موقع عقائد الشيعة الإمامية . الصفحة الرئيسية
لا يوجد سبب يبرر دفاع الوهابية ومن سبقهم من أقلام بني أمية عن معاوية بن أبي سفيان غير شيء واحد هو قتال هذا الرجل لأمير الؤمنين علي بن أبي طالب وبغضه له لا غير، وإليك أخي المسلم بعض دفاعهم وتعظيمهم له مما يندى له جبين كل منصف ومحب لمحمد وآل محمد:
حديث النبي صلى الله عليه وآله (لا أشبع الله بطنه) في معاوية حديث صحيح عند السنة ورد في صحيح مسلم وغيره من الصحاح وبأسانيد معتبرة كما يصفونها، لذا لم يكن أمام حزب بني أمية ومن تبعهم من الوهابية إلا اللجوء إلى التأويل والتحريف وإن كلف ذلك إلى الابتذال والسقوط في اتهام النبي صلى الله عليه وآله في أخلاقه.
فهذا مسلم يقف موقف المدافع عن معاوية ففتح بابا في صحيحه تحت عنوان (باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة) وقد أدرج دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على معاوية (لا أشبع الله بطنه) ضمن هذا الباب. وهذا يعني عدة أمور:
1- أن النبي ليس كما وصفه تعالى بأنه على خلق عظيم وإنه كباقي البشر يلعن ويشتم ويجلد بلا حق.
2- أن النبي أخطا في لعن معاوية وإنه لا يستحق ذلك.!
3- أن النبي رغم علمه بأن معاوية لم يستحق ذلك لم يعتذر منه.!
4- والنتيجة إن النبي صلى الله عليه وآله أخطا في دعائه على معاوية لذا فهذا الدعاء أصبح لمعاوية أجراً وزكاة ورحمة.!
ومستند مسلم في ذلك حديث رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اللهم "إنما أنا بشر، فإيما رجل من المسلمين سببته او لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة" وهذا يعني أن النبي يلعن ويسب ويجلد من لا يستحق ذلك. فهذا والله كذب صريح يتعارض مع أول بديهيات أخلاق النبي صلى الله عليه وآله كيف وهو الذي قال عز وجل فيه "وإنك لعلى خلق عظيم" إن هذا غاية سوء الظن بالنبي الكريم.
وهكذا فقد أخطأ النبي فلعن وسب وجلد من لا يستحق ذلك من المسلمين، بل ولعن من يستحق المدح والثناء.!!!! الله أكبر.
كيف يكون ذلك وكيف يعقل وقد قال سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله:
سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر". وكيف يلعن النبيّ صلى الله عليه وآله مسلماً وهو يقول: "لعنُ المؤمن كقتله" كما رواه مسلم في باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، من كتاب الإيمان. ويقول: "لا يكون اللعّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة". ويقول: " لا ينبغي لصدّيق أن يكون لعّاناً". كما رواهما مسلم، في باب النهي عن لعن الدوابّ، من كتاب البرّ والصلة. وروى مسلم في هذا الباب، عن أبي هريرة: "أنّه قيل: يا رسول الله! ادع على المشركين؟ قال: إنّي لم أُبعث لعّاناً، وإنّما بعثت رحمة". وروى فيه أيضاً: "أنّه سمع النبيُّ صلى الله عليه وآله في بعض أسفاره امرأةً لعنت ناقتها، فقال: خذوا ما عليها ودعوها، فإنّها ملعونة. وفي رواية: "لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة".مع أنّ ذلك ليس من أخلاقه صلى الله عليه وآله، فقد كان كما وصفه الله تعالى: "إنّك لعلى خلق عظيم، فكيف يكون سيّئ الخلق لعّاناً؟!.
وروى البخاري في كتاب الآداب، في باب لم
يكن النبيّ فاحشاً ولا متفحّشاً، عن أنس، قال: "لم يكن النبيّ صلى الله عليه وآله
سبّاباً، ولا فحّاشاً، ولا لعّاناً، كان يقول لأحدنا عند المعتبة ما له تَرِب
جبينه".
وروى في الباب عن عائشة: "أنّ يهوداً أتوا النبيّ صلى الله عليه وآله فقالوا: السام
عليكم. فقالت عائشة: عليكم، ولعنة الله وغضب الله عليكم. قال: مهلا يا عائشة! عليك
بالرفق، وإيّاك والعنف والفحش". الحديث.
فكيف يكون سبّاباً للمؤمنين كأقلّ البشر؟!
أو كيف يجلد أحداً جَوراً وهو يقول: "المسلم من سلم الناس من يده ولسانه" كما في
أوائل صحيح البخاري؟!
ثم لو فرضنا أن النبي صلى الله عليه وآله -حاشا له ذلك- يغضب كما
نغضب في لحظة من لحظات الغضب ودعا على معاوية بما لا يستحق. أليس يفترض به إذا كان
أخطأ -حاشا له ذلك- بحق معاوية في لحظة غضب أن يعتذر له بعد أن ذهب الغضب عنه. إلا
إذا كان النبي عندهم يكابر أيضا ولا يعتذر لمن ظلمه.!!!
نعم، ربّما يلعنُ بعضَ المنافقين وفراعنة الأُمّة، الّذين ينزون على منبره نزو
القردة; لكشف حقائقهم، إذ يعلم بابتلاء الأُمّة بهم، كبني أُميّة، الشجرة الملعونة
في القرآن، لكنّ أتباعهم وضعوا الحديث الذي صيّروا فيه اللعنة زكاةً ليعمّوا على
الناس أمرهم، ويجعلوا لعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لهم لغواً، ودعاءه على
معاوية بأن "لا يشبع الله بطنه" باطلا، فجزاهم عن نبيهم ما يحق بشأنهم.
5- فضائل اخترعها علمائهم لمعاوية كدعوته خال المؤمنين
للوقوف على حقيقة معاوية بن أبي سفيان
أدعوك أخي المسلم لقراءة الفصل الذي خصصه العلامة الأميني في معاوية بن أبي سفيان في موسوعة الغدير
معاوية بن أبي سفيان بقلم العلامة الأميني