى الطبري في التاريخ: أن عثمان لما حصر كان علي عليه السلام بخيبر في أمواله فلما قدم أرسل إليه يدعوه فلما دخل عليه قال له إن لي عليك حقوقا: حق الاسلام، وحق النسب، وحق مالي عليك من العهد والميثاق، ووالله إن لو لم يكن من هذا كله شئ وكنا في جاهلية لكان عارا علي بني عبد مناف أن يبتزهم أخو تيم ملكهم يعني طلحة، فقال له عليه السلام: سيأتيك الخبر . إلى آخر الحديث باللفظ المذكور . وقد أسلفنا في الجزء الثالث ص 104 - 116 حديث المواخاة بأوسع ما يسطر وفيه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي واخى أمير المؤمنين عليه السلام لا غيره . 9 - ذكر البلاذري في حديث: إن طلحة قال لعثمان: إنك أحدثت أحداثا لم يكن الناس يعهدونها، فقال عثمان: ما أحدثت أحداثا ولكنكم أظناء تفسدون علي الناس وتؤلبوهم . الأنساب 5: 44 . 10 - حكى البلاذري عن أبي مخنف وغيره: حرس القوم عثمان ومنعوا من أن يدخل عليه، وأشار عليه سعيد بن العاص بأن يحرم ويلبي ويخرج فيأتي مكة فلا يقدم عليه . فبلغهم قوله فقالوا: والله لئن خرج لا فارقناه حتى يحكم الله بيننا وبينه، واشتد عليه طلحة بن عبيد الله في الحصار، ومنع من أن يدخل إليه الماء حتى غضب علي ابن أبي طالب من ذلك، فأدخلت عليه روايا الماء . الأنساب 5: 71 . 11 - في رواية للبلاذري ص 90: كان الزبير وطلحة قد استوليا على الأمر، و منع طلحة عثمان من أن يدخل عليه الماء العذب فأرسل علي إلى طلحة وهو في أرض له على ميل من المدينة: أن دع هذا الرجل فليشرب من مائة ومن بئره يعني بئر رومة، و لا تقتلوه من العطش . فأبى فقال علي: لولا أني قد آليت يوم ذي خشب أنه إن لم يعطني لا أرد عنه أحدا لا دخلت عليه الماء . وفي الإمامة والسياسية 1: 34: أقام أهل الكوفة وأهل مصر بباب عثمان ليلا و نهارا وطلحة يحرض الفريقين جميعا على عثمان، ثم إن طلحة قال لهم: إن عثمان لا يبالي ما حضرتموه وهو يدخل إليه الطعام والشراب فامنعوه الماء أن يدخل عليه . 12 - قال البلاذري: قالوا: مر مجمع بن جارية الأنصاري بطلحة بن عبيد الله فقال: يا مجمع ما فعل صاحبك ؟ قال: أظنكم والله قاتليه . فقال طلحة: فإن قتل فلا / صفحة 96 / ملك مقرب ولا نبي مرسل . الأنساب 5: 74 . 13 - وروى البلاذري في حديث: وسلم عثمان على جماعة فيهم طلحة فلم يردوا عليه فقال: يا طلحة ! من كنت أرى إنه أعيش إلى أن أسلم عليك فلا ترد علي السلام الأنساب 5: 76 . كأن هذه القضية غير ما وقع في أيام الحصار الثاني مما ذكره الديار بكري في تاريخ الخميس 2: 260 قال: أشرف عثمان عليهم ذات يوم وقال: السلام عليكم . فما سمع أحدا من الناس يرد عليه إلا أن يرد في نفسه . وسيوافيك حديث جبلة بن عمرو الأنصاري ونهيه الناس عن رد السلام على عثمان إذا سلمهم . 14 - أخرج البلاذري من طريق يحيى بن سعيد قال: كان طلحة قد استولى على أمر الناس في الحصار، فبعث عثمان عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب إلى علي بهذا البيت: وإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي وإلا فـــأدركني ولما أمزق (1) وقال أبو مخنف: صلى علي بالناس يوم النحر وعثمان محصور فبعث إليه عثمان ببيت الممزق، وكان رسوله به عبد الله بن الحارث ففرق علي الناس عن طلحة، فلما رأى ذلك طلحة دخل على عثمان فاعتذر فقال له عثمان: يا ابن الحضرمية ! ألبت علي الناس ودعوتهم إلى قتلي حتى إذا فاتك ما تريد جئت معتذرا، لا قبل الله ممن قبل عذرك . الأنساب 5: 77 . 15 - روى البلاذري بإسناده من طريق ابن سيرين أنه قال: لم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد على عثمان من طلحة . الأنساب 5: 81، وذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد 2: 269 . 16 - أخرج ابن سعد وابن عساكر قال: كان طلحة يقول يوم الجمل: إنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد شيئا أمثل من أن نبذل دماءنا فيه، أللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى . طبقات ابن سعد، تاريخ ابن عساكر 7: 84، تذكرة السبط ص 44 . 17 - أخرج ابن عساكر قال: كان مروان بن الحكم في الجيش يوم الجمل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هذا البيت للممزق العبدي شاش بن لها بن الأسود. وبه سمي الممزق .
