كلمة المؤسسة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
وبعد:
فإذا سلمنا متوافقين بأنه لم تستغرق قضية عقائدية قط - طوال حقب وقرون متلاحقة - مساحة كبيرة في الافق الفكري الاسلامي ما استغرقته مسألة الخلافة والامامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فان مااستتبعته بعد ذلك من امتدادات متفرعة مثلت الحلقات المتصلة والممتدة من خلالها، نالت ايضاً من كل ذلك الاحتدام والمنازلة الفكرية الحظ الاوفر، والنصيب الأكبر.
|
ولا مغالاة - قطعاً - في القول بأن لمفكري ومتكلمي الإمامية طوال حقب الجدل والمناظرة الفكرية المتلاحقة هذا الباع الطويل، والمدى العميق الغور في إثبات وإقرار معتقداتهم، وإفحام خصومهم بحججهم القائمة على الأدلة المتينة والثابتة القوية.
نعم، فإذا ثبت بالدليلين العقلي والنقلي صحة مقولة الشيعة الإمامية بأصل الإمامة، وعصمة الإمام، وأنسحاب ذلك كله على إمامة الإمام الثاني عشرعليه السلام، وما يعينه ذلك من احتوانه لمبدأ الإقرار بالغيبة الحاصلة له عليه السلام، وما تشتمل عليه وتحيط به، فإن ذلك يستلزم تبعاً لذلك - ونتيجة الخلاف العقائدي في التعامل معه من قبل غير الشيعة من الفرق الإسلامية المختلفة - توفر ووسائل المحاجة المستندة على هذين الدليلين المتقدمين، والتي تتجسد في أوضح صورها بما نسميه بـ:
علم الكلام
الذي يراد منه إثبات حقيقة وصواب هذه العقائد.
ولعل الاستقراء المتأني لمجمل هذه المساجلات الكلامية الي اضطلع بها مفكرو الإمامية، وبالتحديد ما يتعلق منها بمبحث غيبة الإمام المهدي عليه السلام يظهر بجلاء بين قدرتهم الكبيرة في إدارة حلقات البحث هذه، وإمساكهم بجدارة لا تساجل زمامها وقيادها، وتسليم الخصم - إقراراً وإذعاناً - بذلك، وطوال سنين ودهور امتدّت منذ بداية عصر الغيبة الكبرى فى عام 329هـ،
|
والرسالة الماثلة بين يدي القارئ الكريم عينة صادقة من تلك المناذج الفاخرة التي أشرنا إليها، والتي أبدع يراع علم كبير من أعلام الطائفة في تسطيرها وإعدادها، وهوالسيد المرتضى علم الهدى علي بن الحسين الموسوي رحمه الله تعالى برحمته الواسعة، حيث تعرض فيها إلى الكثير من المفردات الخاصة بغيبة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام، مجيباً من خلالهاعلى مجمل التساولات المثارة في هذا الصدد، بأسلوب رصين، واسدلال متين، أقرّ به من طالعه وتأمل في فحواه، بل وأصبح من المراجع المهمة التي اعتمدها أعلام الطائفة في بحوثهم ومؤلّفاتهم، حيث أشار محقق هذه الرسالة إلي جملة وافرة من تلك الموارد.
ولا يعد قطعاً إطلاق هذا القول من قبيل ما يوصم بأنّه على عواهنه، إذا إن الدراسة الموضوعية لمباحث هذه الرسالة، وموارد النقاش التي تعرضت لها، وعرضها علي الظروف الفكرية التي كانت سائدة آنذاك على سطح الساحة الفكرية الإسلامية بمداخلاتها المتعددة، وتشابكاتها، المعقدة، وما رافقها من بروز جملة مختلفة من التيارات الفكرية، التي بدت أوضح صورها وأثقلها في مدرستي الأشاعرة والمعتزلة العريقتي القدم، كل ذلك يقطع بجلاء علي عمق المباني والأطروحات التي اعتمدها المؤلف (رحمه الله) فيها.
