- أوائل المقالات - الشيخ المفيد ص 133:
152 - القول في إبليس أهو من الجن أم من الملائكة؟
وأقول: إن إبليس من الجن خاصة، وإنه ليس من الملائكة ولا كان منها، قال الله
تعالى: {إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ
فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} وجاءت الأخبار متواترة عن أئمة الهدى من آل محمد
عليهم السلام بذلك، وهو مذهب الإمامية كلها، وكثير من المعتزلة وأصحاب الحديث.
- تصحيح اعتقادات الإمامية - الشيخ المفيد
ص 108، 111:
فصل: في الصراط قال أبو جعفر
اعتقادنا في الصراط أنه حق، وأنه جسر.
قال الشيخ المفيد أبو عبد الله رحمه الله: الصراط في اللغة هو الطريق، فلذلك
سمي الدين صراطا، لأنه طريق إلى الصواب، [وله سمي] الولاء لأمير المؤمنين والأئمة
من ذريته عليهم السلام صراطا.
ومن معناه قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا صراط الله المستقيم، وعروته
الوثقى التي لا انفصام لها. يعني: أن معرفته والتمسك به طريق إلى الله سبحانه.
وقد جاء الخبر بأن الطريق يوم القيامة إلى الجنة كالجسر يمر به الناس، وهو
الصراط الذي يقف عن يمينه رسول الله صلى الله عليه وآله وعن شماله أمير المؤمنين
عليه السلام ويأتيهما النداء من قبل الله تعالى: {أَلْقِيَا
فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} وجاء الخبر أنه لا يعبر الصراط يوم القيامة إلا
من كان معه براءة من علي بن أبي طالب عليه السلام من النار.
وجاء الخبر بأن الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف على الكافر. والمراد
بذلك أنه لا تثبت لكافر قدم على الصراط يوم القيامة من شدة ما يلحقهم من أهوال يوم
القيامة ومخاوفها، فهم يمشون عليه كالذي يمشي على الشيء الذي هو أدق من الشعرة وأحد
من السيف. وهذا مثل مضروب لما يلحق الكافر من الشدة في عبوره على الصراط، وهو طريق
إلى الجنة وطريق إلى النار، يشرف العبد منه إلى الجنة ويرى منه أهوال النار.
وقد يعبر به عن الطريق المعوج فلهذا قال الله تعالى: {وَأَنَّ
هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} فميز بين طريقه الذي دعا إلى سلوكه من الدين،
وبين طرق الضلال.
وقال الله تعالى فيما أمر به عباده من الدعاء وتلاوة القرآن: {اهدِنَا
الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} فدل على أن ما سواه صراط غير مستقيم.
وصراط الله تعالى دين الله، وصراط الشيطان طريق العصيان، والصراط في الأصل
على ما بيناه هو الطريق، والصراط يوم القيامة هو الطريق المسلوك إلى الجنة أو النار
على ما قدمناه.