/ صفحة 97 / فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم، فهو الذي رمى طلحة فقتله، ثم قال لأبان بن عثمان: قد كفيتك بعض قتلة أبيك، وكان السهم قد وقع في عين ركبته، فكانوا إذا أمسكوها انتفخت وإذا أرسلوها انبعثت فقال: دعوها فإنها سهم أرسله الله . تاريخ ابن عساكر 7: 84 . قال أبو عمر في الاستيعاب: لا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قتل طلحة يومئذ وكان في حزبه، روى عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: قال طلحة يوم الجمل: نــــــدمت نــــــدامة الكســـعي لما شريت رضا بني جرم برغمي(1) أللهم خذ مني لعثمان حتى يرضى. " بيان " الكسع: حي من قيس عيلان، وقيل: هم حي من اليمن رماة، و منهم الكسعي الذي يضرب به المثل في الندامة وهو رجل رام رمى بعد ما أسدف الليل عيرا فأصابه وظن أنه أخطأه فكسر قوسه وقيل: وقطع إصبعه ثم ندم من الغد حين نظر إلى العير مقتولا وسهمه فيه، فصار مثلا لكل نادم على فعل يفعله . وإياه عني الفرزدق بقوله: ندمت ندامة الكسعي لما غــــــدت مني مطلقة نوار وقال آخر: ندمت ندامة الكسعي لما رأت عــيناه ما فعلت يداه وقيل: كان اسم الكسعي محارب بن قيس . وأخرج أبو عمر بن طريق ابن أبي سبرة قال: نظر مروان إلى طلحة يوم الجمل فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم . فرماه بسهم فقتله . وأخرج من طريق يحيى بن سعيد عن عمه أنه قال: رمى مروان طلحة بسهم ثم التفت إلى أبان بن عثمان قال: قد كفينا بعض قتلة أبيك . وأخرج من طريق قيس نقلا عن ابن أبي شيبة أن مروان قتل طلحة، ومن طريق وكيع وأحمد بن زهير بإسنادهما عن قيس بن أبي حازم حديث: لا أطلب بثأري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هذا البيت معه ثلاثة أبيات أخر ذكرها ابن الأثير في أسد الغابة 3: 104، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ص 44 .
/ صفحة 98 / بعد اليوم . وزاد في " أسد الغابة " ما مر من قول مروان لأبان . وقال ابن حجر في الإصابة 2: 230: روى ابن عساكر من طرق (1) متعددة: أن مروان بن الحكم هو الذي رماه فقتله، منها: وأخرجه أبو القاسم البغوي بسند صحيح عن الجارود بن أبي سبرة قال: لما كان يوم الجمل نظر مروان إلى طلحة فقال: لا أطلب ثاري بعد اليوم فنزع له بسهم فقتله . وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى طلحة في الخيل فقال: هذا أعان على عثمان فرماه بسهم في ركبته، فما زال الدم يسيح حتى مات . وأخرجه الحاكم في المستدرك 3: و 370 . أخرجه عبد الحميد بن صالح عن قيس، وأخرجه الطبراني من طريق يحيى بن سليمان الجعفي عن وكيع بهذا السند قال: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته، فما زال الدم يسيح إلى أن مات . وأخرج الحاكم في المستدرك 3: 370 من طريق عكراش قال: كنا نقاتل عليا مع طلحة ومعنا مروان قال: فانهزمنا فقال مروان: لا أدرك بثأري بعد اليوم من طلحة فرماه بسهم فقتله . وقال محب الدين الطبري في الرياض 2: 259: المشهور أن مروان بن الحكم هو الذي قتله رماه بسهم وقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم . وذلك أن طلحة زعموا أنه كان ممن حاصر عثمان واشتد عليه . وأخرج البلاذري في " الأنساب " ص 135 في حديث عن روح بن زنباع: إنه قال: رمى مروان طلحة فاستقاد منه لعثمان . يوجد حديث قتل مروان بن الحكم طلحة بن عبيد الله أخذا بثار عثمان في مروج الذهب 2: 11، القعد الفريد 2: 279، مستدرك الحاكم 3: 370، الكامل لابن الأثير 3، 104، صفة الصفوة لابن الجوزي 1: 132، أسد الغابة 3: 61، دول الاسلام للذهبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) حذفتها يد الطبع الأمينة على ودايع العلم حيا الله الأمانة. لقد لعبت يد الشيخ عبد القادر بن بدران بتاريخ ابن عساكر لما هذبه ورتبه على زعمه فأخرجه عما هو عليه، وجعله مسيخا مشوها بإدخال آرائه الساقطة فيه، وأسقط منه أحاديث كثيرة متنا وإسنادا مما لا يروقه.