ولا يخفى على القارئ الكريم مناهج البحث والمناظرة التي كانت سائدة آنذاك بين أعلام ومفكري الفرق الإسلامية، وما تستتبعه بعد من تركيزٍ وإقرار للأطروحات الغنية محل البحث، ورفض وإعراض عما سقم وقصر منها، وحيث تدور رحاها في مجالس العلم والمذاكرة التي تكتض بالعلماء والمفكرين، فلا غروأن يستحث كل طرف من المتباحثين قدارته وإمكانياته في إثبات مدعاه، ودفع خصمه إلى الإقرار به، وإقناع الآخرين
|
ومن هنا فلسنا بمغالين قطعاً إذا جزمنا بمتانة وقوة استدلالات هذه الرسالة، ودقة مباحثها، ورصانة مبانيها، وحيث يبدو ذلك جلياً لمن طالعها بتأن، وجال بتدبر في مطاويها.
وأخيراً:
ونحن إذا نقدم هذه الرسالة القيّمة بين يدي القارئ الكريم، فإنا بذلك نواصل منهجنا باستلال جملة من الرسائل المنشورة على صفحات مجلة «تراثنا» خلال سنوات عمرها الماضية، وكانت هذه الرسالة قد نشرت محققة على صفحاتها في عددها السابع والعشرين، الصادر في شهر ربيع الآخر عام 1412 هـ، بتحقيق المحقق الفاضل السيد محمدعلي الحكيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
مؤسسة آل البيت عليهم السلام
لإحياء التراث
|
مقدمة التحقيق
تمهيد:
من المعروف أن العلوم الشرعية نشأت من الحاجة التي حدت بالمسلمين إلى إنشائها، ثم تكاملت وصارت لها أصولها وقواعدها وعلماؤها وكتبها الخاصة بها.
فعلوم اللغة نشأت من الحاجة إلى فهم القرآن الكريم والحديث الشريف، وهما بلسان عربي مبين، فتدرجت هذه العلوم في الظهور: اللغة ثم النحو ثم الصرف فالبلاغة...
وعلوم الفقه وأصوله نشأت من الحاجة إلى معرفة الأحكام الشرعية بعد
|
وهكذا قل في جميع العلوم الشرعية.
ومنها علم يسمى بـ (علم الكلام) نشأ بعد تفرق المسلمين في الآراء والأهواء والمسائل الاعتقادية، كالجبر والتفويض والاختيار والعدل والإرجاء... وغيرها.
وقد عرّفوا علم الكلام بأنه «علم يقتدر معه على إثبات الحقائق الدينية بإيراد الحجج عليها ودفع الشبه عنها»(1).
وكانت مسألة الإمامة والخلافة أساس ذلك الخلاف، فكان محور علم الكلام الأساسي مذيوم السقيفة الى يومنا هذا وسيبقى حتي ظهور الإمام المهدي عليه السلام، هو الإمامة وما يرتبط بها و يترتب عليها.
كما اشتمل عل الكلام على بحوث عقائدية أخرى كانت نتيجة لتفرق الناس عن المعين الطيب لعلوم أهل بيت النبوة سلام الله عليهم، فلو استقام الناس على إمامة أمير المومنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والائمة من ولده عليهم السلام، لكفينا مهمة تلك البحوث التي أخذت جهداً جهيداً من العلماء، ولما بقي منها إلاّ ما يختص بالأديان والملل غير المسلمة.
و كانت غيبة الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عليه السلام، من أهم المحاور التي دارت عليها البحوث الكلامية منذ بداية عصرالغيبة الكبرى سنة 329هـ وحتى يومنا هذا، فكانت تأخذ أبعاداً مختلفة حسب ما تقتضيه الحاجة والظروف المحيطة خلال الفترات الزمينة المختلفة.
____________
(1) مفتاح السعادة و مصباح السيادة 132/2.
|
يظهرذلك بوضوح من خلال كتاب «الغيبة» للشيخ النعماني، المتوفى حدود سنة 342 هـ، وكتاب «إكمال الدين وإتمام النعمة» للشيخ الصدوق المتوفى سنة 381 هـ، و إن كانا - أساساً - من المحدثين.
