عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني
القرن الحادي عشر - 88 - المتوفى 1088
أرجو من الدهر الخؤون ودادا * وأرى الخليفة يخلف الأوعادا يا دولة ما كنت أحسب إنني * أشقى بها وغدا الشريف عمادا ولعله مع لطفه لم ينو لي * خلفا ولكن دهرنا ما جادا وإذا هبطت عن العلا بفضائلي * فتعجبوا ثم انظروا من سادا؟! يا درة بيعت بأبخس قيمة * قد صادقت في ذا الزمان كسادا دهر يحط الكاملين ويرفع * الأنذال والأوباش والأوغادا لو كان في ذا الدهر خير ما علا * التيمي بعد المصطفى أعوادا ويذاد عنها حيدر مع أن خير * الخلق صرح (في الغدير) ونادا : من كنت مولاه فذا مولاه من * بعدي وأسمع بالندا الأشهادا وإذا نظرت إلى البتول وقد غدت * مغصوبة بعد النبي تلادا ومصيبة الحسن الزكي وعزله * تبكي العيون وتقرح الأكبادا والمحنة العظمى التي ما مثلها * قتل الحسين خديعة وعنادا من بعد ما أن صرعوا بالطف * أنصارا له بل قتلوا الأولادا ونساء آل محمد مسبية * تسري بها حمر النياق وخادا ويؤمهم بقيوده السجاد * والرأس الكريم يشيع السجادا والتسعة الأطهار ما قاسوا من * الأضداد لما عاشروا الأضدادا ؟ ما بين مطرود ومسموم ومحبوس * يعالج دهره الأقيادا حققت ما أحد من الأشراف حاز * المكرمات ونال منه مرادا / صفحة 311 / وله : ألا حي طلعتها من مهى * وحيا الحيا دارها بالحمى رأينا المهى فدعانا الغرام * فيا من رأى ماشيا للشقا حللنا الحبا إذ دعانا الهوى * ولولا الهوى ما حللنا الحبا طلعن فأطلعن سر الدموع * فقلت لسعد : ترى ما أرى ؟ فقال وقد مال فوق الرحال * : أتخفي على العين شمس الضحى ؟ مشين الغداة برمل العقيق * فعطرن ذاك الثرى بالمشا يقول بعد 26 بيتا تشبيبا : وإن غلاما نماه الوصي * وفيه عروق من المصطفى وفيه خصال إذا ما نظرت * أتته تراث من المرتضى جدير بأن يصطفيه الزمان * عمى بعيون زماني عمى ولكن زمان بآل الرسول * أساء وعن ضيمهم ما نبا وقد جار في حكمه بالولي * فماذا تقول بأهل الولا ؟ هم حجة الله في خلقه * هم صفوة الله من ذي الورى هم دوحة فرعها في السما * ومركزها بيت رب السما فسل هل أتى هل أتت مدحة * لغيرهم ؟ حبذا هل أتى ؟ وفي إنما جاء نص الولاء * لهم وسيعرفه من تلا من الرجس طهرهم ربهم * ودلت عليهم بذاك العبا وكان الكساء لتخصيصهم * فطاب الكسا والذي في الكسا لقد خط في اللوح أسماءهم * وفي العرش قبل بدو الضيا بهم باهل الطهر أعداءه * فما باهلوه وخافوا التوا إلى أن قال : وشاركه بالذي اختصه * أخوه الذي خصه بالإخا فقسمة طوبى ونار العذاب * إليه بلا شبهة أو مرا فإن كنت في مرية من علاه * يخبرك عنه حديث الشوى / صفحة 312 / وفي خصفه النعل قد بينت * فضيلته وتجلا العمى وفي أنت مني وضوح الهدى * وتزويجه الطهر خير النساء وبعث براءة نص عليه * وإن سواه فلا يصطفى وفي يوم (خم) أبان النبي * موالاته برفيع الندا فأولهم كان سلما له * وفاديه بالنفس ليل الفدا وناصره يوم فر الصحاب * عنه فرارا كسرب القطا هذه القصيدة الغراء تناهز مائة وعشرين بيتا قد جمع سيدنا الحويزي فيها جملة من مناقب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام كنزول هل أتى، وآية إنما وليكم الله، وآية التطهير، وحديث الكساء، والمباهلة، والمؤاخاة، والطائر المشوي، وخصف النعل، وتزويج السيدة الطاهرة الصديقة، وبعث سورة البرائة، وغدير خم، إلى غير ذلك، ونحن أوقفناك في أجزاء كتابنا هذا على صحة تلكم الأحاديث، وإنها صحيحة جاءت في الصحاح والمسانيد . (الشاعر) : السيد علي خان بن السيد خلف بن السيد عبد المطلب بن حيدر بن محسن بن محمد الملقب بالمهدي بن فلاح بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن رضا بن إبراهيم ابن هبة الله بن الطبيب بن أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي الطحان بن غياث بن أحمد ابن الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليهما المشعشعي الحويزي (1) . أحد حكام حويزة وأرباضها، تحلى بقشائب أبراد العلم كما رف عليه العلم في ميادين السباق، وحلبات الملك، وازدان بعقود من الأدب الزاهي وقلائد من القريض الرائق، وقبل ذلك كله نسبه الوضاح المتألق بأواصر النبوة، وعنصره الفائح عن وشائج الإمامة، فهو بين ألق وعبق يضوع مع الصبا نده، ويضيئ في الصباح حده، كل ذلك مشفوع بفضل متدفق، ونوايا صالحة، وعقايد حقة، بوأته في الغارب والسنام في مستوى المآثر ومعقد العظمة، فلا يوجد في عقيدته إلا دين الله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كذا سرد نسبه صاحب رياض (العلماء) .