/ صفحة 99 / 1، 18، تاريخ ابن كثير 7: 247، تذكرة السبط ص 44، مرآة الجنان لليافعي 1: 97، تهذيب التهذيب 5: 21، تاريخ ابن شحنة هامش الكامل 7: 189 . 18 - أخرج ابن سعد بالإسناد عن شيخ من كلب قال: سمعت عبد الملك بن مروان يقول: لولا أن أمير المؤمنين مروان أخبرني أنه قتل طلحة ما تركت أحدا من ولد طلحة إلا قتلته بعثمان . 19 - أخرج الحميدي في النوادر من طريق سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن مروان قال: دخل موسى بن طلحة على الوليد فقال له الوليد: ما دخلت علي قط إلا هممت بقتلك لولا أن أبي أخبرني أن مروان قتل طلحة . تهذيب التهذيب 5: 22 . 20 - أخرج الطبري في حديث: فقام طلحة والزبير خطيبين (يعني بالبصرة) فقالا: يا أهل البصرة توبة بحوبة، إنما أردنا أن يستعتب أمير المؤمنين عثمان ولم نرد قتله فغلب سفهاء الناس الحلماء حتى قتلوه . فقال الناس طلحة: يا أبا محمد قد كانت كتبك تأتينا بغير هذا . تاريخ الطبري 5: 179 . 21 - ذكر المسعودي في حديث وقعة الجمل: ثم نادى علي رضي الله عنه طلحة حين رجع الزبير: يا أبا محمد ! ما الذي أخرجك ؟ قال: الطلب بدم عثمان . قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان (1) مروج الذهب 2: 11 . 22 - لما نزل طلحة والزبير السبخة (2) أتاهما عبد الله بن الحكيم التميمي لكتب كانا كتباها إليه فقال لطلحة: يا أبا محمد ! أما هذه كتبك إلينا ؟ قال: بلي، قال: فكتبت أمس تدعونا إلى خلع عثمان وقتله حتى إذا قتلته أتيتنا ثائرا بدمه، فلعمري ما هذا رأيك، لا تريد إلا هذه الدنيا، مهلا إذا كان هذا رأيك فلم قبلت من علي ما عرض عليك من البيعة ؟ فبايعته طائعا راضيا ثم نكثت بيعتك، ثم جئت لتدخلنا في فتنتك . الحديث (3) . 23 - قال ابن قتيبة: ذكروا أنه لما نزل طلحة والزبير وعائشة البصرة اصطف ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لقد استجاب الله تعالى دعاء الإمام عليه السلام فقتل طلحة في أسرع وقت . (2) السبخة بالتحريك موضع بالبصرة . (3) شرح ابن أبي الحديد 2: 500.
/ صفحة 100 / لها الناس في الطريق يقولون: يا أم المؤمنين ! ما الذي أخرجك من بيتك ؟ فلما أكثروا عليها تكلمت بلسان طلق وكانت من أبلغ الناس فحمدت الله وأثنت عليه ثم قالت: أيها الناس والله ما بلغ من ذنب عثمان أن يستحل دمه(1) ولقد قتل مظلوما، غضبنا لكم من السوط والعصا ولا نغضب لعثمان من القتل، وإن من الرأي أن تنظروا إلى قتلة عثمان فيقتلوا به ثم يرد هذا الأمر شورى على ما جعله عمر بن الخطاب . فمن قائل يقول: صدقت . وآخر يقول: كذبت . فلم يبرح الناس يقولون ذلك حتى ضرب بعضهم وجوه بعض فبينما هم كذلك أتاهم رجل من أشراف البصرة بكتاب كان كتبه طلحة في التأليب على قتل عثمان . فقال لطلحة: هل تعرف هذا الكتاب ؟ قال نعم . قال: فما ردك على ما كنت عليه، وكنت أمس تكتب إلينا تؤلبنا على قتل عثمان وأنت اليوم تدعونا إلى الطلب بدمه ؟ وقد زعمتما أن عليا دعاكما إلى أن تكون البيعة لكما قبله إذ كنتما أسن منه فأبيتما إلا أن تقد ماه لقرابته وسابقته فبايعتماه، فكيف تنكثان بيعتكما بعد الذي عرض عليكما ؟ قال طلحة: دعانا إلى البيعة بعد أن اغتصبها وبايعه الناس، فعلمنا حين عرض علينا أنه غير فاعل ولو فعل أبى ذلك المهاجرون والأنصار، وخفنا أن نرد بيعته فنقتل فبايعناه كارهين، قال: فما بدا لكما في عثمان ؟ قال: ذكرنا ما كان من طعننا عليه و خذلاننا إياه، فلم نجد من ذلك مخرجا إلا الطلب بدمه . قال: ما تأمراني به ؟ قال: بايعنا على قتال علي ونقض بيعته، قال: أرأيتما إن أتانا بعدكما من يدعونا إليه ما نصنع ؟ قالا: لا تبايعه . قال ما أنصفتما أتأمراني أن أقاتل عليا وأنقض بيعته وهي في أعناقكما وتنهاني عن بيعة من لا بيعة له عليكما ؟ أما إننا قد بايعنا عليا، فإن شئتما بايعناكما بيسار أيدينا . قال: ثم تفرق الناس فصارت فرقة مع عثمان بن حنيف، وفرقة مع طلحة والزبير . ثم جاء جارية بن قدامة فقال: يا أم المؤمنين ! لقتل عثمان كان أهون علينا من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون، إنه كانت لك من الله حرمة و ستر، فهتكت سترك، وأبحت حرمتك، إنه من رأى قتالك، فقد رأى قتلك، فإن كنت يا أم المؤمنين ! أتيتينا طائعة ؟ فارجعي إلى منزلك، وإن كنت أتيتينا مستكرهة ؟ فاستعتبي (2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أتى هذا المحال والتمحل من قوارصها التى مرت في ص 77 - 85 . (2) الإمامة والسياسية 1: 60 .