ثم كان لبروز متكلمي الإمامية كمعلّم الأمة الشيخ المفيد (336 - 413 هـ) والشريف المرتضى (355-436هـ) وشيخ الطائفة الطوسي (385- 460 هـ) أثراً متميزاً في بلورة علم الكلام بشكل جديد.
و نحن نقف اليوم أمام طود شامخ من أعلام الإمامية، ألا وهو:
علم الهدى أبوالقاسم علي بن الحسين الموسوي، الشريف المرتضى، قدّس سرّه:
نقف أمامه بكل تجلّة وإكبار لما بذله في الذبّ عن العقيدة بكتبه الكلامية العديدة كالشافي، والذخيرة، وتنزيه الأنبياء والأئمة، وجمل العلم والعمل، والمقنع في الغيبة، وغيرها كثير...
ويكفيه فخراً أن يكون تلميذاً للشيخ المفيد، ويكفيه عزاً أن يكون شيخ الطائفة الطوسي وسلار الديلمي وأبو الصلاح الحلبي والكراجكي وغيرهم من الجهابذة من المتخرّجين على يديه.
وهو - قدّس سرّه - أشهر من أن يعرّف، إذ لا تكاد تجد مصدراً من مصادر التاريخ والتراجم خالياً من ترجمته، وقد كفانا أصحابها ذلك، فتفصيلها مرهون بمظانّها.
المقنع في الغيبة:
هو من خيرة وأنفس ما كتب في هذا الموضوع بالرغم من صغر حجمه، إذ
|
ثم أتبع - رضوان الله عليه - الكتاب بكتاب مكمل لمطالبه، بحث فيه عن علاقة الإمام الغائب المنتظر عليه السلام بأوليائه أثناء الغيبة، وكيفية تعامل شيعته معه أثناءها، مجيباً على كل التساؤلات خلال تلك البحوث.
ذكره له النجاشي - المتوفى سنة 450 هـ - في رجاله (3)، وذكره له أيضاً تلميذه شيخ الطائفة الطوسي في فهرسته(4)، وتابعه على ذلك ياقوت الحموي عند إيراده ترجمته(5)، و من ثم ذكره له كل من أورد قائمة مؤلفاته المفصّلة في ترجمته.
أهمّيّة الكتاب
تظهر أهمية الكتاب ومنزلته الرفيعة إذا علمنا أنّ شيخ الطائفة الطوسي - قدّس سرّه - قد أورد مقاطع كبيرة ومهمة منه - تارة بالنص وأخرى بإيجاز واختصار - وضمّنها كتابه «الغيبة» في «فصل في الكلام في الغيبة» تراها مبثوثة فيه، منسوبة إليه من دون التصريح باسم «المقنع».
____________
(2) قال الشريف المرتضى عن كتابه هذا في أول كتاب الزيادة المكملة الملحق به: «ثم استأنفنا في (المقنع) طريقة غريبة لم نسبق إليها» أنظر ص 220 من هذه الطبعة.
وقال أمين الإسلام الطبرسي:«قد ذكر الأجل المرتضى ـ قدس الله روحه ـ في ذلك طريقة لم يسبقه إليها أحد من أصحابنا» أنظر: إعلام الورى:466.
(3) رجال النجاشي: 271.
(4) الفهرست: 99.
(5) معجم الأدباء 13 / 148.
|
هذا، وإن العلامة المجلسي - قدّس سرّه - كان قد ذكر كتاب «المقنع في الغيبة» ضمن مصادر كتابه «بحار الأنوار» أثناء تعداده لها في مقدمته في ج 1 / 11، إلا أنني لم أعثر على ما صرح بنقله عنه مباشرة، بالرغم من تفحصي في (البحار) قدر المستطاع!
وعليه: يصبح الكتاب أحد مصادر «بحار الأنوار» بالواسطة، لا مباشرة.