/ صفحة 313 / الذي ارتضاه لعباده في كل من التوحيد والنبوة والامامة، وبقية العقايد الصادقة وقد امتاز بها عن بعض رجال بيته الذين اعتنقوا مقالات زائفة، وانحرفوا عن سوي الصراط بالأباطيل . ذكره شيخنا الحر في (أمل الآمل) وقال : كان فاضلا عالما شاعرا أديبا جليل القدر له مؤلفات في الأصول والامامة وغيرها . وأثنى عليه صاحب [رياض العلماء] وقال : كان من تلامذة الشيخ عبد اللطيف بن علي ابن أبي جامع تلميذ الشيخ البهائي، توفي في عصرنا وخلف أولادا ذكورا وإناثا كثيرة وقد أخذ حكومة تلك البلاد من أولاده واحدا بعد واحد إلى هذا اليوم وهو عام سبعة عشر ومائة بعد الألف، وكان بعض أولاده أيضا مشتغلا بتحصيل العلوم في الجملة، وقد استشهد طائفة غزيرة من أولاده وأحفاده وأقربائه في قضية محاربة صارت بين أعراب تلك البلاد وبين بعض أولاده الذي هو الآن حاكم بها . ا ه وذكره بجمل الثناء عليه السيد الجزائري في [الأنوار النعمانية] . يروي عن المترجم له الشيخ حسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن أبي جامع ويروي هو عن الشيخ علي زين الدين سبط الشهيد الثاني كما في (المستدرك) 3 : 406 408 . آثاره في العلم والدين والأدب : 1 - النور المبين في الحديث أربع مجلدات . في إثبات النص على أمير المؤمنين عليه السلام ألفه سنة 1083 . 2 - تفسير القرآن الكريم أربع مجلدات، بلغ إلى سورة الرحمن أسماء بـ(منتخب التفاسير) . 3 - خير المقال شرح قصيدته المقصورة أربع مجلدات، في الأدب والنبوة و الإمامة . 4 - نكت البيان في مجلد . 5 - مجموعة مشتملة على طرائف المطالب التي أوردها في مؤلفاته الأربعة المذكورة، وقد انتخبها منها مع ضم ساير لطائف المقاصد وأرسلها هدية للشيخ علي سبط / صفحة 314 / الشهيد الثاني إلى أصبهان . قال صاحب (الرياض) : وقد رأيتها في جملة كتبه . 6 - رسالة أخرى قد أرسلها إلى الشيخ علي المذكور وقد صدرها بالبحث عن حديث الغدير . 7 - رسالة أخرى أرسلها إلى الشيخ علي أيضا في شرح حديث الأسماء . قال في (الرياض) : هي حسنة الفوائد جليلة المطالب . 8 - ديوان شعره الموسوم (خير جليس ونعم أنيس) . ومن شعره قوله من قصيدة : ولولا حسام المرتضى أصبح الورى * وما فيهم من يعبد الله مسلما وأبناؤه الغر الكرام الأولى بهم * أنار من الاسلام ما كان مظلما وأقسم لو قال الأنام بحبهم * لما خلق الرب الكريم جهنما (1) وما منهم إلا إمام مسود * حسام سطا بحر طما عارض هما وقوله من قصيدة : فافزع إلى مدح الأمين فإنما * لأمانه البلد الأمين أمين وأخيه وارث علمه ووزيره * ونصيره في الحرب وهو زبون(2) وبنيه أقمار الهدى لولاهم * لم يعرف المفروض والمسنون وقوله من قصيدة : وصيرت خير المرسلين وسيلتي * وألزمت نفسي صمتها ووقارها وعترته خير الأنام وفخرهم * أبت أن يشق العالمون غبارها وقوله من قصيدة : وصير وسيلتك المصطفى * الأمين أبا القاسم المؤتمن وصنو الرسول ومن قد علا * على كتفه يوم كسر الوثن وبضعته وإمامي الشهيد * من بعد ذكر إمامي الحسن وبالعترة الغر أرجو النجاة * فحبهم لي أو في الجنن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مأخوذ من حديث نبوي يأتي في مسند المناقب ومرسلها إن شاء الله تعالى . (2) الحرب الزبون : شديدة تدفع بعضها بعضا من الكثرة .