/ صفحة 101 / 24 - ذكر أبو مخنف من طريق مسافر بن عفيف من خطبة (1) لمولانا أمير المؤمنين قوله: اللهم إن طلحة نكث بيعتي وألب على عثمان حتى قتله ثم عضهني به ورماني أللهم فلا تمهله، اللهم إن الزبير قطع رحمي ونكث بيعتي وظاهر على عدوي فاكفنيه اليوم بما شئت (2) . 25 - أخرج الطبري في تاريخه 5: 183 من طريق علقمة بن وقاص الليثي قال: لما خرج طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم رأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها وهو ضارب بلحيته على زوره (3) فقلت: يا أبا محمد ! أرى أحب المجالس إليك أخلاها وأنت ضارب بلحيتك على زورك، إن كرهت شيئا فاجلس . قال: فقال لي: يا علقمة بن وقاص ! بينا نحن يد واحدة على من سوانا إذا صرنا جبلين من حديد يطلب بعضنا بعضا إنه كان مني في عثمان شئ ليس توبتي إلا أن يسفك دمي في طلب دمه . الوجه في هذه التوبة إن صحت وكان الموئود من النفوس المحترمة أن يسلم نفسه لأولياء القتيل أو لإمام الوقت فيقيدوا منه، لا أن يلقح فتنة كبرى تراق فيها دماء بريئة من دم عثمان، وتزهق أنفس لم تكن هنالك في حل ولا مرتحل، فيكون قد زاد ضغثا على ابالة، وجاء بها حشفا وسوء كيلة . 5 - حديث الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرة، وأحد أصحاب الشورى الست . 1 - أخرج الطبري في حديث وقعة الجمل: خرج علي على فرسه فدعا الزبير فتواقفا فقال علي للزبير: ما جاء بك ؟ قال: أنت، ولا أراك لهذا الأمر أهلا ولا أولى به منا . فقال علي: لست (4) له أهلا بعد عثمان رضي الله عنه ؟ قد كنا نعدك من بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء ففرق بيننا وبينك . وعظم عليه أشياء فذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر عليهما فقال لعلي: ما يقول ابن عمتك ؟ ليقاتلنك وهو لك ظالم (5). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ذكرها ابن أبي الحديد في شرح النهج 1: 101 . (2) يا لها من دعوة مستجابة أصابت الرجلين من دون مهلة . (3) الزور: الصدر وقيل: وسط الصدر. وقيل: أعلى الصدر. وقيل: ملتقى أطراف عظام الصدر . (4) في الكامل لابن الأثير: ألست . (5) هذا الحديث أخرجه جمع من الحفاظ كما أسلفناه في الجزء الثالث ص 191 ط 2 .
/ صفحة 102 / فانصرف عنه الزبير وقال: فإني لا أقاتلك، فرجع إلى ابنه عبد الله، فقال: ما لي في هذا الحرب بصيرة . فقال له ابنه: إنك قد خرجت على بصيرة، ولكنك رأيت رايات ابن أبي طالب وعرفت أن تحتها الموت فجبنت، فأحفظه حتى أرعد وغضب وقال: ويحك إني قد حلفت له ألا أقاتله . فقال له ابنه: كفر عن يمينك بعتق غلامك (سرجيس) فأعتقه وقام في الصف معهم، وكان علي قال الزبير: أطلب مني دم عثمان ؟ وأنت قتلته، سلط الله على أشدنا عليه اليوم ما يكره (1) . وقول علي عليه السلام للزبير: أتطلب مني دم عثمان وأنت قتلته .. الخ . أخرجه أيضا الحافظ العاصمي في زين الفتى . وفي لفظ المسعودي: قال علي: ويحك يا زبير ! ما الذي أخرجك ؟ قال: دم عثمان . قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان . قال الأميني: إنما حلف الزبير على ترك القتال لأنه وجده بعد تذكير الإمام عليه السلام له الحديث النبوي، وبعد إتمام الحجة عليه بذلك محرما عليه في الدين، وإنه من الظلم الفاحش الذي استقل العقل بتحريمه، فهل التكفير بعتق الغلام يبيح ذلك المحرم بالعقل والشريعة ؟ ويسوغ الخروج على الإمام المفترض طاعته ؟ لا . لكن تسويل عبد الله هو الذي فرق بين الزبير وبين آل عبد المطلب، وأباح له كل محظور، فقاتل إمام الوقت ظالما كما ورد في النص النبوي، وصدق الخبر الخبر . 2 - ذكر المسعودي في حديث: إن مروان بن الحكم قال يوم الجمل: رجع الزبير، يرجع طلحة، ما أبالي رميت ها هنا أم هاهنا، فرماه في أكحله فقتله . (مروج الذهب 2: 11) 3 - قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 2: 404: كان طلحة من أشد الناس تحريضا عليه، وكان الزبير دونه في ذلك، رووا أن الزبير كان يقول: أقتلوه فقد بدل دينكم . فقالوا له: إن ابنك يحامي عنه بالباب . فقال: ما أكره أن يقتل عثمان ولو بدئ با بني، إن عثمان لجيفة على الصراط غدا . 4 - أخرج البلاذري في الأنساب 5: 76 من طريق أبي مخنف قال: جاء الزبير إلى عثمان فقال له: إن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة يمنعون من ظلمك، ؤ يأخذونك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تاريخ الطبري 5: 204، مروج الذهب 2: 10، الكامل لابن الأثير 3: 102 .