كما نقل أمين الإسلام الشيخ الطبرسي - المتوفى سنة 548 هـ - مقاطع مهمة من الكتاب ـ تارة بالنص وأخرى بإيجاز وأختصار أيضاً ـ وأودعها في كتابه «إعلام الورى بأعلام الهدى» من المسألة الأولى حتى المسألة الخامسة، من الباب الخامس، تحت عنوان: «في ذكر مسائل يسأل عنها أهل الخلاف في غيبة صاحب الزمان عليه السلام...».
ولم يصرح أيضاً باسم «المقنع» وإن صرح بنقلها عن الشريف المرتضى
فاهتمام هؤلاء الاعلام بإيراد مقاطع مهمة أو اقتباسهم منه في مصنفاتهم، دليل على إخباتهم بتقدم الشريف المرتضى وسبقه في هذا الميدان.
وفيما يلي ثبتّ يبينّ مقدار نقول الشيخين الطوسي والطبرسي - قدس سرهما - في كتابيهما من كتاب «المقنع»:
|
المقنع | الغيبة |
1- من جملة: «ثم يقال للمخالف في الغيبة...» ص 42. | نقلت باختلاف يسير واختصار في بعض المواضع من ص 86 - 88. |
إلى نهاية جملة: «وأنه لايفعل القبيح» ص 47. | - |
2- من جملة: «أما سبب الغيبة» ص 52. | نقلت باختصار من ص 90 - 91. |
إلى نهاية جملة: «غيبة إمام الزمان عليه السلام» ص54. | - |
3 - من جملة: «فأما التفرقة...» ص 54. | نقلت باختلاف يسير من ص 92 ـ 93. |
إلى نهاية جملة: «لولا قلة التأمل» ص 55. | - |
4 - فقرة: «على أن هذا ينقلب... إذا اقتضت المصلحة ذلك» ص 56 -57. | نقلت باختلاف يسير في ص 93. |
5 - من جملة: «فإن قيل: فالحدود في حال...» ص 58. | نقلت باختلاف يسير في ص 94. |
إلى نهاية جملة: «قيل لهم مثله» ص 59. | - |
6- من جملة: «فإن قيل: كيف السبيل...» ص 59. | نقلت باختلاف يسير في ص 95 - 102. |
إلى نهاية جملة: «والاستسلام للحق» ص 68. | - |
7 - من جملة: «فإن قيل: فيجب على هذا..» ص 69. | نقلت باختلاف يسير في ص 102- |
|
هذا...» ص69. الى نهاية جملة: «مجراه في الكبر والعظم» ص 70. |
103 |
المقنع | إعلام الورى |
1- من جملة: «إن العقل قد دل...» ص 34. | نقلت باختلاف يسير في ص 466. |
إلى نهاية جملة: «... لاتبقى شبهة فيها» ص35. | - |
2- من جملة: «فأما الكلام في علة الغيبة...» ص 41. | نقلت باختلاف يسيرمن ص 466- 467 |
إلى نهاية جملة: «فهو فضل منا» ص 42. | - |
3- من جملة: «مجرى من سألنا...» ص 46. | نقلت باختلاف يسير في ص 467. |
إلى نهاية جملة: «... وإن لم نعلمه مفصلأ» ص 46 أيضاً. | - |
4- من جملة: «فإن قيل: أي فرق...» ص 55. | نقلت باختلاف يسير من ص 468-469 تحت عنوان «مسألة ثانية». |
إلى نهاية جملة: «بعضاً الى فعاله» ص 56. | - |
5- من جملة: «فإن قيل: فالحدود في حال...» ص 58. | نقلت باختلاف يسير في ص 469 تحت عنوان «مسألة ثالثة». |
إلى نهاية: «... قيل لهم مثله» ص 59. | - |
|
6- جملة: «فان قيل: كيف السبيل» ص 59. | نقلت باختلاف يسير من ص 469-470 تحت عنوان «مسألة رابعة». |
إلى نهاية الجواب عنها. | - |
7- جملة: «فإن قيل: اذا كانت العلة» ص 61. | نقلت ملخصة من ص 470-472 تحت عنوان «مسألة خامسة». |
والجواب عنها. | - |
سبب تأليف الكتاب وزمانه:
قال السيد الاجل المرتضى ـ قدّس سرّه ـ في أول كتابه هذا: «جرى في مجلس الوزير السيد ـ اطال الله في العز الدائم بقاءه، وكبت حساده وأعداءه ـ كلام في غيبة صاحب الزمان... ودعاني ذلك إلى إملاء كلام وجيز فيها...».
