عقائد الشيعة الإمامية
>>
القاضي الكراجكي
(رسالة
البيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان)
من
كتاب كنز الفوائد لفقيه الأصحاب أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي المتوفى
449 هـ
في
النبوة العامة والخاصة:
وأن
أفضل الأنبياء أولو العزم، وهم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله
عليه وآله وعليهم
وأن
محمد بن عبد الله’ أفضل الأنبياء أجمعين، وخير الأولين والآخرين. وأنه خاتم
النبيين
أن
آباءه من آدم عليه السلام إلى عبد الله بن عبد المطلب - رضوان الله عليهم - كانوا
جميعا مؤمنين، وموحدين لله تعالى عارفين، وكذلك أبو طالب -رضوان الله عليه-
ويعتقد
أن الله سبحانه شرف نبينا صلى الله عليه وآله بباهر الآيات، وقاهر المعجزات، فسبح
في كفه الحصى، ونبع من بين أصابعه الماء، وغير ذلك مما قد تضمنته الأنباء، وأجمع
على صحته العلماء، وأتي بالقرآن المبين، الذي بهر به السامعين ! وعجز من الإتيان
بمثله سائر الملحدين
وأن
القرآن كلام رب العالمين، وأنه محدث ليس بقديم
ويجب
أن يعتقد أن جميع ما فيه من الآيات الذي يتضمن ظاهرها تشبيه الله تعالى بخلقه، وأنه
يجبرهم على طاعته أو معصيته، أو يضل بعضهم عن طريق هدايته، فإن ذلك كله لا يجوز
حمله على ظاهرها، وأن له تأويلا يلائم ما تشهد به العقول مما قدمنا ذكره في صفات
الله تعالى، وصفات أنبيائه
فإن
عرف المكلف تأويل هذه الآيات فحسن، وإلا أجزأ أن يعتقد في الجملة أنها متشابهات،
وأن لها تأويلا ملائما، يشهد بما تشهد به العقول والآيات المحكمات، وفي القرآن
المحكم والمتشابه، والحقيقة والمجاز، والناسخ والمنسوخ، والخاص
والعام
ويجب
عليه أن يقر بملائكة الله أجمعين، وأن منهم جبرئيل وميكائيل، وأنهما من الملائكة
الكرام، كالأنبياء بين الأنام، وأن جبرئيل هو الروح الأمين الذي نزل بالقرآن على
قلب محمد خاتم النبيين، وهو الذي كان يأتيه بالوحي من رب العالمين
ويجب
الإقرار بأن شريعة الإسلام التي أتى بها محمد صلى الله عليه وآله ناسخة لما خالفها
من شرائع الأنبياء المتقدمين
وإنه
يجب التمسك بها والعمل بما تضمنته من فرائضها، وأن ذلك دين الله الثابت الباقي إلى
أن يرث الله الأرض ومن عليها، لا حلال إلا ما أحلت ولا حرام إلا ما حرمت، ولا فرض
إلا ما فرضت، ولا عبادة إلا ما أوجبت
وإن
من انصرف عن الإسلام، وتمسك بغيره، كافر ضال، مخلد في النار، ولو بذل من الاجتهاد
في العبادة غاية المستطاع
وإن
من أظهر الإقرار بالشهادتين كان مسلما
ومن
صدق بقلبه ولم يشك في فرض أتى به محمد صلى الله عليه وآله كان مؤمنا
ومن
الشرائط الواجبة للإيمان، العمل بالفرائض اللازمة، فكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم
مؤمنا
وقوله
تعالى:
إِنَّ
الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ إنما أراد به الإسلام الصحيح التام، الذي
يكون المسلم فيه عارفا، مؤمنا، عالما بالواجبات، طائعا