/ صفحة 315 / ووالده السيد خلف بن عبد المطلب كان كما في أمل الآمل، وروضات الجنات ص 265 : عالما فاضلا، ومتكلما كاملا، وأديبا ماهرا، ولبيبا عارفا، وشاعرا مجيدا ومحدثا مفيدا، محققا جليل المنزلة والمقدار . ومن تآليفه القيمة: 1 - مظهر الغرائب، في شرح دعاء عرفة للإمام السبط الشهيد عليه السلام، عشرة آلاف بيت . قال شيخنا النوري في (المستدرك) : هو شاهد صدق على ما قالوا فيه من العلم والفضل والتبحر بل وحسن السليقة . 2 - النهج القويم في كلام أمير المؤمنين عليه السلام جمع فيه ما فات نهج البلاغة . 3 - المودة في القربى في فضائل الزهراء الصديقة والأئمة، كبير جدا . 4 - الحجة البالغة، في الكلام وإثبات الإمامة بالآيات ونصوص الفريقين . 5 - سبيل الرشاد في النحو والصرف والأصول وأحكام العبادات . 6 - خير الكلام في المنطق والكلام وإثبات إمامة كل إمام إمام . 7 - رسالة الاثنى عشرية في الطهارة والصلاة . 8 - فخر الشيعة في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام . 9 - الحق اليقين، كتاب في المنطق والكلام كبير . 10 - سيف الشيعة في الحديث . كتاب كبير . 11 - سفينة النجاة في فضائل الأئمة الهداة . 12 - البلاغ المبين في الأحاديث القدسية . 13 - رسالة دليل النجاح في الدعاء . 14 - ديوان شعر عربي، وآخر فارسي . 15 - كتاب آخر، في الدعاء أيضا . 16 - برهان الشيعة، في الإمامة . 17 - حق اليقين، في الكلام . 18 - منظومة في النحو . 19 - رسالة في النحو .
/ صفحة 316 / ومن شعره قوله يمدح أمير المؤمنين عليه السلام : أبا حسن يا حمى المستجير * إذا الخطب وافى علينا وجارا لأنت أبر الورى ذمة * وأكبر قدرا وأمنع جارا فلا فخر للمرء ما لم يمت * إليك انتسابا فينمي النجارا توفي سنة 1074 ورثاه الشهاب الحويزي بقصيدة توجد في ديوانه مستهلها : مضى خلف الأبرار والسيد الطهر * فصدر العلى من قلبه بعده صفر بسط القول في ترجمته سيدنا الأمين في [أعيان الشيعة] ج 30 : 20 - 37 .
/ صفحة 317 / القرن الحادي عشر
- 89 - المتوفى 1096
خليلي أما سرتما فازجرا بنا * المطي وسيرا حيث سار الجنائب(1) ولا يشعر الواشون إني فيكما * حليف جوا قد أضمرتني الحقايب(2) إلى الحي لا مستأنسين بقاطن * بريب وأهل الحي آت وذاهب فإن شمتما برقا من الحي لائحا * متى يبد منه حاجب يخف حاجب فلا تحسباه بارقأ لاح بالحمى * متى طلعت بين البيوت السحائب ولكنه ثغر تألق جوه * من الدر سمط لم يثقبه ثاقب [إلى أن قال] : وعيشكما لو شئتما ذلك السنا * وغالتكما ألحاظها والحواجب لشاركتماني بالصبابة والأسى * وجارت بأعناق المطي المذاهب اعلل فيك النفس يا لبن ذاكرا * خليلي ومالي غير حبك صاحب وبي منك ما لو كان بالنجم ماسرا * وبالبدر ما التفت عليه الغياهب هوى دونه ضرب الرقاب وعزمة * تشاكل عزمات الضبا وتصاقب(3) [ويقول فيها] : إمام براه الله من طينة العلا * همام له نهج من المجد لازب (4) له الشرف الأعلا له نقطة السما * هو البدر والآل الكرام الكواكب بهم قام دين الله في الأرض واعتلت * لأمة خير المرسلين المذاهب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الريح التي تهب من القبلة، ج الجنوب . (2) جمع الحقيبة : ما يحل على الفرس خلف الراكب . الخريطة التي يضع المسافر فيها الزاد ونحوه . (3) تصاقب : تقارب وتدنو . (4) اللازب : الثابت، يقال : (صار الأمر ضربة لازب) أي صار لازما ثابتا .