ثم قال ـ قدّس سرّه ـ بعد قليل: «وأرى من سبق هذه الحضرة العالية ـ أدام الله أيامها ـ إلى أبكار المعاني...».
ولهذا وذاك جاء في الذريعة 22 / 123: «... وقال شيخنا النوري: كتبه السيد المرتضى للوزير المغربي».
ثم قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني: «والوزير المغربي هو أبوالحسن علي بن الحسين بن علي بن هاورن بن عبدالعزيز الأراجني، كما يظهر من النجاشي في ترجمة جده الأعلى هارون بن عبدالعزيز».(6).
ثم إن الشريف المرتضى - قدّس سرّه - ألف كتابه هذا بعد كتابيه «الشافي في الإمامة» و«تنزيه الأنبياء والائمة» حيث أحال في أوله وفي مواضع أخرى منه إليهما.
____________
(6)أنظر: الذريعة22 / 123، ورجال النجاشي: 439 رقم 1183.
|
طبعات الكتاب:
لم يقدر لهذا الكتاب أن يرى النور من قبل إلا على صفحات «تراثنا» في طبعته هذه التي بين يديك عزيزي القارئ.
أما احتمال كونه مطبوعاً ببغداد من قبل في «سلسلة نفائس المخطوطات» وبعد ذلك في المجموعة الثانية من «رسائل الشريف المرتضى»(7) فمردود بأمرين:
أولهما:
أن بدايات نسخ كتابنا هذا لا تتفق مع بداية الرسالة المنشورة المذكورة آنفاً، في حين أن هذه النسخ تتفق مع ما ذكره الشيخ آقا بزرك الطهراني - رحمه الله - حينما عرف كتاب «المقنع في الغيبة» في الذريعة 123ـ124/22 مستنداً في ذلك على النسخة التي رآها في خزانة الحاج علي محمد منضمة إلى نسخة «الآدب الدينية».
ثانيهما:
أن الرسالة المطبوعة سابقاً - والتي لا تتجاوز الست صفحات - لم تعالج من الشبهات والمسائل المتعلقة بالغيبة ما عالجه كاتبا هذ ا، فقد استوفى كتابنا كل جوانب البحث بدقة شاملة وسعة أفق، وهو ما يوحي به اسم الكتاب أيضاً بخلاف تلك.
____________
(7) أنظر: مقدمة تحقيق كتاب «الذخيرة للمرتضى أيضاً، ص 56 تسلسل 114، والمجموعة الثانية من رسائل الشريف المرتضى: 293 - 298.
|
اعتمدت في تحقيق الكتاب على النسخ التالية،مرتبة حسب أسبقية حصولي عليها:
1-النسخة المحفوظة في المكتبة المركزية لجامعة طهران، برقم 8272، مذكورة في فهرسه 17 / 95، تاريخ الانتهاء، من نسخها 8 شعبان 1070 هـ، بخط إبراهيم بن محمّد الحرفوشي؛ وهي ضمن مجموعة كتب الأستاذ الشيخ محمّد عبده البروجردي المهداة إلى مكتبة جامعة طهران، وهي أكمل النسخ المعتمدة، إذ اشتملت على كامل كتاب «المقنع في الغيبة»، مع تمام كتاب الزيادة المكملة للمقنع إلاّ الورقة الأخيرة منه؛ وهي بقياس 15×5 / 9 سم.
ورمزت لها بـ «أ».
2- النسخة المحفوظة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران، ضمن المجموعة المرقمة 13174، ولا تحتوي هذه النسخة إلا على جزء من كتاب «المقنع» من أوله إلى منتصفه تقريباً، وسقطت منها الأوراق الأخيرة، وفي ضمن الموجود منها خروم متعددة في أثنائها؛ وهي بقياس 5 / 14×9 سم.
