عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ الصدوق
- الاعتقادات - الشيخ الصدوق ص 21، 22:
قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه المصنف لهذا الكتاب اعلم أن اعتقادنا في التوحيد أن الله تعالى واحد أحد، ليس كمثله شيء قديم لم يزال سميع بصير عليم حكيم حي قيوم عزيز قدوس قادر غني. لا يوصف بجوهر ولا جسم ولا صورة ولا عرض ولا خط ولا سطح ولا ثقل ولا خفة ولا سكون ولا حركة ولا مكان ولا زمان.
- الاعتقادات - الشيخ الصدوق ص 21، 22:
وأنه تعالى متعال عن جميع صفات خلقه خارج من الحدين حد الإبطال وحد التشبيه.
وأنه تعالى شيء لا كالأشياء أحد صمد لم يلد فيورث ولم يولد فيشارك ولم يكن له كفء أحد ولا ند ولا ضد ولا شبه ولا صاحبة ولا مثل ولا نظير ولا شريك لا تدركه الأبصار والأوهام وهو يدركها لا تأخذه سنة ولا نوم وهو اللطيف الخبير خالق كل شيء لا إله إلا هو له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين.
- الاعتقادات - الشيخ الصدوق ص 22، 26:
ومن قال بالتشبيه فهو مشرك ومن نسب إلى الإمامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب.
وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل وإن وجد في كتاب علمائنا فهو مدلس.
والأخبار التي يتوهمها الجهال تشبيها لله تعالى بخلقه فمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها.
لأن في القرآن: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} ومعنى الوجه: الدين والدين هو الوجه الذي يؤتى الله منه ويتوجه به إليه.
وفي القرآن: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} والساق: وجه الأمر وشدته.
وفي القرآن: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} والجنب: الطاعة.
وفي القرآن: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} والروح هي روح مخلوقة جعل الله منها في آدم وعيسى عليهما السلام وإنما قال روحي كما قال بيتي وعبدي وجنتي وناري وسمائي وأرضي.
وفي القرآن: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} يعني نعمة الدنيا ونعمة الآخرة.
وفي القرآن: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} والأيد: القوة ومنه قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ} يعني ذا القوة.
وفي القرآن: {يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} بقدرتي وقوتي.
وفي القرآن: {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يعني ملكه لا يملكها معه أحد.
وفي القرآن: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} يعني بقدرته.
وفي القرآن: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} يعني وجاء أمر ربك.
وفي القرآن: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} يعني عن ثواب ربهم.
وفي القرآن: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ} أي عذاب الله.
وفي القرآن : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} يعني مشرفة تنظر ثوابها ربها.
وفي القرآن: {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} وغضب الله عقابه، ورضاه ثوابه.
وفي القرآن : {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} أي تعلم غيبي ولا أعلم غيبك.
وفي القرآن: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} يعني انتقامه.
وفي القرآن: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}.
وفي القرآن: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ} والصلاة من الله رحمة ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء.
وفي القرآن: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
وفي القرآن: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}.
وفي القرآن: {اللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ}.
وفي القرآن: {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ}.
وفي القرآن: {نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} ومعنى ذلك كله أنه عز وجل يجازيهم جزاء المكر وجزاء المخادعة، وجزاء الاستهزاء وجزاء السخرية وجزاء النسيان وهو أن ينسيهم أنفسهم كما قال عز وجل: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} لأنه عز وجل في الحقيقة لا يمكر ولا يخادع ولا يستهزئ ولا يسخر ولا ينسى تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا. وليس يرد في الأخبار التي يشنع بها أهل الخلاف والإلحاد إلا مثل هذه الألفاظ ومعانيها معاني ألفاظ القرآن.