/ صفحة 318 / ليهنك ذا العيد (1) الذي أنت عيده * وعيدي ومن تحنو عليه الأقارب ويوما أقام الله للآل حقهم * به ورسول الله في القوم خاطب به قلد الله الخلافة أهلها * وزحزح عنها الأبعدون الأجانب فكان أمير المؤمنين علي الوصي * بنص الله فالأمر واجب وحسبك نفس المصطفى ووليه * وهارونه الندب الهمام المحارب (2) (الشاعر) : السيد ضياء الدين جعفر بن المطهر (3) بن محمد الحسين الجرموزي الحسني اليمني، أحد زعماء اليمن، كان أديبا كاتب شاعرا استعمله المتوكل ابن المنصور على بلاد (العدين) لما أخذها بعد وفاة أبي الحسن إسماعيل بن محمد، ولم يزل بها حتى تغلب عليها الأمير السيد فخر الدين عبد الله بن يحيى بن محمد في أوايل دولة المؤيد بن المتوكل، وله شعر كثير، ومن منثور آثاره تقريظه على كتاب [سمط اللئالي] تأليف السيد إسماعيل ابن محمد اليمني توفي سنة 1096 ببلد (العدين) أخذناه ملخصا من [نسمة السحر] ج 1 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يعني عيد الغدير. (2) توجد في (نسمة السحر) ج 1 يهنئ بها السيد ضياء الدين أبا محمد زيد بن محمد بن الحسن اليمني بعيد الغدير . (3) كان من أعيان دهره وأفراد عصره علما واديا توفي 1077 توجد ترجمته في خلاصة الأثر ج 4 ص 406 وفيه إن له أولاد عظماء أدباء كرماء : محمد، والحسن، وجعفر، وقد ذكرتهم في كتابي النفحة .
/ صفحة 319 / القرن الحادي عشر
- 90 - المتوفى 1098
سلامة القلب نحتني عن الزلل * وشعلة العلم دلتني على العمل طهارة الأصل قادتني إلى كرم * كرامتي ثبتت في اللوح في الأزل قلبي يحب [عليا] ذا العلى فلذا * أدعو لأمي في الأبكار والأصل محبة [المرتضى] نور لصاحبها * يمشي بها آمنا من آفة الزلل لزمت حب [علي] لا أفارقه * وداده من جناني قط لم يزل أخو النبي (1) إمامي قوله سندي * لقوله تابع ما كان من عملي أطعت حيدرة ذا كل مكرمة * إمام كل تقي قاصر الأمل صرفت في حب آل المصطفى عمري * من مال عنهم إليه قط لم أمل باب المدينة (2) منجانا وملجأنا * ما انحل مشكلنا إلا بحل علي لولا محبة طه للوصي لما * أتى شاركه في طيب الأكل (3) ولاية المرتضى في (خم) قد ثبتت * بنص أفضل خلق الله والرسل نص النبي عليه فوق منبره * عليه أشهد أهل الدين والدول قد نص في الدار عند الأقربين على * خلافة [المرتضى] جدا بلا هزل (4) إن الإمامة عهد لم تنل أحدا * سوى المصون من الزلات والخطل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مر الكلام حول حديث المواخاة في الجزء الثالث ص 112 - 125 ط 2 . (2) أشار إلى حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها) وقد فصلنا القول حوله في الجزء السادس ص 61 - 81 ط 2 . (3) أشار إلى حديث الطائر المشوي الثابت المتسالم عليه، وسيوافيك بطرقه في مسند المناقب ومرسلها . (4) راجع في قصة الدار واستحلاف رسول الله صلى الله عليه وآله عليا يوم ذاك الجزء الثاني ص 278 - 289 ط 2 / صفحة 320 / أطعت من ثبتت في الكون عصمته * وعفت كل جهول سيئ العمل قد ردت الشمس للمولى أبي حسن (1) * روحي فدا المرتضى ذي المعجز الجلل طوبى له كان بيت الله مولده (2) * كمثل مولده ما كان للرسل . (الشاعر) : المولى محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي ثم النجفي ثم القمي أحد الأوحديين المشاركين في العلوم، وفذ من مشايخ الإجازات الذين اتصلت بهم حلقات الأسانيد ضم إلى فقهه المتدفق فلسفة صحيحة عالية، وإلى حديثه الموثوق به أدبه الجم، وفضله الكثار، إلى عظات بالغة، ونصايح كافية، وحكم راقية، وشعر كثر يزري بعقود الدرر ومنتثر الدراري، تدفقت المعاجم باطرائه والثناء الجميل عليه، قال صاحب [أمل الآمل] : من أعيان فضلاء المعاصرين، عالم محقق مدقق ثقة ثقة فقيه متكلم، محدث جليل القدر، عظيم الشأن . وأطراه شيخنا النوري في المستدرك بقوله : العالم الجليل النبيل، عين الطائفة ووجهها، صاحب المؤلفات الرشيقة النافعة . يروي مولانا محمد الطاهر عن السيد نور الدين علي (3) الآنف ذكره ص 291 و يروي عنه شيخنا العلامة المجلسي بإجازة مؤرخة بسنة 1086 (4) وشيخنا الحر العاملي كما في أمل الآمل، والشيخ نور الدين الأخباري توجد إجازته له بخطه ظهر كتاب الوافي كما ذكره شيخنا الرازي، ويروي عنه المولى محمد محسن الفيض الكاشاني (5) . له تآليف قيمة في شتى المواضيع منها : 1 - عطيه رباني وهديه سليماني، شرح لاميته التي التقطنا منها الأبيات المذكورة، ذكر في هذا الشرح عدة من مؤلفاته ومنه أخذنا غير واحد مما ذكرناه ومفتتح الشرح : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مر حديث رد الشمس في الجزء الثالث ص 126 - 141 ط 2 . (2) حديث مولده الشريف أسلفناه في الجزء السادس ص 21 - 38 ط 2 . (3) راجع بحار الأنوار 25 : 264، مستدرك الوسائل 3 : 409 . (4) توجد في إجازات البحار ص 164 . (5) المستدرك 3 : 421 .