/ صفحة 103 / بالحق، فأخرج فخاصم القوم إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج معه فوثب الناس عليه بالسلاح فقال: يا زبير ! ما أرى أحدا يأخذ بحق، ولا يمنع من ظلم، ودخل ومضى الزبير إلى منزله . 5 - قال البلاذري في الأنساب 5: 14: وجدت في كتاب لعبد الله عن الصالح العجلي ذكروا: إن عثمان نازع الزبير فقال الزبير: إن شئت تقاذفنا ؟ فقال عثمان: بما ذا أيا لبعير يا أبا عبد الله ؟ قال: لا والله ولكن بطبع خباب، وريش المقعد، وكان خباب يطبع السيوف، وكان المقعد يريش النبل . وقال ابن المغيرة بن الأخنس متغنيا على قعود له: حــــــكيم وعـــمار الشجا ومحـــــــمد وأشتــــر والمكشوح جروا الدواهيا وقــــــد كــان فيــــــها للزبير عجاجة وصاحبه الأدنى أشاب النواصيا (1) 1 - من كلام لمولانا أمير المؤمنين في شأن الرجلين: والله ما أنكروا علي منكرا ولا جعلوا بيني وبينهم نصفا، وإنهم ليطلبون حقا هم تركوه، ودما هم سفكوه، فإن كنت شريكهم فيه فإن لهم نصيبهم منه، وإن كانوا ولوه دوني فما الطلبة إلا قبلهم، وإن أول عدلهم للحكم على أنفسهم، وإن معي لبصيرتي ما لبست ولا لبس علي، وإنها للفئة الباغية فيها الحما والحمة (2) . (نهج البلاغة 1: 254) . وفي لفظ أبي عمر في " الاستيعاب " في ترجمة طلحة بن عبيد الله: إني منيت بأربعة: أدهى الناس وأسخاهم طلحة، وأشجع الناس الزبير، وأطوع الناس في الناس عائشة، وأسرع الناس إلى الفتنة يعلى بن منية، والله ما أنكروا علي شيئا منكرا، ولا استأثرت بمال، ولا ملت بهوى، وإنهم ليطلبون حقا تركوه، ودما سفكوه، ولقد ولوه دوني، وإن كنت شريكهم في الانكار لما أنكروه، وما تبعة عثمان إلا عندهم، وإنهم لهم الفئة الباغية . إلى قوله عليه السلام: والله إن طلحة والزبير وعائشة ليعلمون أني على الحق وأنهم مبطلون . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كتاب صفين لابن مزاحم ط مصر ص 60، 66 . (2) قال ابن أبي الحديد: كنى علي عليه السلام عن الزوجة بالحمة. وهي: سم العقرب. والحما يضرب مثلا لغير الطيب ولغير الصافي .
/ صفحة 104 / 2 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة: أما بعد: فإني أخبركم عن أمر عثمان حتى يكون سمعه كعيانه، إن الناس طعنوا عليه فكنت رجلا من المهاجرين أكثر استعتابه، وأقل عتابه، وكان طلحة والزبير أهون سيرهما فيه الوجيف، وأرفق حدائهما العنيف، وكان من عائشة فيه فلتة غضب، فأتيح له قوم فقتلوه، وبايعني الناس غير مستكرهين ولا مجبرين بل طائعين مخيرين . (نهج البلاغة 2: 2، الإمامة والسياسة 1: 58) . قال ابن أبي الحديد في الشرح 3: 290: أما طلحة والزبير فكانا شديدين عليه (على عثمان) والوجيف: سير سريع وهذا مثل يقال للمستمرين في الطعن عليه حتى أن السير السريع أبطأ ما يسيران في أمره، والحداء العنيف أرفق ما يحرضان به عليه . 3 - قال البلاذري: حدثني المدائني عن ابن الجعدبة قال: مر علي بدار بعض آل أبي سفيان فسمع بعض بناته تضرب بدف وتقول: ظلامة عثمان عند الزبير وأوتــــــر منــه لنا طلحه هــــــما سعراها بأجذالها وكانا حـــقيقين بالفضحه فقال علي: قاتلها الله، ما أعلمها بموضع ثأرها ؟ الأنساب 5: 105 . 4 - أخرج الطبري من طريق ابن عباس قال: قدمت المدينة من مكة بعد قتل عثمان رضي الله عنه بخمسة أيام فجئت عليا أدخل عليه فقيل لي: عنده المغيرة بن شعبة فجلست بالباب ساعة فخرج المغيرة فسلم علي فقال: متي قدمت ؟ فقلت: الساعة . فدخلت على علي فسلمت عليه فقال لي: لقيت الزبير وطلحة ؟ قال: قلت: لقيتهما بالنواصف . قال: من معهما ؟ قلت: أبو سعيد بن الحارث بن هشام في فئة من قريش . فقال علي: أما إنهم لن يدعوا أن يخرجوا يقولون: نطلب بدم عثمان والله نعلم أنهم قتلة عثمان . (تاريخ الطبري 5: 160) . 5 - أخرج الطبري عن عمر بن شبه من طريق عتبة بن المغيرة بن الأخنس قال: لقي سعيد بن العاص مروان بن الحكم وأصحابه بذات عرق فقال: أين تذهبون ؟ و ثأركم على أعجاز الإبل اقتلوهم (1) ثم ارجعوا إلى منازلكم لا تقتلوا أنفسكم . قالوا: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يعني طلحة والزبير وأصحابهما .
