عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني
القرن الرابع -20- أبو القاسم الزاهي المولود 318 المتوفى 352
لا يهـــــتدي إلى الرشاد من فحص * إلا إذا والـــــى عـــــليا وخــــــلص ولا يـــــذوق شـربـــــة من حوضه * من غـــمس الولا عليه وغـــــمص ولا يشـــــم الــــروح مـــــن جنانه * مــــن قال فيه من عداه وانتـــــقص نفــس النبي المصطفى والصـــــنو * والخـــــليفة الـوارث للعــــــلم بنص مـــــن قـــد أجاب سابقا دعـوتـــــه * وهـــــو غــلام وإلى الله شخــــــص ما عــرف اللات ولا العـــــزى ولا * انثـــــنى إليهــــما ولا حــــــب ونص من ارتــــقى متن النبي صاعـــــدا * وكـسر الأوثان في أولــــــى الفرص وطهر الكعـــــبة من رجس بهـــــا * ثم هـــــوى للأرض عنها وقــــــمص من قـــــد فدا بنـــــفسه محــــــمدا * ولم يكـــــن بنـــــفسه عنه حــــــرص وبــــات من فوق الفراش دونـــــه * وجـــــاد فيــما قد غلا وما رخــــــص مـــــن كــــان في بدر ويوم أحـــــد * قـــــط من الأعناق ما شــــــاء وقص فـــــقال جبريل ونادى : لا فــتـــــى * إلا عـــــلي عــم في القــــــول وخص مـــــن قد عمرو العامري سيـــــفه * فخـــــر كــالفيل هوى وما قحــــــص وراء مـــــا صـــــاح : ألا مبـــارز * فالتوت الأعناق تشكو من وقص(1) مـــــن اعــطي الرايـــــة يوم خيبر * من بعــــــدما بها أخو الدعوى نكص وراح فيهــــا مبصرا مستبصـــــرا * وكـــــان أرمـــــدا بعــــــينيه الرمص فاقتـــــلع الـــــباب ونـــال فتحـــــه * ودك طــود مرحب لما قعــــــص (2) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) وقص العنق : كسرها ودقها. (2) قعصه واقعصه : قتله مكانه. أجهز عليه.
/ صفحة 389 / مـــــن كســـــح البصرة من ناكثها * وقــــص رجــــل عسكـــــر بما رقص وفـــــرق المال وقـــــــال : خمسة * لـــــواحد. فســــــاوت الجند الحصص وقـــــال في ذي اليـــــوم يأتي مدد * وعـــــده فـــــلم يـــــزد ومـــــا نـــقص ومـــــن بصفـــــين نضـــا حسامه * فـــــفلق الهـــــام وفــرق القصص(1) وصـــــد عـــن عمرو وبسر كرما * إذ لقـــــيا بالســـوأتين من شخص(2) ومـــــن أســـــال النهروان بالدما * وقـــــطع العـــــرق الـــذي بها رهص وكـــــذب القائـــــل أن قـــد عبروا * وعـــــد مــن يحصد منهم ويحص(3) ذاك الـــــذي قد جـــمع القرآن في * أحكامـــــه للـــــواجبات والـــــرخص ذاك الـــــذي آثـــــر فـــــي طعـامه * عـــــلى صيامـــــه وجـــــاد بالـقرص فأنـــــزل الله تعـــــالى هــــــل أتى * وذكـــــر الجــــزاء في ذاك وقص(4) ذاك الـــــذي استــوحش منه أنس * أن يشهـــــد الحق فشاهد البرص(5) إذ قـــــال : مــن يشهد بالغدير لي * فبـــــادر الســـــامع وهـــــو قد نكص فقـــــال : أنســـــيت. فقال : كاذب * ســـــوف تـــرى ما لا تواريه القمص يا بـــــن أبي طالب يا مـن هو من * خـــــاتم الأنبـــــياء فـــي الحكمة فص فضلك لا ينكـــــر لكـــــن الــــــولا * قـــــد ساغــه بعض وبعض فيه غص فـــــذكره عـــــند مواليـــــك شفـــا * وذكـــــره عـــــند معـــــاديك غـصص كالطـــير بعض في رياض أزهرت * وابـــــتسم الـــــورد وبعض في قفس وله في ذكر خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وإنها له بنص حديث الغدير قوله : قـــــدمت حـــيدر لي مولى بتأمير * لما عـــــلمت بتنـقـيـبي وتنقيري إن الخلافـــــة مــــن بعد النبي له * كــــانت بأمر من الرحمن مقدور من قال أحمد في يوم (الغدير) له * بالنقـــــل فـي خبر بالصدق مأثور ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) القص : الصدر أو عظمه. (2) مرت قصته عليه السلام مع عمرو وبسر في الجزء الثاني 158، 165. (3) حص الشئ : قطع عنه. (4) أسلفنا نزول هل أتى في العترة الطاهرة وسيدهم في هذا الجزء ص 107 - 111، 69 (5) مر تفصيل قصة أنس في الجزء الأول ص 191.