/ صفحة 321 / أي كلام از انتظام نام ذاتت در نظام * وى زشهد شكرين شكرت زبان شيرين بكام رحمت عام وسلامت بر روان أنبيا * خاصة بر روح محمد باد بر آل عبا 2 - تحفة الأخيار وكشف الأسرار في شرح رائية له فارسية في مدح أمير المؤمنين عليه السلام تسمى بمؤنس الأبرار . 3 - بهجة الدارين في الحكمة قال صاحب الروضات : شاهدتها في هذه الأواخر . 4 - رسالة السلامية في ترك [السلام عليك أيها النبي] في التشهد . 5 - الأربعين في فضائل أمير المؤمنين وإمامة الأئمة المعصومين . 6 - الجامع في أصول الفقه والدين أسماه حجة الاسلام . 7 - الفوائد الدينية في الرد على الحكماء والصوفية . 8 - حكمة العارفين في رد شبه المخالفين . 9 - تنبيه الراقدين في الموعظة، مطبوع . 10 - رسالة في خلل الصلاة، فارسية . 11 - حق اليقين في معرفة أصول الدين . 12 - منهاج العارفين شرح رباعياته . 13 - فرحة الدارين في العدالة . 14 - رسالة في صلاة الليل . 15 - رسالة في صلاة الأذكار . 16 - شرح تهذيب الحديث . 17 - رسالة في الفرائض . 18 - رسالة في الرضاع . 19 - مفتاح العدالة . 20 - رسالة الجمعة . 21 - سفينة النجاة . كان شيخنا المترجم له شيخ الاسلام وإمام الجمعة والجماعة بقم المشرفة إلى أن توفي بها سنة 1098 ودفن خلف مرقد زكريا بن آدم القمي طاب ثراه من قريب .
/ صفحة 322 / ومن شعره الفارسي قوله : از گفتهء مصطفى إمام است سه چار * از روي چه گوئي كه امام است چهار نشناسي اگر سه چار حق را ناچار * خواهى بعذاب ايزدى گشت دو چار دليل رفعت شأن علي اگر خواهي * باين كلام دمى گوش خويشتن ميدار چو خواست مادرش از بهر زادنش جائي * درون خانه خاصش بداد جا ستار پس آن مطهرة با احترام داخل شد * در آن مقام مقدس بزاد مريم وار برون چو خواست كه آيد پس از چهارم روز * ندا شنيد كه [نامش برو على بگذار] فداى نام چنين زادهء بود جانم * چنين امام گزينيد يا اولى الانصار ومن رباعياته : أي مانده ز كعبهء محبت مهجور * افتاده ز راه مهر صد منزل دور با حب عمر دم مزن از مهر نبي * كي جمع توان نمود با ظلمت نور ؟ وله : بما رسيده حديث صحيح مصطفوى * كه هست بعد پيمبر امام هشت وچهار كسى نكرده زامت بدين حديث عمل * بغير پيرو آل وأئمهء أطهار وله : أي طالب علم دين ز من گير خبر * تا چند دوى در بدر أي خسته جگر خود را برسان بشهر علم أي غافل * شو داخل آن شهر وليكن أز در وله : نبي چو وارد (خم) گشت بر سر منبر * خليفه كرد علي را بكفتهء جبار نهاد بر سر أو تاج وال من والاه * زامتش بكرفت از براى وي اقرار وليك آنكه به بخبخ نمود تهنيتش * بكرد از پى اقرار خويشتن انكار فتاد بر سر حارث زغيب سنك قضا * چو گشت منكر نص غدير آن غدار ومن رباعياته : از دورى راه خويشتن يادى كن * آماده ز بهر سفرت زادي كن از بى كسى مردن خود ياد آور * در ماتم خود نشين وفريادى كن / صفحة 323 / وله : از دورى راه خويشتن كن يادى * آماده ز بهر سفرت كن زادي در راه طلب چو خفتهءاى غافل * بر خيز كه از قافله دور افتادى وله : بر خيز چه خفتهء رفيقان رفتند * غافل چه نشستهء عزيزان رفتند خندان منشين كه جمله ياران عزيز * با سوز دل وديدهء گريان رفتند وله : إي بندهء طول أمل وحرص وحسد * فردا است كه أعضاى تو از هم ريزد اين سر كه زباد نخوت امروز پر است * تا چشم زني بود پر از خاك لحد وله : تا چشم زنى رسيده وقت سفرت * فردا است كه در جهان نماند أثرت بر روى زمين خرام وغفلت تاكي * از زير زمين مگر نباشد خبرت وله : از وادى معصيت بيا زود گذر * كين مرحله راهست بسى خوف وخطر گوئى كه كنم توبه پس از پيريها * از مرك جوانان مگرت نيست خبر ؟ وله : سالك هوس عالم بالا نكند * پابند ألم ز پاى دل وا نكند هر دل كه زياد مرك معمور شود * حقد وحسد وحرص در اوجا نكند وله : خواهى نشود گلشن دل چون بيشه * بركن تو نهال حرص را از ريشه بر پاى درخت أمل وحرص وحسد * پيوسته زياد مرك ميزن تيشه وله : أي طالب سيم وكيمياى اصغر * آموز زمن تو كيمياى أكبر در بوته ياد مرك خود را بگداز * تا خاك دلت شود طلاى احمر / صفحة 324 / وله في تقريظ الكتب الأربعة (1) . دين را كتب أربعه چون جان باشد * اينچار چهار ركن ايمان باشد هنگام جهاد نفس اينچار كتاب * چار آينهء صاحب عرفان باشد وله في تقريظها : أي آنكه ترا غلط روى عادت وخوست * روكن برهى كه منزل رحمت اوست ميخوان كتب أربعه كز وى هر سطر * راهى است كه راست ميرود تادر دوست ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكافي لشيخنا أبي جعفر الكليني - من لا يحضره الفقيه لشيخنا أبي جعفر القمي - التهذيب والاستبصار لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي .
/ صفحة 325 / القرن الحادي عشر
- 91 - المتوفى بعد 1012
أنت نعم النصير في كل زاد * أنت نعم المولى لكل العباد ذو الأيادي والأيد أنت لعمري * سيد الناس أوحد العباد ولك الإرث في الولاء بحق * في رقاب الورى ليوم التناد لمقال النبي في [ماء خم] * أنت مولى للمؤمن المنقاد فتهادى بالطوع قوم ففازوا * وتمادى الغبي في الانتقاد (1) ثم قال النبي : وال عليا * يا إلهي ومن يعاديه عاد وتفضل برحمة للموالي * وبلعن ونقمة للمعادي (2) شرف شامخ ومجد رفيع * وافتخار يزيل غلب الهوادي كنت في الصلب إذ دنا فتدلى * وعلى الصف في مقر الجلاد ثم من قبل ذا أجبت نداءا * لألست الإله في كل واد (3) من يباريك في السيادة غر * بمزايا تنير منها الدآدي (4) أو يجاريك في العلوم جهول * ما له في الفهوم من مستفاد (5) أنت أنت المعروف في كل فضل * أنت صدر الاصدار والايراد وسوى بيتك المنكر جهلا * وسواك الضنين بالامداد فابق واسلم لك السلامة وقف * والمثاني من الثنا في ازدياد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كذا في سلافة العصر، وفي سلوة الغريب : وتمادى بكرهه المتمادي . (2) كذا في صلوة الغريب، وفي سلافة العصر : خصن باللعن من تولى عتوا * وحشاه مقطع بالعناد (3) في سلوة الغريب : وأطعت الإله في كل ناد . (4) الدأدأ والدأداء من الليالي : الشديدة الظلمة . (5) في السلوة : عاد في خيبة بلا مستفاد .
/ صفحة 326 / سلافة العصر ص 117، سلوة الغريب، كلاهما للسيد علي خان المدني . (ما يتبع الشعر) : صدر شاعرنا جمال الدين بهذه الأبيات كتابا كتبه إلى الشريف الأجل الأمير نصير الدين حسين بن إبراهيم بن سلام المتوفى سنة 1023 بالطائف والمدفون بمكة المشرفة، والكتاب بديع في بابه، وبليغ في إنشائه، درر كلم منضدة، ولئالي ألفاظ منثورة، مذكور بطوله في سلافة العصر صفحة 117 - 119، والأمير نصير الدين هو عم جد صاحب السلافة السيد علي خان المدني، أخو جده الشريف السيد أحمد نظام الدين، قال صاحب السلافة في سلوة الغريب : كان إماما فاضلا مجتهدا مبرزا في العربية، غالبا عليه الزهد والصلاح، يقال : إنه لم يمس درهما بيده ولا دينارا قط تورعا وعزفا من نفسه عن الدنيا، وكان يكتب جميع ما يعمله في اليوم فإذا كان الليل نظر فيه، فإن كان صالحا حمد الله، وإن كان غير ذلك استغفر الله منه، وكان لا يؤدب أحدا من خدمه في الحرم . (الشاعر) : القاضي جمال الدين (1) محمد بن حسن بن دراز المكي، من مقاول الأدب، وألسنة الفضيلة، ومداره القول، وصيارفة القريض، وعباقرة القضاة، ذكره السيد في سلافة العصر ص 107 وأثنى عليه بقوله : جمال العلوم والمعارف، المتفئ ظل ظليلها الوارف . أشرقت بالفضل أقماره و شموسه، وزخر بالعلم عبابه وقاموسه . فدوخ صيته الأقطار، وطار ذكره في منابت الأرض واستطار . وتهادت أخباره الركبان، وظهر فضله في كل صقع وبان . وله الأدب الذي ما قام به مضطلع، ولا ظهر على مكنونه مطلع . استنزل عصم البلاغة من صياصيها، واستذل صعاب البراعة فسفع بنواصيها . إن نثر فما اللؤلؤ المنثور انفصم نظامه ؟ أو نظم فما الدر المشهور نسقه نظامه ؟ بخط يزدري بخد العذار إذا بقل، وتحسبه سائر الجوارح على مشاهدة حسنه المقل . ولما رحل إلى اليمن في دولة الروم، قام ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كذا في الخلاصة . وفي سلافة العصر : جمال الدين بن محمد .