ورمزت لها بـ«ب».
3- النسخة المحفوظة في مكتبة مجلس الشوري الإسلامي في طهران أيضاُ، وهي بأول المجموعة المرقمة 5392، مذكورة في فهرسها 16 / 299، وقد سقط من أولها مقدار ورقة كاملة ومن آخرها ورقة واحدة أيضاً، وهي بهذا ضمّت كامل كتاب «المقنع» وكتاب الزيادة المكملة له بكامله أيضاً إلا النقص المذكور آنفاً؛ وهي بقياس 14×5 / 7 سم.
ورمزت لها بـ «ج».
|
ورمزت لها بـ«م».
منهج العمل:
مما سبق يتضح أنه لم تسلم نسخة من النسخ المذكورة من سقوط ورقة أو أوراق منها، مضافاً إلى ذلك ما وقع فيها من أسقاط أو خروم تخللتها، وما ابتليت به من التصحيفات والتحريفات، كإعجام بعض الحروف وهو مما لا يحتاج إلى إعجام أو العكس، أو تأنيث وتذكير بعض الأفعال... وما شابه.
لذلك لم أعتمد إحداها كنسخة أصل رئيسة، بل اعتمدت طريقة التلفيق فيما بينها، لتخرج منها نسخة كاملة تامة تبرز مطالب الكتاب بشكل واضح، تلافياً للنقص الحاصل في النسخ كلها من هنا أو هناك.
وأثبت في الهامش اختلافات النسخ المهمة أو التي لها وجه، دون غيرها مما قد أصلحته.
كما أدرجت في الهامش بعض التعليقات الضرورية، توضيحاً لبعض مطالب أو كلمات المتن.
ووزّعت نص الكتاب بما يتناسب مع مطالبه الكلامية العالية، لإظهارها بشكل واضح، لكي يسهل على القارئ متابعتها وفهمها.
|
شكر وثناء:
أرى لزاماً علي أن أشكر كل من اسدى إليّ معروفاً بتهيئة مصورات النسخ أو قراءة الكتاب وإبداء الملاحظات العلمية حوله، لكي يخرج بأفضل صورة ممكنة.
وأخصّ بالشكر المتواتر سماحة المحقق الخبير العلامة السيد عبدالعزيز الطباطبائي، إذ ادلني أولأ على نسخ الكتاب المخطوطة، وسعى في تصوير بعضها، وثانياً لفضله وتكرمه عليّ بتجشمه عناء مقابلة نسخة «كتاب الزيادة المكملة» المذكورة برقم 4 آنفاً، في مكتبة آية الله المرعشي العامة، وتثبيت اختلافاتها مع بقية النسخ، إذ إنّ الوصول إلى المخطوطات التي لم تتم فهرستها بعد يعدّ من المستحيلات، إلاّ لمن هو أهله، وسما حته من أهله، فكانت هذه إحدى أياديه البيضاء على التراث الشيعي المظلوم، حفظ الله سماحة السيد الطباطبائي ورعاه لإحياء أمرهم عليهم السلام.
وكذا أشكر مؤسسة آل البيت - عليهم السلام - لإحياء التراث، لتيسيرها نشر الكتاب على صفحات «تراثنا» الغرّاء.
حيا الله العاملين على إحياء تراث أهل البيت عليهم السلام ووفقهم لبت علومهم ونشر معارفهم.
وختاماً:
لا أدّعي الكمال في عملي هذا، فهو محاولة عسى الله أن ينفع بها، وما هي
|
والحمد لله أولأ وآخراً.
ذكرى مولد الإمام علي الهادي عليه السلام
15 / 1 / 1412هـ
محمّد علي الحكيم
|
صورة الصفحة الأولى من كتاب «المقنع» من نسخة «أ»
|
|
|
|
|
|
|
مع الصفحة الأولى من كتاب الزيادة المكملة له من نسخة «ج»
|