عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ الصدوق
- الاعتقادات - الشيخ المفيد ص 34، 35:
قال الشيخ أبو جعفر رحمه الله اعتقادنا في ذلك قول الصادق عليه السلام لزرارة حين سأله فقال: ما تقول يا سيدي في القضاء والقدر؟ قال: "أقول إن الله تعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما قضى عليهم".
والكلام في القدر منهي عنه، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام لرجل قد سأله عن القدر، فقال: "بحر عميق فلا تلجه". ثم سأله ثانية فقال: "طريق مظلم فلا تسلكه"، ثم سأله ثالثة فقال " سر الله فلا تتكلفه".
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في القدر: "ألا إن القدر سر من سر الله وستر من ستر الله، وحرز من حرز الله، مرفوع في حجاب الله، مطوي عن خلق الله، مختوم بخاتم الله، سابق في علم الله، وضع الله عن العباد علمه ورفعه فوق شهاداتهم، لأنهم لا ينالونه بحقيقته الربانية، ولا بقدرته الصمدانية ولا بعظمته النورانية، ولا بعزته الوحدانية، لأنه بحر زاخر مواج خالص لله تعالى، عمقه ما بين السماء والأرض، عرضه ما بين المشرق والمغرب، أسود كالليل الدامس، كثير الحيات والحيتان، يعلو مرة ويسفل أخرى، في قعره شمس تضيء لا ينبغي أن يطلع إليها إلا الواحد الفرد، فمن تطلع عليها فقد ضاد الله في حكمه، ونازعه في سلطانه، وكشف عن سره وستره، وباء بغضب من الله، ومأواه جهنم وبئس المصير".
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام عدل من عند حائط مائل إلى مكان آخر، فقيل له: يا أمير المؤمنين، تفر من قضاء الله؟ فقال عليه السلام: "أفر من قضاء الله إلى قدر الله".
وسئل الصادق عليه السلام عن الرقي، هل تدفع من القدر شيئا؟ فقال: "هي من القدر".