/ صفحة 105 / بل نسير فلعلنا نقتل قتلة عثمان جميعا . فخلا سعيد بطلحة والزبير فقال: إن ظفرتما لمن تجعلان الأمر ؟ أصدقاني . قالا: لأحدنا أينا اختاره الناس . قال: بل اجعلوه لولد عثمان فإنكم خرجتم تطلبون بدمه . قالا: ندع شيوخ المهاجرين ونجعلها لأبنائهم ؟ قال: أفلا أراني أسعى لأخرجها من بني عبد مناف ؟ فرجع ورجع عبد الله بن خالد بن أسيد فقال المغيرة بن شعبة: الرأي ما رأى سعيد بن كان هاهنا من ثقيف فليرجع فرجع . الحديث (تاريخ الطبري 5: 168) . 6 - وفي كتاب كتبه ابن عباس إلى معاوية جوابا: وأما طلحة والزبير فإنهما أجلبا عليه وضيقا خناقه، ثم خرجا ينقضان البيعة ويطلبان الملك، فقاتلناهما على النكث كما قاتلناك على البغي . كتاب نصر بن مزاحم ص 472، شرح ابن أبي الحديد 2: 289 . 7 - قدم على حابس بن سعد سيد طي بالشام ابن عمه فأخبره أنه شهد قتل عثمان بالمدينة المنورة وسار مع علي إلى الكوفة وكان له لسان وهيبة فغدا به حابس إلى معاوية فقال: هذا ابن عمي قدم من الكوفة، وكان مع علي وشهد قتل عثمان بالمدينة وهو ثقة فقال معاوية: حدثنا عن أمر عثمان . قال: نعم وليه محمد بن أبي بكر، وعمار ابن ياسر، وتجرد في أمره ثلاث نفر: عدي بن حاتم، والأشتر النخعي، وعمرو بن الحمق، ودب (1) في أمره رجلان: طلحة والزبير، وأبرأ الناس منه علي بن أبي طالب ثم تهافت الناس على علي بالبيعة تهافت الفراش حتى ضلت (2) النعل، وسقط الرداء، ووطئ الشيخ ولم يذكر عثمان ولم يذكروه .. الخ . (الإمامة والسياسة 1 ص 74، كتاب صفين لابن مزاحم ص 72، شرح ابن أبي الحديد 1: 259) . 8 - أخرج الحاكم في المستدرك 3: 118 بإسناده عن إسرائيل بن موسى أنه قال: سمعت الحسن يقول: جاء طلحة والزبير إلى البصرة فقال لهم الناس: ما جاء بكم ؟ قالوا: نطلب دم عثمان . قال الحسن: أيا سبحان الله ! أفما كان للقوم عقول فيقولون: والله ما قتل عثمان غيركم ؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لفظ ابن مزاحم: وجد في أمره رجلان . (2) وفي لفظ: ضاعت النعل .
/ صفحة 106 / 9 - لما انتهت عائشة وطلحة والزبير إلى حفر أبي موسى (1) قريبا من البصرة أرسل عثمان بن حنيف وهو يومئذ عامل علي على البصرة إلى القوم أبا الأسود الدؤلي فجاء حتى دخل على عائشة فسألها عن مسيرها فقالت: أطلب بدم عثمان . قال: إنه ليس بالبصرة من قتلة عثمان أحد، قالت . صدقت ولكنهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة وجئت استنهض أهل البصرة لقتاله، أنغضب لكم من سوط عثمان ولا نغضب لعثمان من سيوفكم ؟ فقال لها: ما أنت من السوط والسيف ؟ إنما أنت حبيس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرك أن تقري في بيتك، وتتلي كتاب ربك، وليس على النساء قتال، ولا لهن الطلب بالدماء، وإن عليا لأولى بعثمان منك وأمس رحما فإنهما ابنا عبد مناف . فقالت: لست بمنصرفة حتى أمضي لما قدمت إليه، أفتظن يا أبا الأسود ! أن أحدا يقدم على قتالي ؟ قال: أما والله لتقاتلن قتالا أهونه الشديد . ثم قام فأتى الزبير فقال: يا أبا عبد الله ! عهد الناس بك و أنت يوم بويع أبو بكر آخذ بقائم سيفك تقول: لا أحد أولى بهذا الأمر من ابن أبي طالب وأين هذا المقام من ذاك ؟ فذكر له دم عثمان، قال: أنت وصاحبك وليتماه فيما بلغنا . قال: فانطلق إلى طلحة فاسمع ما يقول . فذهب إلى طلحة فوجده سادرا في غيه مصرا على الحرب والفتنة. الحديث . الإمامة والسياسة 1 ص 57، العقد الفريد 2: 278، شرح ابن أبي الحديد 2: 81 10 - خرج عثمان بن الحنيف إلى طلحة والزبير في أصحابه فناشدهم الله والاسلام وأذكرهما بيعتهما عليا فقالا: نطلب بدم عثمان . فقال لهما: وما أنتما وذاك ؟ أين بنوه ؟ أين بنو عمه الذين هم أحق به منكم ؟ كلا والله، ولكنكما حسدتماه حيث اجتمع الناس عليه، وكنتما ترجوان هذا الأمر وتعملان له، وهل كان أحد أشد على عثمان قولا منكما ؟ فشتماه شتما قبيحا وذكرا أمه . الحديث . شرح ابن أبي الحديد 2: 500 . 11 - لما نزل طلحة والزبير وعائشة بأوطاس من أرض خيبر أقبل عليهم سعيد ابن العاصي على نجيب له فأشرف على الناس ومعه المغيرة بن شعبة فنزل وتوكأ على قوس له سوداء فأتى عائشة فقال لها: أين تريدين يا أم المؤمنين ؟ قالت: أريد البصرة . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) حفر ابن موسى هي ركايا احفرها أبو موسى الأشعري على جادة البصرة إلى مكة بينها و بين البصرة خمس ليال .