/ صفحة 390 / : قم يا علي فكن بعدي لهم علما * واسعد بمنقـــلب في البعث محبور مـــــولاهم أنت والموفي بأمرهم * نص بـــوحي على الأفهام مسطور وذاك إن إله العـــــرش قال له : * بلـــــغ وكن عند أمري خير مأمور فإن عـــــصيت ولم تفعل فإنك ما * بلغــــت أمري ولم تصدع بتذكيري وله قوله يمدح أمير المؤمنين عليه السلام ويذكر فرض ولاءه بحديث الغدير : دع الشنـــــاعات أيـــها الخدعه * واركـن إلى الحق واغد متبعه مـــــن وحـــــد الله أولا وأبــــــى * إلا النـــــبي الأمـــــي واتـــبعه مـــــن قال فــيه النبي : كان مع * الحـــــق علي والحق كان معه مـــــن ســـــل سـيف الإله بينهم * سيفا من النور ذو العلى طبعه من هــــزم الجيش يوم خيبرهم * وهـــــز بــاب القموص فاقتلعه من فرض المصطفى ولاه على * الخــــلق بيوم (الغدير) إذ رفعه أشهـــــد أن الـــــذي تقـــول به * يعـــــلم بطـــلانه الــــذي سمعه وقال يمدحه صلوات الله عليه : اُقـــــيم بخـــــم للخـــــلافة حــيدر * ومن قبل قال الطهر ما ليس ينكر غداة دعاه المصطفى وهو مزمع * لــــقصد تبوك وهو للسير مضمر فــــقال : أقم عني بطيبة واعلمن * بأنك للفجـــــار بالحـــــق تقــــهر ولما مضى الطهر النبي تظاهرت * عليه رجــــال بالمقـــال وأجهروا فقـــــالوا : عــــلي قد قلاه محمد * وذاك مـــــن الأعــداء إفك ومنكر فـــــأتبعه دون المعـــرس فانثنى * وقـــــالوا : عــلي قد أتى فتأخروا ولمـــــا أبــان القول عمن يقوله * وأبـــــدى له ما كان يبدي ويضمر فقال : أما ترضى تكون خليفتي * كهارون من موسى ؟ وشأنك أكبر وعلاه خـــير الخلق قدرا وقدرة * وذاك مـــــن الله العـــــلي مـــــقـدر وقـــال رسول الله : هذا إمامكم * لـــــه الله ناجـــــى أيـــــها المتحير / صفحة 391 / * (الشاعر) *: أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف القطان البغدادي النازل بالكرخ في قطيعة الربيع (1) الشهير بالزاهي (2) شاعر عبقري تحيز من شعره إلى أهل بيت الوحي، ودان بمذهبهم، وأدى يمودتهم أجر الرسالة، فكان أكثر شعره الواقع في أربعة أجزاء فيهم مدحا ورثاءا بحيث عد في (معالم العلماء) في طبقة المجاهدين من شعرائهم وصافا، فلم يزل فيه يكافح عنهم ويناطح، وينازل ويناضل، ولذلك لم يلف نشورا بين من كان يناوئهم أو لا يقول بأمرهم، فحسبوه مقلا من الشعر كما في (تاريخ بغداد) وغيره، غير أن جزالة شعره، وجودة تشبيهه، وحسن تصويره، لم يدع لأرباب المعاجم منتدحا من إطراءه. وفي فهم المعنى الذي لا يبارح الخلافة والامامة من لفظ المولى من مثل الزاهي العارف بمعاريض الكلام، والمتسالم على تضلعه في اللغة والأدب العربي، وبثه في نظمه لحجة قوية على الصواب الذي ترتأيه الشيعة في الاستدلال بحديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام. ولد [ الزاهي ] يوم الاثنين لعشر ليال بقين من صفر سنة 318 كما نص به ابن خلكان نقلا عن (طبقات الشعراء) لعميد الدولة. وتوفي ببغداد يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادى الأولى سنة 352 في رواية عميد الدولة ودفن في مقابر قريش. أو بعد سنة 360 فيما قاله الخطيب نقلا عن التنوخي. وأرخه السمعاني كذلك نقلا عن الخطيب. ولما لم يكن في المعاجم عناية بشعره المذهبي الراقي فنحن نذكر منه شطرا فمن ذلك قوله يمتدح به أمير المؤمنين عليه السلام : يا سادتي يا آل ياسيــــن فـقط * عـــليكم الــــوحي من الله هبط لـــــو لاكم لم يقبل الفرض ولا * رحنا لبحر العفو من أكرم شط ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تنسب إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور ومولاه ووالد وزير الفضل بن الربيع (2) نسبة إلى (زاه) قرية من قرى نيسابور يقال في النسبة إليها : زاهي. وازاهى.
