عقائد الشيعة الإمامية / شرف الدين الموسوي
الرد على مسائل جار الله
نظرة الشيعة إلى حكام الدول الإسلامية وقضاتها وعلمائها
المسألة الخامسة: زعم ان الشيعة ترى حكومات الدول الاسلامية وقضاتها وكل علمائها طواغيت، إلى آخر كلامه.
فأقول: خلط الحابل بالنابل، والجائر بالعادل، كأنه لا يدري أن الطواغيت من الحكومات وقضاتها عند الشيعة إنما هم الظالمون الغاشمون المستحلون من آل محمد ما حرم الله ورسوله، الباذلون كل مالديهم من سطوة وجبروت في ان يبيدوا العترة الطاهرة من جديد الارض، وقد وازرهم على هذا قضاة الرشوة، وعلماء التزلف المراؤون الدجالون فبلغوا في تسويد صحائف الشيعة كل مبلغ، وألصقوا بهم كل عائبة، إرجافاً بهم وافتراء عليهم، وجرأة على الله تعالى، واستخفافاً بحرماته عز وجل، وتهجينا لمذهب أهل البيت، وتشويهاً للوجه الحق، وتصحيحاً لما كان يرتكبه الغاشمون من النهب والسلب، والشتم والضرب، وتحريق البيوت، وتقطيع النخيل، وقتل الرجال، واصطفاء الأموال، فأي جناح على من اعتبر تلك الحكومة اليزيدية وقضاتها وعلماءها طواغيت؟ وهل في الخارج أو الذهن مصاديق للطواغيت سوى امثالهم؟.
أما غيرهم من حكومات الاسلام فإن من مذهب الشيعة وجوب موازرتهم في أمر يتوقف عليه عز الاسلام ومنعته، وحماية ثغوره وحفظ بيضته، ولا يجوز عندهم شق عصا المسلمين، وتفريق جماعتهم بمخالفته، بل يجب على الأمة ان تعامل سلطانها القائم بأمورها والحامي لثغورها معاملة الخلفاء بالحق، وان كان عبداً مجدع الاطراف، فتعطيه خراج الأرض ومقاسمتها وزكاة الانعام وغيرها، ولها ان تأخذ منه ذلك بالبيع والشراء وسائر أسباب الانتقال، كالصِلات والهبات ونحوها، ولا إشكال في براءة ذمة المتقبل منه بدفع القبالة اليه، كما لو دفعها إلى إمام الحق، هذا مذهبنا في الحكومات الاسلامية ـ كما فصلناه في المراجعة 82 من مراجعاتنا ـ لكن موسى جارالله واضرابه يريدون اغراء الحكومات الاسلامية بالشيعة ضرراً وبغياً (وتفريقاً بين المؤمنين وارصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون) .