/ صفحة 327 / له رئيسها بما يحب ويروم . فولاه منصب القضاء، وسطع نور أمله هناك وأضاء . ولم يزل مجتليا به وجوه أمانيه الحسان، ومجتنيا من رياضه أزاهر المحاسن والإحسان . إلى أن انقضت مدة ذلك الأمير، ومني اليمن بعده بالافساد والتدمير . فانقلب إلى وطنه وأهله، فكابد حزن العيش بعد سهله . كما أنبأ بذلك قوله في بعض كتبه : ولما حصلت عائدا من اليمن بعد وفاة المرحوم سنان باشا، وانقضاء ذلك الزمن، اخترت الإقامة في الوطن بعد التشرف بمجلس القضاء في ذلك العطن، إلا أنه لم يحل لي التحلي عن تذكر ما كان في خزانة الخيال مرسوما، وتفكر ما كان في لوح المفكرة موسوما . فاخترت أن أكون مدرسا في البلد الحرام، وممارسا لما أذن غب الحصول بالانصرام . ولم يكن في البلد الأمين كفاية، ولا ما يقوم به الإتمام والوفاية . إنتهى وما زال مقيما في وطنه وبلده، متدرعا جلباب صبره وجلده. حتى انصرمت من العيش مدته، وتمت من الحياة عدته . ثم ذكر جملة وافية من منثور كلمه في ثلاث عشرة صحيفة فقال : ومن شعره قوله في صدر كتاب : هذا نظامك أم در بمنتسق ؟ * أم الدراري التي لاحت على الأفق ؟ وذا كلامك أم سحر به سلبت * نهى العقول فتتلو سورة الفلق ؟ وذا بيانك أم صهباء شعشعها * أغن ذو مقلة مكحولة الحدق ؟ بتاج كل مليك منه لامعة * وجيد كل مجيد منه في أنق روض من الزهر والأنوار زاهية * كأنجم الأفق في اللألاء والنمق وذي حمائم ألفاظ سجعن ضحى * على الخمائل غب العارض الغدق رسالة كفراديس الجنان بها * من كل مؤتلق يلفى ومنتشق كأنما الألفات المائلات بها * غصون بان على أيد من الورق تعلو منابرها الهمزات صادحة * كالورق ناحت على الأفنان من حرق ميماتها كثغور يبتسمن بها * يزري على الدر إذ يزهي على العنق فطرسها كبياض الصبح من يقق * ونقسها (1) كسواد لليل في غسق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) اليقق : القطن . نقس : المداد الذي يكتب به .
/ صفحة 328 / يا ذا الرسالة قد أرسلت معجزة * ودت بلاغتها الدعوى من الفرق ! ويا مليك ذوي الآداب قاطبة ! * ويا إماما هدانا أوضح الطرق ! من ذا يعارض ما قد صاغ فكرك من * حلى البيان ومن يقفوك في السبق ؟ ! أنت المجلي بمضمار العلوم إذا * أضحى قروم أولي التحقيق في قلق صلى أئمة أهل الفضل خلفك يا * مولى الموالي ورب المنطق الذلق ! مسلمين لما قد حزت من أدب * مصدقين بما شرفت من خلق مهلا فباعي من التقصير في قصر * وأنت في الطول والاحسان ذو عمق سبحان بارئ هذي الذات من همم * سبحان فاطر ذا الانسان من علق ! يا ليت شعري هل شبه يرى لكم ؟ * كلا وربي ولا الأملاك في الخلق عذرا فما فكرتي صواغة دررا * حتى أصوغ لك الاسلاك في نسق واسلم ودم وتعالى في مشيد علا * تستنزل الشهب للإنشا فلم تعق وقوله مخاطبا بعض أكابر عصره لأمر اقتضى ذلك : حصل القصد والمنى والمراد * واستكانت لمجدك الأضداد أسجد الله في عتابك شوسا * تتقى الأسد بأسها والجلاد وأذلت لك الجدود أناسا * شيد للمجد في رباهم عماد ثم جاءت إليك طوعا وكرها * تتهادى حينا وحينا تقاد أنت في الشهب ثاقب لا تسامى * في معاليك حين تثنى الوساد لا تبالي بنازل وملم * ولو أن الملم سبع شداد ساهرا في طلاب كل منيع * عز نيلا فلم ينله العباد مهره النفس إن يسمه كمي * والطريق السهاد والجسم زاد من يجد بالجنان نال مناه * والشحيح الجنان عنه يذاد لا تنال العلى بغير العوالي * لا ولا الحمد يكتسيه الجماد أحمد الناس أنت قولا وفعلا * والوفي الذمام والمستجاد يا شهابا بجده حاز جدا * ومقاما ؟ لغيره لا يشاد ماز بيني وبين خدني فدم * ذو سبال يدب فيه القراد / صفحة 329 / ولو أن الذي تحكم فينا * ألمعي لقر مني الفؤاد أنكر المارقون فضل (علي) * ورماهم إلى الجحيم العناد وحقيق أن البلاء قديم * وأهالي الفهوم منه تكاد ويولي الأمي حكم البرايا * والبليغ المقال لا يستفاد وولاة الأمور فينا حيارى * وذوو النقص لا تزال تزاد عادة الدهر أن يؤخر مثلي * وعلى الأصل جاء هذا المفاد قال لمن يبتغي التفاضل بيني * ثم بين القضاة : هذا الزناد ؟ فاقتبس من زنادهم لك نارا * أو فدعهم إن لاح منه الرماد ويح دهر لا يعرف الفرق فيه * بين عي وقائل يستجاد هين ما لقيت ما دمت فينا * ذا عفاف وصح منك الوداد وقوله أيضا : سلام على الدار التي قد تباعدت * ودمعي على طول الزمان سفوح يعز علينا أن تشط بنا النوى * ولي عندكم دون البرية روح إذا نسمت من جانب الرمل نفحة * وفيها عرار للغوير وشيح تذكرتكم والدمع يستر مقلتي * وقلبي مشوق بالبعاد جريح فقلت ولي من لاعج الوجد زفرة * لها لوعة تغدو بها وتروح : الأهل بعيد الدهر أيامنا التي * نعمنا بها والكاشحون نزوح ؟ وتوجد ترجمة شاعرنا جمال الدين في (خلاصة الأثر) للمحبي ج 3 : 420 427 وذكر ما في السلافة وقال : لقد فحصت عن وفاة صاحب الترجمة فلم أظفر بها وقد علم أنه كان في سنة اثنتي عشرة وألف موجودا، وما عاش بعدها كثيرا رحمه الله تعالى .
القرن الحادي عشر - 92 -
نهج البلاغة روضة ممطورة * بالنور من سبحات وجه الباري أو حكمة قدسية جليت بها * مرآة ذات الله للنظار أو نور عرفان تلالا هاديا * للعالمين مناهج الأبرار أو لجة من رحمة قد أشرقت * بالعلم فهي تموج بالأنوار خطب روت ألفاظها عن لؤلؤ * من مائه بحر المعارف جاري وتهللت كلماتها عن جنة * حفت من التوحيد بالنوار وكأنها عين اليقين تفجرت * من فوق عرش الله بالأنهار حكم كأمثال النجوم تبلجت * من ضوء ما ضمنت من الأسرار كشف الغطاء بيانها فكأنها * للسامعين بصائر الأبصار وترى من الكلم القصار جوامعا * يغنيك عن سفر من الأسفار لفظ يمد من الفؤاد سواده * والقلب منه بياض وجه نهار وجلى عن المعنى السواد كأنه * صبح تبلج صادق الإسفار من كل عاقلة الكمال عقيلة * تشتاف فوق مدارك الأفكار عن مثلها عجز البليغ وأعجزت * ببلاغة هي حجة الأقرار وإذا تأملت الكلام رأيته * نطقت به كلمات علم الباري ورأيت بحرا بالحقايق طاميا * من موجه سفن العلوم جواري ورأيت أن هناك برا شاملا * وسع الأنام كديمة مدرار ورأيت أن هناك عفو سماحة * في قدرة تعلو على الأقدار ورأيت أن هناك قدرا ماشيا * عن كبرياء الواحد القهار / صفحة 331 / قدر الذي بصفاته وسماته * ممسوس ذات الله في الآثار (1) مصباح نور الله مشكاة الهدى * فتاح باب خزائن الأسرار صنو الرسول وكان أول مؤمن * عبد الإله كصنوه المختار وبه أقام الله دين نبيه * وأتم نعمته على الأخيار (2) (الشاعر) : أبو محمد ابن الشيخ صنعان توجد بخطه نسخة من (نهج البلاغة) للسيد الشريف الرضي في مكتبة مدرسة سپهسالار بطهران تحت رقم 3085 كتبها سنة 1072 وعليها هذا التقريظ، بخط ناظمه أبي محمد، ولم أقف من تاريخ حياته على شئ غير أن شعره هذا يعرب عن قوته في القريض، وجودته في السرد، وتقدمه في مضمار الأدب، كما أنه آية في ولائه الخالص للإمام الطاهر أمير المؤمنين عليه السلام . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أشار إلى ما أخرجه أبو نعيم في (حلية الأولياء) 1 : 68 مرفوعا : لا تسبوا عليا فإنه ممسوس في ذات الله. (2) أشار إلى قوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي . النازل يوم الغدير في علي أمير المؤمنين كما فصلنا القول فيه في الجزء الأول ص 230 - 238 ط 2 .
|
|