/ صفحة 392 / أنــــتم ولاة العهد في الذر ومن * هـــــواهم الله عـــلينا قد شرط ما أحـــــد قـــــايسكم بغــــيركم * ومازج السلسل بالشرب اللمط إلا كمن ضاهى الجبال بالحصا * أو قــــايس الأبحر جهلا بالنقط *** صنو النبي المصطفى والكاشف * الغــماء عنه والحسام المخترط أول مـــــن صـــام وصلى سابقا * إلـى المعالي وعلى السبق غبط *** مكلـــــم الشـــــمس ومــن ردت لـــه * بـــــبابل والغـــــرب منها قــــد قــــبط وراكــــــــض الأرض ومـــــن أنــبع * للعسكر ماء العين في الوادي القحط بحـــــر لـــــديه كـــــل بحـــــر جـدول * يغـــــرف مـــــن تـــــياره إذا اغـتمط وليـــــث غـــــاب كـــــل لـــــيث عنده * بنـــــظره العـــــقل صغـــــيرا إذ قـلط باســـــط عـــلم الله في الأرض ومن * بحـــــبه الـــــرحمن للـــــرزق بــسط سيـــــف لـــــو أن الطفل يلقى سيفه * بكـــــفه فـــــي يـــــوم حــــرب لشمط يخـــــطو إلـــــى الحــــرب به مدرعا * فكم بـــــه قـــــد قــــد من رجس وقط (قوله : مكلم الشمس): أشار به إلى ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال لعلي : يا أبا الحسن كلم الشمس فإنها تكلمك. قال علي عليه السلام : السلام عليك أيها العبد المطيع لله ورسوله. فقالت الشمس : وعليك السلام يا أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين يا علي أنت وشيعتك في الجنة، يا علي أو من تنشق عنه الأرض محمد ثم أنت، وأول من يحيى محمد ثم أنت، وأول من يكسى محمد ثم أنت. فسجد علي عليه السلام لله تعالى وعيناه تذرفان بالدموع، فانكب عليه النبي فقال : يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات. أخرجه شيخ الاسلام الحموئي في (فرائد المطين) ب 38. والخوارزمي في (المناقب) ص 68. والقندوزي في (الينابيع) ص 140. (قوله : ومن ردت له ببابل) / صفحة 393 / حديث رد الشمس لعلي عليه السلام ببابل أخرجه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 152 ط مصر بإسناده عن عبد خير (1) قال كنت مع علي. أسير في أرض بابل و حضرت الصلاة صلاة العصر قال : فجعلنا لا نأتي مكانا إلا رأيناه أفيح من الآخر. قال : حتى أتينا على مكان أحسن ما رأينا وقد كادت الشمس أن تغيب. قال : فنزل علي ونزلت معه قال : فدعا الله فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر قال : فصلينا العصر ثم غابت الشمس. قوله : (ومن أنبع للعسكر ماء العين): أشار به إلى ما رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 162 بإسناده عن أبي سعيد التيمي التابعي المعروف بعقيصا أنه قال : كنا مع علي في مسيره إلى الشام حتى إذا كنا بظهر الكوفة من جانب هذا السواد، عطش الناس واحتاجوا إلى الماء، فانطلق بنا علي حتى أتى بنا على صخرة ضرس من الأرض كأنها ربضة عنز فأمرنا فاقتلعناها فخرج لنا ماء، فشرب الناس منه وارتووا، قال : ثم أمرنا فأكفأناها عليه. قال وسار الناس حتى إذا مضينا قليلا قال علي : منكم أحد يعلم مكان هذا الماء الذي شربتم منه ؟ قالوا : نعم يا أمير المؤمنين. قال : فانطلقوا إليه. قال فانطلق منا رجال ركبانا و مشاة فاقتصصنا الطريق حتى انتهينا إلى المكان الذي نرى أنه فيه. قال : فطلبناها (2) فلم نقدر على شئ حتى إذا عيل علينا انطلقنا إلى دير قريب منا فسألناهم : أين الماء الذي هو عندكم ؟ قالوا : ما قربنا ماء. قالوا : بلى، إنا شربنا منه. قالوا : أنتم شربتم منه ؟ قلنا : نعم. قال [ صاحب الدير ] : ما بني هذا الدير إلا بذلك الماء، وما استخرجه إلا نبي أو وصي نبي. وأخرجه الخطيب في تاريخه 12 ص 305. ومن قصيدته الطائية قوله : وهـــو لكــــــــل الأوصيـــــاء آخر * بضبطه التوحيد في الخلق انضبط باطـــــن علم الغــيب والظاهر في * كشـــف الإشارات وقطب المغتبط أحـــــيى بحد سيـــــفه الـــدين كما * أمـــــات مـــــا أبـدع أرباب اللغط ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرت ترجمته وثقته في ج 1 ص 63. (2) أي الصخرة.
