عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ الصدوق
- الاعتقادات- الشيخ المفيد ص 92، 93:
قال الشيخ رحمه الله: اعتقادنا في عددهم أنهم مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، ومائة ألف وصي وأربعة وعشرون ألف وصي، لكل نبي منهم وصي أوصى إليه بأمر الله تعالى.
ونعتقد فيهم أنهم جاءوا بالحق من عند الحق، وأن قولهم قول الله تعالى، وأمرهم أمر الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ومعصيتهم معصية الله تعالى. وأنهم عليهم السلام لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه.
وأن سادة الأنبياء خمسة الذين عليهم دارت الرحى وهم أصحاب الشرايع، وهم أولو العزم: نوح، إبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين. وأن محمدا سيدهم وأفضلهم، وأنه جاء بالحق وصدق المرسلين.
وأن الذين كذبوا لذائقوا العذاب الأليم، وأن الذين {آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفائزون.
ويجب أن نعتقد أن الله تعالى لم يخلق خلقا أفضل من محمد والأئمة، وأنهم أحب الخلق إلى الله، وأكرمهم عليه، وأولهم إقرارا به لما أخذ الله ميثاق النبيين {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى}.
وأن الله تعالى بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وآله إلى الأنبياء في الذر.
وأن الله تعالى أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته نبينا، وسبقه إلى الإقرار به.
وأن الله تعالى خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته عليهم السلام وأنه لولاهم لما خلق الله السماء والأرض، ولا الجنة ولا النار، ولا آدم ولا حواء، ولا الملائكة ولا شيئا مما خلق، صلوات الله عليهم أجمعين.
- الاعتقادات- الشيخ المفيد ص 93، 95:
واعتقادنا أن حجج الله تعالى على خلقه بعد نبيه محمد صلى الله عليه وآله الأئمة الإثنا عشر: أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن الحجة القائم صاحب الزمان خليفة الله في أرضه، صلوات الله عليهم أجمعين.
واعتقادنا فيهم: أنهم أولوا الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم. وأنهم الشهداء على الناس. وأنهم أبواب الله، والسبيل إليه، والأدلاء عليه. وأنهم عيبة علمه، وتراجمة وحيه وأركان توحيده. وأنهم معصومون من الخطأ والزلل. وأنهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وأن لهم المعجزات والدلائل. وأنهم أمان لأهل الأرض، كما أن النجوم أمان لأهل السماء. وأن مثلهم في هذه الأمة كسفينة نوح أو كباب حطة. وأنهم عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
ونعتقد فيهم أن حبهم إيمان، وبغضهم كفر، وأن أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهي الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ووليهم ولي الله تعالى، وعدوهم عدو الله تعالى، ومعصيتهم معصية الله تعالى. ونعتقد أن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه، إما ظاهر مشهور أو خائف مغمور.
ونعتقد أن حجة الله في أرضه، وخليفته على عباده في زماننا هذا، هو القائم المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وأنه هو الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله عن الله عز وجل باسمه ونسبه. وأنه هو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما.
وأنه هو الذي يظهر الله به دينه، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وأنه هو الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، حتى لا يبقى في الأرض مكان إلا نودي فيه بالأذان، ويكون الدين كله لله تعالى.
وأنه هو المهدي الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وآله أنه إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلى خلفه، ويكون المصلي إذا صلى خلفه كمن كان مصليا خلف رسول الله، لأنه خليفته.
ونعتقد أنه لا يجوز أن يكون القائم غيره، بقي في غيبته ما بقي، ولو بقي في غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره، لان النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام دلوا عليه باسمه نسبه، وبه نصوا، وبه بشروا صلوات الله عليه.
وقد أخرجت هذا الفصل من كتاب الهداية.