/ صفحة 107 / قال: وما تصنعين بالبصرة ؟ قالت: أطلب بدم عثمان . قال: فهؤلاء قتلة عثمان معك، ثم أقبل على مروان فقال له: أين تريد أيضا ؟ قال: البصرة . قال: وما تصنع بها ؟ قال: أطلب قتلة عثمان . قال: فهؤلاء قتلة عثمان معك ؟ إن هذين الرجلين قتلا عثمان: طلحة والزبير، وهما يريدان الأمر لأنفسهما فلما غلبا عليه قالا: نغسل الدم بالدم والحوبة بالتوبة . ثم قال المغيرة بن شعبة: أيها الناس إن كنتم إنما خرجتم مع أمكم ؟ فارجعوا بها خيرا لكم، وإن كنتم غضبتم لعثمان ؟ فرؤساؤكم قتلوا عثمان، وإن كنتم نقمتم على علي شيئا ؟ فبينوا ما نقمتم عليه، أنشدكم الله، فتنتين في عام واحد ؟ فأبوا إلا أن يمضوا بالناس . " الإمامة والسياسة 1: 55 " . 12 - لما نزل طلحة والزبير البصرة قال عثمان بن حنيف: نعذر إليهما برجلين فدعا عمران بن حصين صاحب رسول الله وأبا الأسود الدؤلي فأرسلهما إلى الرجلين فذهبا إليهما فناديا: يا طلحة ! فأجابهما فتكلم أبو الأسود الدؤلي فقال: يا محمد ؟ إنكم قتلتم عثمان غير مؤامرين لنا في قتله، وبايعتم عليا غير مؤامرين لنا في ييعته، فلم نغضب لعثمان إذ قتل، ولم نغضب لعلي إذ بويع، ثم بدا لكم فأردتم خلع علي ونحن على الأمر الأول، فعليكم المخرج مما دخلتم فيه . ثم تكلم عمران فقال: يا طلحة ! إنكم قتلتم عثمان ولم نغضب له إذ لم تغضبوا، ثم بايعتم عليا وبايعنا من بايعتم، فإن كان قتل عثمان صوابا فمسيركم لماذا ؟ وإن كان خطأ ؟ فحظكم منه الأوفر، ونصيبكم منه الأوفى، فقال طلحة: يا هذان إن صاحبكما لا يرى أن معه في هذا الأمر غيره وليس على هذا بايعناه، وأيم الله ليسفكن دمه . فقال أبو الأسود: يا عمران ! أما هذا فقد صرح أنه إنما غضب للملك . ثم أتيا الزبير فقالا: يا أبا عبد الله ! إنا أتينا طلحة . قال الزبير: إن طلحة وإياي كروح في جسدين، وإنه والله يا هذان ! قد كانت منا في عثمان فلتات احتجنا فيها إلى المعاذير، ولو استقبلنا من أمرنا ما استدبرناه نصرناه الحديث . " الإمامة والسياسة 1 ص 56 " . 13 - من خطبة لعمار بن ياسر خطبها بالكوفة فقال: يا أهل الكوفة ! إن كان غاب عنكم أنباؤنا فقد انتهت إليكم أمورنا، إن قتلة عثمان لا يعتذرون من قتله إلى الناس ولا ينكرون ذلك، وقد جعلوا كتاب الله بينهم وبين محاجيهم فيه، أحيا الله من أحيا، / صفحة 108 / وأمات من أمات، وإن طلحة والزبير كانا أول من طعن وآخر من أمر، وكانا أول من بايع عليا، فلما أخطأهما ما أملاه نكثا بيعتهما من غير حدث . الحديث . " الإمامة والسياسة 1: 59 " . 14 - روى البلاذري عن المدائني قال: ولى عبد الملك علقمة بن صفوان بن المحرث مكة فشتم طلحة والزبير على المنبر فلما نزل قال لأبان بن عثمان: أرضيتك في المدهنين في أمير المؤمنين عثمان ؟ قال: لا والله، ولكن سؤتني، بحسبي بلية أن تكون شركا في دمه . " الأنساب للبلاذري 5: 120 " . 15 - أخرج أبو الحسن علي بن محمد المدائني من طريق عبد الله بن جنادة خطبة لمولانا أمير المؤمنين منها قوله: بايعني هذان الرجلان في أول من بايع، تعلمون ذلك وقد نكثا وغدرا ونهضا إلى البصرة بعائشة ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم، أللهم فخذهما بما عملا أخذة واحدة رابية، ولا تنعش لهما صرعة، ولا تقل لهما عثرة، ولا تمهلهما فواقا، فإنهما يطلبان حقا تركاه، ودما سفكاه، أللهم إني أقتضيك وعدك فإنك قلت: وقولك الحق لمن بغي عليه لينصرنه الله، أللهم فانجز لي موعدك، ولا تكلني إلى نفسي إنك على كل شئ قدير . " شرح ابن أبي الحديد 1: 102 " . 16 - من خطبة لمولانا أمير المؤمنين ذكرها الكلبي كما في شرح ابن أبي الحديد 1: 102: فما بال طلحة والزبير ؟ وليسا من هذا الأمر بسبيل، لم يصبرا علي حولا ولا أشهرا حتى وثبا ومرقا، ونازعاني أمرا لم يجعل الله لهما إليه سبيلا بعد أن بايعا طائعين غير مكرهين، يرتضعان أما قد فطمت، ويحييان بدعة قد أميتت، أدم عثمان زعما ؟ والله ما التبعة إلا عندهم وفيهم، وإن أعظم حجتهم لعلى أنفسهم، وأنا راض بحجة الله عليهم وعلمه فيهم . الحديث . 