/ صفحة 394 / مفـــــقه الأمـــــة والقـاضي الذي * أحــــاط من علم الهدى ما لم يحط والنـــبأ الأعظم والحجة والمحنة * والمصباح فـــــي الخــــطب الورط حــبل إلى الله وباب الحطة الفاتح * بالرشـــــد مغـــــاليق الخـــــطــــط والقـــــدم الصـــدق الذي سيط به * قلـــــب امـــــرأ بالخطوات لم يسط ونهــــر طالوت وجنب الله والعين * التـــــي بنـــــورها العـــــقل خـــبط والأذن الواعـــــية الصــماء عن * كـــــل خـــــنا يغـــــلط فيه من غلط حسن مآب عند ذي العرش ومن * لـــــولا أيـــــاديه لكـــــنا نخـــــتبـــط (قوله : الأذن الواعية) إشارة إلى ما أخرجه الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) 1 ص 62 عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال : يا علي إن الله عز وجل أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي وأنزلت هذه الآية : وتعيها أذن واعية. فأنت أذن واعية لعلمي. وأخرجه جمع من الحفاظ وقال القاضي عضد الأيجي في (المواقف) 3 ص 276 : أكثر المفسرون (في قوله تعالى) : وتعيها أذن واعية إنه علي. وله في مدح مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قوله : وال عــــــليا واستـــــضئ مقباسه * تــــــدخل جنـــــانا ولتسقي كأسه فمــــــن تــــــولاه نجـــــا ومن عدا * مــــــا عــــرف الدين ولا أساسه أول مــــــن قــــــد وحـــــد الله وما * ثــــــنى إلــى الأوثان يوما رأسه فــــــدى النــــبي المصطفى بنفسه * إذ ضيقــــــت أعــــــداؤه أنفــاسه بــــــات عـــــــلى فرش النبي آمنا * والليــــــل قــــد طافت به أحراسه حتــــــى إذا مــــا هجم القوم على * مستيقــــــظ بنــــــصله أشمـــاسه ثار إليهم فتــــــولوا مــــــزقـــــــا * يمنعــــــهم عــــــن قــربه حماسه مكســـــر الأصنام في البيت الذي * أزيــــــح عن وجه الهدى غماسه رقى على الكاهل من خير الورى * والــــــدين مقــــــرون بـه أنباسه ونكس الــــــلات وألقــــــى هبــلا * مهــــــشما يقــــــلبه انتــــــكاســه وقــــــام مـــولاي على البيت وقد * طهــــــره إذ قــــــد رمــى أرجاسه / صفحة 395 / واقتلع البـــــاب اقـــتلاعا معجزا * يسمـــــع فـــــي دويـــــه ارتجاسه كـــــأنه شـــــرارة لـــمـــــوقـــــد * أخـــــرجها مـــــن نـــــاره مقباسه مــن قد ثنى عمرو بن ود ساجيا * إذ جـــــزع الخـــــندق ثـــــم جـاسه مـن هبط الجب ولم يخش الردى * والـــــماء منحـــــل السقــا فجاسه مـــــن أحـرق الجن برجم شهبه * أشواظـــــه يقـــــدمها نحـــــاســــه حـــــتى انثـــــنـــت لأمره مذعنة * ومنهـــــم بالعـــــوذ إحتـــــراســــه (بيان) : أشار بقوله : من هبط الجب. إلى ما أخرجه الإمام أحمد في المناقب عن علي عليه السلام قال : لما كان ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يستقي لنا من الماء ؟ فأحجم الناس عنه فقام علي فاعتصم بالقربة ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل : تأهبوا لنصر محمد وحزبه. فهبطوا من السماء لهم لفظ يزعر من سمعه فلما مروا بالبئر سلموا عليه من أولهم إلى آخرهم إكراما له وتبجيلا. شرح ابن أبي الحديد 1 ص 450. وله في مدحه صلوات الله عليه قوله : هـــذا الذي أردى الوليد وعتبة * والعامري وذا الخمار ومرحبا هـذا الذي هشمت يداه فوارسا * قـــــسرا ولـم يك خائفا مترقبا في كل منبت شعره من جسمه * أســــد يمد إلى الفريسة مخلبا وله فيه سلام الله عليه قوله : أبا حـــــسن جعــلتك لي ملاذا * ألـــــوذ بـــه ويشملني الزماما فكن لي شافعا في يوم حشري * وتجعـــــل دار قدسك لي مقاما لأنـــــي لـــــم أكـــن من نعثلي * ولا أهـــــوى عتـيق ولا دماما وله مادحا أهل البيت الطاهر قوله : يا لائمي في الولا هل أنت تعتبر * بمن يوالي رسول الله أو يـــذر؟ قوم لو أن البحار تنزف بالأقـلام * مشقـــــا وأقــلام الدنا شجر(1) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أشار إلى ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قوله : لو أن الأشجار أقلام، والبحر مداد، والجن حساب، والإنس كتاب ما أحصوا فضايل علي بن أبي طالب. مناقب الخوارزمي ص 1 : 259 كفاية الطالب 123، تذكرة السبط س 8.
/ صفحة 396 / والإنس والجــــن كتـــــاب لفضـــــلهم * والصحـــــف ما احتوت الآصال والبكر لم يكتبوا العـــــشر بــل لم يعد جهدهم * فـــــي ذلك الفـــــضل إلا وهـــو محتقر أهـــــل الفخــــار وأقطاب المدار ومن * أضحـــــت لأمـــــرهـــــم الأيـــام تأتمر هم آل أحمد والصيد الجحاجحة الزهر * الغـــــطارفــــة العـــــلوية الـــــغـــــرر والبيض من هاشم والأكرمون أولــوا * الفـــضل الجليل ومن سادت بهم مضر فافطن بعقلك هل في القدر غـــيرهم ؟ * قـــــوم يكـــــاد إليـــــهم يرجـــــع القدر اعـــطوا الصفا نهلا اعطوا النبوة من * قـــــبل الـــــمزاج فلـــــم يحلق بهم كدر وتوجـــــوا شـــــرفا مـــــا مثله شرف * وقـــــلدوا خـــــطرا مـــــا مثـــــله خطر حـــــسبي بهم حجـــــجا لله واضـــــحة * يجـــــري الصـــــلاة عليهم أينما ذكروا هـــــم دوحة المجد والأوراق شيعتهم * والمصــطفى الأصل والذرية الثمر (1) وله في رثاء أهل البيت قوله : يـــا آل أحــمد ماذا كان جرمكم ؟ * فكــــل أرواحـــكم بالسيف تنتزع تلـــــفى جموعـــــكم شتى مفرقة * بــين العباد وشمل الناس مجتمع وتستـــــباحون أقـــــمارا منكسة * تهــــوى وأرؤسها بالسمر تقترع ألستــــم خير من قام الرشاد بكم * وقوضت سنن التضليل والبدع ؟! ووحـــــد الصـــمد الأعلى بهديكم * إذ كنـــــتم عـــــلما للـرشد يتبع ؟ مــا للحوادث لا تجري بظالمكم ؟ * مــــا للمصائب عنكم ليس ترتدع منـــــكم طـريد ومقتول على ظمأ * ومنـــــكم دنـــف بالسمر منصرع وهارب في أقاصي الغرب مغترب * ودارع بـــــدم اللبـــــات منــدرع ومقصد مـــــن جـــدار ظل منكدرا * وآخـــــر تحـــــت ردم فــوقه يقع ومـــــن محـــرق جسم لا يزار له * قـــــبر ولا مشهــــد يأتيه مرتدع وإن نسيت فلا أنسى الحسين وقد * مالـــت إليه جنود الشرك تقترع فجـــــسمه لحوامي الخـــيل مطرد * ورأســـــه لسنان السمر مرتفع وله في رثائهم سلام الله عليهم قوله : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) فيه إيعاز إلى ما مر في هذا الجزء ص 8، 9.
