عقائد الشيعة الإمامية
>>
القاضي الكراجكي
(رسالة
البيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان)
من
كتاب كنز الفوائد لفقيه الأصحاب أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي المتوفى
449 هـ
في
الإمامة والخلافة:
ويجب
أن يعتقد أن حجج الله تعالى بعد رسوله الذين هم خلفاؤه، وحفظة شرعه، وأئمة أمته،
اثنا عشر أهل بيته، أولهم أخوه وابن عمه، وصهره، بعل فاطمة الزهراء ابنته، ووصيه
على أمته، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، ثم الحسن بن علي الزكي، ثم الحسين بن علي
الشهيد، ثم علي بن الحسين زين العابدين، ثم محمد بن علي باقر العلوم، ثم جعفر بن
محمد الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي التقي،
ثم علي بن محمد المنتجب، ثم الحسن بن علي الهادي، ثم الخلف الصالح بن الحسن المهدي
- صلوات الله عليهم أجمعين -
لا
إمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا لهم عليهم السلام ولا يجوز الاقتداء في
الدين إلا بهم، ولا أخذ معالم الدين إلا عنهم. وأنهم في كمال العلم والعصمة من
الآثام نظير الأنبياء عليهم السلام
وأنهم
أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
وأن
إمامتهم منصوص عليها من قبل الله على اليقين والبيان
وأنه
سبحانه أظهر على أيديهم الآيات، وأعلمهم كثيرا من الغائبات، والأمور المستقبلات،
ولم يعطهم من ذلك إلا ما قارن وجها يعلمه من اللطف
والصلاح
وليسوا
عارفين بجميع الضمائر والغائبات على الدوام، ولا يحيطون بالعلم بكل ما علمه الله
تعالى
والآيات
التي تظهر على أيديهم هي فعل الله دونهم، أكرمهم بها، ولا صنع لهم فيها
وأنهم
بشر محدثون، وعباد مصنوعون، لا يخلقون، ولا يرزقون، ويأكلون ويشربون، وتكون لهم
الأزواج، وتنالهم الآلام والأعلال، ويستضامون، ويخافون فيتقون، وأن منهم من قتل،
ومنهم من قبض
وأن
إمام هذا الزمان هو المهدي ابن الحسن الهادي، وأنه الحجة على العالمين، وخاتم
الأئمة الطاهرين، لا إمامة لأحد بعد إمامته، ولا دولة بعد دولته، وأنه غائب عن
رعيته، غيبة اضطرار وخوف من أهل الضلال، وللمعلوم عند الله تعالى في ذلك الصلاح.
ويجوز
أن يعرف نفسه في زمن الغيبة لبعض الناس
وأن
الله عز وجل سيظهره وقت مشيئته
ويجعل
له الأعوان والأصحاب
فيمهد
الدين به، ويطهر الأرض على يديه، ويهلك أهل الضلال، ويقيم عمود الإسلام، ويصير
الدين كله لله
وأن
الله عز وجل يظهر على يديه عند ظهوره الأعلام، وتأتيه المعجزات بخرق العادات، ويحيي
له بعض الأموات
فإذا
قام في الناس المدة المعلومة عند الله سبحانه قبضه إليه، ثم لا يمتد بعده الزمان،
ولا تتصل الأيام حتى تكون شرائط الساعة، وإماتة من بقي من الناس، ثم يكون المعاد
بعد ذلك
ويعتقد
أن أفضل الأئمة عليهم السلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأنه لا يجوز أن يسمى
بأمير المؤمنين أحد سواه
وأن
بقية الأئمة -صلوات الله عليهم- يقال لهم: الأئمة، والخلفاء، والأوصياء، والحجج،
وإن كانوا في الحقيقة أمراء المؤمنين، فإنهم لم يمنعوا من هذا الاسم لأجل معناه،
لأنه حاصل لهم على الاستحقاق، وإنما منعوا من لفظه حشمة لأمير المؤمنين عليه السلام
وأن
أفضل الأئمة بعد أمير المؤمنين، ولده الحسن، ثم الحسين، وأفضل الباقين بعد الحسين،
إمام الزمان المهدي - صلوات الله عليه - ثم بقية الأئمة بعده على ما جاء به الأثر
وثبت في النظر
وأن
المهدي عليه السلام هو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله: "لو لم يبق من
الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يظهر فيه رجل من ولدي يواطئ
اسمه اسمي، يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا"
فاسمه
يواطئ اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيته تواطئ كنيته، غير أن النهي قد ورد
عن اللفظ، فلا يجوز أن يتجاوز في القول أنه المهدي، والمنتظر، والقائم بالحق،
والخلف الصالح، وإمام الزمان، وحجة الله على الخلق
ويجب
أن يعتقد أن الله فرض معرفة الأئمة عليهم السلام بأجمعهم، وطاعتهم، وموالاتهم،
والاقتداء بهم، والبراءة من أعدائهم وظالميهم... وأنه لا يتم الإيمان إلا بموالاة
أولياء الله، ومعاداة أعدائه