17 - من كلمة لمالك الأشتر: لعمري يا أمير المؤمنين ! ما أمر طلحة والزبير و عائشة علينا بمخيل، ولقد دخل الرجلان فيما دخلا فيه وفارقا على غير حدث أحدثت ولا جور صنعت، زعما أنهما يطلبان بدم عثمان فليقيدا من أنفسهما، فإنهما أول من ألب عليه وأغرى الناس بدمه، وأشهد الله لئن لم يدخلا فيما خرجا منه لنلحقنهما بعثمان / صفحة 109 / فإن سيوفنا في عواتقنا، وقلوبنا في صدورنا، ونحن اليوم كما كنا أمس . " شرح ابن أبي الحديد 1: 103 " . قال الأميني: إن الأخذ بمجامع هذه الأخبار البالغة خمسين حديثا يعطينا درسا ضافيا بأن الرجلين هما أساس النهضة في قصة عثمان، وهما اللذان أسعرا عليه الفتنة، وإنهما لم يريان حرجا في إراقة دمه، وقد استباحا عندئذ ما يحرم ارتكابه في المسلمين إلا أن يكون مهدور الدم بسبب من الأسباب الموجبة لذلك، فلم يتركاه حتى أوديا به، وكان لطلحة هنالك مواقف مشهودة، فمنع عنه الماء الذي هو شرع سواء بين المسلمين، وإنه لم يرد على عثمان لما سلم عليه ومن الواجب رد السلام على كل مسلم، وقد منع عن دفنه ثلاثا في مقابر المسلمين، وقد أوجبت الشريعة الإسلامية المبادرة إلى دفن المسلم، وقد أمر برمي الجنازة ورمي من يتولى تجهيزها بالحجارة والمسلم حرمته ميتا كحرمته حيا، فلم يرض طلحة بالأخير إلا دفنه في مقبرة اليهود " حش كوكب " وهل لهذه الأعمال وجه بعد حفظ كرامة صحبتهما ؟ والقول بعدالة الصحابة كلهم ؟ و قبول ما ورد في الرجلين إنهما من العشرة المبشرة ؟ إلا أن يقال: إنهما كانا يريان القتيل خارجا عن حوزة المسلمين، وإلا لردعتهما الصحبة والعدالة والبشارة عن ارتكاب تلكم الأعمال في أي من ساقة المسلمين فضلا عن خليفتهم . ونحن في هذا المقام نقف موقف المتحايد، ولسنا هاهنا إلا في صدد بيان آراء الصحابة الأولين في عثمان، وما أفضناه من رأيهما كان معروفا عنهما في وقتهما، ولم يزل كذلك في الأجيال المتأخرة عنهما حتى العصر الحاضر، إن كانت الآراء تؤخذ من المصادر الوثيقة، وكانت حرة غير مشوبة بحكم العاطفة، نزهة عن الميول والشهوات وأما ما أظهراه من التوبة بعد أن نكثا البيعة الصحيحة المشروعة فقد قدمنا وجهها في ص 101 في طلحة ويشاركه في ذلك الزبير أيضا، فقد قفيا الحوبة بالحوبة لا بالتوبة حسبا (إن كانا يصدقان) أنها تمحو السيئة، بل الحوبة الأخيرة أعظم عند الله، فقد أراقا بها من الصفين في واقعة الجمل دماء تعد بالآلاف بريئة من دم عثمان . وهتكا حرمة رسول الله بإخراج حشية من حشاياه من خدرها، وقد نهى صلى الله عليه وآله وسلم نساءه عن ذلك، وأوقفاها في محتشد العساكر وجبهة القتال الدامي، وقصدا قتل إمام الوقت / صفحة 110 / المفترض طاعته الواجب حفظه، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، والله من ورائهم محيط . 7 - حديث عبد الله بن مسعود الصحابي البدري العظيم مر في هذا الجزء ص 63 شطرا من أحاديثه المعربة عن رأيه السديد في عثمان وعما كان حاملا بين جنبيه من الموجدة عليه، وإنه كان من الناقمين عليه يعيبه ويقدح فيه، أفسد عليه العراق بذكر محدثاته، وأخذه عثمان بذلك أخذا شديدا وحبسه وهجره ومنعه عطاءه سنين وأمر به وأخرج من مسجد رسول الله إخراجا عنيقا، وضرب به الأرض فدق ضلعه وضربه أربعين سوطا . وكان ابن مسعود على اعتقاده السئ في الرجل مغاضبا له حتى لفظ نفسه الأخير وأوصى أن لا يصلي عليه، وفي الفتنة الكبرى ص 171: روي أن ابن مسعود كان يستحل دم عثمان أيام كان في الكوفة، وهو كان يخطب الناس فيقول: إن شر الأمور محدثاتها، وكل محدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار (1) يعرض في ذلك بعثمان و عامله الوليد . ا ه . هذا رأي ذلك الصحابي العظيم في الرجل، فبأي تمحل يتأتى للباحث تقديس عثمان بعد ما يستحل دمه أو يشدد النكير عليه ويراه صاحب محدثات وبدع مثل ابن مسعود أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد نبي العظمة صلى الله عليه وآله وسلم ؟ . |