/ صفحة 397 / بنو المصطفى تفنون بالسيف عنوة * ويســـــلمني طيف الهجوع فأهجع؟ ظلـــــمتم وذبحـــــتم وقـــــسم فيئكم * وجــــار عليكم من لكم كان يخضع فما بقعة في الأرض شرقا ومغـربا * وإلا لكـــــم فـــــيه قتـــيل ومصرع وله في رثاء الإمام السبط الشهيد عليه السلام قوله : أعـــــاتب عــيني إذا أقصرت * وأفـــني دموعي إذا ما جرت لذكـــــراكم يا بني المصطفى * دموعي على الخط قد سطرت لكم وعليكم جفـــــت غمضها * جفوني عن النوم واستشعرت أمثـــــل أجسادكـــــم بالعراق * وفـــــيها الأســـــنة قد كسرت أمثلكـــم في عراص الطفوف * بـــــدورا تـــــكسف إذ أقمرت غدت أرض يثرب من جمعكم * كـــــخط الصحيـــفة إذ أقفرت وأضحـــــى بــكم كربلا مغربا * كـــــزهر النجـــوم إذا غورت كأني بزينـــــب حـول الحسين * ومنـــــها الـــذوائب قد نشرت تمـــــرغ في نحـــــره وجـهها * وتبـدي من الوجد ما أضمرت وفـــــاطمة عـــــقلها طـــــاير * إذ الســوط في جنبها أبصرت وللسبط فوق الـــــذي جـــــثة * بفــــــيض دم النحر قد عقرت وفتـــــيته فــــوق وجه الثرى * كمثـــــل الأضـاحي إذ اجزرت وأرؤسهـــــم فوق سمر القنا * كمثـــــل الغــصون إذا أثمرت ورأس الحـسين أمام الرفاق * كغـــــرة صبـــــح إذا أسفــرت وله في رثائه صلوات الله عليه قوله : ابكي يا عــــين ابكي آل رسول * الله حـــــــتى تخــد منك الخدود وتقلب يا قلب في ضرم الحزن * فمـــا في الشجـــــــا لهم تفنيد فهم النخـــــــل باسقات كما قال * ســـــــوام لهـــــن طلع نضيد وهـــم في الكتاب زيتونة النور * وفـــــــيها لكـــــــل نـار وقود وبأسمـــــــائهم إذا ذكــــــر الله * بأسمـــــــائه اقـــــــتران أكيد غادرتهم حوادث الدهر صرعى * كــــل شهم بالنفس منه يجود / صفحة 398 / لست أنسى الحسين في كربــلاء * وهو ظــــــــام بين الأعادي وحيد ساجــــــــد يلــــــــثم الثرا وعليه * قــــــــضب الهــــــند ركع وسجود يطــــــــلب الماء والفـرات قريب * ويــــــــرى المــاء وهو عنه بعيد يا بـني الغدر من قتلتم ؟ لعمري * قــــــــد قتــلتم من قام فيه الوجود وله في أهل البيت الطاهر سلام الله عليهم : قـــــــــوم سماؤهم السيوف وأرضهم * أعـــــداؤهم ودم النحــــــــور بحورها يستمطــــــــرون مـــن العجاج سحائبا * صوب الحتوف على الزحوف مطيرها وحــــــــنادس الفتن التــــي إن أظلمت * فشمــــــــوسها آرائهــــــــم وبــدورها ملــــــــكوا الجــــنان بفضلهم فرياضها * طــــــــرا لهـــــــم وخيامها وقصورها وإذا الــــــــذنوب تضــــــــاعفت فبحبهم * يعــــــطي الأمان أخا الذنوب غفورها تلك النجــــــــوم الزهـــــــر في أبراجها * ومــــــــن السنــــين بهم تتم شهورها أخذنا ترجمة (الزاهي) من تاريخ بغداد 11 ص 350. يتيمة الدهر 1 ص 198. أنساب السمعاني. مناقب ابن شهر آشوب ومعالمه. تاريخ ابن خلكان 1 ص 390. مرآة الجنان 2 ص 349. مجالس المؤمنين 459. بحار الأنوار 10 ص 255 الكنى والألقاب 2 ص 257. دائرة المعارف للبستاني 9 ص 161. الأعلام للزركلي 2 ص 659 . |